مداخلة النائب السابق الدكتور فارس سعيد
(في ندوة كتاب: “فؤاد شهاب ما له وما عليه” تأليف لويس صليبا، الجامعة الأميركية للتكنولوجيا، الفيدار/جبيل الخميس 20 شباط 2025).
دكتور لويس صليبا:
لا بدّ لي أن ألفتَ الانتباه إلى أن مقدّم الندوة اختصرَ تجربة فؤاد شهاب بأن الأمير اللواء تحامل على ريمون إدّه وأسقطه في انتخابات جبيل 1964. وهذه مقولة تحتاج إلى نقاشٍ طويل وكثيرٍ من الكلام والتوضيح. وبما أنّكم عمدتم إلى كشف العديد من الأسرار في كتابكم وفي هذه الندوة، أرى من واجبي أن أبيّن أن الذين خاصموا ريمون إدّه في جبيل لم يكونوا صنيعة المكتب الثاني، ولا كانوا من اختراعاته، بل كانوا أطبّاء وأشخاصاً من أصحاب القَدْر. وفي الأساس كان هناك في جبيل تيّار دستوري ارتكزت عليه الشهابية، وهي لم تأتي من فراغ، ولا كان هناك اختراع لقيادات جبيلية كي تواجه ريمون إدّه. بل بالحري كان هناك في جبيل تيّار لا يؤمن بمنهج الكتلة الوطنية منذ 1943، ولا يزال لا يؤمن به، وأنا واحدٌ منه، وأقصد الكتلة الوطنية القديمة لا الكتلة الوطنية الجديدة. وبالتالي فهو موضوع يحتاج إلى الكثير من النقاش.
وثمّة نقطة أخرى أودّ أن أثيرها، ألا وهي فؤاد شهاب والميثاق اللبناني. فليس بالأمر البسيط أن هناك ثلاث رؤساء موارنة في لبنان، والموارنة يغفلون ذكرهم، وأنت د. لويس مشكور على ما فعلت في كتابك عن فؤاد شهاب. وهؤلاء الرؤساء هم أوّلاً بشارة الخوري الذي أتى بالاستقلال ليس من فرنسا وحسب، بل ومن سوريا كذلك. والموارنة لا يقدّرون عمله. وثانياً فؤاد شهاب الذي وضع عبدالناصر على الحدود اللبنانية السورية، وبنى دولة حديثة. وهم يختزلون كامل تجربته بتدخّل المكتب الثاني في انتخابات جبيل. وكأنّه ليس في جبيل من خصوم لريمون إدّه. وكأن المعركة تركّبت تركيباً. وثالثاً الياس سركيس الذي أبقى الدولار بقيمة ثلاث ليرات وربع، وحافظ على الثروة والتغطية الذهبية. وهو الآخر لا يأتي أحدٌ على ذكره. وهم يذكرون كلّ الرؤساء الآخرين والزعماء الآخرين. في حين أنّني خارج هؤلاء الرؤساء الثلاثة لا أرى أحداً عمل للبنان ما عملوه هم.
وإنّني لشاكرٌ لك د. لويس صليبا عملك، وأذكر عمّك الخوري فرنسيس صليبا بالخير، وكان من أصدقاء بيتنا. وآمل أن نلتقي مرّة أخرى
فارس سعيد