مقدمة كتاب أديان الهند وتأثيرها في المسيحية والإسلام/تأليف لويس صليبا
المؤلّف/Auteur: أ. د. م. لويس صليبا Lwiis Saliba
مستهند وأستاذ محاضر ومدير أبحاث في علوم الأديان والدراسات الإسلامية
عنوان الكتاب: أديان الهند وتأثيرها في المسيحية والإسلام
دراسة في التفاعل الهندوي-الإبراهيمي وفي تعاليم كريشنامورتي (1895-1986)
Title: Religions of India and their Influence on Christianity & Islam
A Study in Indo-Abrahamic Interaction and the Teachings of Krishnamurti (1895-1986)
عدد الصفحات: 280ص
سنة النشر: طبعة أولى 2025
الناشر: دار ومكتبة بيبليون
طريق الفرير، حي مار بطرس، شارع 55، مبنى 53، جبيل/بيبلوس-لبنان
ت: 09540256، 03847633، ف: 09546736
Byblion1@gmail.com www.DarByblion.com
2025©-جميع الحقوق محفوظة، يُمنع تصوير هذا الكتاب، كما يُمنع وضعه للتحميل على الإنترنت تحت طائلة الملاحقة القانونية.
ديباجة الكتاب
مدخل إلى بحوثه وطروحاته
هذا السِفر الذي يوضع الآن بين يديّ القارئ، ليس الأوّل للمؤلّف، كاتب هذه السطور، في أديان الهند والدراسات الهندية، وعساه لا يكون الأخير. فهذه الدراسات ليست مجال اختصاصه الأكاديمي وحسب، بل هي موضوع البحث والاختبار الأحبّ إلى قلبه وفكره. ذلك أنّها امتازت منذ أقدم الأزمنة، ولا تزال، بأنّها تجمع في آن الحكمة النظرية والتجربة الذوقية والعملية. والبحث في مجالها هو بالتالي نموذج رفيعٌ وراقٍ للمعرفة الاختبارية التي طالما دعا إليها غوتاما بوذا وامتدحها وأثنى عليها ([1]). ويكفي القارئ تصفّح عناوين المباحث في فهرس المحتويات كي يتأكّد من صحّة هذه المقولة.
ويجمع هذا المصنّف بين الدفّتين دراسات وُضعت ونُشرت في حقبات وأزمنة وأمكنة متباينة أشير إليها في بدايات كلّ بحث، وهي تدور بمجملها حول محور أساسي حاز ولا يزال على اهتمام المؤلّف ألا وهو التفاعل بين أديان الهند، ولا سيما الهندوسية والبوذية منها، والديانات الإبراهيمية وخصوصاً المسيحية والإسلام.
ولا يرى الكاتب ضرورة ملحّة لعرض متتالٍ لمواضيع أبواب الكتاب وفصوله، وهو ما كان دأبه في مقدّمات سائر مؤلّفاته، لذا يستعيضُ هنا عن ذلك بعرض موجز لأبرز محاور هذا الكتاب ومناقشة بعض طروحاتها.
ظاهرة اللاعنف ورسوخها في أديان الهند
والموضوع الأوّل أو الأبرز الذي يجوب مختلف أبواب الكتاب يبقى اللاعنف الذي تميّزت به أديان الهند لا سيما بالمقارنة مع ما يلقى الباحث خصوصاً والإنسان العادي عموماً من عنف في الأديان الإبراهيمية نصّاً وتاريخاً، وهو موضوع خصّص له الباحث مصنّفين وعدد آخر من الدراسات.([2]) ([3]) وهذا السِفر يتناول اللاعنف من خلال أبرز أربعة نماذج له عبر التاريخ: بوذا، يسوع، غاندي والدلاي لاما. وما أحوج منطقة الشرق الأوسط المعذّبة والحافلة ماضياً وحاضراً بالحروب والاضطرابات إلى نماذج حقيقية وواقعية وصادقة في اللاعنف كتلك التي يجسّدها أيّ من الأربعة هؤلاء.
فمنذ 2500 سنة طرح غوتاما بوذا معادلة بسيطة لكنها عميقة الدلالة ولمّا تزل تصلح قاعدة للاعنف في المجتمعات البشرية وبينها، وكذلك بين الإنسان العاقل Homo Sapiens والحيوان وحتى سائر الكائنات الحيّة. وذلك عندما كان يردّد على مسامع البراهمة (رجال الدين الهندوس) والملوك والزعماء قولة شهيرة له يحسن التفكّر والتأمّل بها: “من السهل القضاء على الحياة، ولكن من المستحيل منحها!” (ب2/ف2):
Il est facile de tuer mais impossible de donner la vie([4])
والبيّنات على صحّة هذه القاعدة لا يحصرها العدّ، وتتجلّى أمام أعين الناس في كلّ زمان ومكان، فأيّة معركة من معارك الحروب تكفي لإبادة الألوف، ولكن من ذا الذي يستطيع منح الحياة، وإن لدقائق معدودة لمن حُرمَ منها بشراً كان، أو حتى حشرة وبعوضة؟!
أفلا تكفي هذه الحقيقة الثابتة كأساس ومنطلق لاحترام الحياة بأشكالها كافّة؟ لا سيّما وأن الإنسان يعلم تمام العلم أن لا سلطة له بتاتاً في منحها؟ وقد اغتصب باستمرار وعبر تاريخه الطويل السلطة في حرمان الآخرين منها!!
التقاء البوذية والمسيحية حول رفض الذبائح الحيوانية
البوذية والمسيحية كانت كلّ منهما ثورة في علاقة الإنسان بالحيوان، تقول مباحث ب2/ف2. فقضتا على تقاليد الذبائح والقرابين الحيوانية (وحتى البشرية في حالات محدّدة) ([5]) في الهندوسية واليهودية. وهي خطوة حاسمة في تطوّر وترقّي موقف الكائن البشري من سائر الكائنات. والمسيح ضحّى بنفسه في سبيل البشرية، في حين ضحّى آخرون بالبشرية في سبيل أنفسهم. قدّم نفسه قرباناً، وجعل جسده ودمه هو القربان كما يحكي التقليد المسيحي ويصرّ على هذا السرّ (أو السرّاني) Sacrement. وكانت هذه التقدمة افتداء للذبائح الحيوانية وبديلاً عنها. وأصرّ غوتاما بوذا قبله على أن الأضاحي الحيّة التي يقدّمها البراهمة لا جدوى لها ولا فائدة، وعلى الإنسان بالأحرى أن يحفظ حياة سائر الكائنات ويحافظ عليها، ويستعيض عن قتلها تقرّباً وقرباناً بقتل الرغبة. Vallet, op. cit, p73
كما نجح بوذا ويسوع، تضيف بحوث ب2/ف2، في البقاء فوق النزاعات والصراعات والتناقضات السياسية، وما أكثرها في عصر كلٍّ منهما. مع فارقٍ أساسي خلاصته أن المسيحية ضيّعت أو ضحّت بتعاليمها في اللاعنف والحياد تجاه السلطة الدنيوية ما أن ذاقت طعم الحكم مع الأمبراطور قسطنطين وحلاوة السلطة مع تحوّلها ديناً للأمبراطورية الرومانية الشاسعة. في حين نجح الأمبراطور أشوكا البوذي في مقاومة إغراء استخدام العنف لبسط السيطرة وفرض قناعاته الدينية على أبناء رعيّته، وللكاتب بحث مقارن مستفيض في ذلك.([6])
الدلاي لاما يتابع مسيرة غاندي
ورائد اللاعنف في الزمن الحديث والمعاصر يبقى المهاتما غاندي بلا منازع. وب1/ف2 يدرس تجربته الراقية والمميّزة والفريدة هذه من زاوية أثرها في العالم العربي. ولو عمل الزعماء، أو حتى بعضهم، بمعادلته البسيطة والواقعية: حكمة الحكيم تكمن بالاستغناء لا بالاقتناء لتغيّر وجه الكثير من مجتمعات هذه المنطقة! فكم يجمّع الإنسان، فرداً وجماعات، ويقتني من أشياء لا تفيده، وقد تضرّه، فهل يتعلّم أن يستغني عوض أن يقتني؟! لو فعل لحُلّ الكثير من مشكلاته العويصة تلقائياً! ولطالما نصح الحكماء ودعوا إلى حياةٍ بسيطة Simple Life مقابل ما تخترع وتلفّق وتفبرك المجتمعات الصناعية وما بعد الصناعية للإنسان من “حاجات” لا حاجة فعلية له بها كي يبقى مجرّد مستهلكٍ لمنتجاتها وتابع لها، في حين أنّه يتوهّم الحرّية!
الدلاي لاما وأهمّية الدعوة إلى الحوار
وقداسة الدلاي لاما الحالي يُقرّ بتتلمذه على المهاتما غاندي وفضل هذا الأخير عليه. “أشعر بمديونيّتي لغاندي” يقول (ب2/ف4). وهو يؤكّد ويذكّر أن العنف يُدخل الفرد والشعوب في حلقةٍ مفرغة ومن الفعل وردّات الفعل التي لا تنتهي. ويدعو إلى حوار الأديان علاجاً لكثير من ظواهر العنف والصراعات. ويصل إلى حدّ القول: “إن الحوار بين الأديان أهمّ من الدعوة إلى ديننا”، وهي مقولة لافتة لا سيما وأن البوذية دين دعوة وتبشير، فأن يصل أحد كبار قادتها وزعمائها إلى هذه القناعة ويعبّر عنها ببساطة ووضوح لا لُبس فيه، فهذا لوحده دليل قاطع على الأهمّية الملحّة لحوار الأديان في زمننا. وتبقى نصيحة قداسته لمن يغيّر دينه وينتقل من إيمانٍ إلى آخر مدعاة تفكّر وتبصّر، فهو يوصي بأن لا يعادي هذا الأخير وحتى أن لا يقطع مع دينه الأصلي، بل بالحري أن يبقى في حالة مصالحةٍ معه شكلاً ومضموناً: “غيّر وعيك، ودع هيئتك الخارجية كما هي” يقول له (ب2/ف4).
صديقي العدوّ
وتجذّر الدلاي لاما في ثقافة اللاعنف وفي عيشه لها يظهر واضحاً في مخاطبته لعدوّه أي الصين التي احتلّت بلاده وهجّرته هو وشعبه، فهو يقول عنه وله: “صديقي العدوّ” Mon ami l’ennemi ما يذكّر بتعليم المسيح الذي طالما كرّره: {أحبّوا أعداءكم، وأحسنوا إلى مبغضيكم، وباركوا لاعنيكم، وصلّوا إلى المسيئين إليكم}. (لوقا6/27-28). والآية الأخيرة من وصيّة يسوع هذه دأب على الدعوة لتطبيقها وعيشها المعلّم والحكيم الأميركي المعروف جويل غولدسميث([7]) (1892-1964) Joel Goldsmith وممّا يُروى عنه في هذا الصدد أنّه جاءه يوماً خمسة جنود وضبّاط أميركيين كانوا يستعدّون للذهاب للمشاركة في حرب فيتنام، وسألوه: ما الطريقة كي نعود سالمين من هذه الحرب؟ فأجاب: إذا كنتم راغبين بأن تعودوا سالمين من حرب فيتنام، فعليكم أن تُصلّوا يوميّاً لأعدائكم كما تُصلّون لأنفسكم. وهذا ما فعلوه. وعاد الخمسة سالمين من حرب فيتنام، والتي كانت فيها الخسائر في الأرواح بين العساكر الأميركيين فادحة.
فهل من شأن هذا الدرس الذي يعلّمه الدلاي لاما، وقبله جويل غولدسميث، وقبلهما يسوع أن يلقى آذاناً صاغية في هذا المشرق الذي يبدو دوماً، وبالأمس واليوم، متعطّشاً إلى الحروب والدماء؟!
بوذا ويسوع وإمامة السائحين
وممّا يذكره هذا المصنّف وقد يستوقف القارئ (ب2/ف2) أن بوذا ويسوع إمامان للسائحين: بشّرا مشياً على الأقدام: بوذا جاب أرجاء شمال الهند والنبيال معلّماً هاديا ومبشّراً، وكذا فعل يسوع في فلسطين ووصل حتى جنوب لبنان. وهذه السمة التي تجمع بين هذين المعلّمين الكبيرين جديرة بأن تأخذ حقّها من الدراسة والتبصّر والتفكّر. وكانت للمؤلّف وقفة دراسية عند المسيح إمام السائحين كما يسمّى في التقاليد الإسلامية([8]) وعساه يتوسّع لاحقاً بهذه الميزة الجامعة بين هذين الإمامَين.
إشكالية ذكر بوذا في القرآن
ويتناول هذا المصنّف موضوعاً محوريّاً لم يلقَ بعد ما يستحقّ من اهتمام. ألا وهو بوذا في الإسلام وبالأخص في القرآن. (ب2/ف3، وب3/ف2). الشيخ محمد علي الزعبي يرى أنّه بنظر الإسلام نبيّ وإن لم يسمّه القرآن بالاسم. (ب2/ف3). وهنا يرى المؤلّف أنّه لا بدّ من وقفة تأمّل وتأويل وتفكّر عند الآيات الشهيرة من سورة التين: {والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين} (سورة التين95/1-3).
وبدءاً من الآية الأخيرة، فإذا كان المفسّرون يُجمعون على أن البلد الأمين إشارة واضحة إلى رسول الإسلام، وطور سينين (سيناء) هو الآخر إشارة بيّنة إلى النبي موسى الكليم الذي تلقّى لوحَي الوصايا على طور سيناء، وأن الزيتون إشارة إلى جبل الزيتون في فلسطين وإلى المسيح تحديداً، فإلى ماذا وإلى من تشير عبارة التين التي يُقسم بها سبحانه في هذه الآية، والتي منها أخذت السورة 95 اسمها؟!
من المعروف تقليدياً أن شجرة التين ترمز إلى بوذا وتشير إليه كما يشير الزيتون إلى المسيح، وطور سينين إلى موسى والبلد الأمين إلى رسول الإسلام عليهم جميعاً أصدق الصلاة والسلام. فبوذا وصل إلى التحقّق والنيرفانا وهو يستظلّ شجرة التين، وقد بقي يتأمّل تحتها ردحاً طويلاً من الزمن، فعُرف بها وعُرفت به. فسياق الآيات وما تشير إليه من مرسلين كلّ ذلك يدعو إلى القول أن المغبوط غوتاماً هو المقصود بالقَسَم الإلهي “والتين”. ولعلّ ذلك كان من بواطن إشارات آيات الذكر الحكيم وخفاياها. والله أعلم بمراميه ومقاصده كما يقول الفقهاء والمفسّرون!!
وفي ب3/ف2 أطروحة أخرى بشأن بوذا في القرآن، وخلاصتها أنه هو المقصود بالخضر معلّم موسى في سورة الكهف18/62-82([9]). ولا يرى المؤلّف ضرورة للخوض مجدّداً في تفاصيل هذا الطرح وهذه الفرضية ففي ب3/ف2 ما يكفي من شرح لذلك وهو مقرون بأمثلة وأدلّة مثل المزار المشهور في سريلانكا والذي ينسبه البوذيّون لبوذا، والمسلمون للخضر. أيّاً يكن، فليس من شأن هذه الأطروحة أن تنفي الأولى (أي التين) بل بالحري من شأن الواحدة أن تقوّي الأخرى وتدعمها.
في الظلمة نور وفي النور عتمات
وفي وصيّة قدّيس التيبت الأوّل مايلاريبا (ب2/ف4): “عليكم أن تستخدموا المِحَن كمعين لكم” حرصٌ نجده عند سائر المتصوّفين لعدم إغفال الجانب المليء من كوب الماء، وعدم تناسي أن من صفات العالَم النسبي والحياة الدنيا هذا التداخل الدائم بين السلب والإيجاب، ففي كلّ ظلمةٍ أنوار، يقول حكماء الزن Zen، وفي كلّ نور درجات من العتمة. ويتوّج ذلك غريغوار حدّاد الذي عُرف بالمطران الأحمر بقوله (ب3/ف3) بأن “الألم يعلّم الإنسان السيطرة على حواسّه والأحداث، وأن الألم إهلاكٌ لما هو هالك فينا”. ومعلومٌ أن الألم أوّل وأكثر ما يهرب منه عفويّاً بل وغريزيّاً الإنسان رغم أنّه في الحقيقة خير معلّمٍ له، وفي عتماته الكثير من الأنوار التي تضيء للمرء الطريق. وسبق للمؤلّف أن نقل عن الشاعر الفرنسي ألفرد دو موسيه (1810-1857) قولته الشهيرة: “الإنسان تلميذٌ متعلِّم، والألم معلّمه. ولا يعرف الإنسان نفسه ما لم يتألّم. إنّه قانون قاسٍ بيد أنّه ناموسٌ سامٍ قديمٌ بقدم العالم”.([10])
والمطران حدّاد الذي عرفه المؤلّف عن كثب وتتلمذ عليه وروى سيرته وناقش طروحاته في مصنّفٍ آنف،([11]) يبقى نموذجاً حيّاً ومعبّراً عن التداخل والمشتركات بين البوذية والمسيحية. وتشديده على أهمّية الانتباه وهو في صُلب التعاليم البوذية Mindfulness وعمودها الفقري دليلٌ أو أحد الأدلّة على ذلك، لا سيما في قوله (ب3/ف3): “الانتباه هو الوسيلة الكبرى للمرء ليكتمل ويكمّل وجوده”.
والباب الرابع والأخير جمع فيه المؤلّف بحوث وحوارات له في فكر الحكيم الهندي المعاصر جِدّو كريشنامورتي وتعليمه. وكان قد سمع الكثير عنه من معلّمه سوامي فيجاينندا ونقل عن هذا الأخير انطباعه وتجربته معه. وحسب كريشنامورتي أنّه معلّم اجتهد أن يطابق بين عيشه وتعليمه. وهو إلى ذلك يسترعي اليوم المزيد من انتباه القرّاء العرب ولا سيما أولئك المهتمّين بتطوّرهم الذاتي.
وبعد… فهذه بحوثٌ ودراسات في علوم الأديان وتاريخها وفلسفتها، وكلّها تؤكّد أن التفاعل بينها غائرٌ في القدم وعمره من عمر الإنسان، بل هو جزء من طبيعتها وشرطٌ شارط لبقائها واستمرارها، وأن الإنسان “حيوانٌ ديني” إذا صحّ التعبير وأن العامل الديني ولا سيما الروحي من أبرز ميّزات طبيعته البشرية. والأمثولة النفيسة التي تعلّمها أديان الهند تبقى أن الدين قادرٌ أن يكون عنصر استقرار واطمئنان ولاعنف داخل المجتمعات الإنسانية وفي ما بينها، وذلك مهما بلغت الفوارق والاختلافات العقائدية شأواً وشأناً. وأن معرفة الآخر كما هو ومن غير إسقاطات وأحكامٍ مسبقة، إذا كانت بالأمس ضرورة ملحّة، فهي اليوم حاجة ماسّة وحيويّة ومحيية ولن يعرف إنسان اليوم بدونها سلاماً وأماناً كان ولا يزال يصبو إلى العيش في ظلّهما.
QJCSTB
بيبلوس في 19/12/2024
[1] -صليبا، د. لويس، جدلية الحضور والغياب: بحوث ومحاولات في التجربة الصوفيّة والحضرة، جبيل/لبنان، دار ومكتبة بيبليون، ط2، 2018، ب1/ف1: من المعرفة الاكتسابية إلى التفكّرية فالاختبارية، ص17-27.
[2] -صليبا، د. لويس، الديانات الإبراهيمية بين العنف والجدل والحوار مع بحوث في التصوّفَين الإسلامي والهندوسي، جبيل/لبنان، دار ومكتبة بيبليون، ط2، 2016، 300ص.
[3] -صليبا، د. لويس، عنف الأديان الإبراهيمية حتميّة؟ أم خيار؟، أعمال المؤتمر المسيحي-الإسلامي الصرفند-جنوب لبنان 2015، جبيل/لبنان، دار ومكتبة بيبلون، ط2، 2018، 460ص.
[4] -Vallet, Odon, Jésus et Bouddha Destins croisés du christianisme et du bouddhisme, Paris, Albin Michel, 1996, p72.
[5] -صليبا، أ. د. لويس، القرابين البشرية في اليهودية القديمة: ذبيحة يفتاح في التوراة والتلمود والميثولوجيا والمسيحية والإسلام والآداب، جبيل/لبنان، دار ومكتبة بيبليون، ط3، 2025، 500ص.
[6] -صليبا، أ. د. لويس، المسيحية بين البوذيةوالإسلام: مشتركات ومفترقات، جبيل/لبنان، دار ومكتبة بيبليون، ط2، 2018، 500ص.
[7] -جويل غولدسميث (10/3/1892-17/6/1964) Joel Goldsmith حكيم ومعلّم ومعالج Healer أميركي. والداه يهوديّان غير ممارسَين. سنة 1915 أصيب والد جويل بمرض خطير أثناء وجوده في إنكلترا وأُرسلت رسالة إلى أفراد عائلته ليأتوا لاستلام جثمانه. ورغم ذلك، كما يروي جويل، شُفي والده على يد أحد ممارسي العلوم المسيحية. وعند بلوغه سنّ الرشد خاض جويل العديد من التجارب الروحية، وكان معالجاً Healer أمضى سنوات عديدة في الدراسات الروحية وقراءة الكتب المقدّسة في أصولها الآرامية واليونانية والسنسكريتية. وبعد خدمته في المارينز أي مُشاة البحرية الأميركية في الحرب العالمية الأولى عاد جويل للعمل في حيّ الملابس في مدينة نيويورك حيث كان يملك محلّاً فيه. وخلال رحلة العودة من أوروبا أصيب بالتهاب رئوي كما أصيب والده من قبله. وشُفي على يد أحد ممارسي العلوم المسيحية الذي صودف وجوده على متن سفينته في ذلك الوقت. وذكر غولدسميث أن الكشف الأوّلي أُعطي له في وقتٍ ما بعد سنة 1909 وأضاف: “عندما كنتُ في التاسعة عشر من عمري كان هناك شيء ما بداخلي يقول: أُعثر على الإنسان يسوع، وستحصل على سرّ الحياة. وكان ذلك أمراً غريباً بالنسبة لي، لأنّني لم أكن أعرف شيئاً عن يسوع المسيح سوى الاسم وسوى أن عيد الميلاد Christmas هو عيد الاحتفال بميلاده”. توفي جويل غولدسميث في 17/6/1964 في فندق بيكادلي في لندن، وأُحرق جثمانه في لندن في اليوم التالي، وتسلّمت أرملته رماده ومتعلّقاته وحملتها إلى منزلهما في هاواي في أميركا. أشهر مؤلّفاته الطريق اللامتناهي 1948 The Infinite way. ومن كتبه الأخرى وكلّها بالإنكليزية وطبعت في أميركا: 1-ما وراء الكلمات والأفكار. 2-الوعي في مرحلة انتقالية. 3-الوعي المتحوّل. 4-الحياة التأمّلية. 5-الإنسان لم يولد ليبكي. 6-رعد الصمت. 7-الأنا الصوفي. 8-العالم جديد.
[8] -صليبا، أ. د. لويس، علوم الأديان من أجل تفعيل السياحة الدينية وترسيخ السلم الأهلي في لبنان، مقالة في مجلّة الدراسات الأمنية، مجلة فصلية محكّمة، بيروت، ع94، نيسان 2023، ص120-137.
[9] -صليبا، د. لويس، الصمت في اليهودية: تقاليده في التوراة والتلمود وعند النبي إيليا والحسيديم، تقديم أ. إميل عقيقي، جبيل/لبنان، دار ومكتبة بيبليون، ط4، 2017، ب2/ف8، النبي الياس والخضر، ص203-214.
[10] -صليبا، د. لويس، من خبايا التراث اللبناني صفحات مطويّة في الزجل والتاريخ وأدب المهجر، جبيل/لبنان، دار ومكتبة بيبليون، ط3، 2017، ب1/ف3، ص54.
[11] -صليبا، لويس، حوار الأديان وعلومها في العالم العربي: المسيحية والإسلام تاريخاً ومستقبلاً ومعتقدات وعلاقات في الفكر العربي المعاصر مفكّرون عرب يحلّلون ماضي العلاقات المسيحية الإسلامية وحاضرها ويستشرفون مستقبلها، جبيل/لبنان، دار ومكتبة بيبليون، ط1، 2025، ف1: المطران غريغوار حدّاد: المطران الأحمر وأسقف العَلمانية، ص7-38.