صدر مؤخرا للدكتور لويس صليبا “كتاب المعراج للقشيري ويليه معراج أبي يزيد البسطامي” في ط5.
يضم هذا الكتاب نصين صوفيين غير معروفين سابقا. وهو مذ صدر في طبعته الأولى لاقى إقبالا واهتماما ملحوظين. فتوالت طبعاته مرة كل سنتين. وها هو اليوم يطبع للمرة الخامسة على التوالي. وإنه لأمر مفرح أن يواصل التصوف الإسلامي إثارة الإهتمام، رغم ما يشنه السلفيون عليه من حملات.
وتتناول دراسة المحقق د. صليبا مسائل بارزة في التصوف الإسلامي كالنزعة الإشراقية وأثر الحلاج في من جاء بعده والمدرسة الصوفية في تفسير القرآن وتأويله مثل كيف وجد الصوفية آيات تدل على المعراج لم يجد غيرهم فيها هذه الدلالة. وتتوقف عند مسائل في التصوف المقارن مثل علاقة المريد بشيخه في التصوف الإسلامي وفي اليوغا: نقاط الشبه، وهل من تفاعل وتأثير؟
ويبقى أن مجال الحديث عن تفاعل بين التصوفين الهندي والإسلامي لا يأخذ كامل مداه إلا متى تناول أبي يزيد البسطامي. فقد اعتبره عدد من المستشرقين، وعلى رأسهم نيكلسون وزاهنر، متأثرا بالبوذية وأكدو أن شيخه أبو علي السندي من أصل هندوسي وكان يعرف الفلسفة الهندية عن كثب. وعنه أخذ أبو يزيد نظرية الفناء التي تتقاطع في كثير من وجوهها مع نيرفانا بوذا ومايا شانكارا.
موضوع شيق في التفاعل بين نظامين روحيين بارزين: التصوف واليوغا يدرسه هذا الكتاب ويفتح أفاقا جديدة لمزيد من البحث.
والكتاب مزدان بلوحات ملونة في الخط العربي. وبيبلوغرافيا واسعة في التصوف واليوغا.
شاهد أيضاً
أديان الهند وأثرها في جبران:. قراءة جديدة لأدب نابغة المهجر” للدكتور لويس صليبا، صدر عن دار ومكتبة بيبليون في 380 ص.
“أديان الهند وأثرها في جبران:. قراءة جديدة لأدب نابغة المهجر” للدكتور لويس صليبا، صدر عن …