تعريف وغلاف ومقدمة وفهارس كتاب “من تاريخ الفلسفة المسيحية في أرض الإسلام”/ تأليف لويس صليبا
المؤلّف Auteur: د. لويس صليبا Dr. Lwiis Saliba
أستاذ وباحث في الأديان المقارنة/جامعــة السوربون باريس.
عنـوان الكتاب : فلسفة مسيحيّة في أرض الإسلام
التوماويّة: مفكّروها ودورها في الحوار المسيحي الإسلامي
Titre : une Philosophie chrétienne
en terre d’Islam
تقديم : العلاّمة الخوري بولس الفغالي
عنوان السلسلة : مكتبة توما الأكويني معلّم معلّمي الكنيسة 6
عدد الصفحات : 600 ص
سنة النشر : 2016 طبعة ثانية/ط1: 2011.
الناشر : دار ومكتبة بيبليون
طريق المريميين – حي مار بطرس- جبيل/ بيبلوس ، لبنان
ت: 540256/09 – 03/847633 ف: 546736/09
www.DarByblion.com
Byblion1@gmail.com
2016 ©- جميع الحقوق محفوظة
مكتبة توما الأكويني معلّم معلّمي الكنيسة
1 – مجموعة الردود على الخوارج (فلاسفة المسلمين)، للقدّيس توما الأكويني وهو تفنيد ونقد لنظريات الفارابي وابن سينا والغزالي وابن رشد وعلماء الكلام على ضوء الفلسفة المسيحية. ترجمة وتعليق المطران نعمة الله أبي كرم.
2 – الخلاصة اللاهوتية للقدّيس توما الأكويني، وهو موسوعة شاملة في الفلسفة والعقائد والفرق المسيحية، ترجمة المطران بولس عوّاد. 5 أجزاء.
3 – توما الأكويني وأثره عبر العصور، بحوث في سيرته وفلسفته الإلهية والاجتماعية، تحقيق وترجمة وتأليف د. لويس صليـبا.
4 – هكذا علّم توما الأكويني، مدخل إلى مؤلّفاته ويليه كتابَي الأنبياء الكذبة والوجود والماهية ونصوص أخرى، دراسة وترجمة د. لويس صليـبا.
5 – توما الأكويني والإسلام، بحوث في مصادره الإسلامية وردوده على الفلاسفة، دراسة وتحقيق د. لويس صليـبا.
6 – من تاريخ الفلسفة المسيحيّة في أرض الإسلام: التوماوية فلاسفتها ودورها في الحوار المسيحي الإسلامي، للدكتور لويس صليبا.
7 – رسالة في الردّ على المسلمين للقدّيس توما الأكويني، دراسة وتحقيق د.. لويس صليـبا.
8 – قاموس الفلسفة المسيحيّة، التوماوية مصادرها وفلاسفتها، للدكتور لويس صليـبا.
مدخل إلى أبحاث الكتاب
شهدت فكرة هذا الكتاب سلسلة تغيّرات وتطوّرات جعلتها تتحوّل من مقالة صغيرة إلى مجموعة فصول، فإلى مُصَنّف مستقلّ هو الذي نقدّم له الآن.
لم يدر في خلدي عندما خطرت لي فكرة البحث في ما ترجم من آثار القدّيس توما الأكويني إلى العربيّة أنّ الأمر لا يقتصر على تعريب عدد من مصنّفاته، وإنما هو شأن نما وامتدّ عبر قرون وبلدان مختلفة من أرض الإسلام ليكوّن تيّاراً بل ومدرسة لاهوتيّة وفلسفيّة مميّزة ساهم في نشوئها ونموّها العديد من اللاهوتيين والمترجمين والفلاسفة.
وقد اكتشفتُ مع توسّعي في البحث أنّ تعريب الآثار التوماويّة بدأ منذ القرن السابع عشر وليس في نهاية التاسع عشر. أي قبل قرنَين ونصف وأكثر مِمّا كنت أظنّ ويعتقد الكثيرون. ولكن ليس هذا وحسب، بل تيقّنت مع التعمّق في الدراسة أنّ أوائل المترجمين أمثال المفريان إسحاق بن جبير والمطران الدبسي وغيرهما لم يكونوا مجرّد ناقلين للآثار التوماويّة إلى لغة الضاد، بل كانوا إلى ذلك مفكّرين ولاهوتيين توماويين كتبوا العديد من المصنّفات اللاهوتيّة الأصيلة إضافة إلى ترجماتهم التوماويّة. فكوّنوا بذلك نواة تيار ومدرسة لاهوتيّة/فلسفيّة واصلت نموها في القرن التاسع عشر والنصف الأوّل من القرن العشرين مع المطرانَين بولس عواد ونعمة الله أبي كرم وغيرهما، لتبلغ أوجهاً مع يوسف كرم والأب جورج قنواتي وشارل مالك وغيرهم في النصف الثاني من القرن الماضي. فتوماويّو الحقبة الأخيرة هذه لم يكونوا مترجمين بل مفكّرين توماويين محدثين Néothomiste سعوا إلى فلسفة مسيحيّة/توماويّة تستوحي من الإرث الفلسفي العربي-الإسلامي وتحاور الآخر/المسلم وتبحث عن حلول لمشاكل الإنسان العربي المعاصر.
التوماويّة لم تكُن في تاريخ الفلسفة في أرض الإسلام مجرّد نجم لمع ثم أفل، بل نجمة صبح أنارت أناساً وهدت آخرين ولمّا تزل. فمن حقّ هذا التيّار أن يُدرسَ ويؤرّخَ له ويبيّن أثره وتأثيره ومكانته في الفِكر العربي. ولسنا نزعم أننا قمنا بكل ذلك في سفرنا هذا، إن هي إلاّ خطوة أولى للتأريخ لهذا المذهب الفلسفي وتسجيل حضوره.
كان من الطبيعي أن ينصبّ اهتمامنا بداية على ما ترجم من الآثار التوماويّة منذ القرن السابع عشر وحتى العشرين. فعرضنا، وبكل ما أتيح لنا من دقائق وتفاصيل، لجهود روّاد أوائل أمثال الحصروني وإسحاق بن جبير والدبسي. هؤلاء كانوا البداية، وقد تركّز اهتمامهم على تعريب الخلاصة اللاهوتيّة للأكويني من دون أن يقتصر على ذلك – بل تعدّاه إلى حقل التأليف اللاهوتي كما أشرنا. ولكن تبقى الإشكاليّة الأساسيّة في تراث هؤلاء أنه إمّا ضاع، أو بقي مخطوطات أسيرة الأدراج، فلم يصلنا، أو لم تُتَحْ لنا فرصة الاطّلاع عليه. فاكتفينا بتوصيفه وتحليل أثره استناداً إلى ما جمعنا من مصادر وفهارس مخطوطات، ومع هؤلاء تنتهي الحقبة الأولى من التوماويّة، حقبة الروّاد أو مرحلة نشأة التوماويّة في أرض الإسلام. فكانت موضوع المحور/الباب الأوّل من كتابنا.
أمّا الحقبة الثانية من تطوّر التوماويّة فقد شهدت انتقال التراث التوماوي بالعربيّة من المخطوط إلى المطبوع. وأوّل ما طبع منه ترجمة المطران بولس عوّاد للخلاصة اللاهوتيّة. لذا خصّصنا لهذه المأثرة الفصل الثالث من المحور/الباب الثاني. ولكن جهود عوّاد لم تكُن الوحيدة، فقد سبقتها أو زامنتها إسهامات أخرى بقيت مع الأسف وإلى اليوم طيّ النسيان إذ لم تعرف لها طريقاً إلى المطبعة، وأبرزها ترجمة الأب بطرس نصري للخلاصتَين اللاهوتيّة والفلسفيّة (الردود على الخوارج) وقد عرضنا لها في الفصل الأوّل من الباب الثاني وترجمة الخوري صفير للخلاصة اللاهوتيّة وقد تناولناها في الفصل الثاني من ذلك الباب.
وأوّل مفكّر توماوي أصيل وصلنا نتاجه واطّلعنا عليه هو المطران نعمة الله أبي كرم. فقد نقل عدداً من الآثار التوماويّة: مجموعة الردود على الخوارج موسوعة الفلسفة النظريّة للفيلسوف التوماوي الكاردينال مرسييه وغير ذلك، وكانت له في الترجمة إسهامات أساسيّة وتأسيسيّة مثل نحت ألفاظ عربيّة جديدة موازية للمصطلحات الفلسفيّة اللاتينيّة والفرنسيّة وتحشية المتون التوماويّة والتعليق عليها ومقارنتها بنصوص ابن سينا وابن رُشد وغيرهما من فلاسفة الإسلام، وقد قرن أبي كرم إسهاماته القيّمة في الترجمة هذه بأبحاث أصيلة في الفِكر التوماوي كالبحث المطوّل في ضرورة دراسة التوماويّة وتفنيد مذهب البوزتيفيسم الذي مهّد به لترجمة موسوعة الفلسفة النظريّة لمرسييه في سبعة مجلّدات. وفي مجمل مساهماته هذه يبدو المطران أبي كرم مفكّراً توماوياً أصيلاً مهّد لفلاسفة توماويين عرب جاؤوا بعده أمثال يوسف كرم وقنواتي. لذا خصّصنا له باباً/محوراً مستقلاًّ هو الثالث من كتابنا. عرضنا في الفصل الأوّل منه لسيرته وآثاره متوقفين عند أبرز ما قدّم من إسهامات جديدة في الفِكر التوماوي في أرض الإسلام. أمّا الفصل الثاني فقدّمنا فيه نصّ المقدّمة السابقة الذكر والتي مهّد بها لترجمة موسوعة الفلسفة النظريّة لمرسييه.
ولا بدّ أن نتوقف هنا عند منهجيّة اعتمدناها كأساس في أبحاث هذا الكتاب وبنيته. بذلنا جهدنا أن نقرن البحث بالنص. فما عرضنا لفكر فيلسوف أو باحث توماوي وآثاره وإسهاماته إلاّ وسعينا إلى أن نرفد دراستنا عنه بنص أو أكثر له. وإذا كنّا لم نبدأ بتطبيق هذه القاعدة إلاّ مع المطران أبي كرم فلأننا لم نجد لسابقيه من الروّاد نصوصاً أو ترجمات ننشرها. وذلك باستثناء المطران عوّاد الذي نشرنا النص الكامل لترجمته للخلاصة في “مكتبة توما الأكويني معلّم معلّمي الكنيسة2” فلم نجد مبرّراً ولا متَّسعاً لعرض قسم منها في هذا الكتاب.
والباب/المحور الرابع عقدناه لتوماويين لبنانيين في القرن العشرين أوّلهم الأباتي سمعان النجار معرّب التعليم الديني للخلاصة. أمّا أبرزهم فالأب بولس مسعد مترجم الوجود والماهيّة للأكويني والذي ألحق ترجمته بدراسة مقارنة للوجود والماهية عند كل من الفارابي وابن سينا وابن رُشد والقدّيس توما. وقد أوردنا نصّ الدراسة هذه في “توما الأكويني والإسلام” وترجمة الوجود والماهيّة في “هكذا علّم توما الأكويني”. أمّا هنا فعرضنا أبرز آثار الأب مسعد وبعض ميزات ترجمته (باب 4 فصل 2) في حين خصّصنا الفصل الثالث لمعجم المصطلحات الفلسفيّة التوماويّة الذي ذيّل به الأب مسعد ترجمته.
أما المحور/الباب الخامس فمعقود لمفكّر توماوي معاصر هو المطران ميخائيل ضومط. وليس هذا الحبر مؤلّف أوّل دراسة عربيّة مستقلّة عن الأكويني وحسب، بل هو مفكّر توماوي كذلك. ويبدو الأثر التوماوي في العديد من نصوصه ولا سيّما محاضرته “في علامات الأزمنة” التي أوردنا في الفصل الثالث من هذا الباب في حين عرضنا في الفصل الأوّل من الباب عينه لسيرة المطران ضومط وآثاره وقدّمنا في الثاني بعضاً من دراساته عن القدّيس توما.
والباب السادس مخصّص لفيلسوف توماوي عربي محدث بل رائد التوماويّة العربيّة هو يوسف كرم. وقد اشتهر هذا الأخير مؤرّخاً للفلسفة. ولا تزال آثاره في هذا المجال من أبرز ما كتب فيه. ولكنه ليس مجرّد مؤرّخ للفلسفة وحسب، وإنما مفكّر وفيلسوف استوحى من الفلسفة الإسلاميّة والتوماويّة في آن ودمج الاثنتَين في نظام فكري أرسطي جدير بالتنويه والدرس. ويوسف كرم، كما بيّنا عانى من الإهمال واللامبالاة في حياته وبعد مماته. فعساه يكون قد آن الأوان لأن يدرس فكره كما يستحق.
وفي الفصل الثاني من الباب السادس نقلنا بحثاً في الماهيّة والوجود ليوسف كرم استقيناه من كتابه العقل والوجود، كما أوردنا في الفصل الثالث نصّاً ثانياً مأخوذاً من كتابه الطبيعة وما بعد الطبيعة. وهو يختم كتابه الأخير بصلوات مؤثرة نقلها عن فلاسفة وثنيين.
في المحور/الباب السابع نفتح ملف الحوار المسيحي، الإسلامي وأثر التوماويّة فيه مع العلاّمة والمفكّر التوماوي الأب جورج قنواتي. هل كان قنواتي رائداً في الحوار المسيحي-الإسلامي لأنه توماوي؟ أم أن شغفه بالحوار وقناعته العميقة بجدواه قاداه إلى التوماوية؟! هذا ما نحاول الإجابة عنه في الفصل الأوّل من هذا الباب المخصّص لسيرة هذا العلاّمة ونشاطاته وأبحاثه وأبرز أفكاره وطروحاته في مجال الحوار المذكور. أمّا الفصلان الثاني والثالث من هذا الباب فمجموعة نصوص، بعضها غير منشور للأب قنواتي، الأوّل منها مساهمة في الحوار المسيحي – الإسلامي أمّا الباقي فدراسات توماويّة/رشديّة.
والمحور/الباب الثامن يقدّم جانباً مبتكراً آخر للتوماويّة وأثرها في الفلسفة في أرض الإسلام. فمع الدكتور شارل مالك نفتح صفحة التوماويّة فلسفة للإنسان وحقوقه. وندرس ما كان لمذهب القدّيس توما من أثر في الشرعة العالميّة لحقوق الإنسان والتي تعتبر من أبرز إنجازات الأمم المتّحدة حتى اليوم.
شارل مالك فيلسوف أرسطي توماوي عبّر عن مذهبه هذا في العديد من نصوصه الفكريّة ونشاطاته السياسية. والقدّيس توما في تمييزه بين القانون الطبيعي والقانون الوضعي وتشديده على محوريّة الأوّل وتبعيّة الثاني له كان واحداً من أبرز القائلين بحقوق الإنسان والمنافحين عنها. وشارل مالك المفكّر والدبلوماسي الذي لعب دوراً بارزاً في صياغة الشرعة العالميّة لحقوق الإنسان وإصدارها كرّس في هذا الدور حضوراً توماوياً بيّناً في الشرعة وفي الفلسفة التي تستند إليها, هذا الحضور وذاك الدور وذلك الجانب البارز في الفلسفة التوماويّة عموماً وفي أرض الإسلام خصوصاً كلّها أفكار ومواضيع نتدارسها في الفصل الأوّل من الباب الثامن عبر عرض لسيرة شارل مالك وأبرز معالم فكره وآثاره. نتبعه في الفصلَين التاليَين من هذا الباب بنصوص لمالك في فلسفة حقوق الإنسان وأخرى في قمم الفلسفة وموقع التوماويّة فيها.
والباب التاسع والأخير يقدّم لنا مع الأب عفيف عسيران وجهاً آخر من التوماوية.
لقد عبر هذا السالك الرزين في بحثه الدؤوب عن الله والحقيقة من الإسلام إلى المسيحيّة من دون أن يقطع الصلة مع تراثه الأوّل بل كان هذا التراث معيناً له في عيش المسيحيّة واختبارها.
فغدا في إيمانه المسيحي وجذوره الإسلاميّة عَلمَ حوار بين الديانتَين ومهندس تفاعل وتلاقٍ بين الثقافتَين. وكان للتوماويّة أثر بارز في اعتناق عفيف المسيحيّة كما بيّنا في الفصل الأوّل من الباب التاسع. كما كان له إسهام فاعل في إظهار دور مميّز للتوماويّة وجانب بارز منها لا نجده بهذا الوضوح عند غيره: إنه الفلسفة واللاهوت في وجههما العملي. فلا قيمة للفلسفة بمفهوم عفيف إلاّ بما تخدم الإنسان. وهو بسيرته التي تفوح قداسة كان خير مجسّد لهذا المبدأ.
ووقفتنا الطويلة عند الأب عفيف لها العديد من المبرّرات، فتجربته في الحوار المسيحي-الإسلامي رائدة وتعلّمنا الكثير. ودعوته إلى اللاعنف وحبّ الأعداء وتجسيده لها في سيرته تدهشنا بجرأتها وجذريّتها.
عفيف عسيران نموذج للفكر التوماوي خاص ومميّز وجدير بالتأمل والتقدير.
ومع الأب عسيران ونصوصه في الحوار وضرورته وشروطه نختم جولتنا الطويلة في التوماويّة في أرض الإسلام.
جولة سعينا أن لا نستثني منها أحداً. فكل صاحب إسهام أياً يكُن قدره ومقداره في الفِكر التوماوي كان له فيها نصيب. وإذا كانت وقفتنا قد طالت عند البعض وقصرت عند البعض الآخر فليس مردّ ذلك إلى انحياز في تقدير إسهام على حساب آخر وإنما توفّر معلومات ومعطيات في مكان مقابل نقصها في موضع آخر.
ولسنا نزعم هنا أن إسهامات المفكّرين والمترجمين التوماويين الذين نعرض لسيرهم وآثارهم في هذا السِفر تقف كلّها على قدم واحد من المساواة، فبعضهم كان مجرّد مترجم ناقل، في حين كان البعض الآخر مفكّراً أصيلاً ومجدّداً للتوماويّة. وهذا التفاوت في الإسهام وقدره قد يعكس هو الآخر تفاوتاً في حجم ما خصّص لكل كاتب أو مفكّر من عرض ودراسة وتحليل.
وحرصنا كذلك على أن تغطّي جولتنا أوسع مساحة جغرافيّة ممكنة، فعرضنا لمفكّرين توماويين من العراق وفارس ولبنان ومصر وسوريا، وعسانا نكتشف لاحقاً توماويين من أصقاع وبلدان عربية وإسلامية أخرى فنضمّهم إلى اللائحة.
وفي الختام، ليس ما نقدّمه في هذا المصنّف سوى تدوين بالأحرف الأولى لتاريخ مذهب فكري نما وتطوّر وانتشر في أرض الإسلام عبر أربعة قرون، وهذا التيّار الفلسفي المسيحي في انتشاره ورسوخه في هذه البقعة من العالم يقدّم دليلاً آخر على أن هذه الأخيرة عرفت دوماً تعدّدية الفكر وانفتاحه. فالتعدّدية وقبول الآخر المختلف كانت ثابتة من ثوابت تاريخها وقاعدة عامّة فيه أمّا أحديّة الفكر والتوتاليتاريّة فاستثناء.
قد تتفاوت الآراء والأحكام في دور التوماويّة ومكانتها وأثرها في الفلسفة في أرض الإسلام، ولكن مهما تباينت وجهات النظر في تقدير أهمّية هذا الدور، وحتى وإن اعتبر ثانويّاً ومحدود التأثير فلا يجوز أن يغفل أو يُتجاهل عند التأريخ للفكر العربي أو الفلسفة في أرض الإسلام في الحقبتَين الحديثة والمعاصرة.
وما قدّمناه في هذا الكتاب ليس سوى مجرّد خطوة أولى متواضعة لوضع أمور وأحكام في نصابها وتأريخ للفكر في أرض الإسلام لا يستثني أحداً.. ولا يغفل أحداً عن عمد أو عن غير قصد.
Q.J.C.S.T.B
د. لويس صليبا
باريس في 30/09/2010
المحتويات
– سلسلة كتب الدكتور لويس صليبا………………………………… 2
– بطاقة الكتاب………………………………………………………. 4
– الإهداء…………………………………………………………….. 5
– مكتبة توما الأكويني معلّم معلّمي الكنيسة……………………….. 6
– مقدّمة العلاّمة الخوري بولس الفغالي……………………………. 7
– مدخل إلى أبحاث الكتاب…………………………………………. 27
الباب الأوّل/ رواد التوماوية في أرض الإسلام…………… 39
الفصل الأوّل: الحصروني رائد ترجمات الأكويني………………. 41
– تعريب الأكويني بدأ في القرن 17………………………………. 43
– الحصروني رائد ترجمات الأكويني…………………………….. 44
– دوسان جوزف يترجم إلى الفارسية…………………………….. 48
الفصل الثاني: إسحاق بن جبير ملفان توماوي
ومترجم……………………………………… 49
– إسحاق بن جبير يعرّب الخلاصة بكاملها……………………….. 51
الفصل الثالث: المطران الدبسي لاهوتي توماوي
ومعرّب……………………………………… 59
– المطران الدبسي وترجمة ثانية للخلاصة……………………….. 61
الباب الثاني/ التراث التوماوي بالعربيّة من المخطوط إلى المطبوع 75
الفصل الأوّل: الأب نصـري متـرجـم التـراث
التوماوي……………………………………… 77
– الأب نصري يعرّب موسوعتَي الأكويني……………………….. 79
الفصل الثاني: الخوري صفير يترجم الخلاصة
الفلسفية……………………………………. 85
الفصل الثالث: المطران عوّاد والتوماويّة في طريقها
إلى المطابع العربية……………………….. 91
– المطران بولس عوّاد وترجمة الخلاصة اللاهوتية…………….. 93
بولس عوّاد: حياته…………………………………… 94
آثار بولس عوّاد……………………………………… 99
الباب الثالث/المطران أبي كرم مفكّر توماوي أصيل……. 107
الفصل الأوّل: المطران أبي كرم سيرته وآثاره…………………. 109
– المطران أبي كرم……………………………………………….. 111
– شيء في سيرة المطران أبي كرم……………………………… 112
– آثار المطران أبي كرم………………………………………….. 114
– مجموعة الردود على الخوارج…………………………………. 120
الفصل الثاني: بحث في ضرورة دراسة التوماويّة…………….. 137
أيها القارئ اللبيب…………………………………… 139
الباب الرابع/توماويون من لبنان في القرن 20…………. 195
الفصل الأوّل: الأباتي النجار وخلاصة الخلاصة……………….. 197
الأباتي سمعان النجار وخلاصة الخلاصة……………………….. 199
الفصل الثاني: الأب بولس مسعد الوجود والماهية…………….. 201
الفصل الثالث: معجم مصطلحات فلسفية توماوية……………… 207
الباب الخامس/المطران ضومط والدراسة العربية الأولى عن الأكويني 219
الفصل الأول: المطران ضومط: سيرته وآثاره…………………. 221
– مؤلّفات المطران ضومط……………………………………….. 224
– خاتمة……………………………………………………………. 230
الفصل الثاني: حرّية الإنسان والمعرفة في فلسفة
الأكويني…………………………………… 233
– في المعرفة……………………………………………………… 235
– حرّية الإنسان……………………………………………………. 240
– في الشرائع……………………………………………………… 248
الفصل الثالث: في علامات الأزمنة……………………………… 253
الباب السادس/يوسف كرم…………………………………… 263
الفصل الأوّل: يوسف كرم سيرته وآثاره……………………….. 265
– يوسف كرم شيخ الفلاسفة………………………………………. 267
– آخر أعماله ووفاته………………………………………………. 270
– مؤلّفات يوسف كرم……………………………………………… 272
1 – تاريخ الفلسفة اليونانية…………………………… 272
2 – تاريخ الفلسفة الأوروبية في العصر الوسيط……. 273
3 – تاريخ الفلسفة الحديثة…………………………….. 273
4 – دروس في تاريخ الفلسفة………………………… 274
5 – ثلاثة دروس في ديكارت………………………… 274
6 – نفسيّة الأحكام التقويمية………………………….. 274
7 – معجم فلسفي……………………………………… 274
8 – محاضرات في النادي التوماوي…………………. 275
9 – العقل والوجود……………………………………. 276
10 – الطبيعة وما بعد الطبيعة……………………….. 277
11 – الأخلاق الإنسانيّة………………………………. 278
– مكانة كرم……………………………………………………….. 278
– أسلوب يوسف كرم……………………………………………… 282
– يوسف كرم الفيلسوف التوماوي………………………………… 283
– يوسف كرم والتوماوية العربية المحدثة……………………….. 290
الفصل الثاني: الماهية والوجود من أفلاطون وأرسطو
إلى الأكويني وسارتر ليوسف كرم………… 295
الماهية والوجود…………………………………….. 297
الفصل الثالث: في الله والدين ليوسف كرم……………………… 309
خاتمة تسبيح وتمجيد………………………………… 311
الدين…………………………………………………. 311
تسبيح وتمجيد……………………………………….. 317
الباب السابع/الأب جورج قنواتي التوماوية والحوار المسيحي-الإسلامي 321
الفصل الأوّل: الأب جورج قنواتي مفكّر توماوي
ورائد في الحوار المسيحي-الإسلامي………. 323
– الأب قنواتي: سطور من سيرته………………………………… 325
– نشاطاته وأسفاره وثقافته………………………………………… 328
– قنواتي المفكّر التوماوي………………………………………… 332
– أبحاث قنواتي التوماويّة………………………………………… 339
– قنواتي رجل الحوار المسيحي – الإسلامي……………………. 342
التوماويّة وشروط الحوار المثمر…………………… 344
أنماط الحوار المسيحي – الإسلامي……………….. 348
عوائق الحوار عند المسيحيين……………………… 350
معوقات الحوار في الطرف الإسلامي…………….. 353
قنواتي عَلَمُ حوار في رأسه نار…………………….. 356
الفصل الثاني: الإيمان المشترك بالله بين المسيحيّة
والإسلام…………………………………….. 357
– أوّلاً: الإيمان المشترك بالله……………………………………… 361
1 – الإقرار بوجود الله…………………………………. 361
2 – الله واحد حي قيوم…………………………………. 361
3 – الله يحب البشر…………………………………….. 362
4 – الله ذو الغفران والرحمة…………………………… 362
5 – الله هو الحميد المجيد………………………………. 362
6 – الله يرسل الأنبياء………………………………….. 362
7 – الله يحيي الأموات ويرضي الأنفس………………. 363
8 – إن الإنسان يقدّم لله العبادة…………………………. 363
– ثانياً: الاتجاه الإنساني المعتمد على الله والإيمان به……………. 363
– ثالثاً: الخطوط العريضة للتقارب الإسلامي – المسيحي
في سبيل عالم أفضل…………………………………….. 365
الفصل الثالث: ابن رُشد والرشديّة اللاتينيّة وموقف
الأكويني…………………………………… 369
– ابن رُشد عند اليهود – الترجمات اللاتينية بواسطة
الترجمات العبرية……………………………………………… 371
– أثر ابن رُشد في الغرب في العصر الوسيط…………………… 379
الباب الثامن: شارل مالك: التوماويّة فلسفة الإنسان وحقوقه 387
الفصل الأوّل: شارل مالك السياسي والفيلسوف……………….. 389
– شارل مالك في أبرز مراحل حياته…………………………….. 391
مهماته ونشاطه في الأمم المتّحدة…………………… 393
مهمات دوليّة أخرى………………………………… 394
المناصب السياسية………………………………….. 395
– مؤلّفات مالك…………………………………………………….. 395
– شهادات في توماويّة مالك………………………………………. 398
– توماوية مالك في كتاباته………………………………………… 400
– التوماويّة فلسفة حقوق الإنسان…………………………………. 406
– حقوق الإنسان في فِكر مالك التوماوي…………………………. 413
– مالك المتّهم بالأصوليّة………………………………………….. 421
– مالك الباحث والمؤمن والمنفتح…………………………………. 427
الفصل الثاني: التوماوية فلسفة لحقوق الإنسان……………….. 431
– الدلالة الروحية لمثال حقوق الإنسان…………………………… 433
– حقوق الإنسان والإيمان المسيحي………………………………. 440
الحرّية والأمن…………………………………………………….. 444
الجوهر والمصدر…………………………………………………. 446
– الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ترجمة أمين نخلة……………. 451
الاستهلال……………………………………………. 451
الفصل الثالث: قمم الفلسفة………………………………………. 461
– صفات القمم……………………………………………………… 463
مَن هم قمم الفِكر؟…………………………………………………. 468
الباب التاسع/الأب عفيف عسيران: التوماية جسر عبور من الإسلام
إلى المسيحية…………………………………….. 481
الفصل الأوّل: عفيف عسيران سيرة تفوح قداسة………………. 483
– عفيف عسيران في أبرز محاور سيرته……………………….. 485
– مؤلّفاته وأعماله…………………………………………………. 491
I – المؤلّفات…………………………………………… 491
II – الدراسات والتحقيقات……………………………. 492
III – الترجمة…………………………………………. 492
IV – دراسات ومؤلّفات عنه…………………………. 492
بعض مآثره وصفاته………………………….. 493
– التوماوية وأثرها في عفيف…………………………………….. 497
توماوية عفيف في شهادات مَن عرفه……………… 497
التوماوية في كتابات عفيف…………………………. 504
– المعرفة والعمل في مفهوم عسيران……………………………. 507
– حُبّ الأعداء بمفهوم عسيران…………………………………… 510
– حُبّ الأعداء في سيرة عفيف…………………………………… 516
– التحوّل من الإسلام إلى المسيحية………………………………. 521
الشهادة المستمرّة للمسيح…………………………… 527
رائد حوار أم داعية للمسيحيّة………………………. 528
الأثر الإسلامي في مسيحيّة عفيف…………………. 535
– الحوار المسيحي الإسلامي…………………………………….. 537
شرط الحوار الناجح………………………………… 537
المسلمون والحوار المسيحي – الإسلامي………….. 540
تصوّر للحلّ في لبنان………………………………. 542
مآخذ على طروحات عفيف………………………… 542
– عفيف مهندس التلاقي بين المسيحيّة والإسلام…………………. 544
الفصل الثاني: مدخل ضروري لكل حوار……………………….. 547
– الحوار…………………………………………………………… 549
– أوّلاً: التحاور – التواجد على مستوى الإرادة………………….. 551
– ثانياً: التحاور – التحاضر على مستوى الوجدان
والحضرة………………………………………………… 554
– ثالثاً: التحاور – التواصل والتفاهم على مستوى العقل
والأفكار………………………………………………….. 557
– المرتكزات الأساسيّة لكل حوار………………………………… 559
الفصل الثالث: شروط الحوار والوصايا العشرون……………… 573
– شروط الحوار والتعايش………………………………………… 575
1 – انفتاح القلب والعقل والإرادة في الشخص وتجاه شخص
الغير…………………………………………………………. 577
2 – اقتناع الشخص المحاور بأن حياته قائمة على التحاور
وعلى الانفتاح لشخص الغير……………………………….. 579
3 – احترام الشخص البشري، لا إحترام النظريات
والنظرات……………………………………………………. 579
– الوصايا العشرون……………………………………………….. 581
– المراجع…………………………………………………………. 583
– فهرس الصوَر…………………………………………………… 593
– المحتويات……………………………………………………….. 595