“من خبايا التراث اللبناني: صفحات مطوية في الزجل والتاريخ وأدب المهجر” كتاب موسوعي جديد للدكتور لويس صليبا صدر مؤخراً عن دار ومكتبة بيبليون في 560ص.
الزجل اللبناني غدا اليوم جزءاً من التراث الثقافي العالمي وذلك بقرار من الأونسكو في 27/11/20144 وهذا الكتاب محاولة جادّة ومساهمة في حفظ جانب من هذا التراث. فهو يسلّط الأضواء على إرث شاعر زجّال مبدع هو الياس بك الحويك ابن شقيق البطريرك. لم يلقَ الياس بك طيلة حياته ما يستحقّ من اهتمام إلا من طه حسين عميد الأدب العربي الذي منحه لقب أمير الثلاثة أي الزجل والشعر الفصيح واللغة. وذلك لإجادته وتحليقه في هذه المجالات الثلاثة. وقصائده سرت على كلّ شفة ولسان وغالباً دون أن يعرف قائلها. وهو لم يعنَ بجمعها في ديوان فصارت نهباً للناهبين ومشاعاً للطامعين. وكلّ يدّعي بعضاً منها: الأخطل الصغير سرق أجمل شعر له وصاغه بالفصحى ومنه أشهر بيت له:
ولد الهوى والخمر ليلة مولدي وسيحملان معي على ألواحي
مأخوذ من أبيات للياس الحويك. وقصيدة الياس الحويك طوينا كتاب الحبّ التي غنّاها وديع الصافي نُسبت خطأً إلى أمير الزجل رشيد نخله. ويورد هذا الكتاب مجموعة من قصائد الياس الحويك في الزجل والشعر الفصيح لم يسبق أن نشرت. ويتوقّف عند جوانب إبداعية فيها ويحلّلها ويقارنها بإبداعات شعراء عرب وأجانب كبار أمثال المتنبّي وألفرد دو موسّيه وشاتوبريان: أين تفرّد الحويك في شعره وأبدع؟ وأين كان اتّباعياً. وما الذي يبقى من شعره ويخلد.
وإلى إبداعاته الشعرية كان الياس الحويك صحافياً لعب دوراً وطنياً وسياسياً بقي حتى اليوم هو الآخر طيّ النسيان. فهو الذي أسّس جريدة السفير. وكانت له فيها افتتاحيات ومواقف خالدة. ثم اضطرّ أن يتخلّى عن رخصتها تحت ضغط وضعه الصحّي والمالي. والمؤسف أن هذه الجريدة تنكّرت لمؤسسها وماضيها. وها هي اليوم تدفع ثمن نكران الجميلٍ.
ويضمّ هذا الكتاب الموسوعي إلى ذلك أعمالاً في النثر والشعر للخوري يوسف الحدّاد ويعمل على تحليلها. ويتوقّف عند دوره أستاذاً لجبران ويورد شهادات لتلامذة في الحكمة عاصروا جبران والحدّاد أمثال الشاعر وديع عقل والكاتب داود سعادة تسلّط أضواءً على جوانب من أدب نابغة المهجر وشخصيته. كما يتناول نواحٍ أخرى من إبداعات أدب المهجر ويحلّل هذه الظاهرة التي كانت علامة فارقة في النهضة. وسيكون كتاب من خبايا التراث اللبناني موضوع ندوة ستعقد الجمعة 20/01/2017 س خامسة والنصف ب ظ في رابطة البترون الإنمائية والثقافية ويشارك فيها إلى المؤلف الأستاذ أنطوان قسطنطين والدكاترة طوني ضو ونبيل أبو مراد وأودين سلّوم.
فأرجو اعتبار هذا الإشعار دعوة خاصة وأن أراك في هذه الندوةوتاريخ الأدب العربي.