نبذة :
يضم الكتاب سفر “نشيد الأناشيد”. يقول الأب لويس خليفة في معرض تقديمه ودراسته وترجمته لنشيد الأناشيد. من إقتصر حبه على الله بمعزل عن حب الإنسان أخفق لأن حبه مبتور. ومن أحب الإنسان مهما كان نوع حبه وبعده، حباً لا يؤدي إلى حب الله، أخفق لأن حبه مبتور، ويستلزم حبنا لله شفافية وصفاء وإيماناً حياتياً، كما يستلزم حبنا للإنسان، والحب الجسدي أيضاً، ذات الصفاء والشفافية والإيمان الحياتي بقيمة الإنسان وكرامته وضرورة وجوده إزاء وجودي، وحضوره قرب حضوري. يستوقف الدكتور صليبا هذا السفر الذي يجده أجمل أناشيد الكتاب المقدس وأشهرها، لا لطابعه الشعري المبدع وحسب، بل وأيضاً للإشكاليات والأسئلة التي طرحت بشأنه، وهي في عمقها محور الأسئلة والإشكالية التي تطرحها إنما تمثل بحثه هذا. ويقول بأن هذا النشيد، ومنذ البدء، حيّر علماء الكتب المقدس، كيف يفهموم ويشرحوه؟ فإذا كان مجرد أغان وقصائد تشدو الحب الجسدي وملذات الحواس، فما موقعه في الكتاب المقدس، وما مبرر وجوده فيه؟ لاشك في أن الجدل الذي دار حول هذا السفر النفيس، ولا يزال، في مستويات الفهم والشرح لمضامينه إفادة على الإشكالية التي يطرحها الدكتور صليبا من خلال محاولته هذه: الرغبة واللذة، الحب الجسدي وسائر وجوه الحب، المحرم وقمع التحريم لكثير من عواطف الإنسان وأشكال حبه. من هنا كان خياره للتوقف عند هذا النشيد، ومكرساً هذا الكتاب للبحث فيه. وأما عن تاريخ هذا السفر فقد ضمنت النسخة العبرية للتوراة والتي جمعها الكاتب في القرن الخامس ق.م سفر نشيدالأناشيد. كما ترجم إلى اليونانية ضمن أسفار النسخة السبعينية في القرن الثالث ق.م وذلك دون أي إعتراض أو شك من جهة معانيه الروحية. وقد نسب التقليد هذا السفر للملك سليمان الحكيم. ونصّ النشيد نفسه ينسب إليه. ولكن في النص تعابير فارسية وآرامية تضع تأليفه في الحقبة الفارسية (القرن 5 ق.م) وبداية الحقبة الهلينية (القرن 3 ق.م)، والرأي السائد اليوم بين العلماء هو أن النشيد دوّن في العصر الهيليني، وإن كانت الأناشيد المختلفة فيه تعود إلى القرن الثامن ق.م ويبلغ النشيد كما وصل في صيغته الحالية في الكتاب المقدس 117 آية موزعة على سبعة فصول. ويذكر التلمود وبتوسع الجدل والمناظرات السابقة للقرار النهائي في تأكيد قانونية هذه السفر وإنتمائه إلى التوراة. وقد واجه علماء التوراة في الحقيقة معضلة مزدوجة بشأن النشيد: 1- مضمون الكتاب لايبدو دنيوياً. فهو أناشيد حب جسدي لا بل أن بعض مقاطعه تعتبر إباحية. 2-إسم الله (يهوه) لايذكر بتاتاً في الكتاب، وهذه ظاهرة نادرة في الآداب القديمة، وغائبة في سائر أسفار التوراة. وقد حاول الحاخام شمعي المعاصر للمسيح إستثناء هذا السفر للأسباب المذكورة في التوراة، ولكن مدرسة هليل اليهودية التقليدية أكدت قانونيتة كما أكد ذلك مجتمع Jamina. ولكن للرابي عقيبة (ت135م) الدور الحاسم في إقرار قانونية هذه الشعر. بعد أن فرض قراءة رمزية له ترى فيه مشاهد للحب الروحي بين الله وشعب إسرائيل. وهذا الحب غدا أبرز مواضيع القبالا.