مداخلات العميد عبدالحليم زين والأستاذة جندارك أبي عقل والأستاذ سيزار الحاج والعميد توفيق يزبك والدكتور جورج عيسى والأستاذ رشاد الحسيني في ندوة كتاب “فؤاد شهاب ما له وما عليه” تأليف لويس صليبا، الجامعة الأميركية للتكنولوجيا AUT، الفيدار-جبيل، الخميس 20شباط2025
مداخلة العميد عبدالحليم زين
دكتور لويس صليبا:
بداية أشكرُ لك دعوتك وقد سررتُ وتشرّفتُ بحضور هذه الندوة التي كانت بلا ريب قيّمة بجميع محاضريها ومحاضراتها. ويبقى أن لي بشأنها بعض الملاحظات:
1-المقارنة بين ذاك الزمن وهذا الزمن أعتقد أن فيها ظلم. فأين زعماء تلك الأيّام من زعماء أيّامنا؟! كان عندنا في تلك الأيّام رشيد كرامي، وفؤاد شهاب، وصائب سلام، وكميل شمعون. وأعتذر إذا لم أذكر الجميع لكثرتهم. وكانوا فعلاً زعماء يعَوَّل عليهم، وصنعوا بلداً. بينما حاليّاً ليس لدينا زعماء، وأعتبر أن في المقارنة ظلماً لزعماء ذاك الزمن.
2-الاستفاضة بالنسبة لمعالي الوزير جان لوي قرداحي بصفات والده وبصفاته، وقد تكون صحيحة، فليس لديّ اطّلاع على الموضوع، إذ لستُ ابن المنطقة، فأنا ابن منطقة جزّين. بيد أن هذه الإفاضة بدت وكأنّها لاستغلال محتمل لاحقاً في استحقاقٍ ما.
3-بالنسبة إلى الوزير الدكتور شربل نحّاس، فهو بلا ريب قد أجاد، وإن كان قد أطال من ناحية الوقت، بيد أنّه تحدّث عن أمورٍ من صميم الواقع.
4-بالنسبة إليك د. لويس، ومن خلال ما عُرض في الندوة، فهذا الكتاب يفي بالتأكيد الرئيس شهاب حقّه. فالرئيس شهاب كان رجلاً عصاميّاً، وبعيداً عن الاستغلال والفساد. لا بل كان محارباً للفساد. ووضع أسس مدرسة لا يزال الناس إلى اليوم يتغنّون بها، ويقولون رزق الله على إيّامك يا فؤاد شهاب صاحب الكتاب. إذ كانت مقولته نرجع إلى الكتاب، وهي مقولة مهمّة جدّاً، أي نعودُ إلى الدستور والقانون.
وقد نجحتَ أنت د. لويس فعلاً في الإضاءة على هذه المرحلة، وتكلّمت بأريحيّة كونك على اطّلاع على كلّ هذه التفاصيل.
وعسى الأيام القادمة تجمعنا لمزيد من الإفادة من علمك.
العميد عبدالحليم زين.
مداخلة الأستاذة جندارك أبي عقل
د. لويس صليبا:
الندوة كانت ناجحة بلا ريب، شأنها شأن سائر الندوات التي تنظّمها، لكنّني شخصيّاً كنتُ أتمنى لو أن هناك شخصية أكاديمية تحدّثت بطريقة أكاديمية كما تكتب أنت، وقدّمت نقداً سريعاً للكتاب.
الوزير جان لوي قرداحي كان واضحاً جدّاً. وكلامه متوازن ووقعه جيّد. أما الوزير شربل نحّاس فخرج عن الموضوع، ولم يكن بمستطاع أحد أن يردّه، وقد ابتعد كثيراً عن السياج كما يقولون. إذ كان من المفترض أن يتحدّث عن الكتاب، بيد أنّه استغلّ موضوع فؤاد شهاب وإنجازاته وأسقطه أو أوّنه كما يقولون في الكنيسة، أي أنزله على الوقت الراهن. وهذا هو انطباعي بشأنه.
ويبقى الدكتور محمد سلهب الذي حكى ما حكاه، لكن كلامه كان قليلاً، وهذا ما شعرتُ به. ولعلّه أحسّ أن الآخرين قد استرسلوا، فاختصر وأوجز في ما سيقوله.
الدكتور ألكسندر أبي يونس كنتُ تمنّيت لو أنّه تحدّث بالعامّية، لكان تحاشى الكثير من الأخطاء النحويّة. وهل يجوز على من يدير الندوة أن يكون متحيّزاً؟! إذ كان متحيّزاً ضد الكتلة الدستورية، ومع الكتلة الوطنية على نحوٍ واضح. ومن الممكن أن الكثيرين لم يلاحظوا هذا التحيّز بيد أنّني لاحظته بوضوح.
أما كلمتك أنت فكانت كما عهدناك لائقة ومرتّبة وتختصر كلّ ما قيل. وفي النهاية أبارك لك بالكتاب الرقم 90 وأتمنى لك طول العمر ودوام الصحّة وأن تتخطّى المئة: مئة سنة ومئة كتاب.
جندارك أبي عقل
مداخلة سيزار الحاج
الدكتور الفاضل لويس صليبا المحترم:
في خضمّ المشهد الفكري الراقي الذي ينهل منه الباحثون والمهتمّون بتاريخ لبنان المعاصر، نتقدم إليكم بخالص الشكر والتقدير على الندوة القيمة التي ألقيتموها حول مؤلفاتكم وعلى وجه الخصوص كتابكم التسعين الذي يختزل جهدًا علميًا وثقافيًا بالغ الأهمية .
لقد أثبت عملكم المتميز من خلال هذا الكتاب الذي يُعد مرجعًا ثقافيًا موثَّقًا ودقيقاً قدرته على دمج البحث التاريخي العميق مع التأملات الفلسفية النقدية في تحليل مسيرة الرئيس فؤاد شهاب .
إن التداخل بين المراجع والدراسات التي أوردتموها ليس مجرد سردٍ زمني للأحداث بل هو رحلة فكرية تعيد النظر في التجارب القيادية والقرارات المصيرية التي شكّلت ملامح تلك الحقبة التاريخية .
وهذا الجهد يستحقّ كل تقدير لما يحمله من أثر عميق في إعادة صياغة الفهم التاريخي والبحث عن معاني جديدة في التجارب السياسية .
إننا نعتبر كتابكم هذا بمثابة محطّة هامة في مسيرة الفكر اللبناني ورمزًا للنهج البحثي الذي يجمع بين الدقة العلمية والعمق التأملي مما يفتح آفاقًا جديدة للباحثين والمهتمين بإثراء المكتبة الفكرية .
نشكركم مرة أخرى على إسهامكم المتميز في خدمة العلم والمعرفة ، ونتطلع إلى مزيد من أعمالكم التي تثري الوجدان وتعمق فهمنا لماضٍ حافل بالدروس والعبر .
إضافة إلى الشكر والتقدير لا يسعني إلا أن أثني على المداخلة القيّمة التي قدّمها الأستاذ عمر اللقيس، حيث استطاع بجدارة توسيع محور النقاش حول الامتداد الشهابي في بلاد جبيل مسلّطًا الضوء على الشخصيات التي آمنت بمنهجه وسارت على خطاه. لقد كانت رؤيته إضافة ثرية للنقاش أكسبت الندوة بعدًا أوسع وأعمق .
مع خالص التقدير والاحترام
سيزار الحاج
مداخلة العميد توفيق يزبك
بروفيسور لويس ،شكرا جزيلا، أدامكم الله معين ثقافة وفكر لا ينضب… حفظكم الله، وأبقاكم بصحتكم علامة فارقة وذخراً ومرجعاً في التاريخ والفلسفة والأدب…أطال الله بعمركم ودمتم بخير
العميد توفيق نعيم يزبك
مداخلة الدكتور جورج عيسى
حضرة الدكتور لويس صليبا:
كتابك عن الرئيس فؤاد شهاب جاء في هذا الظرف كي تنبّه إلى ما يمكن أن يحصل في حال كثر عدد أكلة الجبنة Fromagistes. وإنّني أقدّر ما قمت به من عمل في إنصاف شخصين تركا بصمات في تاريخنا: ضمير لبنان العميد ريمون إدّه، والمفكّر والصحافي ميشال أبو جودة. ونحن بصدد تنظيم تكريم لهما قريباً، ونودّ أن نتعاون معك في إنجاح هذا الحدث.
د. جورج عيسى
مداخلة الأستاذ رشاد الحسيني
كتاب شيق ومفيد، أهنئك دكتور لويس على هذا العمل القيم. بعد قراءته، أود أن أبدي رأيي: فؤاد شهاب: ما له وما له، أما الحكم الشهابي: ما له وما عليه.
لقد قدمت رؤية متعمقة ومنصفة، تسلط الضوء على شخصية فؤاد شهاب وإنجازاته، مع تحليل دقيق لمسار الحكم الشهابي بإنجازاته وتحدياته. أسلوبك الواضح ومنهجيتك الدقيقة جعلا من الكتاب مرجعًا مهمًا لفهم تلك المرحلة المفصلية في تاريخ لبنان.
رشاد الحسيني