مفكّر وكتاب/تمّوز 2019
مقابلة مع العالِم جاك فينيو Jacques Vigne
حاوره البروفسور لويس صليبا
لمن يودّ متابعة كلمة د. فينيو في مؤتمر اليوغا وعلم النفس:
Jacques Vigne د. جاك فينيو
المؤتمر العلمي الدولي الأول: اليوغا وعلم النفس، الذي نظّمه منتدى فيلون للأبحاث والحوار في الجامعة اللبنانية الفرنسية ULF ديك المحدي يوم السبت 25/5/2019 كان فرصة للقاء العديد من الأطبّاء وعلماء النفس وحكماء اليوغا الذين شاركوا في هذا الحدث العلمي الأوّل في لبنان والشرق الأوسط. وعلى رأس هؤلاء الطبيب النفساني والعالِم الفرنسي المتخصّص في اليوغا وعلم النفس واستخداماتهما في العلاجات الطبّية والنفسية الجسدية البروفسور جاك فينيو الذي حضر خصّيصاً إلى لبنان للمشاركة في هذا المؤتمر. فكان لنا معه لقاء طويل وحوار ننقل في التالي أبرز ما جاء فيه.
بروفسور فينيو، ماذا عن الأبحاث العلمية الأخيرة في اليوغا والتأمل،والتي عرضتَ أبرزها في المؤتمر؟
شهدت السنة الجارية 2019 تزايداً ملحوظاً في البحوث عن اليوغا والتأمّل، فقد تخطّى عددها حتى يومنا هذا الخمسة آلاف بحث لكلّ من هذين المجالَين.
-ماذا يعني لك هذا الكمّ الهائل من البحوث العلمية في مجال يعتبر جديداً بالنسبة إلى العلم؟
إنّه لأمرٌ مشجّع لمستقبل البشرية أن نشهد هذا التلاقي القويّ والملموس بين المناهج التقليديّة للتطوّر الداخلي والعلم الحديث.
-بروفسور فينيو لنبدأ أولاً بتحديد مختلف أنماط اليوغا، كي نتيح للقارئ فهماً واضحاً للمجال الذي نتحدّث عنه.
في عرض بسيط فالهاتا يوغا جزء من مجموعة تمارين جسديّة ونفسيّة تسمّى راجا يوغا. وإضافة إلى ذلك هناك البهاكتي يوغا: يوغا التقوى والتكرّس. الجنانا يوغا: يوغا المعرفة. والكارما يوغا: يوغا العمل.
-وماذا بشأن التأمّل وأنواعه وأنماطه؟
أما من ناحية طرق التأمّل فالتمييز العملي الأكثر تداولاً هو بين طرق التأمّل البؤري Focalisation، أو التركيز حيث نتبع موضوعاً ونوجّه انتباهنا نحوه، وطرق تأمّل المراقبة حيث نراقب بعد أن نضع أنفسنا خارج ذهننا الخاصّ إذا صحّ التعبير.
-على ماذا تركّزت مواضيع البحوث في التأثيرات الطبّية الإيجابية لليوغا؟
مواضيع البحوث في اليوغا هي في الغالب في التشنّج Stress، القلق، الاكتئاب، الأوجاع، أمراض القلب والشرايين بما فيها الضغط المرتفع، ومضاعفات الجرحة القلبية والربو.
-هل من بحوث تناولت تأثير اليوغا على أمراض السرطان؟
بالفعل، فإنّنا نجروء اليوم على إجراء أبحاث عن اليوغا أو التأمّل والسرطان، فقد انتقلنا من سبعة أبحاث سنة 2005، إلى 41 بحثاً في 2012، فإلى 58 بحثاً سنة 2017.
-أين وكيف تجرى هذه البحوث ومن الذي يموّلها؟
أبرز ما يمكن أن نذكر في هذا المجال هو أن الحكومة الهندية خصّصت مؤخّراً مبلغ 100 مليون يورو لإنشاء مستشفى أيورفيدي أي الطب الهندي مختصّ بالسرطان في بومباي، وسيُلحق بمركز بحوث السرطان أو معهد تاتا لبحوث السرطان في بومباي.
-هل تولي الحكومة الهندية عناية خاصّة ببحوث اليوغا؟
بالطبع، فمنذ 2014 استحدثت الحكومة الهندية وزارة مستقلّة عن وزارة الطبّ الحديث وهي وزارة اليوغا والأيورفيدا Ayush، وهي تقوم بأبحاثها الخاصّة في هذين المجالَين، كما تجمع وتوثّق أبحاث الآخرين.
-هل لك أن تذكر لنا بعض إنجازات هذه الوزارة المستحدثة؟
على سبيل المثال وُضعت على صعيد الأيورفيدا أو الطب الهندي لائحة ضمّت 1200 بحثاً علمياً نُشر في مجلّات علمية في الصيدلة والطبّ هندية ودولية. ويمكننا أن نزوّد من يرغب بنسخة من هذه اللائحة.
-ماذا عن البحوث العلمية عن اليوغا والتأمّل في الغرب؟
في الغرب فأوّل منظّمة قامت بأبحاث علمية عن التأمّل هي حركة التأمّل التجاوزي TM، وقد تجاوز عدد أبحاثها الخمسماية، ولا تزال تتابع البحث. وقد استعنتُ بالمجلّدات الخمسة لمجموعة أبحاثها عندما وضعتُ أطروحتي للدكتوراه في الطب النفساني.
-وهل من منظّمة أخرى أولت البحوث العلمية في اليوغا عناية خاصّة؟
إن تقنية سودارشان كريا التي يعلّمها شري شري رافي شانكار وقد ظهرت في الثمانينات أجرت حتى اليوم 70 بحثاً علمياً عن فوائدها الصحّية والنفسية.
-أية تقنية تأمّل كانت الأكثر عناية بالبحوث الطبّية واستخدامات اليوغا في العلاجات الجسدية والنفسجسدية؟
إنها بلا ريب تقنيةReduction MBSR: Mind Base Stress، فقد أجرت حتى اليوم 600 بحث علمي، ووصل عدد الأبحاث عنها وعن شقيقتها تقنية التأمّل المدموجة مع العلاجات الإدراكية MBCT اليوم إلى نحو 1900 بحث علمي عن طريقتي التأمّل هاتين.
-ماذا الآن عن التأثيرات المثبتة للتأمّل بحسب مستوى الممارسة؟
يمكننا أن نلحظ عند المبتدئين في التأمّل ظهور عدد من النتائج الإيجابية وذلك بعد ساعات أو أيامٍ أو أسابيع قليلة من التأمّل. فدماغهم يُظهر ردّات فعل أقلّ للوزة الدماغ Amygdale تجاه التشنّج Stress، ولوزة الدماغ هي مركز ردّة الفعل على الخوف والتهديد. كما يظهر عندهم تحسّن في الانتباه بعد أسبوعَين فقط من الممارسة، بما في ذلك تحسّن في التركيز، وتنشيط الذاكرة، وانخفاض مستوى الشرود الفكريّ.
-هل أجريت أبحاث علمية على متأمّلين جدد من طلّاب المدارس والجامعات؟
بالطبع، والمتأمّلين الجدد من التلامذة يحقّقون نتائج أفضل في امتحانات الدخول إلى الجامعة كما أثبتت الأبحاث.
-هل أظهرت الأبحاث تأثيرات إيجابية لليوغا في المجالات الاجتماعية والعلاقات بين الناس؟
بالتأكيد، فطرق تأمّل الرحمة Méditation de Compassion مثلاً أظهرت نتائج إيجابية عديدة مثل تحسّن الانسجام مع الغير وذلك في علاقات الفرد العائلية والاجتماعية عموماً.
-تحدّثتَ عن آثار إيجابية لليوغا والتأمل في علاج أمراض السرطان، هل يمكن أن تضرب لنا مثلاً عملياً على ذلك؟
لنأخذ المؤشّرات البيولوجية للالتهاب كمثل. فقد أظهرت البحوث الطبّية الكلينيكية أنها تتدنّى بعد ثلاثين ساعة من ممارسة التأمّل. والالتهاب سببٌ أساسي من أسباب السرطان وأمراض القلب والشرايين، وأمراض السرطان والقلب تفتك ب 80% من الناس.
-ماذا الآن عن قدامى المتأمّلين، والبحوث العلمية بشأنهم؟
أمّا قدامى المتأمّلين أي من تأمّل نحو ألف ساعة أو أكثر فالنتائج العلمية للأبحاث التي أجريت عليهم أكثر صلابةً ووضوحاً من نتائج الأبحاث عند المتأمّلين الجدد. فقد سُجّل لديهم مثلاً انخفاض ملحوظ في نسبة الأفكار المهووسة بالأنا الصغير، وكذلك انخفاض في وتيرة حركة التنفّس ما يشير إلى انخفاض الاستقلاب Métabolisme.
-ماذا يعني ذلك عملياً، ولا سيما من الناحية الطبّية؟
من مارس التأمّل 10 آلاف ساعة وشارك في خلوات عديدة للتأمّل تنخفض عنده دورة التنفسّ إلى مستوى 1.6 أبطأ مقارنة بآخر من نفس العمر والجنس (ذكر أم أنثى). فهذا الأخير يتنفّس على مدى سنة كاملة بمعدّل نحو 800ألف دورة تنفّس أكثر من المتأمّل، وهو أمرٌ غير محمود صحّياً.
-هل أظهرت الأبحاث تأثيرات طبّية سريعة وحاسمة لليوغا والتأمّل في بدايات الممارسة؟
أجل، فإن مجرّد يوم واحد من الممارسة المكثّفة أو خلوة تأمّل كفيلٌ بتنشيط جهاز المناعة. والمؤشّرات الإيجابية لحالات التأمّل تستمرّ حتى خلال النوم.
-ماذا عن الأبحاث العلمية والطبّية في المختبر؟
ومن ناحية الأبحاث العلمية في المختبر نلاحظ منذ خمس سنوات ازدياداً سريعاً للأبحاث على MBCT: Mind Based Cognitive Therapy، وهي مزيج من العلاجات التي تستند إلى الوعي الكلّي والعلاجات الإدراكية Thérapies Cognitives
-هل لك أن توجز لنا خلاصة نتائج هذه الأبحاث؟
في رؤية أكثر شمولاً يمكن أن نقولَ إن العلاج الإدراكي يلعب إلى حدّ ما دور المعلّم Guru في التقليد الهندي والذي يراقب التلميذ ويدفعه إلى تصحيح تصرّفاته. وفي الحالتين فهذا يُفضي إلى توازن مع التأمّل نفسه.
-ماذا تعني تحديداً بقولك هذا؟
نميل عادة، عندما نكون من المتأمّلين، إلى الاعتقاد أنّنا على مستوى أرفع ممّا نحن عليه في الواقع. بيد أن مصاعب الحياة اليوميّة تقودنا بانتظام إلى العودة إلى الواقع، وقد أظهر العلاج الإدراكي أثراً حاسماً في هذا المجال.
-هل من الممكن أن تذكر لنا بعض الأمثلة على الأبحاث العلمية في العلاجات الإدراكية؟
أعرف طبيباً فرنسيّاً، وهو بروفسور في الطب النفساني David de Fonseca وهو مسؤول مؤتمر العلاجات الإدراكية والسلوكيّة في جنوب شرق فرنسا. وقد أكّد لي أن المؤتمر السنوي الذي يمتدّ إلى ثلاثة أيّام يخصّص دوماً يوماً كاملاً منها لأبحاث التأمّل وتأثيره الإيجابي الفعّال في هذه المجالات.
-ماذا يقول حكماء اليوغا عن علاقة التأمّل بعلم النفس، والعلم عموماً؟
معلّمي سوامي فيجاينندا بدأ التأمّل وهو في عمر 19 سنة، وتوفي في عمر 95 سنة. ما يعني أنّه مارس التأمّل بانتظام طيلة 76 عاماً، من بينها 50 عاماً من التأمّل المكثّف في الهند بنسبة عشر ساعات تأمّل يوميّاً. أي ما مجموعه 180 ألف ساعة تأمّل. وممّا كان يقوله بشأن العلاقة بين التأمّل وعلم النفس إن أفضل علوم النفس هو ما نقوم به بنفسنا على نفسنا بفضل علم النفس، كما كان يعتبر أن اليوغا علمٌ بمعنى أنّنا إذا أجرينا التجارب نفسها في نفس الظروف، فسنحصل على نفس النتائج.
-نودّ أن تضرب لنا مثلاً عملياً مفيداً للقارئ العاديّ عن استخدام التأمّل في العلاجات النفسية.
واحدة من أبرز تقنيّات العلاجات السلوكية والإدراكيّة هي إبطال التحسّس Désensibilisation: نضع أنفسنا في حالة من الراحة الفعليّة والعميقة، ونُخرج مشكلة داخليّة، مثلاً فوبيا (رهاب) الكلاب السود، وهذه الفوبيا تسبّب لنا توتّرات بطريقة أو بأخرى. وعندها نسترخي من جديد ونعود بأسرع ما يمكن وبأتمّ ما يمكن إلى حالة الراحة العميقة السابقة، ونبدأ من جديد فنزيد من قوّة الفوبيا بالتخيّل، ممّا يخلق رابطاً جديداً. عندها نمحو الرابط الأوّل أي الصورة الرهابية-التشنّج العضلي، ونحلّ محلّها الرابط المعاكس أي الصورة الرهابية-الاسترخاء. وهذا ما يساهم بطريقة ملحوظة في آليّة الشفاء. ويأتي في هذا السياق الراحة والاسترخاء الناتجَين عن وضعات اليوغا وتقنيّات التنفّس والتأمّل.
-الأرق أو عدم القدرة على النوم هو مرض العصر في أيامنا، فهل نجد علاجاً له في اليوغا يجنّبنا استخدام المهدّئات التي تفوق أضرارها فوائدها؟
في السفارا يوغا Svara Yoga نعمد إلى النوم في جانب المنخار المقفل لنتجنّب إحساساً بفتحه. فإذا نمنا من جانب المنخار المقفل فرئة هذا الجانب سيكبس عليها السرير. وخلافاً لذلك فالرئة التي في جانب السقف تكون حرّة ويتاح لها المزيد من التمدّد. وعندما تتمدّد القصبات الهوائية يميل المنخار إلى أن ينفتح. ولكنّنا في الوضعية هذه التي اخترناها فالمنخار الذي هو من جهة السقف مفتوح من الأساس، وبالتالي فما من أيّ تغيير. وعندها يعطي الدماغ الإذن بالنوم. أمّا في الحالة المعاكسة، فيميل المنخار المقفل إلى أن ينفتح، وحتّى إن لم ينفتح تماماً، فهذا الأمر يُبقي الدماغ في حالة إنذار، إذ يتكوّن عنده انطباعٌ بأن مجهوداً كبيراً سيلي. وبالفعل فعندما نصعد الدرج أو عندما نركض بضع عشرات من الأمتار فالمنخار المقفل سينفتح بسرعة ليتيح للجسم أن يتنشّق المزيد من الأوكسيجين بواسطة المنخارين المفتوحين والاستعداد بالتالي لهذا المجهود الكبير.
-هل يمكن لإحساس خفيف كهذا أن يحول دون النوم؟
واضح أن الدماغ إذا شعر بأنّ صرفاً كبيراً للطاقة سيتمّ، فهو لن يعطي عندها الأمر بالنوم. وقد ندهش من أن إحساساً خفيفاً كتحسّس بداية فتح منخار مقفل يمكن أن يحول دون النوم. لكن لنذكر هنا أنّ أزيزَ بعوضة صغيرة يمكن أن يمنعنَا من النوم طوال الليل.
بروفسور فينيو: المحور الأخير من أسئلتنا سيدور حول التأمّل التقليدي مقارنة بالمقاربة الغربية لتقنيّات التأمّل.
والسؤال الأول ماذا عن الموقف الغربي الذي يفصل بين التأمل واليوغا من ناحية وبين الخٌلقية المقرونة بها في الشرق؟
في غياب موقف خلقيّ واضح فالطاقة المكتسبة ستهدرها تدريجيّاً أخطاء السلوك. ليغدو الأمر كمحاولة ملء دلوٍ مثقوب، فبالرغم من كلّ الجهود، فمستوى الماء لن يرتفع.
-ماذا عن النوايا الغيريّة، والتي نجدها مغيّبة غالباً في طرق تعليم اليوغا في الغرب؟
النوايا الغيريّة أساسيّة ونفتقدها في تأمّل يحصر همّه وهدفه في الرفاهيّة الشخصيّة، ممّا يبعدنا عن روحيّة اليوغا وجوهر تعاليمها.
-ماذا تقول في الإيمان، وهل هو ضروريّ للحصول على التأثيرات الإيجابية لليوغا؟
-أفضّل بالأحرى أن أتحدّث ثقة متجذّرة: لا الإيمان الأعمى، بل ثقة بعمل تقليدي أثمر خلال مئات الأجيال.
-غالباً ما يتحدّثون عن أهمّية دور المعلّم في اليوغا، وضرورة العودة إليه. فماذا تقول في ذلك؟
أفضّل أن أستخدم تعبير “المرشد الشخصي”: فالكتب والمعلومات على الإنترنت وممارسة منعزلة في الزاوية لا تكفي. وأن يكون عندنا معلّم على مستوى عالٍ من الوعي أمرٌ مهمّ. ولكن، وفي غياب ذلك، فيجب أن لا نتردّد من أن نستشير من يعرف أكثر منّا في الموضوع.
-هل للتقوى من دور في اليوغا والتأمّل؟
-التقوى ضروريّة من أجل تطوّر داخلي منسجم.
-ما هو دور جماعة ممارسي التأمّل واليوغا في دعم الفرد اليوغيّ أو المتامّل؟
-الجماعة: نحن مزوّدون بـ “عصيبات مرآة” Neurones Miroir، ويمكن أن نستخدمها في الاتّجاه الصحيح بمعاشرة أناس أكثر تطوّراً منّا: فلا يبقى لنا عندها سوى أن تقتدي بهم. فالاقتداء الواعي والاختياري محرّك قدير وطبيعي للتحوّل.
-كيف يتمّ تتويج التطوّر في ممارسة اليوغا والتأمّل؟
تتويج التطوّر في ممارسة اليوغا يكمن بتحوّل ثابت للفكر والسلوك وفي الاتّجاه الصحيح بالطبع. وبهذا المعنى يقول القدّيس يوحنا الصليبي: “إن الأصدقاء القدامى لله لا يستطيعون بتاتاً أن يخدعوه”.
-ماذا عن عامل الوقت؟ وهل يمكن تسريع آلية الإفادة من تأثيرات اليوغا والتأمّل؟
عامل الوقت أساسي في ترسيخ الممارسة وفوائدها. كان معلّمي يكرّر دوماً على مسمعي: أعطِ تلامذتك الوقت الكافي ليهضموا ما تقول وتعلّم، فأنت لا تستطيع أن تضرب العشب لتسرّع في نموّه.
-هل من مخاطر أو آثار جانبية سلبية لممارسة اليوغا أو التأمّل؟
اليوغا والتأمّل عملية تنظيف وتطهير داخلي. وغالباً ما تقارن ببساطة بعملية تنظيف الأسنان بالفرشاة: يحتمل أن تنكسر الفرشاة داخل الفم وتسبّب ألماً لمن يستخدمها، بيد أن احتمال وقوع حدث كهذا لا يصل حتى إلى واحد بالألف.
-أي أثر ينتظر أن تحدثه اليوغا في المجتمع اللبناني؟
في بلد تكثر فيه التشنّجات والتلوّث البيئي والنفسي تبدو اليوغا ليست رياضة فكرية وجسدية وحسب، بل هي حاجة صحّية ونفسية-جسدية ماسّة، وهذا ما يفسّر انتشارها الواسع في هذا الوطن الصغير واتّساع دائرة الاهتمام بها. ونجاح مؤتمر اليوغا وعلم النفس الذي شاركتُ فيه، والشريحة الواسعة التي استقطبها من اللبنانيين من مختلف انتماءاتهم الدينية وتوجّهاتهم الفكرية والسياسية دليل على ما أقول.