من تاريخ الفلسفة المسيحية في أرض الإسلام” موسوعة للدكتور لويس صليبا صدرت مؤخرا في ط2 وفي 610ص.
وهي تسلط الضوء على فلاسفة مسيحيين عرب غيبوا ولم يدرسوا كما يجب. يوسف كرم الذي درس أكثر الباحثين والطلاب العرب الفلسفة اليونانية والوسيطية والحديثة في كتبه قلة من يعرف أنه لبناني ماروني وصاحب نظام فلسفي مسيحي توماوي بناه وطوره في أواخر كتبه. واﻷب عفيف عسيران الذي رفعت مؤخرا دعوى لتطويبه كان مفكرا توماويا وداعية حوار مسيحي-إسلامي من الطراز الأول وبحاثة في التصوف الإسلامي. واﻷب جورج قنواتي وهو من أبرز دارسي ابن سينا وابن رشد والعلوم عند العرب له إسهامات جليلة في فلسفة الفكر الديني في الإسﻻم والمسيحية.
أما شارل مالك فدوره في نشر فلسفة حقوق الإنسان ووضع شرعتها العالمية لا يختلف فيه اثنان.
وإضافة إلى أعمال هؤلاء تدرس هذه الموسوعة إسهامات آخرين مغيبين أمثال المطران نعمةالله أبي كرم دارس الأكويني ومترجم كتبه والذي بحث في تفاعله مع فلاسفة اﻹسﻻم ولا سيما ابن سينا وابن رشد والغزالي.
والمطران بولس عواد معرب الخلاصة اللاهوتية والمطارنة الحصروني وإسحاق بن جبير والدبسي وميخائيل ضومط وقد كان لكل منهم إسهامات فلسفية رائدة في المدرسة التوماوية وفي الحوار بين الأديان. وتترجم الموسوعة لنحو عشرين مفكر وفيلسوف مسيحي عربي وتدرس أبرز آثارهم وتنقل نصوصا كاملة لهم. وهي بكل ذلك تسد ثغرة في المكتبة العربية وتبين أن الفلسفة العربية ليست أحادية الجانب كما يتوهم البعض ويروج. بل إن الإسهامات المسيحية فيها بارزة وتأسيسية ولا يمكن إغفالها مهما سعى الكثيرون وبالغوا في التعتيم عليها.