الصمت في الهندوسية واليوغا؛ تعاليمه واختباراته في الفيدا وسير الحكماء المعاصرين
تأليف: لويس صليبا
الناشر: دار ومكتبة بيبليون
السلسلة: الصمت في التصوف… والأديان المقارنة
النوع: ورقي غلاف فني،
حجم: 21×14،
عدد الصفحات: 300 صفحة
الطبعة: 1
مجلدات: 1
يحتوي على: صور/رسوم
اللغة: عربي
نبذة :
الهندوسية بالمعنى الواسع، ليست إنتماءً دينياً عقائدياً أو عرقياً، فهي ليست ديانة بالمفهوم السامي/الإبراهيمي، أي ترتكز على عقيدة معينة credo، وإنما هي أدب حياة بمفهومه الشامل، لا تحصره عقيدة في الخالق والكون. فيمكن لواحد أن يؤمن بالمسيح ويكون هندوسياً. ولآخر أن يكون حتى ملحداً دون أن تسقط صفة الهندوسي عنه. فثيجا بنندا المؤمن بدين الإنسان، وجاك ثينيو السائر على خطى معلمة فثيجا بنندا والذي يعتبر نفسه خارج الإنتماءات الدينية يبقيان ضمن الدائرة الهندوسية الواسعة، عيشاً وأدباً وحياة وإنتماءً إلى مدرسة ما أتندا مايي. ومنى الحويك المسيحية وإبنة العائلة الملتزمة، تلتقي في تفتح إختباراتها اليوغية مع تعاليم حكماء اليوغا، وتتدرج كسالك في مدرسة اليوغا، وكتلميذة متدرجة فيها. دون أن يعني ذلك أي تنكر لهويتها الثقافية / الدينية الأساسية. فصمتها وإختبارها للصمت غصن من دوحة اليوغا وشجرتها المتنامية والمتعددة الأغصان، ما يبرر موقعها في هذا الكتاب. وهي نموذج لمكانة الصمت ودوره في حياة الإنسان العلماني غير المتكرس أو المتفرغ للحياة الروحية الدينية. وهو أمر شددت الهندوسية واليوغا على إبرازه وإختباره. فاليوغا لا تقتصر حياة الصمت وإختباره على الرهبان والنساك، بل تنصح وتدعو كل إمرئ ليعيش كبعد أساسي في الحياة البشرية، وضرورة نفسية وفيزيولوجية، شأنه في ذلك شأن النوم وغيره من الحاجات الطبيعية. في هذا الإطار يأتي عرض هذا الكتاب للصمت في كتابات منى وحياتها في موقفه الطبيعي، دون أن يكون غريباً عن السياق العام للكتاب. صبية خبرت اليوغا والتأمل عاشت الحب والصمت وآخت بينهما، لكان إختبارها يقول للقارئ أن الصمت من دون حب جاف هو أهدى، في حين أن الحب في غياب الصمت معرض للزوال. خلاصة تصب في مفهوم اليوغا للصمت وإختبارها له. هذا وإن كان هناك إحتياج وعند عرض الكتاب للصمت في إختبار منى إلى دراسة هي بالأحرى دراسة نقدية أدبية لعدد من آثارها وأشعارها، فذلك لا يعني حكماً، خروجاً عن منهجية الكتاب وموضوعه، وهل يختلف النص الأدبي الشعري مضموناً وأسلوباً وبنيةً عن النص الديني أو المقدس لا سيما إذا كان بوحاً صادقاً لأحوال إنسانية وروحية عاشها صاحبه، وكم من النصوص التي إعتبرها الناس مقدسة، وهي في الأصل إبداعات شعرية وأدبية، ولعل الإختلاف ( الفرق ) بين النص الديني / المقدس والإبداع الادبي ليس أساساً في أطر التعبير وأساليبه وأشكاله ومواضيعه حتى، وإنما هو تمييز لاحق وناشئ عن تقديس للنص.