مقدمة وتعريف وفهارس وغلاف كتاب “نحو الحوار المسيحي-الإمامي: بحوث في نقاط الالتقاء بين المسيحية والتشيّع”/ تأليف لويس صليبا
المؤلّف Auteur : د. لويس صليبا Dr. Lwiis Saliba
أستاذ وباحث في التصوّف والأديان المقارنة
جامعة السوربون – باريس
عنوان الكتاب : نحو الحوار المسيحي-الإمامي
بحوث في نقاط الالتقاء بين المسيحية والتشيّع
Titre : Vers le dialogue christiano-chiite
Nahwa al-Hiwâr al-Masîhî al-Imamî
الــغــــــلاف : اللوحة الأولى: (يمين) أيقونة للمسيح من القرن 6م/دير سيدة كاترين –سيناء.
اللوحة الثانية: أحد المعصومين عند الشيعة وهي تظهر تأثراً بفن الأيقونة المسيحي (إيران والعراق).
عدد الصفحات : 500 ص
سنة النشر : ط1: 2015. طبعة ثانية: 2018
التوزيع : المكتبة البولسية
بيروت:448806/01– جونيه: 911561/09 – زحلة: 812807/08
الناشر : دار ومكتبة بيبليون
طريق المريميين – حي مار بطرس- جبيل/ بيبلوس ، لبنان
ت: 540256/09-03/847633 ف: 546736/09
Byblion1@gmail.com
www.DarByblion.com
2015 – جميع الحقوق محفوظة
مدخل إلى أبحاث الكتاب
«لقد بنينا جدراناً بكثرة، ولكننا لم نبنِ جسوراً كفاية»([1])، يقول العالِم والمفكّر نيوتن([2]).
إنها حالنا في هذا الشرق تحديداً، أكثر بكثير مما هي حال الغرب حيث أطلق نيوتن مقولته هذه. فالأرض تحوّلت في يومنا هذا بفعل العولمة ووسائل الاتصال الحديثة قرية صغيرة، ومع ذلك لا تزال كل جماعة وملّة في مشرقنا متقوقعة على ذاتها ترفض الآخر، أو أقلّه لا تعرفه وتتجاهله.
بعد رجوعي في شهر آذار 2014 من زيارة لعتبة الإمام علي في النجف للمشاركة في مؤتمر، زارني قريب لي وهو مهندس وناشط في الشأن الاجتماعي والمجتمع المدني، رئس ولا يزال نوادٍ وروابط ثقافية واجتماعية. وبعد أن أجبته ردّاً على مجموعة أسئلة أنني كنت في مقام الإمام علي في النجف/العراق حيث ضريحه، تساءل وكأنه يسمع للمرّة الأولى بالإسم: هل هو مَن يعبده الشيعة؟ (هيدا اللي بيعبدو الشيعة). صعقني سؤال هذا الشاب وجعلني أتساءل بدوري: أَإِلى هذا الحدّ يجهل كلٌّ منّا الآخر. فهوذا شابّ متعلّم يتعاطى الشأن الاجتماعي والعام ويتولّى مسؤوليات مهمّة في نوادٍ وروابط، ويعيش في مدينة مختلطة ”جبيل“ يكثر فيها المسلمون شيعة وسنّة، وهو بالتالي، وبحكم عمله مهندساً ونشاطه الاجتماعي، يحتكّ ويتعامل مع الكثيرين منهم، أفإلى هذا الحدّ يجهل مقدّساتهم وما يعبدون؟!
وفي المقابل كم واجهت، ولا أزال، شيعة ومسلمين عموماً يطرحون السؤال عليّ، ومن باب الاستهجان غالباً، عن المسيح ابن الله، وهم يظنّون أن المسيحيين يؤمنون أن هذه البنوّة جاءت ثمرة زواج بينه جلّ جلاله وبين العذراء مريم أم المسيح، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً. وهذا بالطبع ما لا تقوله العقيدة المسيحية، بل وترفضه رفضاً باتاً.
هذه نماذج للجهل المتبادل في عصر التواصل والاتصال هذا. ويصعب على المرء، للوهلة الأولى، أن يصدّق أنها لم تنقرض في أيامنا. فوسائل الاتصال، على تطوّرها، لم تستطع بعد أن تخترق الجدران السميكة والعازلة والكثيفة التي بنيناها كل بوجه الآخر. والحاجة ماسّة إلى جسور تعبر الجدران.
ومصنّفنا هذا مساهمة شخصية بسيطة في سبيل هذا الهدف السامي الملحّ.
فصول هذا الكتاب بمجملها، بحوث قدّمت في مؤتمرات عديدة‘ بعضها حواريّ وبعضها الآخر علميّ أكاديمي، وما يهمّنا أن نؤكّده هنا أن كل الفصول، دراسات كانت، أم محاضرات، أم مداخلات، لا تنطلق من موقع مسيحي يحاور المسلم أو الإمامي تحديداً. إذ حرصنا منذ بدأنا بنشر الكتب والبحوث، ولا نزال، على أن لا ننطلق من موقع انتماء ديني معيّن أياً يكن، وأن نقف على مسافة واحدة من العقائد والملل والمذاهب التي نتحدّث عنها، أو نتناولها بالعرض والبحث.
وقد عرضنا لهذه المنهجية في عدد من مداخل كتبنا([3])، ولن نعود إليها هنا، وباختصار نقول لسنا في موقع تمثيل للمسيحية ولا أية ديانة أخرى، ولا الدفاع عنها بالتالي. ولا ينطلق نقدنا لظواهر البدلية وغيرها ممّا نتناوله في هذا الكتاب من هذا الموقع. ولكن، وبالمقابل، فهذا الموقع الحياديّ الذي يحافظ على مسافة واحدة، لا يمنع من الدعوة إلى وعي مشتركات عديدة وتفاعل عميق بين تراثين وتقليدين. وشأن الحكم أن يكون واقعياً ومنصفاً، وعدالته لا تعني انحيازاً إن أشارت إلى تأثير فريق في آخر، أو تأثر ومحاكاة لفريق لآخر.
تبقى مسألة يجدر ذكرها قبل الدخول في تفاصيل مواضيع هذا السِفر وتسلسلها. إنها ذهنية التلقيب والتبجيل في شرقنا الإسلامي. فالقارئ المسلم عموماً والشيعي خصوصاً اعتاد أن لا يذكر رسول الإسلام وآل بيته إلا بالصلاة عليهم وإظهار أقصى درجات التوقير والاحترام. وقد يجفل إذا لم يجد في كتاب يذكر هؤلاء ما يجده من صيغ الصلاة عليهم… إلخ.
سبق لنا أن بحثنا مطوّلاً في إشكالية التعاطي مع الرموز الدينية، وفي ذهنية التلقيب والتبجيل بين الشرق والغرب والإسلام والمسيحية([4])، وأثبتنا أن كتابة الصلاة على النبيّ أمر محدث في المصادر الإسلامية، فحتى كتب الصحاح كالبخاري وغيرها كانت خالية منها.
ولمّا كنا نشاء أن لا نكون ”ملكيين أكثر من الملك“، فقد أسقطنا، ومنذ اكتشافنا الأخير هذا، صيغ الصلاة والتبجيل عند ذكر الأنبياء والأئمّة والأولياء إلى أي دين أو ثقافة انتموا. وهكذا لا نؤاخذ على توقير أحد وتبجيله مقابل السهو عن توقير آخر. وظلم بالسويّة عدل في الرعية، يقول المثل العربي، علماً أن ليس في الأمر ظلماً ولا انتقاصاً من احترامنا لأي نبيّ أو وليّ. فنحن نصلّي على جميع الأنبياء ونحترمهم، وإن لم نقرن الصلاة عليهم بكل ذكر لهم.
ولا ننسى هنا استغرابنا للعادات المتّبعة في الكثير من المؤتمرات. إذ لا يُعطى فيها الباحث أكثر من عشر دقائق لإلقاء ملخص عن بحثه. فيبدأ ببسملة وحمدلة طويلتين، يتبعهما بصلاة على النبي، والآل لا تقلّ عنهما طولاً، ويختم بمثل ما بدأ، وبين البداية والنهاية كمّ لا بأس به من الصلاة على النبي والآل، فيضيع نحو نصف الوقت القصير أساساً والمعطى له في هذه الصيغ التي تلهب السامعين، من دون أن تدخل في فكرهم ووجدانهم أي جديد. وأين الطابع العلمي والرزانة من كل ذلك؟! وكيف لأمة هذا دأبها وديدنها أن تتطوّر وتحتلّ مكانة لها مرموقة بين الشعوب؟!
ماذا الآن عن بحوث هذا الكتاب ومنطق تسلسلها، وبنية سفرنا وتصميمه ومخطّطه؟
الباب الأول مدخل ومقدّمات إلى الحوار المسيحي-الإمامي. وبديهيّ أن يعرض من يدعو إلى حوار كهذا لمعوقاته وأبرز ما يحول دونه أو دون أن يكون مثمراً.
ومن هنا عنوان الباب الأول: الحوار المسيحي الإمامي: مقدّمات ومعوقات.
الفصل1/باب1 يعرض لمأثرة لم تتكرّر في التاريخ الإسلامي، بل هي مغيّبة عنه، عوض أن تكون سنّة عن رسول الإسلام يُقتدى بها. فقد صحّ عن هذا الأخير أنه استقبل في مسجده (المسجد النبوي في المدينة أي ثاني الحرمين) وفد مسيحيي نجران، وعندما حان وقت صلاتهم سمح لهم محمد، صلعم، أن يصلّوا في ثاني الحرمين، فصلّوا فيه مستقبلين الشرق القبلة المسيحية التقليدية.
مأثرة نبي الإسلام هذه، رغم اتفاق المسلمين على صحّة حدوثها، ليست بسنّة متّبعة عندهم.
إنها سابقة من شأنها لوحدها أن تنسف كل ما أفرزته عبقرية فقهاء المسلمين سنّة وشيعة، على حدّ سواء، من فتاوى بشأن كفر النصارى وشركهم ونجاستهم. السنّة/الحدث مغيّبة. أما الفتاوى المحدثة فباقية ومعمول بها.
ويتناول الفصل الأول مسألة أخرى أشار إليها القرآن: إنها المباهلة، ويبيّن، استناداً إلى أقدم الروايات التاريخية، أنها لم تقع أساساً، وكانت مجرّد عرض لم يأخذ به النجرانيون. ومع ذلك فقد كثرت الروايات عنها وتضاربت وبلغت حدّ الأساطير.
ورواية مقاتل بن سليمان (80 – 150ه) وهي أقدم ما وصلنا من روايات عن المباهلة تفتح الباب وسيعاً أمام خلاف سنّي-شيعي راسخ ومتجذّر: مَن هم أهل البيت؟ وزوجات الرسول، أمّهات المؤمنين، ألسن جزءاً أساسياً من آل بيته؟! ورغم أن مقاتل شيعي زيدي فهو يجيب بنعم. ويبقى لكل فريق رأيه. ونكتفي نحن بهذه الإشارة العميقة الدلالة.
والفصل الثاني/باب1: المسيحيون ومعضلة التسميات كتابيّون أم مشركون وكفار؟! يتصدّى لواحدة من أبرز معوقات الحوار بين المسيحيين والشيعة الإماميين: هل المسيحيون (والكتابيون عموماً) مشركون وكفار؟ وبالتالي أنجاس؟ أم أنهم أطهار تصحّ مؤاكلتهم والتزوّج منهم… وحتى مصافحتهم باليد، فلا يتنجّس مؤاكلهم أو مصافحهم؟! لِمَ حرّم الفقه الإمامي طعام أهل الكتاب، وذلك خلافاً للقرآن نفسه، كما حرّم الزواج من نسائهم خلافاً للنص…
وأقبح نعت يمكن أن يطلق على إنسان هو أنه نجس.
فالمتنبي، وفي ذروة نقمته على كافور الأخشيدي، وعندما أراد شتمه وتحقيره، وصفه هو وسائر العبيد بأنه نجس.
لا تشترِ العبد إلاّ والعصا معه.
إن العبيد لأنجاس مناكيد([5])
ويربأ المرء أن يطلق هذا النعت على أي إنسان، فالكائن البشري خليقة الله، لا بل أحسن خلقه على الإطلاق]لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ[، (التين 95/4).
وإذا أردت أن تشتم أي إنسان بما يخرجه عن إنسانيته، فقل عنه إنه نجس. هذا ما فعله القرآن مع ألدّ أعدائه وأعداء الرسول:«فنسبهم إلى الحيوانية والخشبية والجبن: بل لقد وصفهم بصفة في غاية القباحة: وهي أنهم نجس، إنهم من صنع يده، فكيف تسرّبت النجاسة إليهم؟([6]).
ورغم أن النجاسة أقبح ما يمكن أن ينعت به امرئ، فقد أطلق الفقه الشيعي على المسيحيين والكتابيين عموماً هذه الصفة المحقّرة.
والنظرة الدونية هذه لا تزال سائدة في الفقه المذكور وتعيق تطوّر أي حوار بين المسيحيين والشيعة.
وقد أقرّ العلاّمة الشيخ محمد مهدي الخالصي([7]) بهذا العائق الأساسي الذي يحول دون الحوار والتقارب بين المسيحيين والإماميين، فتحدّث في حوار مع السفير البابوي أشرنا إليه في الهامش عن:«الخطوات الواجب اتخاذها من قبلنا (أي المسلمين ولا سيما الإماميين) لإزالة حواجز التفاهم والتعاون بين المسلمين والمسيحيين»([8]).
وأفتى هذا العلاّمة المجدّد بِـ:
1 – إلغاء الرأي القائل بعدم طهارة أهل الكتاب غير المسلمين، والحكم بطهارتهم.
2 – إلغاء الرأي القائل بعدم جواز التزويج من نساء أهل الكتاب، والحكم بجواز ذلك.
3 – إباحة مؤاكلتهم والتزاور معهم، وأكل ذبائحهم عند الالتزام بالشرائط الصحّية والشرعية للذباحة([9]).
وكان سماحة المرجع الأعلى السيد محسن الحكيم قد سبق العلاّمة الخالصي فأفتى بطهورية الكتابيين العام 1968.
ورغم كل هذه الجهود وغيرها ممّا عرضنا له في باب1/فصل2، فلا يزال الفقه الإمامي يعاني من آثار هذه النظرة الدونية إلى الآخر، ولا سيما الكتابيين. ولا يزال الكثير من الشيعة يحتاطون في التعامل مع المسيحيين مؤاكلة وتزاوراً وزواجاً.. إلخ. في حين أنهم يفتخرون بمطواعية فقههم وتكيّفه مع العصر بسبب عدم إقفال باب الإجتهاد. وأين المطواعية المذكورة لتحلّ هذه المشكلة المزمنة؟!
لقد شخّص المفكّر العراقي-الشيعي د. علي الوردي (1913 – 1995) الداء، ووضع الإصبع على الجرح بشأن الفقه الإمامي ومعضلته، فقال:
«يفتخر فقهاء الشيعة بأن باب الاجتهاد لا يزال مفتوحاً عندهم، وهم في الواقع لم يستفيدوا من هذا الباب كثيراً. فهم يعتمدون في أرزاقهم على العامّة. والعامة، بوجه عام، لا تحبّ التجديد في ما ورثته عن الآباء من تقاليد وعقائد»([10]).
ويعرض الوردي للعوائق التي تحول بين فقهاء الإمامية والاجتهاد والتجديد فيقول:«إن المجتهد الشيعي مخوّل نظرياً أن يجدّد في كثير من الأمور الشرعية. لكنه لا يقوم بذلك عمليّاً خشية أن تثور العامة عليه فتقطع رزقه. وكثيراً ما يبطن المجتهد الشيعي شيئاً ويُظهر خلافه من جرّاء ذلك»([11]).
ويخلص الوردي بشأن معضلة الفقه الإمامي:«من مشاكل الشيعة أن فقهاءهم يتفلسفون فيما بينهم، ولا يظهرون تفلسفهم أمام العامة. فهم مجتهدون في الباطن، مقلّدون في الظاهر. وقلّما نجد مجتهداً شيعياً يعلن آراءه الحرّة على الناس»([12]).
والموقف من مسألة طهورية أهل الكتاب مثل بيّن ونموذجي على ما يقوله الوردي. فالموروث الفقهي والشعبي هو العائق الأساسي بوجه الإفتاء بطهوريتهم، وموقف المرجع الأعلى آية الله الخوئي أصدق دليل، فهو وكما ذكرنا في باب1/فصل2 (فقرة ”سابقو الحكيم“) يقوّي أدلّة طهارة الكتابيين، ولكنه مع ذلك لا يفتي بطاهرتهم، لأن «معظم الأصحاب من المتقدّمين والمتأخرين على نجاسة أهل الكتاب» وفق تعبيره. وإذا كان خليفته في المرجعية السيد السيستاني ومراجع أخرى كالسيد فضل الله وغيرهما قد خالفوه في تحفّظه هذا، فلأن الزمن تغيّر، والعامّة نفسها، والتي يخاف منها الفقهاء، أصبحت، وفي زمن العولمة المفروضة على الجميع، لا تستطيع تحاشي الاختلاط والاستمرار في الانعزال والتقوقع كما في السابق.
تبقى إشارة لا بدّ منها بشأن فصلَي الباب الأول من كتابنا هذا. فهما في الأساس فصلان من كتابنا: الإسلام في مرآة الاستشراق المسيحي الآنف الذكر([13]). وهذان الفصلان هما ما حفزنا للخوض في مسألة الحوار المسيحي-الإمامي. ولكننا في مصنفنا هذا، وعملاً بمبدأ عام لنا يقضي بعدم تكرار ما كتب، لم نكتفِ بإدراج هذين الفصلَين نقلاً عن كتابنا السابق، بل زدنا عليهما الكثير من المواضيع والفقرات، بحيث جاء كل فصل بحثاً جديداً ينطلق ممّا سبق وكتب، ليتوسّع ويضيف ويستخلص ما لم يسبق أن خلص إليه.
والباب الثاني من سفرنا هذا يدخل مباشرة في صلب الموضوع: الحوار المسيحي-الإمامي.
والفصل الأول منه: الحوار المسيحي-الإمامي متى ولماذا؟ دعوة أطلقت في مؤتمر شاركنا فيه. وقد استهلّيناها بالتأكيد على أن الحوار المسيحي-الإمامي إذا انطلق، لن يعرقل الحوار المسيحي-الإسلامي المتعثّر أساساً، بل من شأنه أن يعطيه دفعة إلى الأمام. ويعرض هذا البحث لمساهمات مسيحيّي لبنان المعاصرين في التمهيد لهذا الحوار. فكتابات بولس سلامة وسليمان كتاني، ونصري سلهب وغيرهم ظاهرة جديرة بالتنويه، وإن كنّا في الحقيقة ندرك ونعي محدودية هذه المساهمات. فهي، في أكثرها، تندرج في واحدة من فئات ثلاث:
1 – مدّاحون ومبخّرون كمثل ما حفل به الأدب العربي عبر تاريخه من شعراء يمدحونك ويمدحون خصمك وعدوّك في آن.
2 – متبارون وصائدو جوائر. من رام جائزة على ما كتب فمدح وحابى.. وأطنب في المحاباة، فنال مناه.
3 – باحثون عن دور سياسي أو مراكز أو مناصب أنتجوا أدباً استخدم للبروباغندا والدعاية… ووسيلة للتقرّب من طائفة… وجماعة.
ولن ندخل هنا في تفاصيل هذه الفئات ومَن ينتمي إليها. ونكتفي بمثل واحد. فبولس سلامه الذي وضع ملحمة عيد الغدير في مديح عليّ وآل البيت، هو نفسه مَن نظم ملحمة عيد الرياض في مديح ابن سعود والوهّابيين، فجمع بين مدح آل البيت وشيعتهم وألدّ أعدائهم.
ويحاول بولس سلامة، أن يدافع عن نفسه ويبرّر جمعه للنقيضين ومدحه لعدوّين: الإمامية والوهّابية فيقول:«نظمت عيد الغدير غير متقرّب إلى الشيعة، وأنشأت عيد الرياض غير مصانع الوهّابية، بل مستجيباً لنداء وجداني»([14]).
ولكنه لا يشرح لنا ما هو هذا النداء؟ وماذا قال له؟ في حين يحدّثنا عن سخاء ابن مسعود الذي فيه تتجلّى إنسانيته؟! يقول:«وإنما تتجلّى إنسانية ابن سعود في سخاء يؤيّد ما تناقلته الرواة عن حاتم ومعن وآل برمك»([15]).
ويؤكّد أن الملك عبدالعزيز بن سعود قد وجدت الملحمة فيه «بطلها الذي أولج الواقع في الأسطورة، والأسطورة في الواقع»([16]) وأنه «أشرف سيف عرفته جزيرة العرب منذ قرون»([17]).
أما ابنه الملك سعود بن عبدالعزيز الذي خُلع لاحقاً واتّهم بالفساد والمجون، فيؤكّد سلامه أنه «أعظم خلفاء المسلمين الألى اعتزّت بهم التيجان وشرفت العروش»([18]).
وهكذا يستوي في فكر هذا الشاعر الحسين (وسائر آل البيت) مع الذين دكّوا قبر الحسين وسوّوه بالأرض.
ونكتفي بهذا القدر دلالة على محدودية مساهمات بعض مسيحيي لبنان وبحوثهم في الإمامية. فهي في أحسن الحالات مقالات أدبية أو مطوّلات شعرية تبعد عن البحث التاريخي العلمي، ولا تعنى بنقد الروايات وتفنيدها والتمييز بين صحيحها وضعيفها.. والموضوع منها…
ولما كانت هذه المساهمات في جلّها أدبية الطابع، فقد آثرنا أن نستشهد بأكثرها إبداعاً، فكلمات جبران خليل جبران في الإمام عليّ لا تزال إلى اليوم من أجمل ما قيل فيه، ومثلها قولات صديقه وزميله ميخائيل نعيمه. أما في الشِعر، فرغم ما أنشد في عليّ وآل البيت من مطوّلات وملاحم، تبقى أبيات سعيد عقل فطحل الشعراء المعاصرين الأشدّ حرارة والأكثر إبداعاً، ومن هنا يأتي اختياره دون غيره.
ومساهمات مسيحيّي لبنان هذه كانت بمثابة مدخل إلى الحوار المسيحي-الإمامي وتمهيد له. فعسى تتلوها مرحلة ثانية تتّسم بالأكاديمية والطابع العلمي. فالتراث الإمامي غنيّ موحٍ، ويحتاج لِمَن يقاربه من غير الإماميين، ومِمَّن عاش مع هؤلاء وعرفهم وشاركهم مرّ الحياة وأفراحها، ومَن هو المهيّأ للقيام بمهمّة كهذه أكثر من مسيحيّي لبنان؟!
الفصل2 من باب2 يتناول بالبحث: المسيح والحسين: إنها مقارنة جذابة، ولسنا أوّل مَن وقع في التجربة. فهذه المقايسة، وكما بيّنا في بحثنا هذا، متجذّرة في الفكر الشيعي. فمنذ استشهاد السبط في كربلاء انطلق غلاة الشيعة ليقولوا إنه لم يمت، بل شبّه لأعدائه أنهم قتلوه، وسيعود كما عاد المسيح. وبهذا يكون الحسين أوّل مهدي في الفكر الشيعي. وقد عرضنا لحديث للإمام الصادق في هذا الشأن في باب3/فصل2 (فقرة جولدتسيهر:المهدوية).
ومنذ ذلك الزمن، وإلى يومنا هذا لا تزال الموازنة بين ”الشهيدين“ قائمة ورائجة، يفرضها سوء مصير الحياة الدنيوية لكل منهما، وأمور أخرى عديدة.
أما مقارنتنا نحن، فقد انطلقت من قولة للحسين رأيناها مكتوبة في عتبته:«أبخل الناس مَن بخل بالسلام، وأعجز الناس مَن عجز عن الدعاء».
وفيها وجدنا تعليم الحسين يتقاطع ويلتقي مع روحانية المسيح: السلام بين الخلق أجمعين والمغفرة.
الحسين يعلّم الدعاء بالمطلق… وأوّل ما يفعله زائروه… هو لعن أعدائه وقاتليه. فيا للمفارقة! وأغرب من كل ذلك، أن يأخذ باحث يزعم أنه مسيحي برواية إمامية واهية أوردها ابن قولويه([19]) في كامل الزيارات وتقول إن المسيح لعن قاتلي الحسين وأمر اليهود بلعنهم([20]).
فإذا كان ابن مريم قد غفر لمعذّبيه وصالبيه أنفسهم، وفي ذروة العذاب وعند الصلب هتف:«إغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون» (لوقا 23/34)، أفيمكن أن يعلّم اللعن؟!
وإذا كان الباحث المذكور قد فهم من التشيّع بعضه، فهو بالتأكيد لم يفهم من مسيحية يزعمها أي شيء.
التراث الحسيني، بمجمله، لا بدّ من قراءة جديدة له متحرّرة من وطأة الإرث الثقيل من اللعن والكراهية وسائر مفردات الحقد التي تلتهم نفس الإنسان وبدنه كما يأكل الصدأ الحديد.
والفصل الثالث/باب2 بحث مسهب في العبّاس باب الحسين، لعلّه الأوّل بقلم كاتب غير إمامي. والحافز على دراسة العباس كان تجربة شخصية عشناها في عتبته المقدّسة، ورويناها نثراً وشعراً في كتاب آخر([21]).
استهوتنا شخصية هذا الوليّ الإمامي والخادم الأمين لأخيه، وذكّرتنا بشخصيات من ثقافات وتقاليد أخرى، مثل يوحنا المعمدان في المسيحية، والأمير لاكشمانا في الهندوسية، فأقمنا مقارنة بينه وبين كلّ منهما.
وتوقفنا عند ألقابه وكناه ودلالاتها. واستبصرنا في ما يحكى عنه من أخبار مركّزين على دلالاتها ومتغاضين عن تاريخيتها. فبحثنا ”قراءة انتروبولوجية“ في سيرة العباس وكراماته، وليس تفنيداً علمياً وتاريخياً لما يروى عنه. وللأسطورة وظيفة ودلالة تقول الأنتروبولوجيا. ولسنا بغافلين أن «التشيّع الحاضر مملوء بالخرافات. وهنا مكمن الخطر»([22]). وفق تعبير الباحث الشيعي د. علي الوردي، ولكننا ندرس لنفهم لا لنحكم. وهذا دأبنا دوماً في علوم الأديان.
وحاولنا في هذا البحث أن نقدّم تفسيراً مغايراً لما ينسب إلى هذا الوليّ من كرامات، فعساها تكون مساهمة مفيدة في فهم الظاهرة التقوية وورع الجماهير Piété des Foules.
وفي الباب الثالث ندرس ظاهرة تفاعل أساسية بين المسيحية والإمامية. أنها ما أسميناه البدلية:
تستبدل مريم، فتحل فاطمة مكانها. يقول المستشرق لويس ماسينيون:«وهكذا ففاطمة في دورة محمد تتطابق مع مريم في دورة المسيح: إنها صورة المرأة الكاملة، حواء الجديدة التي ترتبط على الصعيد السيكولوجي بالبنية الدائمة للاوعي الجماعي، وبالنموذج المثالي للأنثى الخالدة، الأم والأخت والزوجة»([23]).
والفصل الأول/باب3 يتمحور حول الصدّيقتين: العذراء والزهراء، وكيف رسم التشيّع صورة لفاطمة بملامح مريمية واضحة.
أما الفصل2/باب3 فدراسة مقارنة بين المهدي والمسيح، وهنا تبدو البدلية أكثر وضوحاً وعياناً. فحتى عبارة المهدي ليست سوى مرادف للفظة ”المسيح“ كما يؤكّد د. علي الوردي، ويوافقه د. الشيبي. ومنذ الحسين، كما بيّنا، بدأت محاولات اعتبار كل إمام من الإثني عشر مهديّاً.
الحسين اعتبره الغلاة لم يمت وإنما شبّه لقاتليه.
والإمام الكاظم اعتبره عدد من خاصّته لم يمت… إلخ.
لنصل إلى مَن كُرّس مهدياً في العقيدة الإثني عشرية الرسمية، وضُخّم دوره على حساب دور المسيح.
ويرى المفكّر الشيعي المعروف د. مصطفى كامل الشيبي أن المهدوية في الإسلام مجرّد تحوّل للمسيحانية فيه إلى انتظار للمهدي.
أما نحن فنرى أن المهدوية في الإسلام امتداد للمسيحانية المسيحية، وردّة فعل عليها في آن. ويبيّن ذلك ما قاله شاعر الأمويين في صلب الإمام زيد بن علي بن الحسين:
صلبنا لكم زيداً على جذع نخلة
ولم نرَ مهديّاً على الجذع يصلب([24])
مسيح الإسلام مهديّ يعود لأنه لم يصلب، أما زيد فلأنه صلب، فليس بمهدي. مسيحانية الإسلام هي إذاً امتداد لمسيحانية المسيحية وانقطاع معها في الوقت عينه. فلأن عيسى لم يصلب ولم يمت فسيعود. والمهدي، على صورة المسيح، لم يمت وسيعود، فصورة المهدي ترسم منذ البدء وفق النموذج المسيحاني لتأخذ تدريجياً دور المسيح، أو يضخّم دورها على حساب دور هذا الأخير.
ولسنا بمغالين إذا قلنا إن التراث الشيعي الإمامي يكاد يكون في الكثير من وجوهه تراثاً مسيحيّاً مستبدلاً، حلّت فيه صور وشخصيات شيعية مكان شخصيات مسيحية.
بطرس وصيّ المسيح وعليّ وصي محمد، العذراء والزهراء، المهدي والمسيح وغير ذلك، ولكن البدلية هذه تصل أحياناً إلى حدّ السطو على تراث الآخر وانتحاله، والمثل الفاقع الفاضح على ذلك نسبة ظهورات السيدة العذراء في بلدة فاتيما (أو فاطمة) البرتغالية إلى السيدة فاطمة، وذلك لمجرّد تشابه في الأسماء بين البلدة والصدّيقة الزهراء. هذا الغلو في البدلية، والذي يصل إلى حدّ تحريف الحقائق وتزويرها، لم نرَ مناصاً لنا من عرضه وتفنيده ووضع النقاط على الحروف وإعطاء كل ذي حقّ حقّه. وهذا موضوع الفصل3/باب3 الذي يأتي بمثابة ذيل وتعقيب على الفصلين الأوّلين من الباب الثالث.
أما الباب الرابع فمجموعة مداخلات في مؤتمرات وندوات إسلامية-مسيحية. إنها مساهمات في سبيل حوار بنّاء بين الثقافتين في زمن ووطن أصبح الحوار فيه حاجة ملحّة لا بديل عنه.
الفصل الأول/باب4 مجموعة تعريفات وتعقيبات في ندوة طلب منا ترؤسها في مؤتمر للحوار.
أما الفصل الثاني فتعقيب على محاضرة لأب صديق يفنّد بعض ما جاء فيها، وذلك عملاً بشعار أرسطو: أنا صديق أفلاطون، ولكنني أكثر صداقة للحق.
أما المساهمة الكبرى في الباب الرابع والأخير فتأتي في فصل 3، وعنوانها العادات والتقاليد ركيزة لقاء بين المسيحية والإسلام. فقد وجدنا في العادات والتقاليد مجالاً خصباً لدراسة تفاعل الثقافات وحركة الانصهار بينها، ولا نريد أن نغالي في التفاؤل هنا، فنتوهّم أن كل مشاكل بلد كلبنان، والناتجة عن التنوّع والاختلاف بين مجموعاته وأطيافه، قد حُلّت. ولكن هذا التداخل في التقاليد والعادات لا نستطيع إلا أن نرى فيه بارقة أمل تظهر أن العيش المشترك والذي يعود إلى قرون لم يذهب سدى.
وبكلمة توجز وتكثف ما سبق. فها هي دعوة ملحّة إلى حوار حتمي نضعها بين يديّ القرّاء. فكما قلنا، وكرّرنا: إما أن ندخل معاً في الحوار، أو نخرج معاً من التاريخ. ولكنها في آن دعوة تنطلق من منطقة محايدة، وتتموضع على مسافة واحدة من الطرفين، وتتحاشى التكاذب والتدليس والتغاضي عن نقاط الخلاف أو إخفائها. لا تحابي، ولكنها بالمقابل لا تستفزّ. وتجد لها مكاناً وسطاً بين هذين الحدّين المتطرّفين اللذين يعطّلان برأينا أي حوار جدّي.
وعسانا بهذه المساهمة المتواضعة نكون قد أحدثنا ثغرة أو أكثر في الجدران العالية، تصلح آنياً للنظر إلى الآخر كما هو، ولاحقاً لمدّ الجسور.
ل. ص Q.J.C.S.T.B
باريس في 05/05/2014
[1] – فوليرو، راوول، كتاب الحب، بيروت، ط2، 1978.
[2] – إسحق نيوتن (1643 – 1727) عالِم فيزيائي ورياضي إنكليزي. من أشهر وأبرز علماء الفيزياء عبر التاريخ. صاحب اكتشافات الجاذبية الكلية وتحلّل الضوء الأبيض. من كتبه ”المبادئ الرياضية للفلسفة الطبيعية“، ”البصريّات“، أو انعكاسات الضوء وانكساراته وألوانه». كان لاكتشافاته في الفلك والرياضيات والفيزياء أثر حاسم في تطوّر العلوم.
[3] – صليبا، د. لويس، كتاب قتل كاتبه، دراسة وتحقيق لتنقيح الأبحاث لابن كمونة(ت683)، جبيل/لبنان،دار ومكتبة بيبليون، ط3، 2013، ص 22 – 23.
[4] – صليبا، د. لويس، الإسلام في مرآة الاستشراق المسيحي، دراسة، نصوص مترجمة وتعقيبات، جبيل/لبنان، دار ومكتبة بيبليون، ط1، 2013، باب 1/فصل2، كتابة الصلاة على النبي أمر محدث، ص 21 – 31.
[5] – المتنبي، أبو الطيب أحمد بن الحسين الجعفي (303 – 345ه/915-965 م) ديوان المتنبي، شرح سليم إبراهيم صادر، بيروت، دار صادر، 1985، ص 507.
[6] – عبدالنور، عباس، محنتي مع القرآن، دمنهور/مصر، ط1، 2004، ص 325.
[7] – الشيخ العلاّمة محمد مهدي الخالصي فقيه مجدّد شيعي وصاحب جامعة مدينة العلم بالكاظمية/العراق، من روّاد الحوار المسيحي-الإمامي، له حوار قيّم مع المونسنيور الدكتور جون روب السفير البابوي في بغداد بتاريخ 14/07/1972، دعاه المعهد البابوي لإلقاء محاضرات في الفكر الإسلامي والتشيّع 1977 – 1978 في روما حيث قابل البابا بولس السادس. كما ألقى محاضرة في جموع المصلّين في كنيسة القدّيس جاد في مدينة ليدز/شمال أنكلترة في 28/04/2002.
[8] – الطريحي، محمد سعيد، مسيحيون وشيعة، جدل اللاهوت ومقاربات الميثولوجيا، هولندا، أكاديمية الكوفة، ط1، 2012، ص 181. نقلاً عن مجلة العرفان، مجلد 66، عدد 1، ص 123 – 125.
[9] – م. ن.
[10] – الوردي، د. علي، وعّاظ السلاطين، لندن، دار كوفان، ط3، 2003، ص 257.
[11] – م. ن.
[12] – م. ن.
[13] – باب3/فصل1 وباب3/فصل2 من الكتاب المذكور.
[14] – سلامه، بولس، حكاية عمر، بيروت، المجموعة الكاملة لبولس سلامه، ط1، 1989، ص 167.
[15] – م. ن، ص 169.
[16] – م. ن، ص 168.
[17] – م. ن.
[18] – م. ن، ص 199.
[19] – جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه القمّي (أبو القاسم) (ت 368ه/979م). عالِم إمامي، من مؤلّفاته: تاريخ الشهور والحوادث، الجمعة والجماعة، جامع الزيارات، كامل الزيارات.
[20] – بارا، أنطوان، الحسين في الفكر المسيحي، بيروت، دار العلوم، ط6، 2012، ص 289.
[21] – صليبا، د. لويس، سائح على ضفاف الذات، جبيل/لبنان، دار ومكتبة بيبليون، ط1، 2014، باب5/فصل2، العباس حامل لواء الحسين، حكاية وأنشودة، ص 189 – 200.
[22] – الوردي، م. س، ص 256.
[23]– Morillon, Jean, Massignon, Paris, Editions Universitaires, 1964, p 65.
[24] – الوردي، م, س، ص 252.
محتويات الكتاب
كتب للدكتور لويس صليبا…………………………… 2
بطاقة الكتاب……………………………………… 4
الإهداء…………………………………………… 5
مدخل إلى أبحاث الكتاب……………………………. 7
باب1/الحوار المسيحي-الإمامي مقدّمات ومعوقات………. 27
فصل1: وفد نجران بداية الحوار…………………….. 29
– وفد نجران في سيرة ابن إسحاق……………………. 32
صَلاتهم إلى المشرق…………………………….. 33
ابن القيّم يصحّح حديث ابن إسحاق……………….. 33
حدث مغيّب في الممارسات الإسلامية………………. 34
أسئلة النصارى وصمت محمد………………………. 35
علاقة الحنفاء بالنصرانية والإسلام…………………. 36
– المباهلة بين الواقع والأساطير……………………… 37
المباهلة في الأحاديث الضعيفة……………………. 39
أهل البيت بين السنّة والشيعة……………………… 40
النجرانيون العنصر الأضعف في المباهلة…………… 45
– عهود الرسول وخلفائه لنصارى نجران………………. 47
– عهد الرسول لنصارى نجران………………………. 49
رواية زنجويه…………………………………… 51
– عهود الخلفاء مع نصارى نجران…………………… 52
كتاب عمر إليهم قبل إجلائه إياهم من نجران……….. 53
كتاب عمر لهم وقت إجلائه إياهم…………………. 54
كتاب عمر إلى عامله في أمر النجرانيين…………… 55
كتاب عثمان إلى عامله في النجرانيين……………… 55
تجديد عليٍّ العهد للنجرانيين………………………. 56
فصل2: المسيحيّون ومعضلة التسميات……………….. 57
– سؤال برسم كل مسلم محاور………………………. 59
كيف يحلّل طعام الكتابيين ثم يعتبرون مشركين…………. 60
خلاف بين السنة والشيعة في طهارة الكتابيين………….. 60
– أحكام نجاسة الكتابيين في المصادر الشيعية………… 61
نجاسة الكفار في أحكام الحليّ والخميني……………. 62
الزواج بالكتابيات في فقهي الحلّي والخميني…………. 65
– نجاسة الكتابيين في بحوث المستشرقين…………….. 66
نجاسة غير المسلم في تقاليد الإيرانيين……………… 67
متاولة لبنان وتعاملهم مع النصارى…………………. 70
زيارة مشهد شيعي تعرض غير المسلم لخطر الموت….. 73
بهاء الدين العاملي يحرّم ذبائح الكتابيين…………….. 75
التزمّت الشيعي وعلاقته بالمجوس…………………. 78
– المسيحيون: كتابيّوم أم مشركون وكفار……………… 80
مرونة الفقه الشيعي……………………………… 81
– طهورية الكتابيين في الفقه الإمامي المعاصر………… 82
فتوى الحكيم بطهورية الكتابيين……………………. 83
سابقو الحكيم القائلون بطهارة الكتابي……………….. 85
السيستاني يؤكّد طهارة الكتابيين……………………. 88
ذبائح الكتابيين في أحاديث الشيعة…………………. 91
طهورية الكتابيين في اجتهادات فضل الله……………. 93
– الحوار المسيحي-الشيعي حتمية حضارية…………… 96
باب2/بحوث في الحوار المسيحي-الإمامي…………….. 99
فصل1: الحوار المسيحي-الإمامي متى ولماذا؟…………. 101
– الحوار المسيحي الإسلامي المتعثر………………… 103
– وقائع تاريخية في اللقاء المسيحي-الإمامي………….. 108
– أهل البيت في الفكر اللبناني-المسيحي……………… 112
– إما الدخول في الحوار أو الخروج من التاريخ………… 121
فصل2: مسيح الفداء…وحسين الشهادة………………… 125
الربط بين المسيح والحسين متجذّر في التشيّع……….. 128
سلام الحسين وسلام المسيح………………………. 131
مغفرة المسيح وسماح الحسين……………………… 133
الشهادة: هل هي طريق الولاية…………………….. 134
تشابه ولقاء رغم الاختلاف……………………….. 137
طقوس الجمعة الحزينة ومراسم عاشوراء…………….. 138
الحسين أساس متين للقاء المسيحية والإسلام………… 140
لقاؤنا خطوة نحو الحوار المسيحي-الإمامي…………. 142
فصل3: العباس باب الحسين وأخوه…………………… 145
– العبّاس ظاهرة في علوم الأديان……………………. 147
– كُنى العبّاس……………………………………. 148
– أبرز ألقاب العباس………………………………. 155
– أبو الفضل في أبرز فضائله ومحاور سيرته…………. 169
شهادة زين العابدين في العباس……………………. 170
شهادة الإمام الصادق…………………………….. 173
– العبّاس مقارنة بيوحنا المعمدان…………………….. 177
– العبّاس والأمير لاكشمانا………………………….. 180
1 – العبّاس-الحسين/ولاكشمانا-راما……………….. 182
2 – العبّاس-زينب/ولاكشمانا-سيتا…………………. 186
– البطل يصير أسطورة………………………… 188
العبّاس يزقّ العلم…………………………… 188
العبّاس من بطل شهيد إلى أسطورة……………. 190
– العبّاس باب الحوائج وأبو الكرامات…………….. 193
– نظرة في بعض ختوم العبّاس…………………. 199
كرامات العبّاس في قصائد الشعراء…………….. 202
– العبّاس أبرز أبطال الطفّ بعد الحسين…………. 204
باب3/نماذج من التفاعل والبدلية بين المسيحية والإمامية….. 209
فصل1: مريم العذراء… وفاطمة الزهراء……………… 211
– المقارنة والمفاضلة بين مريم وفاطمة……………….. 213
إسما مريم وفاطمة ومدلولاتهما المتقاربة……………… 220
– ألقاب فاطمة تستوحي النموذج المريمي……………… 222
مريم البتول وبتولية فاطمة………………………… 223
مريم وفاطمة والذرّية المباركة……………………… 226
مريم وفاطمة المعصومتان………………………… 227
فاطمة الزهراء ومريم الزُهرة……………………….. 228
مريم وفاطمة محدّثتا الملائكة……………………… 231
العذراء ومريم الكبرى: ألقاب متأخرة لفاطمة………….. 235
– العذراء والزهراء في سيرتيهما التقوية………………… 236
السيرة التقوية ووظائفها…………………………… 236
الحمل والولادة العجائبية لمريم وفاطمة………………. 239
مريم وفاطمة ودور جبريل في حياتهما………………. 242
ذبيحان: واحد على الجلجلة وآخر في كربلاء………… 244
وفاة الصدّقتين ودفنهما ودور جبريل………………… 246
مريم وفاطمة يجمعهما الإمام المهدي……………….. 250
– دور التفاعل المسيحي-الإسلامي في تقريب الصورتين… 251
– ذيل، تزويج فاطمة بنت الرسول للإمام الباقر………… 254
– تمهيد………………………………………….. 254
– تزويج فاطمة……………………………………. 255
فصل2: المهدي والمسيح……………………………. 263
– من المسيحانية إلى المهدوية………………………. 265
– المهدي في عقيدة الإمامية………………………… 266
– المهدي عند أهل السنّة…………………………… 268
ابن خلدون يضعّف أحاديث المهدي………………… 270
المهدي في مصنّفات أشراط الساعة………………… 274
مهدوية عيسى عند السنة…………………………. 277
– أصول المهدوية الإمامية بنظر المستشرقين………….. 280
ڤان فلوتن: المهدوية وليدة الخيبة………………….. 280
جولدتسيهر: المهدوية بديل عن الإيليائية……………. 281
حتّي وكرو: المهدوية مسيحانية في الإسلام…………. 287
– الانتظار المسيحاني في المسيحية………………….. 290
– المسيحانية الإسلامية…………………………….. 295
من المسيحانية الإسلامية إلى المهدوية……………… 303
– المهدوية الإمامية………………………………… 308
– والدة المهدي عنوان لقاء مسيحي-إمامي……………. 314
– معاً على مقعد الانتظار…………………………… 317
فصل3: من البدلية إلى السطو على تراث الآخر…………. 319
– أصل اسم بلدة فاطمة/البرتغال…………………….. 321
لا علاقة للزهراء ببلدة فاتيما………………………. 323
سيدة فاطمة لا السيدة فاطمة………………………. 324
– الكواكب الإثنا عشر ورؤيا يوحنا…………………… 326
سيدة السماء هي مريم العذراء…………………….. 328
– كوڤا البرتغالية لا علاقة لها بالكوفة………………… 329
– مثل نموذجي على تحوّل البدلية……………………. 330
– سيرة أدبية فاضحة………………………………. 331
فاطمة تنسخ مريم بجرّة قلم……………………….. 333
– ترجمة مشوّهة ونعر طائفي……………………….. 335
– شطب متعمّد لآية رؤيا يوحنا………………………. 336
من فاطمة إلى فاطر التي تنسخ مريم………………. 337
باب4/مساهمات في الحوار المسيحي-الإسلامي………… 339
فصل1: الفكر المسيحي/الإسلامي والقيم الإنسانية…………….. 341
– تعريف بالأخت روز أبي عاد……………………… 346
– تعقيب على محاضرة الأخت روز أبي عاد………….. 347
– تعريف بالأب حنا اسكندر………………………… 350
– تعقيب على محاضرة الأب إسكندر…………………. 351
– تعريف بالباحث عماد فغالي………………………. 353
– تعقيب على محاضرة عماد فغالي………………….. 353
– تعريف بالسيد وليد البعّاج…………………………. 356
– تعقيب على محاضرة وليد البعّاج…………………… 357
– تعقيب على محاضرة د. مالك نصر………………… 358
فصل2: قراءة مسيحية للقرآن……………………….. 359
– تعقيب على ”قراءة مسيحية للقرآن“…………………. 364
فصل 3: تعريف ومداخلة في ندوة……………………. 371
– التنكّر للتقاليد اغتراب…………………………….. 373
– حوار على مستوى القاعدة………………………… 374
– العادات والتقاليد اللبنانية………………………….. 377
I – تقاليد الأعياد والمناسبات الدينية………………….. 378
1 – تقاليد الصوم المسيحي…………………….. 378
القطاعة: حمية نباتية……………………… 378
2 – المطبخ اللبناني نباتي الطابع……………….. 379
الصوم المسيحي من الفجر إلى المغيب……… 384
2 – تقاليد عيد الغطاس………………………… 385
أ – الغطاس تطهّر بالماء………………….. 385
تقاليد الغطاس ومثيلاتها في سائر الأديان…. 387
ليلة الغطاس: ليلة القدر……………….. 388
II – تقاليد الزواج، الخميرة رمز للحب والخصب……….. 392
– الزواج إكليل وحدث اجتماعي بارز……………… 394
III – تقاليد المآتم…………………………………. 396
– قبلة المسيحيين الشرق………………………… 396
– في حضرة الموت……………………………. 399
عادات تكفين مشتركة…………………………. 401
العونة في المآتم……………………………… 402
– من اللحود إلى القبور…………………………. 402
غياب النساء عن التشييع…………………….. 404
IV – الخاطر مركز التفكير………………………… 405
– الخاطر بين الكسر والجبر…………………….. 405
الخاطر والأخذ به…………………………….. 407
كسرة رجل ولا كسرة خاطر…………………….. 408
جبر الخاطر أساس المعاملة……………………. 410
– تداخل العادات ينشئ شخصية أساسية واحدة………… 411
ملحق أول: ذو الوفائين……………………………… 413
عفيف عسيران: الكثير من الشهادات والقليل من الدراسات 414
مساهمة في البحث في الأثر الشيعي والإسلامي…….. 415
– الأثر الشيعي في مسيحية عفيف………………….. 416
الاسرار في الإمامية والمسيحية……………………. 418
2 – عفيف وتراث الدعاء الشيعي……………………. 420
– عفيف والانتماء المزدوج……………………….. 423
– عفيف رائد الحوار المسيحي-الإسلامي…………… 425
ملحق ثانٍ: كلمات ومقالات………………………….. 427
ملحق ثالث: مقالات في كتب………………………… 435
مقالات من مجلة السلام والخير عدد1………………… 440
مقالات من مجلة السلام والخير عدد5…………… 443
ملحق رابع: مناقشة أطروحة دكتوراه أم مشهد من مسرحية………….. 447
نموذج عن مناقشات الدكتوراه……………………… 448
– العربية لغة الأبجدية التامّة……………………… 449
– المشكلة ليست في اللغة بل في غلبة الأمّة……….. 451
– وكأنه لم يقرأ الأطروحة………………………… 451
مداخلة تركّز على المماحكات اللغوية……………. 452
– يغدق نصائح ولا يلتزم هو بها…………………… 454
– ينفعل ويطالب بعدم الانفعال………………………. 457
– إثبات الأنا ليس نفياً للآخر……………………….. 458
– كلام العرب لا يحيط به إلاّ نبي……………………. 459
ملحق خامس: شهادات تقدير…………………………. 461
– بطاقة مهمان خارجي…………………………….. 462
– شهادة تقدير: المركز الاستشاري للبحوث الأنتروبولوجية.. 463
– برنامج المؤتمر………………………………….. 464
– برنامج المؤتمر: الجلسة الثانية…………………….. 465
– ربيع الشهادة: الإمام الحسين نور الأخيار وهداية الأبرار. 466
– ربيع الشهادة: الإمام الحسين وهج الرسالة ونهج العدالة.. 467
– شهادة تقدير:برعاية ورئاسة سماحة السيد مقتدى الصدر.. 468
– المؤتمر الدولي التاسع للعقيدة المهدوية……………… 469
المراجع ………………………………………….. 470
– فهرس الصور…………………………………… 483
فهرس التراجم وسائر الحواشي……………………….. 485
محتويات الكتاب…………………………………… 487