تعريف وغلاف ومقدمة وفهارس كتاب “المعراج من منظور الأديان المقارنة: دراسة لمصادره السابقة للإسلام ولأبحاث المستشرقين فيه”/ تأليف لويس صليبا
المؤلف/المترجم : د. لويس صليبا
أستاذ وباحث في الأديان المقارنة/ باريس.
www. Thoughts.com/Lwiis Saliba
تقديـم : الدكتور جوزف قزّي
أستاذ الدراسات الإسلامية/جامعة الكسليك
عنـوان الكتاب : المعراج من منظور الأديان المقارنة
دراسة لمصادره السابقة للإسلام ولأبحاث المستشرقين فيه
عدد الصفحات : 409 ص
سنة النشر : طبعة رابعة 2016
2011 طبعة ثالثة منقّحة ومزيدة
طبعة ثانية 2009/. ط أولى /2008
الناشر : دار ومكتبة بيبليون
طريق المريميين – حي مار بطرس- جبيل/ بيبلوس ، لبنان
ت: 540256/09 – 03/847633 ف: 546736/09
Byblion1@gmail.com
2011 – جميع الحقوق محفوظة
سلسلة المعراج/النص، الواقع، والخيال
صدر منها
1 – كتاب المعراج للقشيري، نشره وعلّق عليه، د. لويس صليبا. وتسبقه دراسة للناشر بعنوان: المعراج بين المحدّثين والمتكلّمين والمتصوّفين، ط2، 340 ص.
2 – معراج محمد/المخطوطة الأندلسية الضائعة، ترجمة لنصّها اللاتيني مع دراسة وتعليقات وبحث في جذور نظرة الغرب إلى الإسلام، للدكتور لويس صليـبا. ط2، 340 ص.
3 – المعراج في الوجدان الشعبي: أثره في نشأة الفِرَق والفنون والكتب المنحولـة فـي الإســلام مـع تحقـيـق لِز”معراج النبـي“ عـن مخطوطـة للشيــخ داود الرفـاعـي، نشـــر ودراسـة د.لويس صليبا، ط2، 370ص.
4 – المعراج من منظور الأديان المقارنة: دراسة لمصادره السابقة للإسلام ولأبحاث المستشرقين فيه. تأليف د. لويس صليبا، ط2، 422 ص.
يصدر قريـباً
5– المعراج وأثره في التصوير الإسلامي.
6– المعراجَان الفارسي والمسيحي وأثرهما في المعراج الإسلامي.
7– المعراج في مأثورات المحدّثين والمتكلّمين.
مدخل إلى أبحاث الكتاب
قد يتساءل الباحث ونحن نقدّم له هذا المصنّف: الجزء الرابع من سلسلة: المعراج / النص والواقع والخيال، ألا يزال في جعبتنا جديدٌ نعرضه في هذا المجال؟! أو لم تستوفِ كتب ثلاثة متوالية البحث في الموضوع. فأنهكته دراسة وفحصاً وتمحيصاً؟!
صحيح أن المعراج لم يشغل في النص القرآني سوى آية واحدة هي على الأرجح آية الإسراء 17/1 كما يقول الكثيرون، أو بضع آيات في أحسن تقدير، وفقاً لفرضية بعض المفسّرين القائلة إنّ عدداً من آيات سورة النجم يتناول المعراج.
ولكن إذا كان المعراج لم يشغل في المصحف سوى هذه المساحة الضئيلة فذاك لم يمنعه من أن يملأ الوجدان الإسلامي والمخيلة والفنون ويشغلها منذ قرون وإلى اليوم.
والتوسّع والتعمّق في دراسته ونشر نصوصه، قلنا ونكرر، مدخل لفهم تطوّر العقيدة والتفسير وعلوم الحديث وغيرها في الإسلام. لذا فأربعة بل عشرات المجلدات قد لا تفي هذا الموضع حقه.
والمعراج في رواياته يقودنا، لا محالة، إلى دراسة في الأديان المقارنة. فالتشابه بين هذا الحدث، كما رواه المسلمون، وما نجده في المأثورات الدينية السابقة للإسلام وفي مختلف الثقافات الهندية والرافدية والفرعونية والفارسية واليهودية والمسيحية، أمر يستوقف كل باحث ويسترعي انتباهه. فيجد أن لا مفرّ له من دراسة هذه الروايات المتنوّعة لاستجلاء أسباب التشابه بينها، وبالتالي إمكانية التفاعل والمبارزة والتأثّر بين هذه النصوص والحضارات المختلفة، ولا سيما التداخل بينها وبين روايات المعراج.
سبق وذكرنا أن روايات المعراج أشبه بلوحة Puzzle. اللوحة اللغز التي تركّب من أجزاء متعدّدة. والاكتفاء بتجميع الأجزاء الداخلية، أي العناصر الإسلامية البحت لهذه اللوحة، يساعد حتماً في توضيح الصورة، ولكنه لن يجلوها بشكل نهائي وكامل. وتبقى الحاجة إلى قطع وأجزاء خارجية لتكتمل اللوحة وتتضح.
فتداخل آداب الرؤى والكتابات المنحولة وحكايا الصعود من مختلف الثقافات والأديان في روايات المعراج، وتطوّر هذه الأخيرة من أحاديث موجزة إلى نوع أدبي حوى الكثير من العناصر الملحمية والرؤيوية للحضارات المجاورة أمرٌ لا يمكن اليوم إخفاءه أو إنكاره. والأجدى دراسته بموضوعية ورصانة. وأية دراسة من هذا النوع هي في صلب علم مقارنة الأديان Sciences des religions comparées، أو الأديان المقارنة.
وهذا العلم الذي كان علماء العرب والإسلام كالبيروني (ت1048 م) من أبرز روّاده([1])، نجده، وللأسف الشديد، غائباً غياباً شبه تام في الكتابات العربية الحديثة والمعاصرة. وما يُقدّم في العربية اليوم تحت اسم الأديان المقارنة أو علم مقارنة الأديان لا يمتّ إلى هذا العلم بأية صلة. وهو في أحسن الأحوال لا يعدو كونه جزءًا من آداب الدفاع أو لاهوت الدفاع أو الدعوة الديماغوجية والتبشير.
ولنعطِ على ما قلنا مثلاً يوضح الفكرة: فصديقنا الشيخ الدكتور أحمد حجازي السقّا، كان، رحمه الله، يعتبر نفسه من الباحثين والمؤلفين في الأديان المقارنة. ومما نشر من نصوص، مصنّف لنجم الدين البغدادي الطوفي (ت 716 ﻫ) عنوانه:“الانتصارات الإسلامية في كشف شبهات النصرانية”. وقد غيّر عنوان الكتاب فجعله: “الانتصارات الإسلامية في علم مقارنة الأديان”. وقال في تصديره له: «هذا كتاب جيّد في علم مقارنة الأديان»([2]). ثمّة سؤال بديهي يطرح نفسه هنا، هل في مقارنة الأديان أو أي علم آخر انتصارات وانكسارات؟! وهل من الموضوعية والرصانة بشيء توظيف علم رزين ومحايد في السجال والجدل بين الأديان، واختراع انتصار وهمي لهذا الدين على ذاك؟ وأين المقاربة العلمية؟ بل أين الموضوعية في كل ذلك؟.
ومثل آخر على ما نقول: أتحفنا الباحث والمؤرّخ السوري د. سهيل زكّار منذ عقد من السنين بما أسماه المعجم الموسوعي للديانات والعقائد…الخ. وأقل ما ينتظر المرء من معجم كهذا الحياد والموضوعية في العرض والبحث المقارن الرصين الذي ينأى عن الانحياز. ولكن زكّار يصدمنا، منذ مقدمة معجمه الذي تبلغ صفحاته 1218 ص، بخلاصة بحثه في الأديان. يقول: «بين يدي القارئ الكريم معجم ضمّ بين دفّتيه عدداً كبيراً من المواد الدينية التي يمكن من خلالها تكوين صورة مجملة، أو لنقل شبه مفصّلة، عن ديانات البشرية الحالية(…)، والمتمعّن في هذه المواد لن يكتسب المعرفة فقط. بل سيجد بالبرهان الذي لا يدحض أن جميع الديانات والعقائد باستثناء الإسلام فيها نقص وتعددية وتناقض (…)، سيجد كل الديانات والعقائد استهدفت الوصول إلى التوحيد والكمال، فلم تستطع. وفقط الإسلام قدّم صورة للتوحيد هي الأنقى والأطهر والأسمى، وحقّق مثالية الكمال»([3]).
لكأننا نخضع الأديان لمباراة دخول Concours، لاختيار واحد فقط منها.
ويضيف زكّار: «مع الإسلام انتهى التاريخ لأن الإسلام يجبّ ما قبله»([4]).
وبشأن الأديان، لا يرى زكّار سوى دين واحد يستحقّ هذه التسمية. يقول: «إنني أرى أنه لا يجوز إطلاق اصطلاح دين إلا على العقيدة الكاملة الحاوية بلا تناقض لكل ما يحتاج إليه الإنسان من شعائر وممارسات تعبّدية مع أنظمة ناظمة للحياة بشكل كامل، مع نظرية صحيحة بشكل مطلق للخليقة ونشوء الكون، وذلك ضمن إطار وحدانية نزيهة معصومة من التناقضات والنقص، وهذا في الحقيقة لا ينطبق إلا على الإسلام»([5]).
فهل من نظرية صحيحة بشكل مطلق للخليقة ونشوء الكون؟!
حبّذا لو دلّنا عليها د. زكّار، وشرحها لنا؟! فهي حلم العلماء والحكماء منذ بدء التاريخ. ولا يسمح لنا السياق بالتوقّف عند كثير من تعميمات زكّار وتأكيداته. ونكتفي بالتساؤل: ما الذي يُرجى من معجم في الأديان، يعتبر صاحبه أن ما من دين سوى الإسلام؟! ولن نناقش زكّار في قناعاته الدينية، فهي شأنه. ولكن أهكذا يُقدّم لعمل موسوعي يعرض لكل الأديان ويُستهلُّ بنفي حتى صفة الدين عنها؟!
المكتوب (الرسالة) يُقرأ من عنوانه، كما يُقال.
تلك نماذج معبّرة عمّا في العربية اليوم، مما يُزعم ويُدّعى أنه في علم مقارنة الأديان.
علم مقارنة الأديان ليس مطية لأي دين، أو أي رجل دين، لإظهار تفوّق مذهب أو عقيدة على أخرى. فهذا ليس من العلم بشيء. فالأديان المقارنة بمقاربتها ومنهجيتها الهادئة المحايدة أبعد ما تكون عن غائيّة أن تنصر أيّ دين على آخر. إنها هنا لتصف وتدرس تفاعل الأديان وتداخلها وتطوّر فهمنا لها. لا لتشعل الحروب والمعارك بينها.
ومن أبرز ما استخلصنا، في بحثنا المقارن في هذا الكتاب، الحقيقة التاريخية التي سبق أن خلصنا إليها في عدد من أبحاثنا السابقة. والتي عبّرنا عنها بالفرنسية كما يلي:
Les religions ne meurent pas, et celles qui disparaissent entre elles se réincarnent dans les religions suivantes.
الأديان لا تموت. وما يختفي منها يتقمّص في الأديان التالية.
هل ماتت الديانة الفرعونية أو أديان الرافدين؟! في الصفحات التالية من هذا السفر ما يؤكّد أنها استمرّت حيّة في الكثير من الأديان التوحيدية. وأن العديد من مفاهيمها وتصوّراتها وعقائدها لما تزل حيّة في المسيحية والإسلام. والأبحاث التالية بيّنت، على سبيل المثل، أن المفهوم الفرعوني للدينونة الأخيرة والميزان تقمّص ثوباً جديداً في الإسلام.
والأمثلة الأخرى كثيرة وعديدة. ويمكن العودة إليها في الدراسة.
والآن ماذا يتضمّن هذا الجزء الرابع من سلسلة “المعراج/ النص والواقع والخيال”؟! وما الذي يميّزه عن سائر الأجزاء؟!.
يتّضح من عنوان هذا الكتاب أنه دراسة للمعراج من زاوية الأديان المقارنة.
والدراسة هذه تنقسم إلى شقّين وبابين:
- الأول يتناول أبحاث المستشرقين في الإسراء والمعراج.
وقد عرضنا في الفصل الأول من الباب الأول لأبرز الأبحاث الاستشراقية في الإسراء وإشارة النص القرآني إلى هذا الحدث. وبالتالي موقع آية الإسراء في هذا النص ومنه. وكان لا بدّ لنا لإنجاز هذا العمل من العودة إلى العديد من مؤلفات المستشرقين بالفرنسية والإنكليزية وتلخيصها بشكل يحفظ أبرز نقاطها وعناصرها، ومن ثم ترجمتها إلى العربية. وتكمن مساهمتنا في هذا المضمار في أننا نقدّم للباحث العربي أول نص، بلغة الضاد، يعرض ويلخّص أبرز الأبحاث الاستشراقية في الإسراء. وقد استعنّا في محصّلتنا Synthèse المعروضة بمقالة المستشرق جيليو Gilliot في هذا المجال، وبأبحاثه.
وعرضنا المحايد لم يمنعنا من مناقشة عدد من النظريات هذه، ليس بهدف النقض، بل لمزيد من التوضيح. ونبّهنا القارئ، في مستهل هذا الفصل، إلى أن العديد من الطروحات قد تبدو غريبة عليه وربما صدمته. ولكن هذه الجُدّة لم تكن لتشكّل عائقاً بيننا وبين عرض هادئ وموضوعي. تاركين للقارئ في النهاية حرّية تكوين فكرة وموقف من هذه الآراء.
وفي الفصل الثاني انتقلنا إلى عرض أبحاث المستشرقين في المعراج والآيات القرآنية التي فُسّرت بأنها تشير إليه. كما عرضنا لأبحاثهم في الجدل الذي أثير داخل الإسلام حول رؤية الرسول ربّه في المعراج والمسائل التي تثيرها هذه الرؤية المحتملة من تشبيه وتجسيم.
وأبرز مساهمات هذا الفصل العرض الملخِّص لنظرية المستشرق المعاصر سلز Sells. وما يجده من صلة نصّيه وخيط خفي يمتدّ من سورة النجم إلى سورة الطور ويربط سورة النجم مع سورة القدر، وهذه الأخيرة مع سورة المعارج التي ترتبط بدورها مع سورة الطور. والصلة هذه هي التي وفّرت، برأي سلز، الأساس القرآني لنمو روايات المعراج وتطورها. وهو رأي يستحقّ التوقف عنده والمناقشة!.
وتوقّفنا مطولاً في هذا الفصل عند الرؤية التي تتحدّث عنها سورة النجم. هل هي رؤية لله أم لملاك؟! وعرضنا لمختلف الآراء في هذا الموضوع وللأبحاث الاستشراقية فيه.
والشقّ الثاني، والذي استأثر بالحجم الأكبر من هذا المجلّد أفردناه لدراسة مقارنة بين روايات المعراج وما سبقها من مأثورات ونصوص مماثلة ومشابهة في مختلف الأديان والحضارات. وقد اعتمدنا في هذه الدراسة، المنهجية التالية: بداية مدخل وتعريف عام بما أسميناه مصادر المعراج، أي مختلف الكتابات والروايات التي حكت عروج العديد من الشخصيات التاريخية والأسطورية وصعودها إلى السماء. وقد قسّمنا هذه المصادر إلى فئات سبع: هندية ورافدية وفرعونية وفارسية ويهودية ومسيحية وعربية/جاهلية. وعرّفنا بكل فئة ذاكرين ميزاتها والطريق المحتمل سلوكها إياه للدخول في روايات المعراج. كل ذلك شكّل مادّة الفصل الأول من الباب الثاني.
أما في الفصول السبعة التالية. فعمدنا إلى تشريح أبرز عناصر روايات المعراج وتقسيمها، وعزل كل عنصر أو مجموعة عناصر متقاربة ودراستها على حدة.
وهكذا درسنا مواضيع الصعود بالجسد وشقّ الصدر والأكواب الثلاثة والأصوات المنادية في الفصل الثاني وعرضنا لأشباه هذه العناصر في المصادر القديمة المختلفة. وقارنّا بين نصوص هذه المصادر وروايات المعراج.
وأفردنا الفصل الثالث لدراسة وسيلتَي السَفَر والارتحال في روايات المعراج: أي البُراق والسلّم. وأبنّا أن كلاًّ منهما نجد مصادر له في الروايات القديمة السابقة للأديان التوحيدية: أي في النصوص الهندية والرافدية والفرعونية، فضلاً عن النصوص اليهودية والمسيحية القانونية والمنحولة. وطريقتنا، في هذا الفصل وما سبقه وما تلاه، هي أبداً عينها: نعرض للنصوص، ننقلها، وأحياناً نترجمها، وندعها هي تتحدّث عن نفسها. أكثر مما نتحدّث عنها. فإن غاب نشر أو تحقيق نصّ معين من روايات المعراج عن هذا الجزء الرابع من السلسلة-كما كانت حال الأجزاء الثلاثة الأولى-فذلك لا يعني مطلقاً غياب المنهجية التي التزمنا بها في الأجزاء السابقة، وهي إعطاء الأولوية للنص ونشره وتقديمه على إبداء الرأي وإطلاق الأحكام. من هنا لم نرَ حرجاً في عرض أو نشر أي نص، طويلاً كان أم موجزاً، يفيد في دراستنا المقارنة هذه.
فعدنا إلى نصوص الملاحم والأساطير في الهند والرافدين واليونان ومصر وإلى النصوص القانونية وبالأخصّ المنحولة في اليهودية والمسيحية، واستقرأنا ما يفيد بحثنا. ونشرنا كل ما من شأنه أن يسلّط ضوءًا أو يشرح تفصيلاً أو وصفًا ما في روايات المعراج. ومقصدنا الدائم كان التركيز على عرض النصوص وتقديمها وتحليلها أكثر منه إطلاق المواقف والأحكام. نقارن بين النصوص التي نعرض وما يماثلها في روايات المعراج. فنبيّن أوجه الشبه أو التأثّر المحتمل، وندع الحكم والموقف للقارئ.
وقد يُؤخذ على دراستنا ومنهجيتها تركيزها على عرض النصوص وتقديمها ومقارنتها على حساب استخلاص الآراء والأحكام بنتيجة المقارنة. فنقول في الرد على ذلك إن ما أنجزنا في هذه الدراسة هو المدخل الصحيح والمقاربة اللازمة لأي بحث تحليلي Analytique وجمعي Synthétique تالٍ. من دون أن يعني ذلك غياب التحليل والمحصّلة في دراستنا. فالأول نلقاه غالباً في صلب الفصول. والثاني في خلاصتها أو الخاتمة الأخيرة.
ولن نمضي في عرض ما جاء في الفصول الخمسة التالية للفصل الثالث، فتفاصيل ذلك ترد في قائمة المحتويات.
وإنما نشير، بل نؤكد أخيراً وليس آخراً، أننا في كل ما عرضنا ودرسنا وقارنّا، لم نسعَ، بأي شكل، إلى الحطّ من شأن أيّ دين وقدره ومنزلته، وذلك عبر القول بأنه أخذ عن دين آخر. فتفاعل الأديان وأخذ اللاحق عن السابق أمر غدا اليوم حقيقة لا يرقى إليها الشك. وواقعة تاريخية أكّدتها الأبحاث التاريخية والدراسات العقائدية والمقارنة.
بل إنها أكثر من واقعة وحقيقة: هي سنّة الحياة، وناموس التطوّر والاستمرار والبقاء. الأخيرون يأخذون عن الأولين، واللاحقون عن السابقين. والأديان لم تشذّ عن هذا القانون الطبيعي الذي خضعت له سائر الكائنات معنوية كانت أم طبيعية.
فلا يضير دين أخذه عن آخر. والكل خضع لشريعة الأخذ والعطاء.
وهل تستطيع الكائنات أن تحيا وتستمرّ من دون أخذ وعطاء؟!.
Q.J.C.S.T.B
د. لويس صليبا
باريس في 20/02/2007
[1] – أنظر بحثنا عنه: البيروني رائداً في علم الأديان المقارنة في كتابنا: أقدم كتاب في العالم، ريك ڤيدا دراسة ترجمة وتعليقات، لبنان، دار ومكتبة بيبليون، ط2، 2007، ص 29 و ص 201 – 217.
[2] – الطوفي، نجم الدين البغدادي (ت716 ﻫ)، الانتصارات الإسلامية في علم مقارنة الأديان، دراسة وتحقيق أحمد حجازي السقّا، القاهرة، مكتبة الكليات الأزهرية، ط1، 1983، ص4.
[3] – زكّار، د. سهيل، المعجم الموسوعي للديانات والعقائد والمذاهب والفِرَق والطوائف والنحل في العالم، دمشق والقاهرة، دار الكتاب العربي، ط1، 1997، ج1، ص7.
[4] – م.ن.
[5] – م.ن، ص 8 – 9.
المحتويات
كتب للدكتور لويس صليبا ………………………………. 2
بطاقة الكتاب …………………………………………. 4
إهداء…………………………………………………. 5
سلسلة المعراج/النص والواقع والخيال/صدر منها……………. 7
مقدّمة الدكتور أ. جوزف قزّي…………………………….. 9
مقدّمة الطبعة الثانية للكتاب……………………………… 15
مدخل إلى أبحاث الكتاب………………………………………. 19
الباب الأول:الإسراء والمعراج والرؤية في أبحاث المستشرقين…. 31
الفصل الأول:الإسراء في أبحاث المستشرقين……………….. 33
مدخل إلى منهجية المستشرقين…………………………… 35
نولدكه وآية الإسراء……………………………… 37
بيڤان واستبعاد الرحلة المعجزة…………………….. 43
شـريـك: المسجد الأقصى في السماء……………….. 44
هوروڤتس على خطى شريك……………………… 47
ريتشارد بيل: آية متأخرة زمنياً…………………….. 54
غيّوم: المسجد الأقصى في الجِعرانة………………. 55
ﭙـاره Paret يرفض مقولة غيّوم…………………… 59
وانسبروغ: عبده تعني موسى……………………… 60
بوس Buss: المسجد الأقصى ليس في القدس………. 63
نوويرث:الكعبة هي القبلة الأولى………………….. 65
نظرة مقارنة في أبحاث المستشرقين……………….. 71
الفصل الثاني: المعراج والرؤيةفي أبحاث المستشرقين………. 75
هل في القرآن إشارات إلى المعراج؟……………….. 77
سورة النجم والمعراج…………………………….. 78
سلز والدلائل القرآنية على المعراج………………… 80
سورة النجم ورؤية الله……………………………. 86
الباب الثاني: دراسة في مصادر المعراج الإسلامي……………. 95
الفصل الأول:مصادر المعراج/مدخل وتعريف………………. 97
روايات المعراج وعلاقتها بالثقافات السابقة………….. 99
حكايا الصعود في الحضارات القديمة………………. 102
المصادر الهندية……………………………….. 105
كتابات ما بين النهرين…………………………… 106
النصوص الفرعونية…………………………….. 108
المصنفات الفارسية……………………………… 109
الأسفار اليهودية والمسيحية القانونية والمنحولة………. 111
رؤيا باروك السريانية…………………….. 114
كتابَي أخنوخ……………………………. 114
الكتابات العزراوية……………………….. 115
إنجيل نيقوديموس……………………….. 116
صعود أشعيا……………………………. 116
رؤيا بطرس…………………………….. 117
رؤيا بولس……………………………… 117
الأساطير والأشعار الجاهلية………………………. 118
الفصل الثاني: الصعود بالجسد وشق الصدر وما يقابلها في المصادر القديمة.. 125
الصعود بالجسد أم بالروح………………………… 128
المهابهاراتا: الصعود بالجسد………………. 128
الصعود بالجسد في التراث الرافدي…………. 129
العروج في التقليد اليهودي………………… 130
الصعود بالجسد في التقليد المسيحي………… 133
شقّ الصدر كتهيئة للمعراج……………….. 138
شقّ الصدر في الجاهلية…………………. 141
مجيء جبريل…………………………………… 144
الأصوات الثلاثة والأكواب……………………….. 146
الفصل الثالث: البُراق والسلّم وأصولهما في المصادر………… 149
البُراق ومثيلاته في التقاليد السابقة…………………. 151
المركبة السماوية…………………………… 152
الحيوانات الطائرة………………………….. 153
الخيل والخنازير المجنّحة في الأساطير الجاهلية.. 166
الخنزير المجنّح……………………………. 166
الخيل المجنّحة……………………………. 167
أصل كلمة بُراق…………………………… 175
السلّم أو المعراج وأصوله……………………….. 176
السلّم في متون الأهرام……………………… 177
السلّم في التصوّرات الرافدية…………………. 179
السلّم في الكتابات اليهودية………………….. 183
السلّم في المسيحية………………………… 186
السلّم في الأشعار الجاهلية………………….. 190
السلّم والصعود في القرآن……………………. 191
أصل كلمة معراج………………………….. 193
الفصل الرابع: السموات وما بداخلها في المعراج والمصادر السابقة للإسلام.. 195
السموات السبع…………………………………. 197
المسافات بين السموات……………………… 199
أبواب السموات وحرّاسها…………………….. 200
الملائكة وأصنافها………………………………. 203
الملاك / الدليل……………………………. 203
رؤساء الملائكة……………………………. 206
ديك العرش……………………………….. 208
ملك الثلج والنار…………………………… 209
ملك الموت……………………………….. 210
ملائكة التسبيح……………………………. 212
اللوح المحفوظ…………………………………. 215
لقاء الأنبياء……………………………………. 220
الفصل الخامس: رؤيا العرش والله………………………… 229
رؤيا حزقيال للعرش……………………………. 231
رؤيا الله………………………………………. 239
ابن صيّاد ورؤية الله…………………………….. 244
الفصل السادس: الجنة في الإسلام والأديان السابقة…………… 255
جنة ذات طابع حسّي……………………………. 257
الحور في الجنّة………………………………… 259
لباس أهل الجنّة………………………….. 263
الأشجار في الجنة…………………………….. 263
أنهار الجنة…………………………………… 273
الحوض أو الكوثر………………………. 277
الجبال……………………………………….. 278
خاتمة: الجنة بين الإسلام والمسيحية……………… 281
الفصل السابع:الجحيم في الإسلام والأديان السابقة…………… 283
رؤيا الجحيم في التراث الرافدي…………………. 285
الجحيم في الآداب الڤيدية والهندوسية…………… 288
الجحيم عند الفراعنة…………………………… 290
رؤيا الجحيم في الكتابات اليهودية………………… 297
رؤيا الجحيم في المعراج الفارسي……………….. 302
رؤيا الجحيم في التراث المسيحي………………… 303
الجحيم في الشعر الجاهلي………………………. 312
الفصل الثامن:يوم القيامة في الإسلام والأديان السابقة………… 315
الإنفجار الأخير بين اليهودية والمسيحية والإسلام………….. 317
يأجوج ومأجوج………………………………… 322
جوارح الإنسان تشهد عليه……………………….. 324
ميزان يوم القيامة………………………………. 325
الوحش العملاق………………………………… 336
الشفاعة يوم القيامة……………………………… 337
دينونة النفس…………………………………… 339
الحشر في يوم القيامة…………………………… 339
جسر الصراط…………………………………. 340
خاتمة الجزء الرابع من سلسلة المعراج/النص، الواقع والخيال……………….. 345
ملحق: ثورة على النص وعبادة النص……………………… 353
مكتبة البحث…………………………………………… 377
Bibliographie………………………………………. 393
فهرس الصوَر………………………………………….. 397
المحتويات…………………………………………….. 401