الصمت في المسيحية: مفهومه واختباراته في الإنجيل وكنائس المشرق والغرب” كتاب لِ د. لويس صليبا صدر مؤخراً في ط4
فأن يلقى التقليد الصوفي والنسكي المسيحي هذا الإقبال فهو أمر مفرح. وتتوقّف الدراسة مطوّلاً عند صمت يسوع ومريم ويوسف ودلالاته ورسالته إلى الإنسان المعاصر. وصمت مريم كما رواه القرآن جدير بالتأمل والتبصّر.
أما في كنائس المشرق فقد كان آباء البرّية روّاداً في حياة الصمت عيشاً وتعليماً: أنطونيوس ومكاريوس وباخوميوس. يروي الكتاب كيف عاش كل منهم حياة نسك وصمت فدوّى صمته في أرجاء المعمورة. ومن أبطال الصمت والنسك في البرّية أرسانيوس الذي ترك القصر الأمبراطوري ليعيش حياة توحّد. وبيمن ولا سيما يوحنا السلّمي الذي درست أجيال من الرهبان والعلمانيين الفضائل المسيحية في كتابه السلّم إلى الله. وكذلك اسحاق السرياني صاحب النسكيات والقائل: الصمت سرّ الدهر الآتي. وآخر من يعرض الكتاب لتعليمهم من المشرقيين يوحنا الدلياتي معلّم شربل وأجيال من الحبساء.
ومن كنيسة الغرب يدرس الكتاب تعاليم القديس مبارك مؤسس التقليد الرهباني الغربي ثم يتناول تقليد الرهبان الكارتوزيين الذين جمعوا بين حياة الحبساء والحياة الرهبانية المشتركة. ويتناول طرقهم في التأمل والصلاة ويقارنها بالتأمل في اليوغا. وينتقل إلى تصوّف القديس يوحنا الصليبي فيقارنه بِ يوحنا الدلياتي ويتوسّع في تعليمه في الإصغاء إلى الموسيقى الصامتة ويقارنها بتعاليم حكماء الهند في هذا المجال.
ويتناول سيرة القديسة تريزا الطفل يسوع: كيف عاشت صمت النظر وسائر الحواس في حياتها الديرية: “الصمت هو لغة يسوع” كانت تردّد.
ويدرس الكتاب الترتيل الغريغوري ويقارنه بتقاليد موسيقية أخرى تعتبر الموسيقى تتابع صوت وصمت.
وينهي بسيرة نازارينا حبيسة روما المعاصرة: للمرّة الأولى تروى سيرتها بالعربية إنها نسر حلّق عالياً في فضاء النسك والصمت. شاءت أن تعيش نسياً منسية وزارها بابوان قديسان: بولس السادس ويوحنا بولس الثاني وتبرّكا من صمتها وتوحّدها
ويختم الكتاب بخلاصة عامة في تقاليد الصمت في المسيحية وميزاتها ورسالتها لإنسان اليوم الذي يبحث عن واحة هدوء يريحه من صخب الحياة اليومية الدائم
شاهد أيضاً
أديان الهند وأثرها في جبران:. قراءة جديدة لأدب نابغة المهجر” للدكتور لويس صليبا، صدر عن دار ومكتبة بيبليون في 380 ص.
“أديان الهند وأثرها في جبران:. قراءة جديدة لأدب نابغة المهجر” للدكتور لويس صليبا، صدر عن …