مقدمة وغلاف كتاب “لمحات من تاريخ لبنان الحديث 1850-1950/ تأليف لويس صليبا
المؤلّف/Auteur: أ. د. لويس صليبا Lwiis Saliba
أستاذ محاضر ومدير أبحاث في علوم الأديان وتاريخ المشرق ولبنان
عنوان الكتاب: لمحات من تاريخ لبنان الحديث 1850-1950
Titre: Aperçus de l’histoire moderne du Liban 1850-1950
عدد الصفحات: 450ص
سنة النشر: طبعة أولى 2021، طبعة ثانية 2022
الناشر: دار ومكتبة بيبليون
طريق الفرير، حي مار بطرس، شارع 55، مبنى 53، جبيل/بيبلوس-لبنان
ت: 09540256، 03847633، ف: 09546736
Byblion1@gmail.com www.DarByblion.com
2021©جميع الحقوق محفوظة، يمنع تصوير هذا الكتاب، كما يمنع وضعه للتحميل على الإنترنت تحت طائلة الملاحقة القانونية.
ديباجة الكتاب
مدخل إلى بحوثه وطروحاته
يضمّ هذا الكتاب، بين دفّتَيه، عدداً من الدراسات والبحوث التاريخية وضعها مؤلّفها، كاتب هذه السطور، في مناسبات وتواريخ شتّى ذُكرت في بداية كلّ بحث. وبعض هذه الدراسات يُنشر لأوّل مرّة، في حين أن أكثرها صدر في مجلّات ودوريّاتٍ لبنانية أشير إليها كلّ في موضعه.
والموضوع واحد: تاريخ لبنان الحديث ولا سيما المعاصر. ومن هنا العنوان: لمحات من تاريخ لبنان الحديث: 1850-1950.
والباب الأولّ يجمع أبحاثاً عن أعلامٍ ورجالات من لبنان الكبير أو من الحقبة التي أُعلن فيها. ويحاول بالتالي أن يسلّط أضواءً على أدوارٍ إيجابية أم سلبية أم ملتبسة كان لها أثرٌ في نشأة الكيان.
والشخصية الأولى بشارة البواري. ويحاول ب1/ف1 تظهير دوره خلال الحرب، وتحدّي الحصار الذي فرضه الأتراك على جبل لبنان لتجويعه. كما يسلّط الأضواء على مساعيه للحصول على قرضٍ فرنسي للبنان أثمرت هبة استفاد منها الكثير من اللبنانيين.
ب1/ف2، يتناول شخصيّة كثرت فيها الأقاويل والمزاعم وتضاربت إلى حدّ التناقض السافر. فما هي حقيقة الأدوار التي لعبها الأمير شكيب أرسلان خلال الحرب الكونيّة؟! المؤرّخ إميل حبشي الأشقر يوجّه إليه اتّهامات مركّزة يعرضها هذا الفصل، كما يعرض رأي الصحافي ميشال زكّور الذي دافع عن الأمير وشهد بنظافة كفّه. وتبقى اتّهامات ذوي الشهداء لأرسلان: يعرض هذا الفصل لاتّهامات شقيق سعيد عقل، وهند أرملة فريد الخازن وغيرهما، وما ساقه كتاب المؤرّخ الأب أنطوان يمّين في هذا الصدد، ويحاول أن يغربل ويستخلص.
وب1/ف3: يتناول مضبطة حياد لبنان التي أصدرها أعضاء مجلس الإدارة في لبنان في 10/7/1920 وما رافقها من أحداث ولا سيما إلقاء الفرنسيين القبض على الأعضاء الموقّعين، وهم في طريقهم إلى دمشق، وكلّ ذلك من خلال مفكّرات الياس طنّوس الحويّك أمين سرّ المجلس وصهر سعدالله الحويّك شقيق البطريرك. ويطرح هذا الفصل السؤال بشأن موقع البطريرك نفسه من هذه الحادثة، فإن لم يكن له فيها سهمٌ، فقد كان بلا ريب أوّل المستفيدين لأنها سرّعت الأحداث، وحسمت الخيار الفرنسي بشأن ضرب الأمير فيصل والاتّجاه إلى إعلان لبنان الكبير.
ب1/ف4: أعلام من لبنان الكبير، يتناول سيَر رجالات أمثال إميل إدّه، ورستم حيدر، وعبدالله دبّوس، وعبدالفتّاح اليافي وأحمد الأسعد، وغيرهم ممّن لعب دوراً مؤثّراً في تلك الحقبة. وذلك من خلال مراجعات كتب صدرت عنهم، وهي إمّا بيوغرافيا (سيرة) كما هي حال إميل إدّه أو أحمد الأسعد، أو مذكّرات كتبها هؤلاء كما هو شأن رستم حيدر ودبّوس واليافي. ومن خلال مراجعة هذه البيوغرافيات، أو المذكّرات، يسلّط المؤلّف الأضواء على خفايا أدوار هذه الشخصيّات، كمثل الاتّصالات التي أجراها رستم حيدر مندوب الأمير فيصل في مؤتمر الصلح بالبطريرك الحويّك والمطران مبارك مرافقه في الوفد الثاني إلى المؤتمر. أو خلفيّات تحوّل آل الأسعد من تأييد الأمير فيصل إلى دعم لبنان الكبير!
والباب الثاني: لبنان الكبير الرهان العسير. والفصل الأول منه: ب2/ف1، حوار أكاديمي حول لبنان الكبير، فيه يعرض المؤلّف دوافعه لوضع كتابه: لبنان الكبير أم لبنان خطأ تاريخي، وأبرز ما توصّل إليه فيه من نتائج، ثم يلقي نظرة بانورامية فاحصة وسريعة على أبرز المحطّات والإنجازات في دولة الاستقلال، فيرى أن العهد الشهابي وحده سجّل خطوة جدّية نحو بناء هذه الدولة، وينقل عن العميد ريمون إدّه قوله إن فؤاد شهاب كان أهمّ رئيس جمهورية حكم لبنان. ثم يختار نموذجاً آخر من الطرف الثاني من الوطن: الشيخ عبدالله العلايلي وكيف نظّر للكيان واقترح الدولة المدنية حلّاً حتى لا الدين يُغلّ ولا يُستغلّ.
أمّا القسم الثاني من هذا الفصل فدراسة العميد البروفسور الراحل عبدالغني عماد (توفي 11/8/2020) للكتاب عينه، وهكذا بين عرض المؤلّف وردّ العميد تكتمل النظرة البانوراميّة وتتعدّد جوانبها ووجوهها.
والفصل الثاني ب2/ف2: يتمحور حول طرحٍ مفاده أن قيام لبنان الكبير، على ما اكتنفه من صعوبات والتباسات، كان بحدّ ذاته تقويضاً لمشروعَين منافسَين: سوريا الكبرى وإسرائيل الكبرى. وما كان أو بالحري ما اعتُبر بالأمس خطأ هو اليوم حاجّة ماسّة للعالمَين العربي والإسلامي، وسقوط التجربة اللبنانية يعني ببساطة أن الإسلام المعاصر غير قادر حتى اليوم على العيش مع آخر مختلف والتكيّف مع هذا الوضع، وأن الغرب بالتالي محقّ في ما يثير من هواجس الإسلاموفوبيا وغيرها.
والباب الثالث: من تاريخ لبنان الحديث، هو بمجمله مراجعات كتبٍ تتوزّع على ثلاثة محاور، وكلّ محورٍ خُصّ بفصل.
ب3/ف1: لبنان في القرن 19 يكاد لا يترك حدثاً مهمّاً في ذلك العصر من دون أن يشير إليه أو يخصّه بعرض، وذلك عبر التوقّف عند مؤلّفاتٍ عديدة تناولت تلك الحقبة. ف”مشهد العيان” يحلّل حرب البشيرَين أولى الحروب الطائفية في لبنان وتداعياتها، ولا سيما مذبحة 1860، و”تاريخ إبراهيم باشا” يتناول الحملة المصرية على سوريا ولبنان وثورة الأهلين والعامّيات على الحكم المصري، والتي أوقعتهم من جديد في القبضة التركيّة. و”محفوظات الخارجية الإسبانية” تُفصح عن الكثير من خفايا الأحداث والمواقف في تلك الحقبة، ومَثلٌ على ذلك تداعيات مذبحة الإسكندرية 1882 على لبنان، وكيف عاش المسيحيّون والأوروبيون هواجس عودة الأحداث الطائفية مجدّداً، وكيف استطاعت بيروت ومتصرّفية جبل لبنان تجاوز هذا القطوع، وكل ذلك عبر تقارير أرسلها القناصل والدبلوماسيّون الإسبان إلى رؤسائهم في مدريد. وللمتصرّفية حصّة الأسد في المباحث، فقد عرفت تجربة ديموقراطية رائدة في محيطها العربي، كما عرفت استقراراً سياسيّاً واقتصاديّاً أتاح للبنان تطوّراً ملحوظاً على هذه الصُعُد، ومهّد لتوسيع هذه التجربة وتعميمها مع قيام لبنان الكبير.
والفصل الثاني ب3/ف2، يعرض ويحلّل مضامين ومعطيات موسوعة تاريخيّة هي تنوير الأذهان في تاريخ لبنان لمؤلّفها إبراهيم بك الأسود (ت1940). وذلك ضمن ثمانية مباحثٍ تناولت وحلّلت أبرز ما ورد فيها. ومن المفارقات التي يرويها الأسود أن شيعة لبنان أعاجم في أصولهم، أي فرس استقدمهم الخليفة معاوية، وأسكنهم في المدن الساحليّة لصدّ غارات الروم المحتملة عليها!!
ويتناول الأسود ما حصل من مواجهة خلال الحرب الكونيّة بين جمال باشا السفّاح والبطريرك الحويّك، وكيف عزم الأوّل على نفي الثاني، وكيف عدل عن ذلك بنتيجة عددٍ من التدخّلات. كما يتناول عهدَي الرئيسَين شارل دبّاس وحبيب باشا السعد وما لكل رئيسٍ وما عليه. ويورد في موسوعته إحصائيّات مهمّة عن لبنان في بداية القرن العشرين: أعداد الأطبّاء والمحامين، والبلدات اللبنانية وتوزّع سكّانها الطائفي ومنتوجاتها.
والفصل الثالث: ب3/ف3: هو الأطوَل بين الفصول، إذ يضمّ العدد الأكبر من المباحث ومراجعات الكتب. كمثل كتب المؤلّف الثلاثة الصادرة عن لبنان الكبير، ومثل كتاب الأب بطرس خويري “تاريخ الموارنة في مصر” والذي يحكي فيه عن المهمّة الاستطلاعية التي نفّذها خلال الحرب الكونيّة وما اكتنفها من مخاطر، وما توصّلت إليه من نتائج، ولا سيما اكتشافه أن الحنطة التي كان الأتراك يوزّعونها على اللبنانيين مسمومة!
وللسفّاح جمال باشا نصيبٌ وافرٌ من مباحث هذا الفصل وذلك عبر كتابَين له، الأوّل هو الإيضاحات وقد أصدره ليدافع عن قراراته وأحكامه في تعليق كبار رجالات لبنان والعرب على المشانق. والثاني مذكّراته، وفيها يحاول أن يتنصّل من مسؤوليّته عن المجاعة التي اجتاحت جبل لبنان خلال الحرب الكونيّة. ويرى أن ما نُسب إليه في هذا الصدد مجرّد افتراء.
وتتعدّد المباحث في هذا الفصل وتتنوّع مثل تلك التي تعرض لكتاب المستشرق الإيطالي كارلو فاتشي في تاريخ لبنان، والذي يرى فيه أن انسحاب فرنسا من الساحة اللبنانية 1943 أفقد الوطن الصغير ضمانة دوليّة كان بأمسّ الحاجة إليها. وكتاب مراسلات فيصل-غورو الذي يميط اللثام عن الكثير من خفايا الصراع الفيصلي-الفرنسي الذي أدّى بالنتيجة إلى قيام لبنان لبنان الكبير.
ويخصّ هذا الفصل النظام الطائفي في لبنان بوقفة تأمّلية عبر مراجعة كتاب د. محمد خير الحجّار الصادر في جزأين. فيتوقّف عند إضراب المحامين 1952 للمطالبة بقانون أحوال شخصية موحّد لكلّ اللبنانيين، بيد أنّه كان، ومع الأسف، صرخةً في واد. كما يعرض لوقائع قيام الميثاق الوطني 1943 وأركانه وإيجابيّات هذه الصيغة وسلبيّاتها.
أما الأب د. صلاح أبو جودة فيتبنّى في مصنّفه “مخاض الديموقراطية في لبنان” مقولة الإمام محمد شمس الدين: “المطلوب إصلاح نظام الطائفية السياسية وليس إلغاءه”. ويخلص إلى أن لبنان لن يستطيع أن يبقى ويستمرّ إلا كبلدٍ توافقي.
والباب الرابع والأخير: “كبار في خدمة لبنان”، مجموعة تحقيقات وريبورتاجات ومقابلات عن شخصيّات أجنبية ولبنانية بلغت من العمر عتيّه، وتقاعدت، بيد أنّه كانت لها مساهمات قيّمة يجدر تدوينها لأنها صارت جزءاً لا يتجزّأ من تاريخ لبنان الاحتماعي والثقافي.
والفصل الأوّل ب4/ف1: يعرض لدور الإخوة المريميين التربوي وما قامت به مدارسهم في جونية وصيدا وجبيل وغيرها في تنشئة الشباب اللبناني وتعليمهم، وذلك عبر نموذجٍ حيّ هو الأخ أندريه دو لالاند صديق الرئيس اللواء فؤاد شهاب والبطريرك المعوشي، ويرسم مساره العلمي والروحي من فرنسا إلى مختلف المدن اللبنانية التي أقام وعلّم فيها. ويروي بعض ذكرياته عن لبنان الذي أحبّ. اللبنانيّون أذكياء، يقول الأخ أندريه، لكنّهم لا يحسنون استخدام ذكائهم. وليتهم يستعبرون من نظرة هذا الأخ الشيخ الثاقبة والودودة إليهم.
أما الأخت جاكلين بوتيجان فشهادتها مؤثّرة: اخترتُ لبنان لأنّه بلدُ المسيح، تقول. وقد باعت بيتها في فرنسا لتبني بثمنه ديراً للرهبان الموحّدين في اللقلوق/جبيل. فهل يحبّ اللبنانيّون وطنهم بقدر ما يحبّه رهبانٌ مكرّسون أمثال أندريه وجاكلين؟!
والوقفة الأخيرة عند المحامي ونصير البيئة وداعية العلمانية والزواج المدني الأستاذ عبدالله زخيا، ومآثره في مجالات حقوق المرأة والطفل والدفاع عن الأملاك البحرية والبيئة اللبنانية. كلّ خللٍ في البيئة يضرّ بصحّة الإنسان، يقول زخيا، ويؤكّد أن ملكية الأملاك البحرية لا تُكتسب بمرور الزمن وفرض أمرٍ واقعٍ ما، فهي حقّ عامّ والحقّ العام لا يضيع ما دام وراءه مُطالب.
ولا بدّ من كلمة أخيرة في الملحق الثاني: كرونولوجيا تاريخ لبنان الحديث. فالجداول التأريخية للأحداث نجدها في معظم المؤلّفات التاريخية الغربية، في حين تغيب عن الأعمال العربية المماثلة. والنتيجة أخطاء في التواريخ ونقصٌ في الدقّة والتدقيق. وهذا ما لاحظه وسجّله كاتب هذه السطور عند تأليفه كتابه “سوريا الكبرى أم لبنان الكبير”([1])، ففيه يورد روايات 23 مؤرّخ وشاهد عيان ومشارك في الحكم الفيصلي في دمشق 1918-1920. وما من واحدٍ من هؤلاء لم يخطئ أقلّه في ذكر تاريخ حدثٍ أو أكثر!! فليت المؤرّخين العرب واللبنانيين يضعون في نهاية مؤلّفاتهم جدولاً تأريخيّاً للأحداث التي يتناولونها في كتابهم، ممّا يسهّل لهم وللقارئ مهمّة التدقيق والتمحيص.
والكرونولوجيا الواردة في الملحق 2 استقى المؤلّف معطايتها من مؤلّفاتٍ عديدة عربية وأجنبيّة وحاول التدقيق في تواريخها ما أمكنه إلى ذلك سبيلاً، كي تكون دليلاً، له ولمن شاء من الباحثين والقرّاء، في مراجعة الكثير من الأحداث والمواقف، وفهمها في سياقها العامّ.
وتبقى إشارة إلى سعي الباحث في توحيد طريقة كتابة الأسماء: سوريا، عوضاً عن سورية، وذلك منعاً للالتباس بينها وبين الصفة: سوريّة (مثل مواطنة سوريّة)، فرنسا بدلاً عن فرنسة، باريس لا باريز، فالأولى هي الأكثر اعتماداً واستخداماً، فرنسي لا إفرنسي أو فرنسوي، إلخ.
أمّا في ذكر التواريخ فقد آثر الباحث دوماً أن يذكر رقم الشهر لا اسمه، وذلك لتعدّد السماء في الدول العربية واختلافها بين دولة وأخرى. الشهر الخامس من التقويم الميلادي مثلاً يُذكر بخمسة أسماء تبعاً لاختلاف الأمكنة والدول: أيّار، ونوّار، ومايس، ومايو، وماي. فأيّها ينتقي؟! أليس الأبسط والأوضح والأدقّ عندها أن يذكر هذا الشهر برقمه 5، فيفهم الجميع المقصود بدون أي التباس، وهكذا يرد التاريخ أيّ تاريخ وفقاً للترتيب التالي: اليوم/الشهر/السنة.
وختاماً: ليس هذا الكتاب الأوّل للمؤلّف في لبنان وتاريخه، ولن يكون الأخير إن شاء الله له ذلك. وقد أنهى حتى الآن العمل على تأليف وإصدار ثمانية كتبٍ في تاريخ لبنان المعاصر، والهمّ واحدٌ، والهاجس أوحد: هل سيُكتب لهذا الوطن الصغير البقاء وتجاوز المحَن الوجوديّة العنيفة التي تعصف به واحدةٌ تلو الأخرى؟! ليست مهمّة المؤرّخ أن يتنبّأ ولا حتى أن يتوقّع، رغم أن السؤال الأخير يفرضُ نفسه اليوم فرضاً.
يتحدّث بعضهم عن قراءة الماضي بعيون الحاضر. لكن حَسبُ المؤرّخ فهم يومه وراهنه وتفهّمه على ضوء تجارب أمسه القريب والبعيد، وذلك للإفادة منها وتحاشي تكرار الأخطاء، علماً أن اللبنانيين يسجّلون أرقاماً قياسيّة على صعيد تكرار أخطائهم!! وعلى المؤرّخ كذلك أن يحاذر ويحذر من عملية إسقاط الحاضر على الماضي، وفهمه، أو بالحري سوء فهمه، في هذا السياق. وهو خطأ منهجي يقع فيه العديد من المؤرّخين العرب.
ويودّ الباحث بصدقٍ أن يكون كلّ كتاب له في لبنان وتاريخه فعل إيمان يتلوه ويجهر به بهذا الوطن الصغير الحبيب الذي ما أن ينهض من محنة حتى يقع في أخرى. فعساه يعتبر ويستعبر من هذه المحَن.
QJCSTB ، جبيل في 22/9/2020
[1] -صليبا، د. لويس، سوريا الكبرى أم لبنان الكبير: بحث في الأحداث والمعاهدات التي أسفرت عن سقوط الحكم الفيصلي وقيام لبنان الكبير 1914-1920، جبيل/لبنان، دار ومكتبة بيبليون، ط1، 2021.