تعريف وغلاف ومقدمة وفهارس كتاب “أديان الهند وأثرها في جبران”/ تأليف لويس صليبا، تقديم د. بيتسا استيفانو

تعريف وغلاف ومقدمة وفهارس كتاب “أديان الهند وأثرها في جبران”/ تأليف لويس صليبا، تقديم د. بيتسا استيفانو

 

المؤلّف/Author     : د. لويس صليبا Dr Lwiis Saliba

أستاذ في الدراسات الهندية والأديان المقارنة

عنـوان الكتاب        :    أديان الهند وأثرها في جبران

قراءة جديدة لأدب نابغة المهجر

تـقـديـم                    : د. بيتسا استيفانو

منسّقة الماستر والدكتوراه في كلية العلوم الدينية في

جامعة القدّيس يوسف/بيروت.

Titre                   : The Religions of India and its impact on Gibran

 Adyân al-Hind wa atharoha  fi Gibran.  

عدد الصفحات        : 386 ص

سنة النشر             : طبعة أولى: 2015.

الـنـاشــــــر             :        دار ومكتبة بيبليون

طريق المريميين – حي مار بطرس- جبيل/ بيبلوس ، لبنان

ت: 540256/09-03/847633 ف: 546736/09

www.DarByblion.com

Byblion1@gmail.com

2015 –  جميع الحقوق محفوظة

 

 

مقدّمة

بقلم د. بيتسا استيفانو

 

تعدّدت الدراسات الجبرانيّة والإسم الذي يُسبِغ عليها هويّته واحد. شهرته فاقت شهرة بلاده، لا بل هي تعريف عن بلاده. فأوّل ما يطالعنا به الدكتور لويس صليبا في مقدّمة دراسته هذه ”أديان الهند وأثرها في جبران“ إشارة إلى أنّ ”صاحب ”النبيّ“ جبران وفي الكثير من البلدان… والأحيان… أكثر شهرة من لبنان.“([1]) والأهمّ أنّ ”كتب جبران متداولة ومنتشرة في طول الهند وعرضها …“ و”الهندي يجد فيها ذاته وثقافته وفلسفته ورؤياه في الحياة وما بعدها“([2]).

تعدّدت الدراسات الجبرانيّة فتناولت شخصيّته الأدبيّة والفكريّة من جميع الجوانب : فإذا به الأديب والشاعر والرسّام وإذا به يُعتَبَر فيلسوفًا، يرسم له غسّان خالد منهجه الفلسفيّ في مؤلّف يحمل عنوان ”جبران الفيلسوف“([3]) وهذه التسمية – فيلسوف – تحتاج، بالنسبة إلى الدكتور خليل حاوي، ”بعض التحفّظ، إذا كان المقصود أنّه فيلسوف بمعنى الكلمة الحصريّ“([4]).

ومنهم من أخضع جبران ومؤلّفاته إلى التحليل النفسيّ أمثال غازي براكس وناهدة طويل فرزلي([5]) وغسّان خالد في فصلٍ فقط من فصول كتابه. فالتحليل النفسيّ، في مؤلّف ناهدة طويل طاول ”المعطيات الإسقاطيّة (projectives) التي انعكست فيها صورته“([6]) ومع هذا، إحتار الباحثون في تحديد هويّة جبران الفكريّة : هل هو أديب أو فيلسوف أو شاعر أو رسّام ؟ ومع أنّ تسمية أديب هي الأقرب والأعمّ إلا أنّ كلّ هذه التسميات تُشير إليه من قريب أو من بعيد وتتضّح ملامحها في مجموع مؤلّفاته.

تحوي قائمة المراجع التي تناولت جبران بالبحث أسماء لامعة في عالم الأدب والفلسفة أهمّها بحسب الترتيب الأبجديّ : سهيل بشروئي([7])، ومتري بولس([8]) وجميل جبر([9])، وأمين خالد([10])، وغسّان خالد، رياض حنين([11])، وإدفيك شيبوب([12])، وتوفيق صايغ([13])، وروز غريّب([14])، وميخائيل نعيمة([15])، وبربارة يونغ([16]).

كلّ باحث خاض مغامرة البحث في آثار جبران وتاثيراته كان لا بدّ له أن أن يتطرّق إلى فهم شخصيّته من خلال تحليل سيرة حياته في إطار كلّ من المحيط العائليّ والإجتماعيّ الذي نشأ فيهما.

يخال لقارئ جبران بأنّ الدراسات التي تناولت كلّ ما يتعلّق بهذا الأديب اللبنانيّ الكبير، إستنفدته من حيث سرد سيرته ووصف شخصيّته وتحليل مؤلّفاته، كما يُخيّل إليه أنّ الينبوع الذي نهل منه الباحثون والدارسون مصدر أبحاثهم نضب فلم يعد هناك ما يُقال أو يُكتَب عنه فيما يختصّ بشخصيّته وأدبه وفكره ومؤلّفاته… وها إنّ كتاب الدكتور لويس صليبا، الباحث المتخصّص في ”الأديان المقارنة“، يقع اليوم بين أيدي قرّائه وقرّاء جبران بعنوانٍ يوحي مسبقًا بالجديد الذي يقدّمه المؤلّف إلى قائمة الدراسات التي تناولت هذا الأديب الكبير المدعوّ ”نابغة أدب المهجر“ أو ”نبيّ أورفليس“. نعم، إنّها فعلاً ”قراءة جديدة لأدب نابغة المهجر“ كما جاء في العنوان الفرعيّ الذي وضعه الدكتور صليبا على الغلاف الداخليّ للكتاب. فإن اعتبرنا، أُسوةً بالكاتب، أنّ سيرة جبران التي يفرد لها فصلاً، ”لا جديد“ فيها وأنّه بالمقابل لم يجد بدًّا كما أوضح ”من عرضٍ لأبرز مراحل سيرته وما أثمرت من نتاج فنّي وأدبيّ غدا اليوم إرثًا عالميًّا“([17])، فقد أضاءت هذه السيرة بالفعل على مؤلّفاته، كما أجمع كلّ من دنا من هذه الشخصيّة وتلمّس ملامحها. فما يلي السيرة التي لا بدّ منها، يضمّ الكتاب طيّ صفحاته ما لم يُقَل في جبران أو إذا قيل فقد أُشير إليه بايجاز، كما فعل غسّان خالد حين تطرّق في أربع وعشرين صفحة إلى مبدأ التقمّص كمصدر استقى منه جبران ايمانه بالتقمّص. كذلك الأمر الدكتور خليل حاوي([18]). فقد أشار بين الصفحات إلى تأثّر جبران بالفكر الشرقيّ الهنديّ ”في أميركا من طريق المذهب التوفيقيّ… وهي تدين ببعض معتقداتها لمعظم ديانات الشرق وفلسفاته العظيمة، بما فيها الهندوسيّة والبوذيّة والكونفوشيوسيّة والإسلام“([19]). وتطرّق حاوي إلى ايمان جبران بالتقمّص([20]) كما تطرّق إليه الدكتور متري بولس في الباب السابع من كتابه جبران ”نحن وأنتم“، في 17 صفحة ويحمل هذا الباب العنوان التالي :”أثر الهند في حياة جبران وأدبه“، فهو يورد ما يلي :”تأثير الهند في حياة جبران وأدبه لا يحتاج إثباته إلى كبير عناء، فيكاد يكون من المسلّمات التي يقرّ بها الباحثون في أدب جبران، إلا أنّ ذلك التأثير جاء متناثرًا في مواقف جبران الحياتيّة وكتاباته ورسومه، ممّا يفرض على الباحث جمع ما انتثر، وتقريب ما تباعد، والقيام بعمليّة تركيبيّة شاملة. تُضاف إلى ذلك صعوبة ثانية مردّها إلى أنّ تحليل آراء جبران يحتاج إلى معرفة تامّة بالتراث الهنديّ العريق وخصائصه، والإطّلاع على المصادر الهنديّة المباشرة وغير المباشرة التي استمدّ جبران آراءه منها.“([21]) كان من الأهميّة بمكان، بالنسبة إليّ، ذكر ما أشار إليه الدكتور متري بولس لأنّ الدكتور صليبا هو الوحيد الذي قام، كمتخصّص في الأديان المقارنة وفي الهندوسيّة، بتلك العمليّة التركيبيّة الشاملة في كتابٍ واحد، للتطرّق إلى أثر الهند في أدب جبران وشخصيّته المبدعة. كما أشار بدوره إلى تلك الحاجة الملحّة لدى الباحث بوجوب ”معرفة تامّة بالتراث الهنديّ العريق وخصائصه، والإطّلاع على المصادر الهنديّة المباشرة وغير المباشرة التي استمدّ جبران آراءه منها“[22] إذا ما أراد أن يتطرّق إلى أثر الهند في أدب أديبنا الكبير. لا بل تناول بالنقد البنّاء وبروح المفكّر الأكاديميّ الذي يحترم البناء المنهجيّ الذي يشيّد بنية كلّ بحث علميّ موثّق توثيقًا علميًّا، أشخاصًا لا دراية لهم بالأديان وتكمن مشكلتهم في أنّهم ”لا يفقهون في الهند وثقافتها واديانها الشيء الكثير([23])“ وقد أشار الدكتور صليبا إلى ندرة علماء الهنديّات العرب وإلى الخلط والمغالطات ”في عرض الهندوسيّة“ و”أخطاء في المفاهيم والوقائع“ وكذلك الهفوات التي وقع فيها بعض الباحثين([24]).

من هنا، تستوقفنا واستوقفتني أنا بالذات – كقارئة – صفحتان (92 و93) من صفحات كتاب المؤلّف، عالم الأديان الذي نحن بصدد تقديم كتابه والذي يجيد خوض غمار ديانات الشرق الأقصى ويسبح في يمّها الشاسع من دون مجازفة أو تهديد بالغرق، لأنّ المتخصّص ينهل من المصدر قبل المرجع ومنه يستقي معلوماته. لمّ توقّفتُ عند هاتين الصفحتين؟ لقد وجدتُ فيهما خلاصة ما يتوجّب على الباحث والكاتب أن يتحلّى به من موضوعيّة. وفي عرضه، يبدو الدكتور صليبا كالمشرف على أطروحة في لجنة مناقشة، يعلّم قرّاءه كيف يحلّلون وإلى أي مصادر يُحيلون. فحين تطرّق المؤلّف إلى تأثّر جبران بالعقيدة التيوزوفيّة المعروفة بعدائها للإكليروس المسيحيّ كتب :”لعلّ هذا العداء كان من العوامل التي جذبت جبران إلى التيوزوفيّة، وهو الذي عُرِف بعدائه للإكليروس ونزعته اللاكهنوتيّة. ولعلّ هذا العداء عكس تحاملاً على التيوزوفيّة عند بعض دارسي جبران ممّن توقّف عند الأثر التيوزوفيّ في فكره([25]). إستنكر الدكتور صليبا في موقف المتهجّمين على جبران الإنحيازيّة وعدم الموضوعيّة في إطلاق الأحكام المُسبَقة فهذا يعيق ”أي بحث تقريريّ موضوعيّ([26])“. فإن اتُّهِمت التيوزوفيّة بالغموض وعدم الوضوح فهي لا تقلّ غموضًا عن سائر العقائد بما فيها تلك التي تؤمن بها المسيحيّة وأُثيرت من أجلها الخلافات. وهنا، نقرأ بين السطور دعوة إلى احترام عقائد الآخرين وبالتالي إحترام الآخر على اختلافه. من هنا تكمن قيمة هذا الكتاب في موضوعيّته من دون اتّخاذ أيّ موقف إنحيازيّ إنغلاقيّ. من هنا، تتّضح لنا ملامح المتضلّع في علم الأديان والمتمكّن في دراسة الواقع الدينيّ بتجرّد من دون إسقاطات أو إبرام لأحكامٍ مُسبقة. هاتان الصفحتان تتضمّنان أمثولة مبطّنة لكيفيّة معالجة فكر شخص بكلّ موضوعيّة بمنأى عن كلّ انتماء شخصيّ إلى عقيدة أو معتقد أو دين أو مبدأ.

وبالفعل، استرسل الدكتور صليبا في العودة إلى المصدر أو المصادر التي استقى منها الكاتب والشاعر والرسّام جبران محتويات مؤلّفاته وأشعاره ورسوماته. فبالنسبة إليه، الكثير من النصوص الجبرانيّة هي ”رجعٌ صدى لعقائد ومفاهيم هنديّة صرفة“([27]). ومع اعتراف الكاتب أنّ الدكتور قيس غوش كتب رسالة ماجستير عنوانها ”جبران وتأثّراته الهندوسيّة“ فقد عاد، بعد التنحّي عن معالجة هذا الموضوع، واستبدّ به الحنين إلى ما كان قد بدأه من هذه الدراسة ووجد ”أنّ ثمّة أعماق وآفاق هندويّة في الآثار الجبرانيّة لم تُرصَد بعد، ولم توضع في رقعة الضوء“([28]) وهكذا تمخّض هذا الحنين عن هذا الكتاب ليُضيف إلى المكتبة الجبرانيّة دراسة جديدة يفيد منها كلّ باحث في أدب أو فلسفة أو شعر جبران. فهو كتاب يدخل بلا استئذان كلّ رفوف المكتبة: رفّ الأدب عامّةً والآداب العربيّة خاصّةً ورفّ الفلسفة ورفّ علوم الأديان ورفّ ديانات الشرق الأقصى وخصوصًا رفّ الدراسات الجبرانيّة على تنوّعها وتعدّد معالجاتها الإختصاصيّة pluridisciplinaires. تعدّدت الرفوف والشخص واحد، جبران خليل جبران الذي يجمع في شخصه الأديب والشاعر والمفكّر والرسّام وفي كلّ هذه الملامح، هو المؤمن -على طريقته- ب”يسوع ابن الإنسان“، متأثّرًا بإرنست رينان Ernest Renan وبعقيدة التيوزوفيّة، ومتأثّرًا بالجمعيّة التيوزوفيّة ك”مألفة هندوسيّة-بوذيّة“ (والتعبير للدكتور صليبا) تآلف معها واعتنقها مذهبًا. تعدّدت الإختصاصات التي تناولت أدبه وفكره والشخص واحد، جبران خليل جبران الذي نهل من الآداب والفلسفات ما زخرت بها الأعوام الثمانية والأربعون التي عاشها. فالأعوام قليلة بالنسبة إلى العمر المُحتَسَب على الإنسان ولكنّها، على قلّتها، تزخر بالنتاج الفكريّ في عمر الإبداع الفنّي والأدبيّ الذي لا قياس زمنيّ له ولا يُحتَسَب بعدد من الأعوام لأنّه خالد.

من شأن الباحث أن يبحث، والبحث يتطلّب حُكمًا التوصّل إلى اكتشافٍ جديد أو نفي أو تأكيد فرضيّة جديدة أو الإجابة عن إشكاليّة ما. جاءت الفصول اللاحقة لتضيف على حياة الأديب الكبير معلوماتٍ مستقاة من منابع الشرق الأقصى حيث للمعتقدات الباطنيّة الإيزوتيريكيّة ésotériques، أو للعلوم الباطنيّة، صفحات كثيرة تنطوي عليها مؤلّفات جبران. فلو لم تُسرَد سيرة حياته وأهمّ محطّة فيها هجرة عائلته إلى الولايات المتّحدة، وإن لم تكن في حياة جبران هجرة، كيف كان له أن يتأثّر بعقائد التيوزوفيّة واللّقاء بشخصيّات أدبيّة وفكريّة هم أعضاء في جمعيّة التيوزوفيّة وكيف كان ليتسنّى له كتابة ما كتبه ؟ وأنّى للأديب أن يطالع أدب جبران ويحلّل نصوصه ويتوغّل إلى فكره من دون أن يكتنه أثر أديان الهند في فكره ؟

لقد اختار الدكتور صليبا من عقائد التيوزوفيّة ما وجده ”الأكثر تكرارًا في مؤلّفات جبران وزميله نعيمه، وما يمهّد لفهمٍ أعمق لفكر كلّ منهما“([29]).

لم يجد الدكتور صليبا، على حدّ قوله، ترجمةً بالعربيّة لأحد مؤلّفات التيوزوفيّة أو دراسة موضوعيّة عنها، ولو وجد أيًّا منها لكان أحال إليها وتجنّب مشقّة ترجمة نصوص مؤسّسي التيوزوفيّة. وهذا يضيف ويُضفي على شخصيّة المؤلّف، بالإضافة إلى تسميات ”فيلسوف“ و”باحث“ و”أكاديميّ“، تسمية ”مترجم“.

أمّا السؤال عن كيفيّة معرفة جبران للتيوزوفيّة ولمَ كان لها ولأديان الهند هذا الأثر في فكره وأدبه فالإجابة يفرد لها المؤلّف فصلاً بكامله بعنوان:”التيوزوفيّة طريق جبران إلى أديان الهند“. والمؤلّف متخصّص في أديان الهند وليس ممّن ”لا يفقهون في الهند وثقافتها وأديانها الشيء الكثير“([30]). ومعرفة الكاتب لأديان الهند ليست معرفة توفيقيّة syncrétiste بل هي معرفة علميّة تنطلق من فرادة أديان الهند ومن عقائد لتيوزوفيا هي مألفة بين الهندوسيّة والبوذيّة.

من يطالع كتابًا، يحاور شخصًا، فكيف الحال إذا كان الكتاب متعدّد الإتّجاهات والكاتب متعدّد التوجّهات؟ فهو عالمٌ في الأديان، متمرّسٌ في روحانيّاتها وعقائدها، على مسافة من ديانته ومن كلّ دين، باحث جاءت دراسته مصبًّا لأفكار مستقاة من مصادر موثوق بها. تلك هي ميزة التطرّق إلى الظاهرة الدينيّة حيث الباحث يعرض عقائد الأديان ومعتقداتها كما يعتنقها ويؤمن بها أتباعها.

وهو أكاديميّ يناقش أطاريح عن جبران وما ورد فيها من مغالطات وهفوات منهجيّة فيعالجها بالنقد البنّاء غير الهدّام فلا مغالاة إذا اعتبرنا دراسته دراسة نقديّة منهجيّة وشاملة تفي بمتطلّبات البحث العلميّ من دون أيّ فرضيّة مسبقة. فلا بدّ من الإشارة إلى المنهج الموضوعيّ الذي يتّبعه في كتابه فيلجأ إلى التحليل والمقارنة في تقويم آثار جبران وترصّد مصادر تأثّره وآثاره.

هو المؤرّخ أيضًا في بعض كتاباته، ليس في تاريخ الأديان فحسب بل في تاريخ الإغتراب اللبنانيّ ولبنان الكبير ومن ضمنها أوضاع جماعات في وضعها الدينيّ والوطنيّ. في نهاية الكتاب إشارة إلى الكتب التي ألّفها الدكتور صليبا وفي كلّ مرجع مقاربة جديدة تفرّد بها الباحث ولعلّ كلمة باحث تجمع كلّ التسميات التي ذكرناها آنفًا.

وإن أضفتُ أمرًا استرعى انتباهي حين قرأتُ مؤلّفات الدكتور صليبا قبل ذلك الذي أعطيت فخر تقديمه، قلتُ بأنّ أسلوب السهل الممتنع البليغ يساعد القارئ على بلوغ الميناء بأمان وإن كان غير متبحّر في علوم الأديان. فالأسلوب غير معقّد ومن الواضح أنّ المؤلّف يسعى إلى تقديم ثقافة دينيّة شاملة ووافية لقرّائه وأصاب الهدف.

عند بلوغ الهدف، تتوقّف كلمات التقديم التي أخطّها وفي كلامي مزيجٌ  من الخفر والفخر : الخفر شعورًا منّي بأنّ ما يكتبه الدكتور صليبا يستحقّ أن يؤطّره قلم عالمٍ كبير، فأمام كتبه أنا طالبة علم تعيش فخر تقديم هذا الكتاب. وبين خفرٍ وفخرٍ أحرف مقلوبة ومعنيين يتقاطع عندهما شكرٌ للدكتور صليبا لما نهلتُ منه من معلوماتٍ جديدة بأسلوبٍ جديد ومقاربة لا مثيل لها حيث المواضيع متشعّبة ومتكاملة كالعلوم ذات الإختصاصات المتعدّدة pluridisciplinaires.

وعند بلوغ الهدف، يتسمّر يراعٌ يانعٌ لا يسعه أن يستمرّ في الكتابة وإن انغمس في المزيد من الحبر ليغرف من بحر العلوم الذي يخوض غماره عالم أديان متمرّس ويعرف أسراره وخباياه هو الدكتور لويس صليبا. فهو يُضيف إلى المكتبة العربيّة بحثًا قيّمًا ويضفي على الدراسات الجبرانيّة لمسةً من الباطنيّة والروحانيّة في مألفةٍ فريدة من نوعها.

د. بيتسا استيفانو

 

 

 

 

[1] – د. صليبا، لويس، أديان الهند وأثرها في جبران، جبيل، دار ومكتبة بيبليون، 2015 ص 21.

[2] – المرجع السابق، ص 22-23.

[3] – خالد، غسّان، جبران الفيلسوف، بيروت، مؤسّسة نوفل، 1974.

[4] – الدكتور حاوي، خليل، جبران خليل جبران : إطاره الحضاريّ، وشخصيّته، وآثاره، بيروت، دار العلم للملايين، الطبعة الأولى، 1982.

[5] – طويل فرزلي، ناهدة، شخصيّة جبران خليل جبران : دراسة نفسانيّة لسيرة حياته وأعماله، تصدير الدكتور منير شمعون والدكتور نزار الزين، طبعة ثانية مزيدة ومنقّحة، 1983.

[6] – المرجع السابق، ص 27.

[7] – بشروئي، سهيل، جبران خليل جبران، بيروت، دار المشرق، 1970.

[8] – بولس، متري سليم، جبران : نحن وأنتم، بيروت، منشورات معهد الآداب الشرقيّة، سلسلة “آداب وحضارات” 2، ط 1،  2011. ألغاز جبرانيّة، جونيه، منشورات أغات، 2001.

[9] – جبر، جميل، جبران، بيروت، دار الريحاني، 1958.

[10] – خالد، أمين ، محاولات في درس جبران، بيروت، المطبعة الكاثوليكيّة، 1933.

[11] – حنين، رياض، الوجه الآخر لجبران، بيروت، دار النهار، 1981.

[12] – شيبوب، إدفيك، يوسف الحويك : ذكرياتي مع جبران، بيروت، دار الأحد، 1957.

[13] – صايغ، توفيق، أضواء جديدة على جبران، بيروت، الدار الشرقيّة، 1966. أو بيروت، دار الريّس، 1990.

[14] – غريّب، روز، جبران في آثاره الكتابيّة، بيروت، دار المكشوف، ط1، 1969

[15] – نعيمة، ميخائيل، جبران خليل جبران، بيروت، دار صادر، ط5، 1964.

[16] – يونغ، بربارة، هذا الرجل من لبنان، بيروت، دار الأندلس، 1953.

[17] – د. صليبا، لويس، أديان الهند وأثرها في جبران، ص 39.

[18] – د. حاوي، خليل، المرجع المذكور آنفًا، ص 113-114 ؛ 135 ؛ 169 ؛ 172-173؛ 180 ؛ 186 ؛ 190.

[19] – المرجع السابق، ص 113 و 169.

[20] – راجع المرجع السابق، ص 135 و186.

[21] – بولس، متري سليم، جبران : نحن وأنتم، ص 109.

[22] – بولس، متري سليم، المرجع المذكور آنفًا، ص 109.

[23] – د. صليبا، لويس، المرجع المذكور أعلاه، ص 131.

[24] – راجع المرجع السابق، ص 119-138.

[25] – د. صليبا، م.ن.، ص 104.

[26] – المرجع السابق، ص 105.

[27] – د. صليبا، المرجع السابق، ص 23.

[28] – المرجع السابق، ص 25.

[29] – المرجع السابق، ص 105.

[30] – المرجع السابق، ص 131.

المحتويات

– سلسلة كتب للدكتور لويس صليبا ……………………………..  2

– بطاقة الكتاب………………………………………………………… 4

– الإهداء………………………………………………………………… 5

– مقدّمة بقلم د. بيتسا استيفانو…………………………………… 6

– باب الكتاب…………………………………………………………… 19

– لبنان: الأرز وجبران………………………………………………….. 21

– جبران مدخلاً إلى الهندوسية………………………………………. 22

– ضرورة مقاربة هندوية للنصّ الجبرانيّ………………………….. 25

باب 1/جبران في سيرته وتأثراته التيوزفية…………. 35

فصل1/جبران حياة يتنازعها واقع ومثال…………………………. 37

– فهم أدب جبران يتطلّب معرفة سيرته………………………….. 39

1 – طفل يشبّ في بشرّي…………………………………………. 41

2 – عائلة تهاجر إلى أميركا……………………………………….. 43

3 – تلميذ في مدرسة الحِكمة…………………………………….. 47

4 – عودة مآسي الموت…………………………………………….. 49

5 – الرسم على ضفاف السين……………………………………. 52

6 – بداية التألّق والشهرة………………………………………… 58

7 – جبران يواجه الحرب العالمية وتداعياتها………………….. 65

8 – جبران نبي أورفليس………………………………………….. 70

9 – يسوع ابن الإنسان والسنوات الأخيرة…………………….. 74

– مؤلّفات جبران وتواريخ صدورها…………………………………. 79

1 – المؤلّفات العربية…………………………………………………. 79

2 – المؤلّفات الإنكليزية………………………………………………. 79

3 – رسائل جبران………………………………………………………. 80

سيرة جبران وإشكالياتها…………………………………………. 81

فصل2/التيوزوفية مألفة هندوسيّة – بوذيّة………………………… 85

– عرض عقائد التيوزوفية هو عرض للهندوسية والبوذية……… 87

الجمعية التيوزوفية: نشأتها ومؤسّسوها………………………. 89

أهداف التيوزوفية ورجالاتها……………………………………… 95

– عقائد التيوزوفية……………………………………………………. 96

التيوزوفية مألفة هندوسية-بوذية………………………………. 96

البوذية تقوم على الخلقية وسائر الديانات على العقائد والشرائع… 98

رفض الإله/الشخص…………………………………………………. 98

الذات العليا والذات الفردية……………………………………… 99

رفض تماهي المرء مع جسده وفكره……………………………… 100

الوهم في الڤيدانتا والتيوزوفية…………………………………… 101

الأصوات الأولية وأهمية الإصغاء إليها………………………….. 102

العزوبية طريق التكرّس للمعرفة………………………………… 102

معاداة التيوزوفية…………………………………………………… 103

– مألفة هندوسية – بوذية…………………………………………… 105

فصل3/التيوزوفية طريق جبران إلى أديان الهند………………………. 107

– جبران أديب متكتّم على مصادره…………………………………. 109

1 – جماعة الكاميرا كلوب ومحيط داي……………………….. 110

2 – شارلوت تلر التيوزفية………………………………………… 113

جماعة الشرق الجديد………………………………………… 114

شخصيات تيوزوفية وهندية عرفها جبران……………………… 116

الشاعر الإرلندي ييتس…………………………………………….. 116

جبران وكريشنا مورتي………………………………………………. 118

جبران وطاغور……………………………………………………….. 121

قراءات جبران التيوزوفية………………………………………….. 122

خلاصة في التيوزوفية وجبران……………………………………… 124

باب 2/أديان الهند في الدراسات الجبرانية……………. 127

فصل1:الباحثون في الهنديات وضحالة معلوماتهم…………………….. 129

– ندرة علماء الهنديات العرب………………………………………. 131

جاهل يناقش أطروحة في الهندوسية……………………………. 131

خلط بين الڤيدا والبوذية…………………………………………… 133

– خلط عجيب بين الهندوسية والطاوية………………………….. 136

عرض للهندوسية لا يستند إلى أي كتاب لها…………………… 137

يستند إلى هيغل وهو ليس بمرجع………………………………. 139

أخطاء في المفاهيم والوقائع……………………………………….. 141

يبحث في التصوّف ولا يميز بين متصوّفين……………………….. 143

– هفوات بعض المتخصّصين في الهنديات…………………………. 144

مزاعم جبرانية في التقمّص…………………………………………. 145

بوذا: إله أم متحقّق…………………………………………………. 147

مانو آدم الثقافة الهندية…………………………………………… 147

توكارام: شاعر متنوّر………………………………………………… 148

فصل2:جبران من المسيحية إلى الهندوية………………………… 151

عاش ومات غير مسيحي…………………………………………… 153

حملة على الإكليروس وردّهم عليها……………………………… 154

محرقة كتب جبران…………………………………………………. 157

ندم مزعوم على التعاليم الجبرانية………………………………. 159

تراث متجذّر في حرق الكتب……………………………………… 160

– الأثر الهندي في مؤلّفات جبران الأولى……………………………. 162

الكارما في دمعة وابتسامة…………………………………………. 163

الأثر الهندي يزداد وضوحاً في الآثار التالية…………………….. 165

– نقلة مبكرة من المسيحية إلى الهندويّة……………………….. 167

فصل3:المؤثرات الهندية في بحوث دارسي جبران…………………… 169

– المؤثرات الهندية في الدراسات الجبرانية………………………… 171

– التقمّص الجبراني في ”غربال“ نعيمه…………………………….. 171

التقمّص الجبراني ومزاعم أثر بلايك………………………………… 173

جبر يكرّر آراء نعيمه………………………………………………….. 174

– مزاعم الأثر الصيني وتفنيدها…………………………………….. 175

الحيّ الصيني وأثره المزعوم………………………………………….. 176

التقمّص عقيدة هنديّة وليست صينيّة……………………………. 178

مبالغات التحليل النفسي لجبران……………………………………. 182

إذا كان جبران مريضاً فأهلاً بالمرض………………………………… 183

– التقمّص الجبراني هو التقمّص الهندي…………………………… 184

– كيروز وجبران التيوزوفي…………………………………………….. 186

باب 3/قراءة هندوية للنصوص الجبرانية…………….. 189

فصل1:المعرفة الاختبارية عند جبران…………………………… 191

شاء أن يقول ما يعيش ويعيش ما يقول………………………….. 193

التأمّل وحفر مناجم الذاكرة…………………………………………. 195

مسار حياته كآلية التأمّل اليوغي…………………………………… 196

التطلّع إلى النور لا إلى الأخيلة………………………………………. 197

عصارة تجربة مع المرأة………………………………………………. 198

الطب وتشييء الإنسان………………………………………………. 200

تحويل الطاقة الجنسية إلى طاقة روحية…………………………. 201

الشعور أعمق من الفكر……………………………………………… 205

وحي الشعراء ووحي الأنبياء………………………………………… 208

– جبران والإصغاء إلى الأصوات الأولية……………………………… 211

أصوات البحر وأثرها في النفس……………………………………… 215

الموسيقى أصوات وصوامت………………………………………….. 219

– دعوة إلى الاختبار والتعبير عنه……………………………………. 221

فصل2:العقائد الهندوسية في آثار جبران…………………………. 225

الكارما في كتابات جبران………………………………………………. 227

وحدة المادّة والروح…………………………………………………… 228

الجسد طريق الروح للتطوّر…………………………………………. 230

الذات والذات العظمى………………………………………………. 232

الله أب وأمّ معاً…………………………………………………………. 233

العين الثالثة…………………………………………………………….. 234

أدب الحياة عيش اللحظة الآنية……………………………………. 237

مقاومة الشيء تقوّيه………………………………………………….. 239

الإصغاء إلى الصمت…………………………………………………… 240

نظرة المعلّم……………………………………………………………… 242

خذوا من العظيم تكرموه……………………………………………. 243

الجدل في الماورائيّات لا ينفع……………………………………….. 244

الحاكم مرآة تعكس الوعي الجماعي………………………………. 247

عندما اجتاحت الهند أميركا…………………………………………. 250

فصل3:ديانة جبران…………………………………………………… 253

– ديانة الروح…………………………………………………………… 255

العقائد والشرائع ليست أساس الدين……………………………… 258

دين الحب يمجّ الشرائع………………………………………………. 259

الدين اختبار داخلي وليس طقوساً…………………………………. 262

أديان الناس زجاج يريك الحقيقة ويفصلك عنها………………… 264

– جبران نبي ديانة الروح؟!…………………………………………… 266

”النبي“ كتاب ديانة الروح…………………………………………… 270

إله نامٍ ونبيّ يتطوّر……………………………………………………. 272

جبران وماري ماتا هندوسيين……………………………………….. 277

– نبوّة جبران في وجدان أهل بلدته………………………………… 278

نبوّة جبران من منظور تلامذته ومحبّيه…………………………… 282

جبران معلّم دعا إلى دين الروح…………………………………….. 284

خاتمة…………………………………………………………………… 287

– بحوث/مقدّمات لقراءة النصّ الجبراني………………………….. 289

– جبران والتيوزوفية: تفاعل عميق………………………………… 290

– الرافد الهندوي وإهمال الباحثين له…………………………….. 291

نصوص جبران تنمّ عن اختبار……………………………………….. 293

– عقيدة جبران تيوزوفية هندوية………………………………….. 294

– جبران يمسحن نفسه………………………………………………… 294

ذيــل: جبران: ماذا يبقى من لبنانكم بعد مئة سنة……………………….. 297

– نشاط جبران السياسي………………………………………………. 299

فتنة مهجريّة بين الموارنة والروم……………………………………. 301

نشاط جبران أثناء الحرب الكونية………………………………….. 303

– مفهوم سوريا ودلالة التسمية عند المهاجرين…………………. 305

– جبران وسوريا الفدرالية……………………………………………. 307

– جبران يحذّر من مجزرة طائفية………………………………….. 313

– لكم لبنانكم ولي لبناني…………………………………………….. 315

­- تضحكني دولة لبنان الكبير……………………………………….. 317

– دعاة سوريا الفدرالية يتراجعون………………………………….. 318

– جبران: لبنان وطني…………………………………………………. 321

– ملحق1:في الإلحاد والدين والتصوّف…………………………… 325

تقديم الفيلسوف محمد المزوغي………………………………… 327

هدم من أجل البناء………………………………………………… 327

وقفة معاناة أمام الدين……………………………………………. 329

الكائن الترنسندنتالي………………………………………………… 330

الدين والفلسفة كالنار والماء……………………………………… 330

هل الفلسفة ملحدة بطبيعتها؟………………………………….. 331

الكائن التجاوزي واختبار التجاوز………………………………… 334

اللاّإيمان موافق لطبيعة الإنسان………………………………….. 334

الاختبار الصوفي خيار ثالث!!……………………………………… 336

الحقيقة هي كل شيء، ولا شيء في آن………………………….. 337

البشرية تربح أكثر ممّا تخسر بالتحرّر من الدين……………… 339

التصوّف يتجاوز الأديان……………………………………………. 341

مصيبتنا تقديس الأشياء……………………………………………. 342

الإلحاد يحلّ مشاكل ويولّد أخرى……………………………….. 342

ملحق2: مقالات في المؤلّف………………………………………. 347

– من كتاب ”المؤلّفون العرب المسيحيون“………………………… 348

– مقالات من المجلة الكهنوتية……………………………………… 356

– مكتبة البحث………………………………………………………… 361

– قائمة المختصرات…………………………………………………….. 370

– فهرس التراجم………………………………………………………… 371

– فهرس الصور………………………………………………………….. 373

– محتويات الكتاب……………………………………………………. 375

 

 

 

شاهد أيضاً

مداخلة هشام أبو جودة ابن شقيق الصحافي ميشال أبو جودة في ندوة كتاب “فؤاد شهاب ما له وما عليه” لـ لويس صليبا، الجامعة الأميركية للتكنولوجيا AUT، الفيدار-جبيل، الخميس 20 شباط 2025

مداخلة هشام أبو جودة ابن شقيق الصحافي ميشال أبو جودة في ندوة كتاب “فؤاد شهاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *