تعريف وغلاف ومقدّمة وفهارس كتاب “جدلية الحضور والغياب: بحوث ومحاولات في التجربة الصوفية والحضرة”/ تأليف لويس صليبا

تعريف وغلاف ومقدّمة وفهارس كتاب “جدلية الحضور والغياب: بحوث ومحاولات في التجربة الصوفية والحضرة”/ تأليف لويس صليبا

المؤلّف Auteur    : د. لويس صليبا Dr. Lwiis Saliba 

أستاذ وباحث في التصوّف والأديان المقارنة

جامعة السوربون – باريس

عنوان الكتاب        : جدلية الحضور والغياب

                بحوث ومحاولات في التجربة الصوفية والحضرة

Titre              :  Dialectique de la présence et de l’abscence

Jadalîyat al-Houdour wal-ghiyâb

تـقـديـــــم              : عماد يونس فغالي

عدد الصفحات       : 318  ص

الصف والتصميم الداخلي: صونيا سبسبي

سنة النشر           : ط1: 2014، ط2: 2018

الناشر                   :        دار ومكتبة بيبليون

طريق المريميين – حي مار بطرس- جبيل/ بيبلوس ، لبنان

ت: 540256/09-03/847633 ف: 546736/09

Byblion1@gmail.com

www.DarByblion.com

2014 –  جميع الحقوق محفوظة

 

تعريف

”جدليّة الحضور والغياب“ مقاربةٌ أدبيّة أردْتَها مختلفة في الشكل. رحتَ فيها عبر نوعٍ أدبيّ تشكّلَ فريدًا في الصورة الفارقة! إنّكَ في الواقع اعتمدتَ لونًا خاصًّا استحقّه الموضوع وفرضته المناسبة. لونٌ أدبيّ رفيع، أبحرتَ فيه رافعًا مرساةَ عرفانٍ راقٍ عنوانه الحبّ، وعالجتَ في السياق جدليّةَ الموت ما بين الحضور والغياب، غيابًا في الحضور، لتنكشفَ هذه المرّة متجذِّرًا في الأعماق اللاهوتيّة لأسراريّة العقيدة المسيحيّة، متعمِّقًا في الجذور الفقهيّة الإسلاميّة، ومُخرجًا المفاهيم البوذيّة والهندوسيّة لمعضلة الموت، التي شغلت مدى الأيّام، مؤمني ديانات الأرض على السواء. وما أراكَ إلاّ تقيًّا ورِعًا في تأصّلكَ انتماءً ومكتسبات!

لويس الحبيب،

سيبقى مؤلَّفُكَ هذا بدعةً في تشكّلات الأسلوب الأدبيّ المميّز ومقاربات المضمون والموضوع! كما سيتسجَّلُ ابتكارًا في المناسبة التي فجّرت صخرةَ “جدليّة الحضور والغياب”، مياهًا سقتْ من مرِّها حلاوةَ سلسبيل، ورقراقَ عذوبةٍ تشدوكَ شكرًا!

عماد يونس فغالي

توطئة

تعبق محاولات هذا السِفر وبحوثه بثنائية الغياب والحضور وتدور حولها. وهو بشطريه: البحوث والمحاولات ولد من رحم مناسبة أليمة ذكّرت بأخرى سبقتها: فقد الأب وافتقاده والذي ذكرني بفقد الأب الروحي. وكان الحدث الثاني واختباري له قد غرس في الوجدان قناعة أن الرحيل… والوفاة… ولا سيما رحيل المتنوّرين والحكماء ليس غياباً كلّياً… وإنما هو تحوّل في الحضور وتغيّر في طبيعته، فجاء الحدث الأول ليرسّخ هذه القناعة… ويعمّق اختبارها.

وتستوقفني في هذا المجال تعابير درجت المسيحية وآباء الكنيسة على استخدامها مرادفات للوفاة.

تنيّح، انتقل من الموت إلى الحياة([1])، غاب في الحضور([2]) ويستحقّ التعبير الأخير منا إطراقة تأمل هنا، إذ يختصر الكثير من تفكّرات هذا الكتاب وتأملاته ومحاولاته.

تؤمن المسيحية أن الموت غياب في الحضور ليس إلاّ. وقد عبّر أستاذنا المونسنيور ميشال الحايك عن هذه الحقيقة الإيمانية بروح شاعرية مبتكرة، فأنشد في رتبه شيل البخور، ناقلاً عن نصوص سريانية قديمة:

لولاك ضاع المعنى   لكن مذ أنت مَعْنا
أمنّا أن الموتى   غابوا في الحضور([3])

ولست في هذا المصنّف، ولا في مقدّمته هذه، في وارد عرض عقائد إيمانية وشرحها ولا الدفاع عنها، وإنما أكتفي بالإشارة إلى أن ما عبّر عنه المونسنيور الحايك ببلاغة فذّة لا يبعد عمّا اختبرته وشعرت وبُحت به في العديد من محاولات هذا السِفر.

ويحتفظ هذا الديوان المنثور بما بات مألوفاً في مجموعاتي الشعرية: أي ثنائية البحوث والمحاولات.

وقد استحسنها الكثير من القرّاء، ولا بأس من أن أذكر وأكرّر أن المحاولات تسبق دوماً البحوث، في حين تأتي هذه الأخيرة لتستخلص عبراً وقناعات ومفاهيم من الأولى وتنظّمها. وآخر مثال على ذلك مجموعتنا الأخيرة: الرغبة المبتسرة حيث يجاور البحث في الرغبة ويتلو المحاولات فيها.

وأمر مألوف آخر درجت عليه منذ مجموعتي الأولى: إشارات، شطحات ورحيل، ألا وهو الاقتباسات والاستشهادات والحكم التي تسبق كل نشيد، ولا أرى ضيراً من أن أكرّر هنا ما قلته هناك:«عمدت إلى التمهيد لهذه الأناشيد بكلمات واستشهادات تدور في فلكها، وتسهم في إيضاح إشاراتها(…) وأشير هنا إلى أن كل الاستشهادات قد اختيرت بعد كتابة القصائد»([4]).

وتختلف أشكال التعبير وقوالبه هنا عن تلك المعتمدة في المجموعات الأربع السالفة. سبق ونظّرت للطريقة الآنفة في سكب الشعر في إشارات شطحات وذلك تحت عنوان «أزمة الشعر… وأشكال التعبير»([5]) وفي مقامات الصمت في مدخل أسميته:«الشعر والصمت من جوهر واحد»([6]).

وغالباً ما تستهويني الكتابة في الشِعر وعنه بقدر ما تشدّني كتابته. ولكن لم تكن هذه  ”الهواية“ الدافع الأساسي والوحيد للفصل الذي عقدته في هذا السِفر وعنونته «شاعرية.. في قوالب نثرية“ (باب 1/فصل4)، فالحافز الأساسي لإعادة التنظير في الشِعر وقوالبه هو البحث عن طرق جديدة وقوالب للتعبير تختلف عمّا سبق واعتمدتُ فهل إن محاولات هذا السِفر هي فعلاً قصائد نثر؟! لن أجزم بذلك. وأياً يكن، فلم أسمح لنفسي بالتمادي في البحث وعرض النظريات في الشِعر المنثور، وقصيدة النثر، وتفنيدها ومناقشتها وتفحّص مدى انطباق كل ذلك على محاولات المجموعة هذه، فلست ها هنا بصدد تسطير دراسة في النقد الأدبي ونظريات الشعر، وإنما التقديم لأناشيد ومحاولات والبحث عن هوية لها. وما كتبته في فصل 4/باب1 ليس سوى تمهيد… وبداية التفتيش. ولا يصقل النظريّة ويطوّرها إلا الممارسة.. فالمزيد من التجربة في التعبير الشعري.. تقود إلى مزيد من الفهم.. وتحديد المفاهيم.

ومن المجدي أن أشير إلى أن محاولات هذا السِفر تعبّر في الغالب عن اختبار داخلي، وقد كتبت في خلوات صامتة وأثناء تأملات. فهي تنحو باتّجاه نقل اختبار والبوح به.. وغالباً ما يقصّر البوح عن التعبير… وتنوء الكلمات والألفاظ تحت ثقل التجربة الداخلية الحميمة. أيّاً يكن، فلا بدّ لنا أن نلحظ أننا هنا، وفي سائر ما كتبنا، نبعد عن كل أنواع التبشير والترويج لقناعات أو معتقدات… ويبقى أن ما قلناه وكتبناه في محاولاتنا ليس سوى حصاة (بحصة) صغيرة على شاطئ من الحصى مترامي الأطراف حاول أن يشرح معضلة المعضلات التي حيّرت المرء مذ وجد ووعى وجوده: معضلة الموت والرحيل. ولكن من شأن البحصة أن تسند خابية كما يقول المثل العامّي.

وتسير محاولات هذه المجموعة في اتجاه غالب: من الخاص إلى العام. فهي تعبّر عن تجربة شخصية، وحدث خاص. ولكنها تتجاوز دوماً خصوصية هذا الحدث.

ففقد الأحبّة تجربة إنسانية عامة، كلّ يراها من زاويته ويعيشها على طريقته. ولكنها بالنهاية اختبار واحد… والمرء يغتني من اختبارات الآخرين.

يبقى أن أناشيد هذا الديوان ومحاولاته تعود في آخرها إلى نقطة البداية. فمن الأبوّة وفقدانها وهي موضوع الأناشيد الأولى، إلى افتقاد الأبوّة والذرّية وما أسميناه وهم التحايل على الموت: موت فموت… وأبوّة فافتقادها. وهكذا ترتسم الحلقة وتكتمل. إنها أشبه بحلقات الريك ڤيدا والتي تعرف بِـ ماندلا Mandala «وكل حلقة ترسم دائرة كبيرة تكون فيها نقطتا الانطلاق والوصول واحدة وهي المطلق»([7]).

ولسنا نزعم محاكاة هذا الأثر الشعري الفذ والمعجز، ولكن طول تمرّسنا به سماعاً، وتلاوة وترجمة، علّمنا.. وألهمنا الكثير.

ولعلّنا أطلنا التقديم… وانزلقنا إلى التصريح.. حيث قد يكفي…التلميح.

فإلى بحوث هذا المصنّف… ومحاولاته.. وعساها تشعر القارئ.. ببعض ما أحسّ به الكاتب من سكون ورضى أثناء التجربة… وعند التعبير عنها.

ل. ص. Q.J.C.S.T.B

باريس في 27/10/2013

[1] – الحوراني الحصروني، الأب يوسف إبراهيم، تاريخ أديار معاملة الجبّة، تحقيق الأب يوسف الخوري، غزير/لبنان، دير مار أنطونيوس، ط1، 1998، ص 793.

[2] – الحايك، ميشال، كتاب المرافقة، بيروت، المطبعة العربية، ط1، 1997، ص 132.

[3] – م. ن.

[4] – صليبا، د. لويس، إشارات، شطحات… ورحيل، تقديم المستشرق بيير لوري، جبيل/لبنان، دار ومكتبة بيبليون، ط3، 2013، ص 29 – 30.

[5] – صليبا، لويس، إشارات، م. س، ص 21 – 25.

[6] – صليبا، د. لويس، مقامات الصمت، محاولات وأبحاث في الصمت والتصوّف واليوغا، تقديم المستشرق بيير لوري، جبيل/لبنان، ط2، 2011، ص 25 – 39.

[7] – صليبا، د. لويس، أقدم كتاب في العالم، ريك ڤيدا دراسة ترجمة وتعليقات، جبيل/لبنان، دار ومكتبة بيبليون، ط3، 2011، ص 100.

 

محتويات الكتاب

كتب للدكتور لويس صليبا…………………………… 2

بطاقة الكتاب……………………………………… 4

الإهداء…………………………………………… 5

مقدمة أ. عماد فغالي……………………………….. 6

توطئة……………………………………………. 10

الباب الأول/جدلية الحضور… والغياب……………….. 15

الفصل الأول: من المعرفة الاكتسابية إلى التفكرية… 17

– غياب أم تحول في الحضور؟!…………………….. 19

– المعرفة الاكتسابية والتفكّرية والاختبارية……………… 22

حكاية الأخوين والخاتمين ودلالاتها…………………. 23

التفكرية والاختبار في مثل من العلوم المعاصرة………. 26

الفصل الثاني: أدب الوفاة ورحيل المتوفين وحضورهم…. 29

لحظتان مهمّتان: الآن وساعة الوفاة………………… 31

الموت صديق ألبسناه ثوب عدو…………………… 34

عيش المرء بمحاذاة مدفنه………………………… 36

هل ينتهي موت امرئ حضوره…………………….. 37

حضور المتوفين في أضرحتهم……………………. 38

الفصل الثالث: الحضرة والحضور الإلهي………… 41

– حضور وإحضار لا تحضير واستحضار……………. 43

– الحضور الإلهي في القربان……………………….. 45

التألّه بتناول القربان………………………………. 50

الفصل الرابع: شاعرية… في قوالب نثرية………… 53

سقوط الحدود بين الشعر والنثر……………………. 55

موسيقى داخلية وصيغ قصيرة مرنة………………… 56

تقطيع النثر وطبعه كالقصيدة……………………… 58

الفراغات تعبّر عمّا تعجز عنه الكلمات……………… 59

نَفَس شاعري موسيقي في قالب نثري……………….. 63

الباب الثاني/حضور… رغم الغياب…………………… 67

I   – على الوجه بسمة وداع…………………….. 71

II  – يوم بعد الرحيل……………………………. 77

III طفلا عاش.. وكبر…………………………. 87

IV زيارة أولى… للغائب في الحضور…………. 97

V  – الرحيل الصامت…………………………… 105

– أعمال المتوفّى هي ما يرفعه أو يحطّه…………… 113

الباب الثالث/في حضور المتنوّرين وفي الحضرة………. 117

– حكم من سوامي شيدانندا…………………………. 124

في الله والدين…………………………………… 124

في المسلك الروحي……………………………… 124

السعادة بإسعاد الآخرين…………………………… 126

الفضائل أساس الحياة الروحية…………………….. 126

الرغبة والانفعالات………………………………. 127

البحث عن الذات……………………………….. 128

السلام الداخلي………………………………….. 129

وصايا للمريد……………………………………. 129

المعلّم الحقيقي حاضر في الحياة وبعد الوفاة………… 130

الدارشان الأخير لسوامي شيدانندا………………….. 130

II الموت حاجز وهمي………………………… 133

الباب الرابع/في الحضور الإلهي… وإحضار الغائبين…… 139

I   – الحضرة الإلهية والحضور الصامت……….. 141

II  – غيابٌ… حضورٌ وإحضار…………………. 145

IIIحضورُك فيّ… دعني دوماً أعيه………….. 149

IVصمتي بخور على مذبح كلمتك……………. 155

الباب الخامس/ بين الألم والموت……………………. 159

– الألم المعلم…………………………………….. 161

Iمعمودية الوجع……………………………… 163

– في الموت والحياة… والذرّية……………………. 166

IIالموت… ووهم التحايل عليه……………….. 171

– ملحق أول: مقابلات وكلمات…………………… 179

جريدة الأنوار…………………………………… 180

جريدة الديار……………………………………. 183

مجلة الرعية……………………………………. 186

مجلة الهديل……………………………………. 190

مجلة مؤتمر الزهراء الدولي الثاني…………………. 195

مقال عن المونسنيور الفغالي……………………… 202

مجلة الربوع…………………………………….. 207

تراث جبيل الفكري………………………………. 211

– ملحق ثانٍ: بحوث ومقالات…………………….. 217

مقالات في مجلة المشرق………………………….. 218

مجلة المشرق……………………………………. 219

مجلة الرعية…………………………………….. 228

مجلة المسرّة…………………………………….. 230

نشرتنا………………………………………….. 235

عودة إلى الأصالة والتراث…………………………. 236

المرجع الوحيد…………………………………… 240

من المجدل للاستبصال والجدل…………………….. 243

مذكّرات…………………………………………. 243

صمتُ شربل دويّ قداسته………………………….. 247

د. صليبا في كربلاء……………………………… 250

مقالات السيد وليد البعّاج………………………….. 254

د. قيس غوش…………………………………… 262

– ملحق ثالث: كلمة العلاّمة السيد وليد البعّاج…….. 267

– ملحق رابع: ذكرى أربعين طانيوس صليبا…….. 275

كلمة جاندارك أبي عقل………………………….. 277

تقديم د. محمد سلهب………………………………. 278

تقديم د. لويس صليبا…………………………….. 278

كلمة د. سلهب في ذكرى أربعين طانيوس صليبا…….. 279

– ملحق خامس: الخوري فرنسيس صليبا…………….. 281

– ملحق سادس: ليندا صليبا، حكاية امرأة………… 289

الأحقاد تقصف الأعمار… والمودة تطيلها…………… 291

حكاية امرأة جاوزت أعوامها المائة………………….. 291

– ملحق سابع: عشقٌ…حتى يعود التراب إلى التراب297

– مكتبة البحث……………………………………. 303

– فهرس الصور…………………………………… 309

– محتويات الكتاب………………………………… 311

 

شاهد أيضاً

تعريف وغلاف ومقدمة وفهارس كتاب “اليوغا في الإسلام، مع تحقيق كتاب باتنجل الهندي للبيروني/لويس صليبا

تعريف وغلاف ومقدمة وفهارس كتاب “اليوغا في الإسلام، مع تحقيق كتاب باتنجل الهندي للبيروني/لويس صليبا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *