في إطار المؤتمر الفلسفي الدولي 2016 الذي نظّمه واستضافه المركز الدولي لعلوم الإنسان/أونسكو جبيل وشارك فيه باحثون ووفود من دول عربية وأوروبية متعددة ألقى أ. د. لويس صليبا محاضرة بموضوع: “الحرب في البوذية والمسيحية: قراءة نقدية مقارنة”
وذلك يوم الجمعة 09/12/2016 س 2 ب ظ
عرضت المحاضرة لتجربتي الأمبراطورين أشوكا وقسطنطين: كيف قاد الاهتداء إلى البوذية أشوكا إلى الإقلاع عن الحروب والفتوحات وتكريس جهوده في الحكم لخدمة الأهداف السلمية واحترام التعددية الدينية وقبول الآخر المختلف. وبالمقابل كيف جعل قسطنطين من المسيحية أداة لمزيد من الحروب. ومما جاء في المحاضرة أيضاً: عبثاً نفتش عن التسامح وقبول الآخر في تاريخ الأديان الإبراهيمية. ومن يرد أن يبحث عنه فليدر وجهه نحوالشرق الاقصى والهند. بيد أن ما يدعو إلى التفاؤل هو أن الكنيسة الكاثوليكية وعت ومنذ البابا القديس يوحنا 23 هذا الجانب المظلم من تاريخها وقرأته قراءة نقدية وطلبت المغفرة عن أخطاء الماضي. وأفضى مسار المجمع الفاتيكاني الثاني إلى فصل تام بين الكنيسة والدولة وتكريس الجهود لنشر السلام والعمل من أجله.
ووحدها تجربة الأمبراطور أشوكا والمستندة إلى تعاليم بوذا في اللاعنف والتي تكرّرت في زمننا مع تجربة المهاتما غاندي تؤكد لنا أن معضلة الحروب ليست مسألة حتمية. وأن الإنسان المعاصر إذا أراد صادقاً أن ينعم بالسلام فليس عليه أن يستعدّ للحرب، بل أن يعمل لسلام داخلي. ما سينعكس سلاماً في المجتمع وبين الأمم .
إنها تجربة تقول لنا إذا أردت السلام فأعدّ للسلام. والإنسان محكوم عليه بالسلام إذا أراد أن لا يحكم عليه بالكارثة