صدر مؤخرا للدكتور لويس صليبا في ط2 كتاب: “السنة والشيعة ديانتان أم مذهبان: بحث في الخلافات بينهما”
رغم ما في هذا الموضوع من حساسية واضحة، اصر الكاتب أن يركب هذا المركب الصعب لا سيما وأن إشكالية البحث طرحت في ذهنه منذ الصبا. هل الفروقات بين أهل السنة والجماعة وشيعة آل البيت مجرد اختلافات في الفروع كما يقول التقريبيون ويكررون؟! أم أن الأمر أبعد من ذلك، ويطال جوهر العقيدة وأركان الدين كما يؤكد فريق آخر؟
بعض الباحثين ومنهم المستشرقين شبه كربلاء بالجلجلة، لا من حيث المجريات وحسب بل من حيث التداعيات أيضا. فكما أخرجت الجلجلة المسيحية من رحم اليهودية، فصلت مذبحة الطف نهائيا بين فرقتين، وجعلت منهما ديانتين مستقلتين.
ويتفحص الكتاب هذا الطرح وغيره ويناقش بحياد مسلطا الأضواء على أكثر نقاط الخلاف بين الفريقين: الموقف من القرآن، الإمامة، التقية،،الفروقات الفقهية الأساسية لا سيما في المتعة. فما هو زواج شرعي عند فريق يعتبره الفريق الآخر الزنى بعينه: إنه ليس مجرد خلاف فرعي،بل هو يطال بناء الأسرة، وهي أساس المجتمع.
وماذا عن شبهة التحريف التي يتراشق الفريقان التهم بشأنها؟!
وما هي التقية؟ فريق يعتبرها كذب صراح وآخر يقول هي تسعة أعشار الدين.
يعرض الكتاب كل هذه الإشكاليات، ويسعى لتقديم إجابات موضوعية عنها، ليصل إلى السؤال المحوري:مذهبان أم ديانتان؟! فيعرض كذلك آراء من اعتبر الشرخ بين الاثنين نهائيا ولا رأب له، وأيضا الموقف المخالف.وبين الآراء والمواقف المتناقضة يحاول أن يخرج بخلاصة مجدية في موضوع شيق وشائك هو اليوم موضوع الساعة ويحير الكثيرين.
وتزين الكتاب لوحات فنية في الخط العربي هي في أكثرها أقوال وحكم لابن خلدون.