تعريف وغلاف ومقدمة وفهارس كتاب “اليوغا في المسيحية: دراسة مقارنة بين تصوّفَين”/ تأليف لويس صليبا

تعريف وغلاف ومقدمة وفهارس كتاب “اليوغا في المسيحية: دراسة مقارنة بين تصوّفَين”/ تأليف لويس صليبا

 

المؤلف Author: أ. د. لويس صليبا   Pr Lwiis Saliba

عنوان الكتاب   :      اليوغا في المسيحية

دراسة مقارنة بين تصوّفين

Title            : Yoga in Christianity

تقديم           :د. بيتسا استيفانو

عدد الصفحات: 340ص

سنة النشر    :طبعة ثالثة 2018، ط2: 2016، ط1: 2016 ،

الناشر         :دار ومكتبة بيبليون

طريق المريميين-حي مار بطرس-جبيل/بيبلوس، لبنان

Tel:09/540256-M: 03/847633- F: 09/546736

www.DarByblion.com            byblion1@gmail.com

2018©جميع الحقوق محفوظة-يمنع وضع هذا الكتاب للتحميل

على الإنترنت، تحت طائلة الملاحقة القانونية

 

تعريف

 

 

قنوات الاتصال بين المسيحية واليوغا

«علينا أن نستوعبَ بوذا ومحمد كما استوعب القديس توما الأكويني أرسطو»، يقول الفيلسوف المسيحي المعاصر والراهب جاك ماريتان.

هل يمكن للكنيسة أن تخاف من اليوغا والهندوسية وهي لم تخف مما هو أخطر منهما: الفلسفة اليونانية الوثنية؟

وبالفعل فالتفاعل بين الهندوسية والمسيحية قديم جدّاً، ويعود إلى بداية الكنيسة.

وفـي المسيحية، لا سيما المسيحية الشرقية، مؤثرات هندوسية ويوغية عديدة.

وإذا كانت الكنيسة قد انفتحت على الهندوسية واليوغا منذ ألوف السنين، فهل من الجائز أن تكون منغلقة الآن؟!

الكنيسة عبر تاريخها لم تخف من الانفتاح على أيّ تيار أو مذهب جاورته. وقد أثبتت قدرة تمثل واستيعاب فائقة.

وقنوات التفاعل بين الكنيسة واليوغا عديدة.

من هنا نجد الكثير من طرق الصلاة والتأمل عند آباء البرية قريبة من الطرق الهندية أو متأثرة بها.

باب الكتاب

مدخل إلى بحوثه وطروحاته

 كثرت المقدّمات والمداخل في هذا السِفر، فهل من  متّسع لمزيد؟!

لا بدّ من كلمة تشرح ظروف تأليفه والدوافع، وتعرض لعمارته ومنهجيته.

تفكّر وتجربة وراء اختيار الموضوع

بقيت فكرة مصنّف يتناول العلاقة بين المسيحية واليوغا تراود الكاتب زمناً طويلاً، فأسباب عديدة كانت تدفعه إلى عمل كهذا، أبرزها اثنان:

1 – تجربة مؤلمة عاشها في يفاعه نقلته من إيمان وكنف تقليد ولد فيه ونشأ، إلى إلحاد تام وعبثية، فاسترجاع للإيمان كان لليوغا دور حاسم فيه، وقد حكى تفاصيل ذلك في فصل كامل من فصول هذا المصنّف (ق1/ف2).

2 – ما يحكى ويكتب ويشاع عن تناقض بين تقليدين عريقين وراسخين: المسيحية واليوغا، وما يشنّ بين فينة وأخرى من حملات على اليوغا تزعم أنها تبعد الشباب المسيحي عن تراثه الديني والروحي لترميه في أحضان الفكر الهندي… إلخ. مزاعم تنطوي على الكثير من المبالغات، وتعبّر عن رغبة في الانطواء خوفاً على هوية في زمن بات الانفتاح على الآخر حتمية لا مفرّ منها.

فلهذين السببين، ولغيرهما كان هذا السِفر.

منهجية تـتّجه من العام إلى الخاص

وهو في منهجيته يتّجه من العام إلى الخاص. فبعد عرض عامّ للمحاور الأساسية المشتركة بين التقليدين ينطلق ليدرس تجربة واحدةٍ من كبار وجوه التصوّف المسيحي: القدّيسة تريزا الأڤيلية معلّمة الكنيسة. فما هو المبرّر المنهجي لهذه النقلة؟!

أكاديمياً تصعب دراسة العلاقة والتفاعل بين اليوغا والمسيحية بمنهجية صلبة مع الاكتفاء بالعموميات وما يجمع التقليدين من أفكار ومبادئ ومقاربات وعقائد، وما يفرّقهما، ولا بدّ من إعطاء أمثلة حيّة وملموسة على كل ذلك، لذا كان الخيار الانطلاق من تجربة متصوّفة رائدة تمثّل التصوّف المسيحي خير تمثيل وقراءة هذه التجربة من منظور اليوغا، وبالتالي استخلاص الجوامع والفوارق بين التقليدين.

وإذا كانت الفوراق العقائدية تبدو، ومنذ البدء، واضحة بيّنة. فاللافت، وبنتيجة هذه القراءة، أن الجوامع هي الأخرى راسخة ومتينة.

أسباب اختيار تريزا نموذجاً

ولمَ اختيار تريزا الأڤيلية بالذات؟!

لأسباب عديدة ومنها:

1 – إنها معلّمة الكنيسة. فالكنيسة بمنحها هذا اللقب أقرّت أن روحانيتها وتعليمها هما من صلب تراثها الروحي وتقليدها النسكي ويعبّران عنه أصدق تعبير.

2 – إنها صاحبة اختبار صوفي عميق نقلته هي مباشرة إلى القارئ ودون وسيط في سيرتها وسائر ما كتبت، فأدخلته إلى عالمها بعفوية وبساطة وبوح صادق. وحكت له تجربتها بصريح العبارة ، فهو مع تريزا في قدس أقداس هيكل التصوّف، وفي مقابلة ومواجهة مع صاحب العلاقة والاختبار، فلا وسائط، وبالتالي لا تأويلات وروايات ينقلها آخرون قد تشوّه جوهر التجربة وتفرغها من الكثير من مضامينها.

4 – كانت دعوة المؤلّف للمشاركة في مؤتمر الدراسات التريزاوية المنعقد في 18 و 19 نيسان 2015 بمناسبة الذكرى المئوية الخامسة لولادة هذه القدّيسة فرصة للتعمّق في مؤلّفاتها ولا سيما منها السيرة والتقارير، والتفكّر في موضوع محوري طال التأمّل فيه، فبدا للكاتب أن مُصلِحة الكرمل خير نموذج يُتّخذ لدراسة إشكالية شائكة هي العلاقة والتفاعل بين المسيحية واليوغا وجدليتهما.

بنية هذا المصنف، وكما سبقت الإشارة إليه، تتّجه من العام إلى الخاص ، فماذا عن تفاصيل ذلك؟!

للعام قسم وللخاص آخر.

فالفصل الأول من الكتاب يأتي بمثابة مدخل عام يعرض لليوغا في أبرز مدارسها وعناصرها استناداً إلى الكتاب المؤسّس لهذا النظام أي اليوغا سوترا للرائي والحكيم باتنجلي.

ويذكر هذا الفصل أبرز قنوات الاتصال بين اليوغا والمسيحية في القديم والحديث، وكيف تسرّبت مبادئ اليوغا ومناهجها عبر الأفلاطونية المحدثة والكنيسة السريانية الشرقية وغيرها.

ويتوسّع في عرض أعضاء اليوغا الثمانية Ashtanga Yoga ومثيلاتها في المسيحية، ليخلص إلى أن الجوامع والمشتركات عديدة ومتشعّبة بين النظامين والتقليدين، وهي أبعد وأعمق من الفوراق والخلافات العقدية التي يلعب عليها المتزمّتون لرسم لوحة صراع مفتعل، بل افتراضي، بين روحانيتين وتصوّفين وتقليدين.

والفصل الثاني: أضيف لاحقاً بعد الانتهاء من تصنيف الكتاب، إذ شعر المؤلّف أن في تجربته الخاصة ومساره من المسيحية إلى الإلحاد فاليوغا والإيمان ما قد يضيف شيئاً مفيداً إلى دراسةٍ لحمتها وسداها تجربة صوفية. ولا بدّ من التنويه هنا أن ليس من عادة الكاتب إقحام مسائل شخصية في بحوثه، ولكنه بالمقابل طالما استهجن خوض المفكّرين والمتفلسفين غمار دراسة التصوّف من دون أن تكون لهم تجربة شخصية في هذا المجال، فنتاجهم في هذه الحال غالباً ما يغدو نوعاً من الألعاب البهلوانية الفكرية Acrobatie Intellectuelle، أو أقلّه جافّاً وعاجزاً عن فهم الظاهرة بمختلف أبعادها. وهو ما يسمّيه عموماً دراسة الدين من الداخل، وفيه يقول ويكرّر:أأ«في علم الأديان إسعى أن تفهم لا أن تحكم، وخير وسيلة لفهم دين ما هو أن تصير مريداً وتلميذاً له لفترة، وأن تعيش روحانيته مع أهله».

فإذا كانت هذه حال الدين، فمن باب أولى التصوّف، فدراسته لا تصحّ ولا تصيب اللبّ منه إلاّ من الداخل وبالتجربة.

ويعي الكاتب أن تجربته في دنيا التصوّف ليست رائدة، وهي لم تبلغ محجّتها بعد، ولكنها أقلّه هيّأته وأهّلته لفهم تجارب الآخرين وتأوينها وتحليلها والمقارنة بينها. وتصلح بالتالي مدخلاً لقراءة يوغية لسيرة الأڤيلية وهي موضوع القسم الثاني والأبرز من الكتاب.

والقراءة اليوغية في سيرة الأڤيلية مقسّمة إلىخمسة أبواب، وفي كلّ منها عدد من الفصول لا يتجاوز الثلاثة.

الباب الأول تمهيدي ووضع بعد إتمام الدراسة، والغاية منه الإعداد لدخول عالم هذه القدّيسة.

و ب1/ف1 لا يستهدف عرض سيرة متكاملة ومتسلسلة لمعلّمة الكنيسة، ولكنه يتوقّف عند محاور وأحداث اعتبرها الكاتب مهمّة ومفيدة في فهم تجربتها وتصوّفها:

عطشها الدائم إلى الله، والرغبة الملحّة الدائمة في لقياه، أعدّاها لمسار صوفي مميّز. وهروباتها الأربعة تُظهر صدق بحثها وجذريته. أما عذاباتها وأمراضها، فكانت بمثابة مطهر أرضي نقّت النفس وصفّتها من الشوائب، وجعلتها تحلّق في سماء التصوّف. ومشاكل تريزا مع محاكم التفتيش تبيّن عمق معاناة هذه المتصوّفة، وصراعها لإثبات أصالة تجربتها وانتمائها الكامل والجذري إلى الكنيسة.

ب1/ف2 يعرض لمؤلّفات تريزا ويتوقّف عند أسلوبها، فهي، وإن لم تكن كاتبة محترفة، فقد جاء الأسلوب بصدقه وعفويته وإسهابه أحياناً صورة حيّة عنها.

والباب الثاني يتوقّف عند مَعْلَم أساسي بل محور روحانيتها: الاختبار وابتداء من هذا الباب تنقسم الدراسة بنية ومنهجية إلى قسمين، فكل موضوع يُعرض من وجهة نظر اليوغا ليُدرس بعدها عند تريزا ويقارن بين النظرتين والاختبارين. وهكذا فعنوان باب 2: الاختبار: ركن اليوغا وتصوّف تريزا. وستتكرّر هذه الموازاة: اليوغا وتريزا في سائر عناوين الأبواب وفصولها من دون استثناء.

و ب1/ف1 يميّز بين درجات المعرفة في اليوغا، فأسماها تلك المتأتية عن اختبار، وهي حال تريزا، ونداء الداخل هتف لها: سأعطيك كتاباً حيّاً. فمعرفتها ليست إذن معرفة كتبيّة Connaissance Livresque بل هي خلاصة اختبار مباشر، والمثل اللبناني يقول: اللي [الذي] علمو بكتابو، غلطو أكثر من صوابو.

و ب1/ف2 يبقى في إطار الاختبار إذ يتناول المعلّم في اليوغا وعند تريزا. وأبرز ما يجب أن يتوفّر في المعلّم من شروط هو أن يكون قد مرّ بمختلف مراحل التطوّر وخبرها فصار بمقدوره أن يكون دليلاً للسالكين في الطريق. وهل يستطيع أن يدلّهم إن لم يسبق له أن يسلك بنفسه الطريق؟!

وهنا كانت تكمن مشكلة تريزا، إذ كثيراً ما وقعت، ووفق تعبيرها، في أيدي أنصاف المعلّمين الذين تعوزهم الخبرة الروحية فأضلّوا عوض أن يدلّوا.

والباب الثاني يدرس الفكر والجسد وتفاعلهما في اليوغا وعند تريزا.

وب3/ف1 يتوقّف عند وضعية التأمّل في التقليدين (اليوغا وتعليم تريزا) فيلحظ أن معلّمة التأمّل قد اختارت وضعية تعرف في اليوغا بِـ ”الجلسة الماسّية“، وفيها يتوفّر شرط وضعة التأمّل: أن تكون ثابتة ومريحة. واللافت أن مُصلِحة الكرمل اهتدت بفطرتها إلى ما تحدّثت عنه اليوغا قبلها بألوف السنين. وتبقى الوضعة هذه والتي عرفت في الكنيسة بِـ وضعية الكرمليات أيسر وضعيات الصلاة وأصحّها في المسيحية.

وب3/ف2 يتناول الفكر والجسد في تعليمي اليوغا وتريزا، فكلاهما يوصيان بوجوب تناغمهما.

أما الفكر، وهو بطبيعته جموح ودائم الهيجان، فينصح حكماء اليوغا أن يعامَل معاملة أمّ لطفل لها: فالأمّ لا تقمع طفلها بعنف مهما أتعبتها حركته الدائمة، ولكنها بالمقابل تسهر وتحرص دوماً على أن لا يتخطّى هيجان هذه الحركة مستوى ما، يحمل الأذى له، فتصحّح المسار، وتنبّه وتحذّر، تجنّباً للأذى والانحراف.

وبدورها تدعو تريزا إلى إدراك طبيعة الفكر هذه وجموح المخيّلة، فتنصح بعدم الاكتراث لها وإلى تجنّب الضغط على طبيعة الإنسان، وإلى الترويح عن النفس وكسر الروتين من فترة إلى أخرى، ما يساعد على إعادة الشحن لاستئناف المسار.

الباب الرابع من أطول الأبواب وأكثرها إثارة للنقاش والجدل، فهو يتناول موضوعاً حسّاساً، غالباً ما تعتبره الأديان من مختصّاتها، وترفض أن يشاركها أحد به.

إنه مسألة القدرات الخارقة والمعجزات. فالديانات الإبراهيمية مثلاً تعتبر المعجزات من مختصّات النبوّة وبيّنة على صدق رسالة نبيّ ما ودعوته، أما اليوغا فتعتبر أن المعجزة بمتناول كل سالك يوغي، وتعرض تفسيراً منهجياً بل وحتى علمياً لها.

وب4/ف1 يقدّم تعريفاً للمعجزة والقدرات الخارقة بمفهومَي اليوغا وتريزا، ويتوسّع في أسباب ظهور المعجزات من منظور اليوغا، وكما يشرحها باتنجلي في اليوغا سوترا. ثم يتوقّف مطوّلاً عند واحدة من هذه القدرات: الاسترفاع أو الطيران اليوغي، فيعرض لأبرز المصادر الهندية القديمة التي تحدّثت عنها، وعن مراحل ظهورها وأسبابه… الخ. ثم ينتقل ليعرض لتجارب الاسترفاع في التصوّف المسيحي عموماً، وعند تريزا خصوصاً: فيذكر أبرز رواياتها في هذا الصدد ومقدّمات هذه الظاهرة ومراحلها وخواتيمها، ليخلص إلى أن الاختبار واحد في التصوّفين المسيحي والهندي، ما يمهّد لمقولة وحدة الاختبار التي تركّز عليها اليوغا، ممّا سنعود إليه هنا.

وب4/ف2 يختصّ بالموضوع الأكثر جدلاً وحساسية في المعجزات:إنه النبوّة. وطالما عُرف البراهمة عند العرب والمسلمين بأنهم منكرو النبوّات. وحقيقة الأمر أن اليوغا تعتبر النبوّة بمتناول جميع السالكين والأولياء، وليست حكراً على فئة مختارة من الناس.

ويتناول هذا الفصل آلية معرفة الماضي والمستقبل في اليوغا وكيف تُكتسب هذه المَلَكة ودور الحدس الفائق الصواب Ritam في ذلك، ليعود ويتوقّف عند روح النبوّة عند تريزا وما تروي من نبوآت رأتها في تأمّلاتها ثم تحقّقت في أرض الواقع.

ومن هذه النبوآت معرفة ساعة الوفاة وطريقته. واليوغا وتريزا يتحدّثان عن ذلك. والخلاصة فاختبار النبوّة ورؤى المستقبل واحد في اليوغا وعند تريزا، وإن اختلفت التعابير والمصطلحات التي تحكي عن ذلك.

أما ب4/ف3 فيتوقّف عند نقطة مركزية في مسألة القدرات الفائقة، ألا وهي وجوب إخفائها، فهي عائق أساسي في طريق التطوّر، كما يقول باتنجلي وكما تؤكّد تريزا من ناحيتها.

السالك في درب التحقق يصطدم بالقدرات الخارقة في طريقه يقول غوتاما بوذا، ولكن عليه أن لا يتوقف عندها، فيضيّع فرصة الوصول إلى الاستنارة، وتكون هذه القدرات عاملاً أساسياً في نفخ الأنا.

وتريزا بدورها كانت تجهد دوماً أن تخفي ما حصلت عليه من قدرات بالتأمل كالاسترفاع، وتصلّي كي لا يغدق الرب عليها نعماً ذات علامات خارجية، وهي بالتالي كما حكماء اليوغا تخطّت مسألة هذه القدرات، ولم تجعلها عائقاً في طريق القداسة.

والباب الخامس جريء في عنوانه: يوغا القدّيسة تريزا.

وب5/ف1 يشرح إشكالية هذا العنوان: فاليوغا مسلك روحي وتصوّف ومن هنا التسمية: يوغا القدّيسة تريزا.

ويعرض هذا الفصل المناهج المختلفة في اليوغا: يوغا الحُبّ الإلهي: بهاكتي، يوغا العمل: كارما يوغا، يوغا المعرفة جنانا يوغا، ليخلص إلى أن يوغا القدّيسة تريزا أو روحانيتها مألفة من مناهج مختلفة: العشق والعمل والمعرفة.

وب5/ف2 يتوقّف مطوّلاً عند يوغا الحُب الإلهي: بهاكتي Bhakti أو يوغا التقوى، ويشرح مرادفاتها في التصوّفين الإسلامي والمسيحي، ويعرض للنصّ المؤسّس لها في الهندوسية: بهاكتي سوترا المنسوب إلى البصّار نرادا.

ويوغا التقوى تتحدّث عن حضور الله وتأمّل هذا الحضور وعلاقة الصداقة معه، وهي تعابير نجدها تتكرّر مراراً عند تريزا، فتأمّلها حديث صداقة ووعي للحضور الإلهي، تماماً كما هو التأمّل في البهاكتي.

أما العشق الإلهي ومقاماته في اليوغا فنجد ما يوازيه بالضبط عند تريزا: علاقة تريزا بالربّ/المعشوق تذكّر بعلاقة رادها بكريشنا في البهاكتي يوغا.

والحُبّ وسيلة ناجعة لكبح جماح الأفكار وترويض الذهن النطّاط/الوثاب، هذا ما خبرته تريزا وردّدته، وقالته اليوغا قبلها بمئات السنين.

وللفرح الموقع عينه في يوغا التقوى وروحانية تريزا.

أما النعمة الإلهية والتي يحسب البعض أنها الفرق الأساسي بين اليوغا والتصوّف المسيحي، فنجد أنها في يوغا التقوى تحتلّ المركز نفسه الذي يوليها إياه النسك المسيحي.

النعمة الإلهية: مفهوماً ودوراً وأهمّية واحدة في يوغا التقوى (بهاكتي) وفي روحانية تريزا، وهي خلاصة ستدهش الكثيرين من منتقدي اليوغا والتصوّف الهندي. والأغرب من ذلك كلّه أن مقولة الله يكشف ذاته بالشكل الذي عُبد فيه والتي تعلّمها اليوغا نجد ما يوازيها ويحاكيها في أقوال تريزا وتعليمها.

ويبقى محذور ليوغا التقوى (البهاكتي) يتوقّف عنده هذا الفصل، وهو أنها، وفي أنماطها الأقلّ تطوّراً، تنحطّ لتصير تعصّباً ذميماً.

البهاكتي كالنمر تفترس الرذائل، ولكن النمر هذا قد يوجّه شراسته ضدّ الآخرين عوضاً عن الرذائل، وهنا خطورة البهاكتي، فالمتعصّبون والأصوليون ومستخدمو العنف في الديانات تخرّجوا من الصفّ الأول من البهاكتي وتوقّفوا عن متابعة الدراسة: إنها مشكلة التقوى التي تنقلب تعصّباً، فعنفاً. وتريزا نفسها لم تكن بمنأى عن رواسب التعصّب في تقواها وحبّها الإلهي، وموقفها من البروتستانت شاهد على ذلك.

وب5/ف3 يعرض لـ يوغا العمل Karma Yoga في تصوّفي الهند وتريزا.

يوغا العمل هو أن يعمل الإنسان بذهنية لا نفعية وزاهداً في ثمار عمله، أن لا ينتظر ثواباً لعمله، لا في الدنيا ولا حتى في الآخرة، أن يعمل حبّاً بالله وتنفيذاً لمشيئته.

وتريزا بدورها لم تكن معلّمة التأمّل وحسب، بل هي مُصلحة الكرمل كذلك، مَن عملت بِدأب ونشاط حتى الرمق الأخير في تأسيس أديار الإصلاح الكرملي فزرعت إسبانيا، وأوروبا من ثمّ، أدياراً وجماعات رهبانية تصلّي وتتأمّل. والعمل في عرفها ليس بديلاً عن التأمّل بل نتيجة له، والعمل الغيري واللانفعي ثمرة من ثمار التأمّل وتجسيد له.

ويخلص الفصل إلى أن روحانية تريزا أو يوغا تريزا مألفة من مناهج عديدة: التأمل (Dhyana Yoga) والعشق: بهاكتي يوغا والعمل Karma Yoga.

وتتساءل خاتمة الدراسة: ما هي رسالة تريزا إلى إنسان اليوم؟!

إنها تقدّم له ما يبحث تحديداً عنه: الاختبار. فقد سئم الثرثرة والوعظ، ولو اتعظ الواعظون بما يعظون لتغيّر وجه الأرض.

وإذا كانت مسيحية الغرب تمرّ بأزمة وجود وتبدو وكأنها في طور انقراض فلأن خطاب كهّانها وسائر إكليروسها في مكان وعيشهم في مكان آخر: إنهم بعيدون عن عيش ما يقولوه وعاجزون عن أن يضعوا المؤمنين على سكّة الاختبار، فجلّ ما تعلّمه الكنيسة عموماً الصلاة اللفظية، وهي ليست سوى الألفباء من حياة التأمّل والصلاة.

وتعليم تريزا أساسي وضروري لإنسان اليوم التائق إلى الاختبار، ولكن هذا التعليم ينقصه المنهج والآلية. ويمكن إذا ما طعّم باليوغا وطرقها المنظّمة Systhèmatique والمبرمجة. والكنيسة التي ألبست، عبر توما الأكويني، أرسطو جبّة كاهن مسيحي، لن تعجز عن تعميد پاتنجلي وتنصيره بمعنى الإفادة من تقنياته في تعليم صلاة وتأمّل مسيحي الطابع والمضمون.

الحواشي بين حدّي الإفراط والتفريط

وكلمة في التراجم وسائر الحواشي. سبق للكاتب أن انتقد ميل العديد من الباحثين إلى الإسراف في التحشية والتعريفات([1])، فهل يفعل ما لام الآخرين عليه؟!

الإفراط في إيراد التعريفات والتراجم في الحواشي يدلّ على أن ليس عند الكاتب شيء مهمّ يقوله، فيروح يتلهّى في التفاصيل، لتغدو المقالة شبه مهزلة. ومثل على ذلك المقالة المذكورة في الهامش([2]): إنها مجموعة حواشي يربطها متن مقتضب لا يتعدّى حجمه خمس هذه الأخيرة.

ففي ص 328 على سبيل المثال سطر واحد و 34 سطراً في الحواشي. أما السطر فجاء فيه:

أخطر مجلس الإدارة في المتصرّفية لإرسال ثلاثة وفود إلى مؤتمر الصلح.

وهنا يشرح الكاتب في الحواشي كل كلمة تقريباً من هذه الجملة.

مجلس الإدارة يعرّف به ذاكراً تاريخه من الألف إلى الياء في 13 سطراً، وهو تعريف بالمعرَّف لأن الباحث ذكر أنه مجلس الإدارة في المتصرّفية، والوفود الثلاثة يذكر تواريخ إرسالها وأعضاءها، وظروف تشكيلها في الهامش في 11 سطراً. وحتى مؤتمر الصلح فهو يعرّف عنه في الهامش، ومَن مِن القرّاء الملمّين بتاريخ تلك الحقبة لا يعرف ما هو مؤتمر الصلح؟!

ومن تعريفاته الهزلية الأخرى: الحرب العالمية الأولى([3]) في 6 أسطر، ومَن لم يسمع بها واللبنانيون يتوارثون فوبيا (رهاب) الذعر من مجاعتها، ”مشروع الشرق الأوسط الجديد“([4]) والحديث عنه يملأ الجرائد وسائر وسائل الإعلام. والكاتب لا يذكر إسم علم لامرئ أو دير أو مكان، إلاّ ويملأ الحواشي بتعريف مسهب عنه، وما فائدة كل هذه الثرثرة، لا سيما في عصرنا هذا، وزمن الانترنت والغوغل Google والمحمول؟ فالقارئ إذا أُشكل عليه أي اسم، يستطيع في ثوان وعبر هاتفه المحمول أن يُدخل الإسم في نظام الغوغل، ويحصل على المعلومة التي يريدها عنه، وباللغة التي يريد.

أهو لزوم ما لا يلزم؟!

إنه أكثر من ذلك: إضاعة للوقت في تحبير الصفحات وتسويدها، وهو شغل من لا شيء عنده يقوله.

وعودة إلى التراجم في حواشي هذا الكتاب: إنها بمجملها تعريفات بقديسين وحُكماء ويوغيين لا تتوفّر في الغالب ترجمة لهم بالعربية، ومن شأن التعريف بهم أن يلقي المزيد من الأضواء على تعاليمهم وأقوالهم المذكورة مراراً في المتن، فهي ليست إذن تعريفاً بالمعرّف، ولا لهواً في تسويد الصفحات، بل عمل من صُلب البحث، يفيد في فهمه وإدراك مضامينه وأبعاده.

والخلاصة لا بدّ من ضوابط واضحة في لعبة الحواشي والتحشية، لأنه إذا ”فلت المِلَق“ فيها ضاع المعنى والمضمون في تفاصيل الهوامش وشعابها وثرثراتها. وحواشي هذه الدراسة تسعى لأن لا تتعدّى هذه الضوابط.

وحدة الاختبار أساسها وحدة الفيزيولوجيا

وختاماً فأوّل وأبرز ما يستخلص في هذا البحث أن تريزا من ناحية، ومتصوّفي اليوغا وحكماءها من ناحية أخرى، رغم اختلاف الثقافة واللغة والمعتقد والتعابير، قد عرفوا اختباراً صوفياً واحداً، وعبّروا عنه بطرق مختلفة بالعودة كل إلى ثقافته وتقليده. وهذا ما تسمّيه اليوغا ”وحدة الاختبار“ Unity of experience. يتحدّث المتصوّفون كالحلاّج (ت 309هـ) وغيره عن وحدة الأديان([5])وتركّز اليوغا عل وحدة الاختبار. وهذه الأخيرة ترتكز على أساس علمي مكين هي وحدة الفيزيولوجيا البشرية. والاختبار الروحي أو الصوفي، تقول اليوغا، هو اختبار فيزيولوجي:

Spiritual experience is a physiologial experience.

وميزة اليوغا أنها أدخلت الاختبار الصوفي الداخلي عصر العلم والتقنيات الحديثة، فأثبتت بأبحاث علمية وأكاديمية موثقة أن كل اختبار  صوفي كالوَجد والاستغراق (Samadhi) والانخطاف Extase وغيره يترجم بوضوح في فيزيولوجيا المختبر، ويمكن أن يقاس بآلات موجات الدفاع Electro Encephalo gram والقلب ElectroCardio gram واختلاف استهلاك كمّية الأوكسجين وغيرها من المقاييس الفيزيولوجية Paramètres physiologiques، فالمتأمّل بوذياً كان أم مسيحياً أم هندوسياً أم مسلماً يخبر حالة فيزيولوجية واحدة تستطيع الآلات الطبّية أن تقيسها، ووحدة الفيزيولوجيا البشرية تنعكس وحدة في الاختبار، أما الجهاز الذي يقرأ هذا الاختبار، أي الذهن البشري فيقرأه بلغته وتعابيره وثقافته، وبها يفهمه، فاختلاف التعابير لا يعني اختلافاً في التجربة والاختبار.

وفي لغة الكومبيوتر يمكن أن نقول:

أل Hardware (جهاز الكومبيوتر) واحد أي طبيعة الإنسان وفطرته وفيزيولوجيته.

وأل Software (الأنظمة والبرامج وشرائط البرمجة) متعدّدة (ثقافة المرء ودينه ومجتمعه كلها تصبغ طبيعته.

مشاكلنا تحلّ بالاختبار

ومن أبرز ما تعلِّمه القدّيسة تريزا واليوغا في آن أن أكثر مشاكل المرء وتساؤلاته إن لم يكن كلّها تُحلّ بالاختبار. فهو ما ينقصه، وهو ما يسعى جاهداً إليه، فالاختبار يحمل سلاماً للفكر ومصالحة مع الذات. وهنا تبدو رسالة المتصوّفين واحدة، أو بتعبير الحكيم واليوغي روبير كفوري:«نداء المتصوّفين وتعليمهم يتوجّه إلى كل البشرية من دون استثناء. وشهادتهم إلهام ورجاء ومرشد لكل نفس عطشى إلى الله، ومرورهم على هذه الأرض عطية من الله لا تقدّر بثمن، إنها عطية لكل إنسان وعليه معرفتها وتقديرها في ما هو أبعد من كل حواجز الذهن والثقافات»([6]).

والبيروني (ت440 هـ) من ناحيته، شهد ومنذ نحو ألف سنة، على أن المتصوّفة من مختلف الديانات يدورون في فلك واحد، فقال في كتاب پاتنجلي الهندي:«هؤلاء قوم (متصوّفة الهند) إذا سمعت أقاويلهم، تراح منها روائح مركّبة من عقائد قدماء اليونانيين، وفرق النصارى، وأئمة الصوفية»([7]).

وفي كتاب الهند يقول:«وإلى طريق پاتنجلِ ذهبت الصوفية في الاشتغال بالحق»([8]).

المرونة في العقيدة لتجنّب القمع الروحي

ووحدة الاختبار هذه تدعو الأديان لا سيما الساميّة والإبراهيمية منها إلى مرونة في العقائد، وبالأخصّ في زمن التكفير هذا إذا فيه يُذبح الإنسان بمجرّد الشبهة في الانحراف أو البدعة في العقيدة، ووفق تعبير الحكيم كفوري «باستنادها إلى عقائد أكثر مرونة وشمولية، فالديانات تكسب مزيداً من الفرص والحظوظ لتبعد عن الإرهاب والقمع الروحي، وتكسب بذلك ثباتاً وتعدّدية في الطرق الصوفية ومزيداً من الغنى الفلسفي»([9]).

ومن الهند يأتي درس التساهل وقبول الآخر، بل وحتى تقديس مقدّساته، ممّا لا نجده بتاتاً في الديانات الإبراهيمية.

فالمسيح يُعبد في الهندوسية تجسّداً إلهياً، وموسى ومحمد يكرّمان أنبياءً، وبوذا ومهافيرا وناناك معلّمين أصيلين، حتى وإن كان كل هؤلاء يبشّرون بحقائق متناقضة ومناقضة للهندوسية، ويهاجم تلامذتهم هذه الأخيرة.

وتريزا نفسها تكرَّم في الهندوسية كواحدة من أكبر القدّيسين والمتصوّفين يقول سوامي ڤيڤيكانندا أحد كبار الحُكماء المعاصرين والذي ترد تعاليمه مراراً وتكراراً في هذه الدراسة:«ما يحتاجه العالَم اليوم عشرين رجل وامرأة يجرؤون على أن يقفوا في الشارع ليقولوا لا نملك شيئاً إلاّ الله. والقدّيسة تريزا الأڤيلية نموذج عمّا يمكن أن يصنعه هؤلاء من أعاجيب»([10]).

إنها شهادة من عمق الهندوسية في متصوّفة مسيحية، بل وتحية عطرة من اليوغا والهند للتصوّف المسيحي، فمتى يردّ على التحية بمثلها؟!

ل. ص Q.J.C.S.T.B.

باريس في 15/07/2015

 

[1] – صليبا، د. لويس، أديان الهند وأثرها في جبران، جبيل/لبنان، دار ومكتبة بيبليون، ط1، 2015، ب2/ف1، ص 143 – 144.

[2] – الصايغ، الخوري مارون، المطران يوسف دريان ومعادلة لبنان الكبير، ضمن المجلة الكهنوتية، بيروت، السنة 45، عدد 2، 2015، ص 325 – 346.

[3] – الصايغ، م. س، ص 332.

[4] – م. ن.

[5] – صليبا، د. لويس، إشارات شطحات ورحيل، أناشيد ومختارات صوفية، تقديم المستشرق بيير لوري، جبيل/لبنان، دار ومكتبة بيبليون، ط3، 2013، ص 61 – 77.

[6]– Kfoury, St Jean, op. cit, p 12.

[7] – صليبا، د. لويس، اليوغا في الإسلام مع تحقيق وشرح كتاب باتنجلي الهندي للبيروني، جبيل/لبنان، دار ومكتبة بيبليون، ط1، 2016، مقدمة متن كتاب باتنجلِ.

[8]– Saliba, Lwiis, L’Hindouisme et son influence sur la pensée musulmane selon cel-Bîrûnî (m1048), Paris, Dar Byblion, 2ème édition, 2009, p. 129.

[9]– Kfoury, op. cit, p 98.

[10]– Vivekananda, Swami, Saints & Mystics, Madras/India, S.R.M, 1990, p 106 – 107.

محتويات الكتاب

كتب للدكتور لويس صليبا………………………………. 2

الإهداء………………………………………………………. 5

تقديم د. بيتسا استيفانو…………………………………. 000

باب الكتاب: مدخل إلى بحوثنه وطروحاته……… 7

تفكّر وتجربة وراء اختيار الموضوع…………………….. 9

منهجيّة تتّجه من العامّ إلى الخاصّ……………………. 10

أسباب اختيار تريزا نموذجاً………………………………. 10

الحواشي بين حدَّي الإفراط والتفريط………………….. 21

وحدة الاختبار أساسها وحدة الفيزيولوجيا…………… 23

مشاكلنا تحلّ بالاختبار……………………………………. 25

المرونة في العقيدة لتجنّب القمع الروحي……………. 26

القسم الأول/اليوغا والمسيحية:جدلية علاقة……… 29

باب1/فصل1: المسيحية واليوغا

– مسلكان متناقضان أم متكاملان؟!……………………. 31

– قنوات الاتصال بين المسيحية واليوغا………………… 33

– يوحنا السلّمي نموذج للتفاعل بين المسيحية واليوغا 34

– درجتا الفضائل عند السلّمي كما فـي البوذية…….. 37

– باتنجلي واليوغا سوترا………………………………….. 37

– القسم الأول من اليوغا يام Yam……………………. 41

– الإماتة Tapasفي المسيحية واليوغا…………………… 42

Nyam أو القسم الثاني………………………………… 43

– القسم الثالث أزناس Asanas………………………… 45

معضلة التماهي مع الجسد…………………………… 46

– القُسم الرابع Pranayam…………………………….. 48

– القسم الخامس  Pratyahara……………………….. 50

– الحِشمة في اليوغا والمسيحية…………………………. 51

– القسم السادس Dharane التركيز…………………… 52

– القسم السابع:التأمّل Dhyane………………………. 54

– القسم الثامن والأخير التخطّي Samadhi…………. 57

فصل2: من المسيحية إلى الإلحاد فاليوغا………….. 61

تجربة ذاتية في الصلاة والتأمّل……………………….. 63

نشأة بين الكهنة والرهبان……………………………… 63

محاولات يائسة لحصر الذهن في الصلاة…………… 65

قداسة من دون الله؟!…………………………………… 66

من خلَق الآخر: ألله أو الإنسان؟!…………………….. 69

رفض الإله………………………………………………… 70

اليوغا: حلول بسيطة لمشاكل مستعصية……………. 73

بوذا: القداسة متاحة للمؤمنين والملحدين………….. 74

الاختبار طريق القداسة………………………………… 75

القسم الثاني/قراءة يوغية في سيرة الأفيلية………. 77

– تجربة تريزا من منظور أديان الهند…………………. 77

– تمهيد………………………………………………………. 79

باب1/تريزا سيرتها ومؤلّفاتها……………………….. 83

فصل1:تريزا الافيلية،ملامح وجه قدّيسة……………… 85

– عطش وشوق إلى الله……………………………………. 87

– سيرة تريزا: أحداث وتواريخ…………………………… 88

– هروبات وأمراض وتعذيبات………………………….. 94

– تريزا ومحاكم التفتيش………………………………… 97

فصل2:مؤلّفات تريزا وأسلوبها…………………………. 101

مؤلّفات القدّيسة تريزا…………………………………… 103

1 – كتاب السيرة 1562………………………………….. 104

2 – طريق الكمال 1566………………………………… 104

3 – خواطر في حبّ الله 1566………………………….. 104

4 – رسوم الكرمليات الحافيات 1567………………… 105

5 – ابتهالات 1569……………………………………….. 105

6 – طريقة زيارة الكرمليات الحافيات 1576……….. 105

7 – المنازل أو القصر الداخلي 1577…………………… 106

8 – التأسيسات 1572 – 1582…………………………. 107

9 – تقارير روحية 1560 – 1581……………………… 108

10 – القصائد………………………………………………. 108

11 – مذاكرات وخواطر………………………………….. 109

12 – نصائح…………………………………………………. 109

13 – الرسائل……………………………………………….. 109

أسلوب تريزا………………………………………………… 110

باب2/الاختبار: ركن اليوغا وتصوّف تريزا…….. 115

فصل1:المعرفة الاختبارية في اليوغا وعند تريزا……………. 117

– درجات المعرفة الثلاث…………………………………. 119

لا نقبض على الحقيقة إلاّ بالاختبار المباشر…………. 120

– تريزا تتدرّج نحو المعرفة الاختبارية…………………. 121

تريزا محترفة تأمّل فمعلّمته………………………….. 122

اليقين وليد الاختبار…………………………………….. 123

– مفهوم اليوغا وتريزا للاختبار واحد………………….. 124

فصل2:المعلم/ المحترف،في تعليمَي اليوغا وتريزا………….. 125

– المعلّم مبدّد الظلمة…………………………………….. 127

– المعلّم التريزاوي: خبرة وفطنة………………………… 129

خطورة أنصاف المعلّمين……………………………….. 130

المبتدئ لا يصحّ أن يعلّم………………………………. 132

المواظبة أساس النجاح………………………………….. 133

ضرورة رسوخ الثبات ودور الجسد فيه…………….. 134

خير الزهد الصبر…………………………………………. 136

باب3/الفكر والجسد وتفاعلهما في اليوغا وعند تريزا…….. 139

فصل1:وضعيّة التأمّل في اليوغا وعند تريزا……………… 141

– وضعة التأمّل: ثابتة وممتعة………………………….. 143

الجلسة الماسية وميزاتها……………………………….. 143

الجلسة الماسية والقدرات الخارقة…………………… 145

– تريزا تعتمد الجلسة الماسية………………………….. 147

ولجلسة الماسية مقارنة بسائر وضعيات الصلاة…… 148

فصل2:طبيعة الإنسان وانسجام الفِكر والجسد في اليوغا وعند تريزا…………….. 151

– الفكر والجسد وعاءين متّصلين……………………………. 153

– الفكر دائم الحركة والهيجان………………………….. 154

– تريزا ووجوب تناغم الفكر والجسد…………………. 155

– الفكر يهوى التجديد والجسم يحبّ الروتين………. 158

– نصائح تريزا لترويض الفكر……………………………. 160

باب4/القدرات الخارقة ودلالاتها في اليوغا وعند تريزا….. 163

فصل1:الاسترفاع Levitation في اليوغا وعند تريزا…………. 165

– المعجزات في اليوغا وعند تريزا……………………….. 167

– أسباب ظهور المعجزات………………………………… 170

الصدق التامّ يصنع المعجزات………………………… 170

الإماتات والاستغراق طريق إلى المعجزات…………. 172

– الاسترفاع ومراحل ظهوره………………………………. 174

– ظاهرة الطيران عند تريزا وسائر القدّيسين…………. 178

مقدّمات الاسترفاع في اختيار تريزا…………………… 180

اللحظة والزمن عند المتأمّل…………………………… 183

– تجارب الاسترفاع عند تريزا……………………………. 185

الاسترفاع: مقاومته ومفاعيله………………………….. 188

فصل2:روح النبوّة في اليوغا وعند تريزا……………. 191

– اليوغا والنبوّة…………………………………………….. 193

آلية معرفة المستقبل…………………………………… 193

ملكة النبوّة والحدس الفائق الصواب………………. 195

– روح النبوّة عند تريزا…………………………………… 196

نبوءات تريزا……………………………………………… 197

– رؤيا ساعة الوفاة في اليوغا وعند تريزا……………… 199

فصل3:ضرورة إخفاء القدرات الخارقة في اليوغا وعند تريزا…………….. 201

– القدرات الخارقة تعيق التطوّر……………………….. 203

إظهار القدرات ينحصر في حالات معيّنة……………. 204

– تجربة شخصية في استخدام القدرات……………….. 205

– تريزا تشدّد على إخفاء القدرات……………………… 207

باب5/يوغا القدّيسة تريزا……………………………… 209

فصل1:اليوغا والروحانية وأنماطهما………………….. 211

– اليوغا: مسلك روحي وتصوّف………………………… 213

– اليوغا: مناهج مختلفة وهدف واحد……………….. 214

– روحانية تريزا مألفة من مناهج متعدّدة…………… 216

فصل2: الحُب الإلهي في اليوغا وعند تريزا………………. 219

– يوغا التقوى ومقام العبودة…………………………… 221

بهاكتي سوترا: النصّ المؤسّس ليوغا العشق………… 224

مناهج يوغا التقوى……………………………………… 226

صداقة الله وحضوره في البهاكتي……………………… 227

– التأمّل حديث صداقة عند تريزا……………………… 229

تأمّل تريزا تأمّل حضور………………………………… 230

– الحضور الإلهي في اليوغا وعند تريزا………………… 233

العشق الإلهي في اليوغا والتصوّف…………………… 234

مقامات العشق في البهاكتي………………………….. 235

– العشق الإلهي عند تريزا………………………………. 237

تأمّل الحُبّ يكبح جماح الفكر……………………….. 239

– الفرح وموقعه في البهاكتي وعند تريزا……………… 241

– النعمة الإلهية في البهاكتي…………………………….. 243

– النعمة الإلهية عند تريزا………………………………. 247

– الله يكشف ذاته بالشكل الذي عُبد فيه……………. 248

– التعصّب أبرز أخطار البهاكتي………………………… 250

رواسب التعصّب عند تريزا…………………………… 253

القران الروحي ذروة العشق………………………….. 254

فصل3:يوغا العمل في تصوّفي الهند وتريزا………………. 257

مناهج اليوغا والتصوّف متداخلة…………………….. 259

الغيرية والزهد في الثمار أساس يوغا العمل……….. 260

يوغا العمل يسير وعسير في آن……………………….. 262

العمل من دون انتظار ثواب………………………….. 262

العمل سنّة الحياة Dharma…………………………. 263

– المطابقة بين الإرادة والمشيئة الإلهية………………… 265

العمل ليس بديلاً عن التأمّل بل نتيحة له…………. 267

مرتا ومريم تسيران معاً……………………………….. 269

– خاتمة………………………………………………………. 271

تريزا تقدّم لإنسان اليوم ما يبحث عنه…………….. 271

رسالة الكرمل تعليم التأمّل…………………………… 272

اليوغا تكمّل نهج تريزا…………………………………. 273

المطلوب تعميد اليوغا كما مسحن الأكويني الفلسفة 273

-ملحق ، رحيل صديق…………………………………. 277

– توطئة……………………………………………………… 279

– أوّل الراحلين من جيلنا…………………………………. 281

– مثل الفراشة… عشت/ناظم يزبك…………………… 285

– فوعدنا يبقى قائماً/بشارة مونّس……………………… 286

– يا أقرب الأصدقاء/مروان شديد………………………. 287

– الملك جوزف/پول قيقانو……………………………….. 288

– صديق العمر جوزف غانم/الياس شديد……………. 289

– جزءاً كنتَ… من الذات………………………………… 292

– صديقاً يتمتّع بالرصانة…………………………………. 294

– تحية وفاء إلى روح المرحوم جوزف حنّا غانم……… 296

– المراجع…………………………………………………….. 297

– قائمة المختصرات…………………………………………. 304

– فهرس الصور……………………………………………… 304

– مسرد المصطلحات………………………………………. 307

– فهرس تراجم الأعلام…………………………………….. 309

– المحتويات………………………………………………… 309

شاهد أيضاً

تعريف وغلاف ومقدمة وفهارس كتاب “اليوغا في الإسلام، مع تحقيق كتاب باتنجل الهندي للبيروني/لويس صليبا

تعريف وغلاف ومقدمة وفهارس كتاب “اليوغا في الإسلام، مع تحقيق كتاب باتنجل الهندي للبيروني/لويس صليبا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *