مداخلة هشام أبو جودة ابن شقيق الصحافي ميشال أبو جودة في ندوة كتاب “فؤاد شهاب ما له وما عليه” لـ لويس صليبا، الجامعة الأميركية للتكنولوجيا AUT، الفيدار-جبيل، الخميس 20 شباط 2025

مداخلة هشام أبو جودة ابن شقيق الصحافي ميشال أبو جودة

في ندوة كتاب “فؤاد شهاب ما له وما عليه” لـ لويس صليبا، الجامعة الأميركية للتكنولوجيا AUT، الفيدار-جبيل، الخميس 20 شباط 2025

هشام أديب أبوجوده عمّي الصحافي ميشال ابوجوده،

شكرا للأستاذ لويس صليبا على هذا الكتاب الذي يعالج بطريقة علمية الشهابية كنهج.

الشكر الثاني للأستاذ لويس صليبا على إعطاء الصحافي ميشال أبوجوده حيّزاً مهمّاً من كتابه، وعلى تحليله للمقالتين “في حمى الأمير” و”وداعاً أيها اللواء”. ولا اعتقد أن أحداً يستطيعُ أن يعالجهما كما فعلت، والشكر أيضاً لك لأنك أنصفت عمّي ميشال في المقارنة بينه وبين غسان التويني، وقد كنتَ مهذباً جدّاً ودمساً في التعبير عن رأيك بالأخير.

تعرّض عمّي ميشال لمحاولة قتل من قبل المكتب الثاني بعد مقالته وداعاً أيها اللواء ولم يكن اعتداءً للترهيب وحسب، وهو ووالدي والجميع ذكروا لي أن الضربة الأولى كانت موجّهة لرقبته وتفاداها، فأُصيب في وجهه والضربة الثانية كانت موجّهة لما فوق بطنه لكن المعطف السميك حماه. وهذه المحاولة، مع اغتيال نعيم المغبغب، ومضاف إليهما قانون الانتخابات المعروف بالستين والانتخابات نفسها وما قام به المكتب الثاني خلالها هي من أهم عوامل مواجهة العهد الشهابي.

وبالنسبة للسؤال المطروح إذا ما كانت جريدة النهار قد شاركت بالانقلاب أم لا؟ فغسان التويني حوّر الحقيقة في كتابه المذكور في كتابكم، فالنهار كما أغلب الزعماء الموارنة وعلى رأسهم البطريرك المعوشي كانوا مخطّطين ومشاركين بالانقلاب. والتأكيد على هذا هي زيارة النقيب فؤاد عوض للبطريرك المعوشي، ففي 25 كانون الأول 1961، أي على عيد الميلاد وقبل أسبوع من الانقلاب، وبحجّة أنهم يريدون معايدة البطريرك وشكره على التفسيح الذي منحه لوالدي ووالدتي بالزواج وهم أولاد عم، جاء عمّي بفؤاد عوض وصعدوا جميعاً بسيارة واحدة إلى بكركي وكان فؤاد عوض يلبس لباساً مدنياً وكبّوتاً بقَبّة عالية وبرنطية ونظّارات سود، ودخل أوّلاً ميشال أبو جودة وتبعته والدتي فوالدي ففؤاد، وعندما وصل دور فؤاد نزع النظّارات والبرنطية وقال عمّي للبطريرك هذا النقيب فؤاد عوض، فغمره المعوشي وقبّله في جبينه وقال له: “الله يوفّقك باللي رح تقوم فيه”. كانت النهار وبكركي مسرحاً للتخطيط، والبطريرك هو الذي اختار جواد بولس رئيساً إذا ما نجح الانقلاب.

فيما خصّ الانقلاب، الأسباب وعلاقة الحزب القومي بالخارج وشنطة المصاري وبارودة كمال جنبلاط، فهذه ليست إلا اتّهامات من الخصوم وتركيبات لإبعاد الشُبهة عن الزعماء السياسيين اللبنانيين، وربط الانقلاب بالخارج. ولو أن الخارج ولا سيما الإنجليز قد تدخّلوا في الانقلاب لكان نجح. يجب مراجعة المحاكمة الداخلية في الحزب القومي بشأن الانقلاب والتي جرت بعد خروجهم من السجن حتى يتبيّن الخطأ الكبير الذي قاموا به بمعاداة فؤاد شهاب ومحالفة الآخرين. وهذا أيضاً كلام سمعته من فؤاد عوض شخصياً. وإنّني مقتنع أن الانقلاب لم يكن له جدوى. ومن أجل من؟! أو من أجل ماذا؟! عندما تريد أن تجعل جواد بولس رئيساً وتحالف كميل شمعون وتُبقي على النظام الطائفي كما هو.

وهنا لديّ ملاحظة، لم أجد في الكتاب ما يقنعني بأسباب الخلاف بين المعوشي وشهاب حتى يقدم الأول على المشاركة والتحريض والتخطيط للانقلاب، وما ذكر من أسباب وخلافات أتت بعد الانقلاب وهي عرضية وليست أساسية.

أخيراً، في مجمل الكتاب لم أرَ تحليلاً لقانون الستّين، الذي يخالف رؤية ونهج الرئيس شهاب في التخلّص من أكلة الجبنة والسياسيين الذين يدعوهم بالدسّاسين. فهذا القانون ثبّت الطائفية السياسية وقوّى الأحزاب الطائفية، وسمح للزعامات بأن تنقضّ على النهج في انتخابات 1968 المؤدّية إلى الحرب الأهلية بحسب هذا الكتاب، والمفارقة أن القوميين، وكانت قياداتهم ما تزال في السجن صوّتوا للوائح الشهابية.

كيف قبِل الرئيس شهاب به؟ وكيف يكون إصلاح للبنان وهو يقتصر على الإدارة دون السياسة؟

هل السبب هو فقط لأنه سمح للمكتب الثاني بالتحكّم بنتائج الانتخابات 60 و ال 64، أم ماذا؟ ويا ليت الرئيس شهاب التقى بموريس دي فيرجيه قبل وضع قانون الستين لربّما كان نبّهه إلى خطورة هذا القانون على لبنان.

هشام أبو جودة

شاهد أيضاً

مداخلة النائب السابق الدكتور فارس سعيد في ندوة كتاب: “فؤاد شهاب ما له وما عليه” تأليف لويس صليبا، الجامعة الأميركية للتكنولوجيا، الفيدار/جبيل الخميس 20 شباط 2025).

مداخلة النائب السابق الدكتور فارس سعيد (في ندوة كتاب: “فؤاد شهاب ما له وما عليه” …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *