“موسوعة الأيورفيد (الطب الهندي): دراسة علمية ودليل عملي للتداوي وحفظ العافية” للدكتور لويس صليبا، صدرت مؤخّراً عن دار ومكتبة بيبليون/جبيل في ط3، و670ص،

“موسوعة الأيورفيد (الطب الهندي): دراسة علمية ودليل عملي للتداوي وحفظ العافية” للدكتور لويس صليبا، صدرت مؤخّراً عن دار ومكتبة بيبليون/جبيل في ط3، و670ص، وتجليد فاخر.

إنها الموسوعة الأولى من نوعها والوحيدة في المكتبة العربية، وهي محصّلة جهد بحثي وعملي دام سنوات طويلة، يقول المؤلّف. ويضيف أنه درّس وتابع دورات طويلة في العيادات والمستشفيات الأيورفيدية في الهند، لذا فكتابه ليس مجرّد تجميع لمعلومة من هنا، ومقولة من هناك. (ص7).

والأيورفيدا كنظام طبّي مثلّث الميّزات والأركان، وهو ما لا يتوفّر في أيّ طبّ آخر. فهو أولاً عريق القدم، وتعود مخطوطاته القديمة إلى ما قبل الميلاد. ورغم قدمه، بقي يمارَس دون انقطاعٍ، ويُتداوى به حتى يومنا، ما وفّر له تراكماً بالغ الأهمّية من التجارب والخبرات، وهذه ميزته الثانية. أمّا الثالثة فهي الحداثة. إذ انفتح على التجارب والأبحاث العلمية الحديثة واستفاد من آخر المكتشفات العلمية، وأجريت البحوث الأكاديميّة والمخبريّة عليه، وأثبت الكثير من علاجاته فاعليّتها. ويتوقّف الكاتب عن كلّ من هذه الميّزات الثلاث، ويخصّ كلّ واحدة بفصل.

والباب الثاني يعرض لمبادئ الأيورفيدا ومفاهيمها الأساسية: العناصر الخمسة، والمزاجات الثلاث: الهوائي، والناري، والمائي. ودور هذه المزاجات في الجسم وعافيته. فالصحّة هي التوازن بين المزاجات، وفقدانها يسبّبه اختلال هذا التوازن.

ولكلّ من هذه المزاجات فصل يعرض لخصائصه، وما يجب أن يُعمل على صعيد الغذاء والروتين اليومي وغيرهما للوقاية من تفاقمه.

ويبحث المؤلّف في السموم التي تتراكم في جسم كلّ إنسان نتيجة عادات تغذوية وحياتية خاطئة: كيف تتزايد، وتُفقد المرء عافيته، وكيف تعمل الأيورفيدا على التخلّص منها. وللفكر سمومه كما للجسم. يقول الكاتب (ص142): “ما توصي به الأيورفيدا هو مراقبة الانفعالات السلبية كالغضب والخوف، دون تعلّق ولا تماهٍ، وأن نعي أنّنا لسنا هذه الانفعالات، وهي أفكار عابرة لا تتّصف بالديمومة، وعلى أثر هذه المراقبة تتبدّد هذه الانفعالات وتختفي”.

ويتناول الباحث في الباب الثالث طرق التشخيص في الأيورفيدا، وعلى رأسها قراءة النبض فهي تمكّن من سبر أغوار ومستويات أوّلية وعميقة من الأمراض تعجز التحاليل والطرق الحديثة عن تمييزها. ويبيّن المؤلّف كيف يمكن تشخيص السرطان والإيدز والأمراض النفسية الجسدية بجسّ النبض. (ص179-182).

أمّا العلاجات فأبرزها المارما: يشرح آليّاتها وفوائدها ومفاعيلها في إعادة التوازن إلى الجسم ومداواة آلام الظهر والرقبة وغيرها. والمسّاجات ومنها ما يمكن أن يقوم به كلّ إنسان لنفسه تنشيطاً للدورة الدموية وجهاز المناعة وغيرهما. ويبيّن المؤلّف بالتفصيل كيفيّة ذلك مستعيناً بصوَر توضيحيّة. ومنها ما يجريه له أخصّائيون وفوائدها عديدة وتذكَر بالتفصيل. وتأتي علاجات التنقية أو بانشاكرما في طليعة ما تستخدمه الأيورفيدا. وهي مجموعة من الطرق الطبيعية تشمل التزييت والتعرّق والإسهال والحِقن الشرجية والفصد ومسّاج الكمّادات وغيرها. وكلّ واحدة مشروحة بالنصّ والصوَر والمفاعيل. ويتوقّف الكاتب عن مبدأ أساسي في الأيورفيدا يقول (ص278): “لكلّ مريض داؤه، لا لكلّ مرضٍ دواؤه”. فالأيورفيدا تعالج أناساً لا أمراضاً.

وللطعام بخصائصه وآدابه بابٌ كامل، يتناول ميّزات الأطعمة، وما يفيد منها هذا، وقد يضرّ في الوقت عينه ذاك. وكيف نأكل أمرٌ لا يقلّ أهمّية عن “ماذا نأكل”. وذلك مشروح بالتفصيل في الفصلَين الثالث والرابع من الباب الرابع.

وينتقل المؤلّف ليبحث في الروتين اليومي الصحّي. فأركان الصحة الطعام والنوم والجنس. فعن الركن الثاني يشرح ما تنصح به الأيورفيدا للحصول على نومٍ عميق وصحّي. فعمْر المرء كما أثبتت الأبحاث العلمية يرتبط بمدّة نومه اليوميّة، فكلّما طال نومُه طال عمره. أما الركن الثالث، فتنصح الأيورفيدا بالتوازن فيه، وعدم إضاعة الطاقة الجنسية سدى، لأن إهراقها يؤدّي إلى خسارة الطاقة الحيويّة الأساسية في الجسم. (ص412).

ويتابع المؤلّف جولته الطويلة، فيقدّم معجماً كاملاً للأدوية البيتيّة، وآخر للأمراض الشائعة وطرق مداواتها. كما يعرض للتداوي بالألوان والموسيقى والأحجار الكريمة والروائح العطرية، وغيرها.

والخلاصة فهو عملٌ موسوعيّ رصين وجليل الفائدة على الصعيدَين الذاتيّ والمعرفيّ.

شاهد أيضاً

مداخلة هشام أبو جودة ابن شقيق الصحافي ميشال أبو جودة في ندوة كتاب “فؤاد شهاب ما له وما عليه” لـ لويس صليبا، الجامعة الأميركية للتكنولوجيا AUT، الفيدار-جبيل، الخميس 20 شباط 2025

مداخلة هشام أبو جودة ابن شقيق الصحافي ميشال أبو جودة في ندوة كتاب “فؤاد شهاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *