تعريف وغلاف ومقدمة وفهارس كتاب “معراج محمد المخطوطة الأندلسية الضائعة/ تأليف وترجمة لويس صليبا، تقديم سحبان أحمد مروّة
المؤلّف/Auteur : د. لويس صليبا Dr Lwiis Saliba
أستاذ وباحث في الأديان المقارنة/باريس.
عنـوان الكتاب : معراج محمد/المخطوطة الأندلسية الضائعة
ترجمة لنصها اللاتيني مع دراسة وتعليقات وبحث في جذور نظرة الغرب إلى الإسلام
Titre : L’Echelle de Mahomet
مقدّم الكتاب : سحبان أحمد مروّة
محقّق وباحث في التراث الإسلامي
عنوان السلسلة : المعراج/النص، الواقع والخيال 2
عدد الصفحات : 357 ص
سنة النشر : طبعة رابعة: 2016
2011 طبعة ثالثة/2009 طبعة ثانية/
طبعة أولى 2008.الناشر : دار ومكتبة بيبليون
طريق المريميين – حي مار بطرس- جبيل/ بيبلوس ، لبنان
ت: 540256/09-03/847633 ف: 546736/09
Byblion1@gmail.com
2011 – جميع الحقوق محفوظة
مقدمة سحبان مروّة
تعريج على الكتاب
هذا هراء لا شأن لمحمد صلى الله عليه وسّلم به، فهو كلام موضوع، مدسوس، الغاية منه الزارية على الرسول والكيد لدينه الحنيف …
هكذا سيقول المسلّم الزمّيت، حين يقف على هذا الكتاب، وهو وصف لعمر الحق صحيح لو كانت الغاية من إذاعته تكريس ما فيه على أنه حق لا يناله الباطل من خلف ولا قدّام.
غير أن لبّ الموضوع ليس هنا، فعلم الديانات لا يعنى بالسياسة ولا يأبه للأقوام وما تواضعوا عليه من ضوابط خلقية أو دينية، على رغم أن المشتغل بالديانات يعلم علم اليقين أنه يمسّ، إن كثيراً أو قليـلاً، في عمله، كل ناحية من نواحي الحياة. هذا فضلاً عن أن علم الديانات لا يتناول المرويات ليحكم بصحتها أو كذبها، بل للدلالة على أفكار الأمم وكيف تعلّل وجودها وتفسّره. فالرواية الدينية مثلها مثل النكتة أو الطرفة يتناولها الباحث لدلالتها وتعبيرها عن النفس، الخاصة والعامة، وليس ليقول إن هذه النكتة أو الطرفة غير صحيحة وإنها تلفيق حتى ما افتري بها على أقوام أو أشخاص. وكذلك قل في الأمثال وهكذا دواليك.
لقد أسرى الله بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وعرج به من هناك إلى السماء، فلما عاد أذاع النبأ في أم القرى وما حولها فصدّقه نفر وكذّبه آخرون. وبدأت من ذلك كلّه حكاية المعراج ببضعة أحاديث بعضها صحيح وبعضها قد يرقى إليه الشك أنه موضوع. ثم توفّي الرسول وبدأت أفعاله وأقواله تكتسب قدسيّة إضافية وتسبغ عليها مبالغات ما كان ليرضى بها أو عنها. ولكنها سنّة الأقوام طرّاً والمخيلة الشعبية، حين تقدّس شخصاً أو تكره شخصاً بيد أن الأمر هنا يتجاوز الشخص إلى ما هو أبعد من هذه الدنيا وهذه الحياة. فهو مرتبط بالوجود ككل وبالأمل الإنساني العميق في ما يلي هذا الوجود، أي ما هو بانتظار الخلق بعد المجهول المرعب الأعظم أي الموت.
كل الرسل قالوا بمعاد وقالوا بحساب وقالوا بثواب وعقاب ولعل الإسلام ونبيّه أكثر مَنْ أفاضوا في وصف العاقبتَين. ففي حين تحدّث السيد المسيح مثلا، عن وادي هنوّم (جهنم) مجازاً، فصّل النبيّ العربي وأفرط في التفصيل، حين تحدّث عن الجنّة والنار، ولم يكُ بعيداً جداً عن الوعد والوعيد القرآنيَيْن.
على أن ما يعنينا ليس هذا بل حقيقة أن الرسول قد أذاع خبر الإسراء والمعراج فتناولته الأمة مؤمنة بما قال ومصدّقة ما وعد، وراحت تنسج في مخيّلتها صورة الأمر، ولكن بألوان وأشكال من عندها هي. وهي ليست إلا تعبيراً عن آمالها ورغباتها وشهواتها ومكبوتاتها أيضاً. فالجنّة هي ما تشتهيه في سرّك وجهرك لنفسك ولِمَن تُحب وتعشق. والنار ليست إلا ما ترجوه سرّاً وعلانية لخصمك وعدوك. ولئن كان العدو في ما مضى كل مَن لا يؤمن بما تؤمن أنت به فلقد صار فيما بعد كل مَن لا يوافقك الرأي أو يناقشك أو يسألك بعقل ورويّة عن ما تعتبره أنت يقيناً ثابتاً راسخاً لا يرقى إليه الشك والسؤال عنه بدعة والبدعة ضلالة والضلالة في النار إلى أبد الآبدين كلما احترقت فيها بشرتك أبدلكها الله ببشرة أخرى فلا ينتهي عذابك.
وهذا ديدن الإنسان مسلماً كان أَم مسيحياً أَم يهودياً أم هندوسياً أَم أَرواحياً أَم ما شئت، حين يخمد نور العقل ويضرم نار الهوى. فالدين إن لم يكُن عقلاً بات محدوداً وكأنه بجلدتَين كاللتَين توضعان على صدغي الفرس فلا ترى ما حولها ولا ترى إلاّ الدرب التي رُسمت لها لا تحيد عنها.
وبديهي أن الإنسان ليس فرساً ولا دابة في كل حال. فالله الذي أنعم عليه بالعقل، وهو نوره هو، لا أحسبه شاء له أن يكنز ذلك العقل في مطمورة حتى قيام الساعة وهذا معنى الآية﴿وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاَهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾، (النحل 76)
وأرجو ملاحظة لفظ العدل ولفظ الكلّ؛ فالعدل يعني، بسبيل ما، التبصّر والاختيار قبل الحكم، وأما الكل فالعالة. وما العالة إلا إمعة لا يحسن شيئا إلا الإتكال على غيره.
ومثل ذلك قل في المثل الذي ضربه السيد المسيح عن اثنَين أعطاهما سيدهما مبلغاً من المال، فأمّا الأوّل فأعاده كما هو وأما الآخر فاتجر وعاد بربح أو خسارة أي أنه فعل شيئاً بما أعطي له، أي أنه مارس إنسانيته وعاين واختار وهو يعلم أن مآله إلى أحد أمرين الربح أو الخسارة.
هذا ويجب أن لا يغربن عن بال أحد أن الكثير مما وردنا من قصص إسلامي ليس إسلامياً صرفاً بل لطالما استعان المسلمون بعلم رجال ديانات سبقت الإسلام فأخذوا عنهم ما رأوه موائماَ لِمَا وقر في نفوسهم ويناسب أغراضهم فأضافوا وزادوا وبالغوا وما مصطلح الإسرائليات مثلاً عن أحد ببعيد. ولن أقول شيئا عن الكثير من مسائل علم الكلام وعن علم الكلام وكيف نشأ ومن أين جاء ولماذا جاء.
على أن المعراج ليس وقفاً على الإسلام دون سواه، ولا كان النبي وحده مَن عرج إلى السماء. بل الأمر أعرق وأقدم من ذلك. ومن وقف على بلاد الرافدين ويهود ومصر القديمة والأمم القديمة الأخرى وآدابها، وجلّها خرج من رحم الدين، علم أن السماء كانت مثابة مقصودة ومحجّة دائمة وأن الأمر تعدّى دائماً فيزياء الحدث إلى فلسفته ورمزيته ورسالته.
الإسلام دين الله نعم، ولكن ثمة أديان أخرى قائمة منذ قرون تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتهدي إلى الحق والحقيقة. وليس المسلم وحده هو المؤمن بالله فالهندي الأحمر مؤمن بالله والصيني مؤمن بالله والزنجي مؤمن بالله. ولكن من طرق أخرى. وهذا كل ما في الأمر. ولا حاجة بي هنا لأذكّر أحداً بأن القرآن قد فرّق بين إسلام وإيمان. فبعض الأعراب قد أسلموا ولمّا يلج الإسلام في قلوبهم وهذا تقرير مصدره القرآن أي الله؛ وحسب مَن أراد الفهم هذا باباً للفهم والاستيعاب. وإلى ما تقدّم فإنني أحلم بيوم يكفّ فيه المسلمون عن حماسهم المستعر لإثبات حقيقة لا تحتاج إثباتاً وهي أن الإسلام دين سماوي وأن محمداً رسول. وإن يكفّوا عن الإدعاء المَرَضي أحياناً، والمنفّر، المضحك غالباً، بأن القرآن كتاب ضمّ بين دفّتَيه كل علم وخبر وشاردة وواردة. وفي هذا شطط وغلو وتطفيف في الكيل، بل وحمق طويل وعريض ومستطيل. ولا أقول شيئاً عن الآيات والأحاديث التي تمغط وتلوى عن معانيها لإصدار فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان كتلك الفتوى. التي تقول برضاع الموظف ثدي الموظفة درءا للحرمة والشبهات!!!
أنا لا أحسب أن مسلماً على شيء من العقل والذوق والكياسة يقبل بتلك الفتوى ولا أحسب مسلماً يرضى أو يستسيغ أن يقدم شيخ من نجوم الفضائيات فيبني بطفلة دون العاشرة لأن ذلك سنّة! ألم يجد ذلك الرقيع في السنّة أمراً آخر أكثر حيوية ليستنّ به؟ ألم يجد المفتي العظيم الآنف الذكر مسألة أخرى مستعجلة في هذا العصر كي يفتي فيها سوى رضاع الموظف. ثم نعجب ونذهل ونسخط لما يرد على لسان الآخر من إفتئات وضغينة ولا نسأل أنفسنا عما اقترفناه تحت إسم الإيمان ورضى الله وحاشا لله الذي له في كل ما تقع عليه العين آيات تشهد على السمو في الإبداع والذوق والخلق الكريم، حاشا له أن يكون عند هذا الدرك البالغ من البذاءة الإسفاف والضعة.
من هنا تأتي الكتابات الطاعنة والمزرية والمفترية؛ من أساس قدّمه المسلمون للآخر، فهم قدّموا السبب للكراهية حين حملوا على الآخر مع أن الله قد أمرهم أن لا يسبّوا الآخر فيُسبّ الله بغير علم، وقدّموا له الحجّة والبرهان على خفّتهم وبؤسهم. فأخذها متلهفاً وبزّرها أي تبّلها بلغة العصر وراح يقرعهم بها ويبرهن على ضلالتهم حين أسرفوا وجمحوا في نفخ أحاديث وردت على لسان الرسول وهو المقتصد في القول والفعل.
حاصله :
اتسعت دائرة الإسلام من أم القرى وما حولها لتشمل العالم كله أوّل فأوّل، حتى بلغت حدود الصين وبحر الظلمات وبلاد السودان والروم ناهيك ببلاد الصقالبة والجلالقة وغيرهما. وكان بنتيجة ذلك تكريس العالم دارين أحدهما دار سلام وإسلام والآخر دار حرب ونزال. ومن هنا تدخل السياسة ويدخل الاقتصاد ويدخل الصراع اللاهوتي ويدخل الجدل الديني، وإن كان في أساسه أبعد ما يكون عن الدين. فالإسلام يأمر بالمجادلة بالحسنى ويقول للكافر بأن له دينه ولنا ديننا. ويقسم العالم الديني إلى أقسام هي المسلم وذي الكتاب والمشرك والكافر.
والكفرة في العالم غير المشركين، والمشركون غير أهل الكتاب، وأهل الكتاب غير المسلمين. ولكن ما يحدث الآن ليس كذلك بل كما قال الشاعر العربي قديماً:
خذا جنب هرشى أو قفاها كلا جانبي هرشى لهن طريق
وفي وقت كانت ثقافات أوروبا تغطّ فيه في سبات عميق كان جهابذة المسلمين يكتبون في الديانات الأخرى وينقدون عليها بل ويزرون بمعتنقيها وعاداتهم. حتى إذا دارت الدائرة وأخذ القوم ينقلون ما كتب المسلمون إلى لغاتهم ليردّوا عليهم وليقارعوهم الحجة بالحجة والفرية بالفرية وينتخبون مما ينقلون ما يوافق أغراضهم وأهواءهم علت صيحات التكفير وازداد الشرخ اتساعا والهوّة عمقاً. حتى بلغنا زماناً لخّص فيه البريطاني كبلنغ الحال بالقول الشهير «الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا». وبطبيعة الحال فإن هذا القول ليس بصحيح فهما يلتقيان، ولكن في أمرَين لا ثالث لهما؛ أولهما سوء الفهم وما ينتج عنه من أفعال. وردود أفعال والآخر محاولة المتعقّلين النيّرين في الجانبَين ردم الهوّة ورأب الصدع ولكن هيهات هيهات.
وفي الحقيقة؛ فلا سبيل لتبرئة أحد من الفريقَين، في غمار هذا السجال العقيم المسنّ، فنفوس الفريقَين أمّارة بالسوء لا جرم، ويصحّ في الإثنَين ما قاله القاضي عياض في جميلته الفاتنة :
رأت قمر السماء فذكّرتني | ليــالي وصلنا بالرقمتينِ | |
كلانا ناظــــر قمرا ولكـــن | رأيت بعينها ورأت بعيني |
هذا الكتاب نتاج تلك الروح العدائية المظلمة. وهو قطعة غير صغيرة في تلك الفسيفساء المهولة التي رسمت وأبدعت واستمرّت حتى اليوم في المخيلة الأوروبية، ولم يقو على محوها عصرنا هذا مع كل ما أُوتي من وسائل لنشر العلم والمعرفة.
ونشر هذا الكتاب هنا في دار الإسلام ليس افتراء على الرسول سواء آمن الناشر به أم لم يؤمن. فمحمد بن عبد الله قامة تاريخية لن ينال منها كاتب ولا كتاب ولا كتب. وكذلك قل في غيره من الرسل. ولكن أضاءة ما قيل في زمان مضى يشبه، ويا للأسف، زماننا هذا في غلوه في إيمانه، أو ما يحسبه إيماناً، وغلوّه في عدائه أيضاً، ويراه الغاية في التُقى، قد يوضح الصورة ويحملنا على التفكير والتروّي والتبصّر أكثر.
ومن تروّى وتبصّر عرف كيف يقول وماذا يقول وعرف كيف يحكم ويعدل إن هو حكم.
ولن أقول شيئاً في أثر هذا الكتاب على كتب خالدة تلته سواء أحببناها أم كرهناها. فهذا أمر أتركه لغيري.
أما بعد، فإنني أشكر للباحث الدكتور لويس صليبا ثقته بي حين شرّفني بمهمّة التمهيد لهذا الكتاب. وأنا إذ فعلت ذلك، فلأنني على ثقة لا يعتورها الريب بسلامة طوية الرجل وإخلاصه للعلم والحقيقة والدين وهو عنده واحد من طرق عدّة.
سحبان أحمد مروة
الزرارية/جنوب لبنان 2008
مقدمة المؤلف للطبعة الثانية
ها هو “معراج محمد” الجزء الثاني من سلسلة المعراج/النص، الواقع والخيال، يلحق بشقيقه الجزء الرابع “المعراج من منظور الأديان المقارنة” فتنفد نسخه من الأسواق، بعد بضعة أشهر من صدوره. ولا يسعني سوى أن أعبّر عن فرحتي بهذا الإقبال والاهتمام. ولكنه أمر يُشعر بالمسؤولية، بقدر ما يسرّ. مسؤولية في اختيار المواضيع وفي جدّية مقاربتها في آن.
وأقلّ ما يُقال في مواضيع سلسلة المعراج أنها دقيقة وحسّاسة. فبين النص والواقع ينسج الخيال الحكايا بل والأساطير. وبعض من هذه الأخيرة يغدو جزءاً من معتقدات الناس وإيمانهم!! فيدخل مجال المقدّسات… بل والمحرّمات.
تحاول هذه الدراسة أن تعبر من النص إلى فهم جذور نظرة الغرب إلى الإسلام. كيف ساهم بعض حكايات المعراج العربية في خلق أساطير بل خرافات عن الإسلام ونبيّه. وهي لا تزال جاثمة حتى اليوم في الوعي الجماعي الغربي. وفي محاولتنا لفهم جذور النظرة الغربية هذه، كان لا بدّ لنا من أن نورد عدداً من الأساطير بل والخرافات الغربية التي سادت في العصور الوسطى عن الإسلام، وكان لنصّ “معراج محمد اللاتيني” سهم في نشأتها وانتشارها. ولكن مجرّد الإلماع إلى خرافات تمسّ نبيّ الإسلام، قد يشعر القارئ العربي بشيء من الاشمئزاز. فكيف بذكرها وسرد بعض تفاصيلها.
لم نجد مفرّاً من هذا الخيار الصعب. فأن نضع الإصبع على الجرح، أو نحاول وضعه، خير من أن يستمرّ الجرح نازفاً ولا مَن يحاول أن يفهم السبب.
وإذا كنا قد نقلنا بتحفّظ في الدراسة، ولا سيما في خاتمتها، بعضاً من هذه الأساطير، فذلك على قاعدة المبدأ الفقهي الإسلامي القائل:«ناقل الكفر ليس بكافر». ولسماحة الشيخ السعودي محمد بن صالح العثيمين فتوى بشأن هذا المبدأ تقول:«إن ناقل الكفر لليس بكافر، بمعنى أن الإنسان الذي يحكي قول الكفّار لا يكفر، وهذا أمرٌ معلوم لأهل العلم، وحسب النظر أيضاً، فإنك إذا قلت قال فلان إن الله ثالث ثلاثة أو ما أشبه ذلك، فإنه لا يعدّ ذلك كفراً منك. لأنك إنما تحكي قول غيرك»([1]).
وهذا الكتاب ينقل بعض كفريات الغرب القديمة بالإسلام. وذلك في سبيل فهم متأنٍ لخلفية نظرة الآخر. وفي الطبعة الثانية هذه بعض الأمثلة الجديدة على ذلك. كما فيها إضافات في موضوع الأثر الإسلامي في كوميديا دانتي. وإلى ذلك فقد حَوَت عدداً من التصحيحات والتنقيحات اللغوية والطباعية. ما يجعل منها طبعة مزيدة ومنقّحة بالفعل، آملين أن تلقى استحساناً وقبولاً عند القرّاء.
Q.J.C.S.T.B
باريس في 15/10/2008
[1] – نقلاً عن: جمعة، جمال، ديوان الزنادقة، كفريات العرب، كولونيا/ألمانيا، منشورات الجمل، ط1، 2007، ص5.
المحتويات
كتب للدكتور لويس صليبا……………………………….. 2
بطاقة الكتاب………………………………………….. 4
إهداء…………………………………………………. 5
سلسلة المعراج/النص، الواقع، والخيال ـ صدر منها………….. 7
تعريج على الكتاب……………………………………… 9
مقدّمة المؤلّف للطبعة الثانية……………………………… 17
مدخل إلى أبحاث الكتاب………………………………… 19
القسم الأول: دراسة لمخطوطة المعراج الأندلسية وأثرها في نظرة الغرب إلى الإسلام 31
الفصل الأول: من العربية إلى اللاتينية والفرنسية القديمة……………… 33
– مصادر النص الأندلسي………………………… 35
– الأعمال المَعَادية السابقة……………………….. 38
– ألفونسو الحكيم وترجمة التراث العربي…………….. 42
1 – المؤلفات الأدبية……………………… 45
2 – المصنّفات القانونية…………………… 46
3 – الكتب التاريخية……………………… 46
4 – الأعمال العلمية……………………….. 47
5 – الأعمال الدينية……………………….. 48
– ترجمة معراج محمد…………………………………….. 52
إبراهيم المترجم اليهودي……………………………. 53
النصّان العربي والقشتالي…………………………… 55
مخطوطات النص اللاتيني…………………………. 56
الترجمة الفرنسية………………………………….. 57
زمن ترجمات معراج محمد…………………………… 58
انتشار الترجمة وتداولها في أوروبة………………….. 58
كيف وصل النص إلى دانتي………………………. 62
الفصل الثاني: معراج محمد باللاتينية بين المترجم والمتلقّي……………… 67
1 – معوقات الدراسة النقديّة للترجمة……………….. 69
2 – التعابير العربية المُلَتْيَنَة………………………. 72
3 – شروحات غير دقيقة للتعابير………………….. 73
4 – ترجمة الآيات القرآنية………………………… 74
5 – تقسيم النص إلى فصول……………………… 75
6 – من الشفوي إلى المدوّن………………………. 76
7 – نجاح المترجمَين في عملهما………………….. 79
الفصل الثالث: الإبحار المعاكس………………………….. 81
من النصّ اللاتيني نحو أصوله العربية
– الأصل أو الأصول وفئاتها……………………. 83
كتب السيرة والتفسير………………………….. 84
الروايات الشعبية للمعراج………………………. 88
كتب قصص الأنبياء…………………………. 93
التفسير الشعبي للقرآن………………………… 94
علم الملائكة وأشراط الساعة…………………… 97
الفصل الرابع: رؤية الله ولقياه…………………………… 101
1 – الفصل 49 تحفة الكتاب…………………… 103
2 – محمد يتسلّم المصحف من ربه……………….. 104
3 – تكرار الوقائع بين الفصلين 20 و 49………… 105
4 – حديث الملأ الأعلى……………………….. 107
5 – نص الحديث عند الترمذي………………….. 109
6 – مقارنة بين نصّي الترمذي ومعراج محمد……….. 110
7 – حديث الملأ عند القشيري وابن عباس………… 118
8 – دلالة حديث الملأ على زمن النص………….. 120
الفصل الخامس: معراج محمد نموذجاً إسلامياً لآداب الرؤيا وللأسفار المنحولة…………. 121
الفصل السادس: منهجيتنا في ترجمة النص والتعليق عليه………………… 131
– منهجية الترجمة…………………………………… 133
– الهوامش والتعليقات……………………………….. 135
1 – روايات المعراج………………………………. 135
2 – كتب قصص الأنبياء والغرائب………………….. 137
3 – كتب الآخرة وأشراط الساعة…………………….. 138
– خاتمة الدراسة: أثر معراج محمد في نظرة الغرب إلى الإسلام……………… 141
القسم الثاني: معراج محمد/المخطوطة الأندلسية الضائعة…………. 159
مقدمة المترجم اللاتيني…………………………………….. 161
الفصل الأول: مجيء جبريل إلى محمد………………………….. 163
الفصل الثاني: وصف البُراق…………………………………. 164
الفصل الثالث: دعاة اليهودية والنصرانية والحياة الدنيا……………. 165
الفصل الرابع: الصلاة بالأنبياء، في المسجد……………………. 166
الفصل الخامس: وصف المعراج وبداية الصعود………………… 167
الفصل السادس: ملك الموت حامل اللوح………………………. 168
الفصل السابع: قبض الأرواح لا يصعب على الملَك…………….. 169
الفصل الثامن: كيف يقبض الملك أرواح الأبرار والفجّار………… 170
الفصل التاسع: الملك/الديك وملك الثلج والنار…………………. 171
الفصل العاشر: خازن النار…………………………………. 173
الفصل الحادي عشر: الجحيم: خلْقه، أهله وملائكته……………. 174
الفصل الثاني عشر: السماء الأولى مقام عيسى ويحيى…………. 175
الفصل الثالث عشر: السماء الثانية برونزية وفيها يوسف………… 177
الفصل الرابع عشر: السماء الثالثة: ملائكة متراصّة والياس وإدريس……… 178
الفصل الخامس عشر: السماء الرابعة من الذهب وفيها هارون…… 180
الفصل السادس عشر: السماء الخامسة: موسى وتخفيف الفرائض…. 181
الفصل السابع عشر: السماء السادسة وفيها جند الله وإبراهيم……… 182
الفصل الثامن عشر: السماء السابعة وفيها آدم وملائكة التسبيح….. 184
الفصل التاسع عشر: السماء الثامنة والحُجب وانسحاب جبريل…… 185
الفصل العشرون: نداء العرش وفريضة الصلاة وصفة العرش……. 187
الفصل الواحد والعشرون: ملائكة العرش والحُجُب……………. 191
الفصل الثاني والعشرون: ملائكة التسبيح……………………… 194
الفصل الثالث والعشرون: أجواق الملائكة الكروبين…………….. 195
الفصل الرابع والعشرون: الأنهار والجبال والبحار………………. 196
الفصل الخامس والعشرون: السماء المحيطة بأربعة أنهر…………. 197
الفصل السادس والعشرون: العوالم وكائناتها…………………….. 198
الفصل السابع والعشرون: الأرض البيضاء وسكّانها……………… 200
الفصل الثامن والعشرون: الأرضون السبع والملك أنكوكروفين وقلمه………. 201
الفصل التاسع والعشرون: ديك العرش وملك الثلج والنار…………. 202
الفصل الثلاثون: سور الجنّة…………………………………. 203
الفصل الواحد والثلاثون: جنّتا الخلد وعدن والجنان………………. 205
الفصل الثاني والثلاثون: مسافة ما بين السماوات……………….. 206
الفصل الثالث والثلاثون: أنهار الجنّة الأربعة…………………… 207
الفصل الرابع والثلاثون: أسماء الجنان ووصف ما فيها…………… 209
الفصل الخامس والثلاثون: الحور العين……………………….. 211
الفصل السادس والثلاثون: وصف جنّة النعيم…………………… 215
الفصل السابع والثلاثون: حال أهل جنّة النعيم………………….. 216
الفصل الثامن والثلاثون: ما يُصنع بعد الأكل…………………… 218
الفصل التاسع والثلاثون: شجرة طوبى وينابيعها…………………. 221
الفصل الأربعون: المَلَك الحكواتي وقافلة الهدايا…………………. 223
الفصل الواحد والأربعون: رؤية الله وعطاياه…………………….. 227
الفصل الثاني والأربعون: قافلة العودة…………………………. 229
الفصل الثالث والأربعون: عوالم من الجبال النفيسة والجنان الأربع….. 230
الفصل الرابع والأربعون: الأشجار الباسقة وخِيَم الحور…………… 231
الفصل الخامس والأربعون: خازن الجنة وخيلها وطيرها…………… 232
الفصل السادس والأربعون: نهر يحيط بالجنان على ضفتيه تنبت الحور…….. 234
الفصل السابع والأربعون: الحوريات يعرفن أزواجهن والأشجار تتدلّى……. 235
الفصل الثامن والأربعون: سِدرة المنتهى والكوثر…………………. 237
الفصل التاسع والأربعون: الدنو ورؤية الله………………………. 238
الفصل الخمسون: فرض الصلوات والصوم…………………….. 240
الفصل الواحد والخمسون: لقاء موسى وتخفيف الصوم…………… 241
الفصل الثاني والخمسون: الأكواب الأربعة ورموزها………………. 242
الفصل الثالث والخمسون: نهر مخصّص لمحمد وأمته…………… 244
الفصل الرابع والخمسون: الأرضون السبع والريح العقيم………….. 245
الفصل الخامس والخمسون: الأرض الثانية وعقاربها……………… 247
الفصل السادس والخمسون: الأرض الثالثة وبهائمها……………… 248
الفصل السابع والخمسون: الأرض الرابعة وحيّاتها……………….. 249
الفصل الثامن والخمسون: الأرض الخامسة وحجارة الكبريت………. 250
الفصل التاسع والخمسون: الأرض السادسة وبحارها المرّة……….. 251
الفصل الستون: الأرض السابعة مسكن الشيطان……………….. 252
الفصل الواحد والستون: نار الفلق تحرق الأرضين……………… 254
الفصل الثاني والستون: الأرضون يحملها ملك وثور وحوت……… 255
الفصل الثالث والستون: بحار الأرضين وجبل قاف…………….. 257
الفصل الرابع والستون: الموج المكفوف وطيور الأبابيل………….. 258
الفصل الخامس والستون: الأمانة التي حملها الإنسان…………… 260
الفصل السادس والستون: يوم القيامة يُحشر الناس عراة…………. 263
الفصل السابع والستون: جوارح الإنسان تفضحه وتظهر ذنوبه……. 265
الفصل الثامن والستون: الملك والثور والحوت وجبل زار…………. 267
الفصل التاسع والستون: ما وراء جبل قاف…………………….. 269
الفصل السبعون: كيف قسّم الله النعمة والشر………………….. 271
الفصل الواحد والسبعون: أبواب الجحيم……………………….. 273
الفصل الثاني والسبعون: أهل كل باب من الجحيم……………… 276
الفصل الثالث والسبعون: الوحش العملاق…………………….. 279
الفصل الرابع والسبعون: ميزان يوم الحساب…………………… 281
الفصل الخامس والسبعون: مدّة يوم القيامة وأحداثه…………….. 284
الفصل السادس والسبعون: الصراط وشروط جوازه……………….. 287
الفصل السابع والسبعون: عقارب الجحيم ونيرانه……………….. 290
الفصل الثامن والسبعون: كيف يعبر المؤمنون الجسر……………. 293
الفصل التاسع والسبعون: العذاب وفق الذنوب………………….. 295
الفصل الثمانون: العودة إلى المنزل…………………………… 297
الفصل الواحد والثمانون: لقاء عائشة وفاطمة وابن عبّاس…………. 298
الفصل الثاني والثمانون: قريش تكذّب محمداً……………………… 300
الفصل الثالث والثمانون: قريش تمتحن محمداً…………………….. 301
الفصل الرابع والثمانون: محمد ينجح في الامتحان وقريش لا تؤمن…… 303
الفصل الخامس والثمانون: أبو بكر وابن عباس يدوّنان المعراج……. 305
ملحق أول: سلسلة المعراج النص الواقع والخيال………………… 307
ملحق ثانٍ: إسلام السنّة وإسلام الشيعة مذهبَين أم ديانتَين؟……….. 317
ملحق ثالث: مقالات من مجلة المشرق………………………… 327
مكتبة البحث: المصادر والمراجع……………………………. 333
Bibliographie…………………………………………. 342
فهرس الصور…………………………………………….. 345
المحتويات……………………………………………….. 347