تعريف وغلاف ومقدمة وفهارس كتاب “الإسلاموفوبيا: نحو صدام بين عالمين”/ تأليف لويس صليبا

تعريف وغلاف ومقدمة وفهارس كتاب “الإسلاموفوبيا: نحو صدام بين عالمين”/ تأليف لويس صليبا

 

المؤلّف/Author              :       أ.د. لويس صليبا Pr Lwiis Saliba

مستهند وأستاذ في الدراسات الإسلامية والأديان المقارنة

عنـوان الكتاب                 : الإسلاموفوبيا: نحو صدام بين عالمين

Islamophobia: to a clash between 2 worlds :                          Title

عدد الصفحات                 : 429 ص

سنة النشر                       : طبعة ثانية2018 ، ط1: 2018

الـنـاشــــــر                    :              دار ومكتبة بيبليون

طريق الفرير – حي مار بطرس- جبيل/ بيبلوس ، لبنان

ت: 540256/09-خليوي: 03/847633 ف: 546736/09

Byblion1@gmail.com         www.DarByblion.com

2018©- جميع الحقوق محفوظة. يمنع تصوير هذا الكتاب، كما يمنع وضعه للتحميل على الإنترنت تحت طائلة الملاحقة القانونية

ديباجة الكتاب

مدخل إلى بحوثه وطروحاته وعمارته

بحوث هذا الكتاب تطرح بمجملها مواضيع الساعة. بالأمس القريب كان العالم مقسوماً بين جبّارين: أميركا زعيمة العالم الرأسمالي، والاتّحاد السوفياتي زعيم الدول الاشتراكية. ودامت الحرب الباردة بينهما نحو نصف قرن. وكم توقّع المحلّلون أن تتحوّل إلى حرب  حقيقية ساخنة. وفجأة وقع الحدث الذي لم يحسب الكثيرون له حساباً: انهار الاتّحاد السوفياتي بسرعة غير متوقّعة، وهتف الغرب الرأسمالي: انتصرنا. ولا تزال صرخة فوكوياما ترنّ في الآذان : إنها نهاية التاريخ!

ولم يكن الأمر كذلك: بل كانت مجرّد نهاية مرحلة، وإيذاناً ببداية أخرى لم تتأخّر. ويؤرّخ الباحثون بداية المرحلة الجديدة بهجمات 11/9/2001، وإن كان المخاض استمرّ طويلاً وعسيراً قبل ذلك. فمن رحم المرحلة الأولى ولدت الثانية، فصراع الجبّارين بلغ ذروته في أفغانستان، والحركات الأصولية، كالقاعدة وطالبان، كانت حليفة الولايات المتّحدة في هذه الحرب، كما تبيّن متون هذا المصنّف ولا سيما حواشيه. وهذه الأخيرة هي التي دعمتها وموّلتها كي تجابه بها العدو الشيوعي. واستمرّت أميركا نحو نصف قرن تدعم الأصوليات الإسلامية والحركات السلفية في معظم البلدان فقد رأت فيها عدواً شرساً لا يمكن أن يهادن *الشيوعية الكافرة*، وما فطنت أنها في منطق هذه الأصوليات لا تقلّ كفراً عن الشيوعية، فوقعت أخيراً في شرّ أعمالها، ومركانتيليّتها المغالية.

يقول المستشرق المتخصّص في الإسلام المعاصر وحركاته برونو إتيان([1]) Bruno Etienne في ذلك: “عملت أميركا على تقوية التيّار المتزمّت داخل العالمين العربي والإسلامي بعد الحرب العالمية الثانية من أجل مواجهة الشيوعية. واستطاع الدكتاتور الباكستاني ضياء الحقّ إقناع أميركا بضرورة تكوين حزام أخضر (إسلامي) لمواجهة الخطر السوفياتي. ولم تتنبّه أميركا إلى خطأ سياستها إلا بعد 11 أيلول 2001. عندها فقط، ولأول مرة، بدأت تفكّر في تغيير السياسة التي اتّبعتها على مدار خمسين عاماً. وصارت تعتبر حلفاء الأمس أعداء اليوم. وغدت الحركات الأصولية المتطرّفة عدوّها الأول”([2])

المهمّ أن الصراع اتّخذ اليوم عنواناً جديداً: فالعالم اليوم يبدو مشلّعاً  بين تيّارين وعالمين: الحضارة الغربية والعالم الإسلامي. الأولى أوصلت بتكنولوجيّتها إلى العولمة. فوسائل الاتّصال الفائقة السرعة جعلت من هذا الكوكب قرية صغيرة. والكلّ، مختاراً أم مرغماً، انخرط في تيّار العولمة الجارف.

ولكن وحده العالم الإسلامي أبدى ممانعة، بل مقاومة شرسة، لا مجال هنا لسبر أغوار أسبابها وخلفيّاتها. وواضح أن المواجهة انتقلت اليوم من حرب باردة بين نظامين اقتصاديين رأسمالي واشتراكي إلى نزاع بين حضارتين: غربية وإسلامية.

فهل هو الإسلام بمجمل تيّاراته ومذاهبه ومشاربه من يواجه الغرب، أم فئة أصولية وأقلّية منه وحسب؟! وهل تنبع المشكلة من داخل الإسلام وتعبّر عن عدم مقدرته على التأقلم مع المتغيّرات والمستجدّات التي وضعت مختلف الثقافات أمام وضع لم تكن تحسب له حساباً، أم أنها تعود إلى السرعة الفائقة التي فرضت المستجدّات والاكتشافات هذه نفسها فيها؟

لا شك أن العولمة، متسلّحة بوسائل اتّصالها وسائر أدواتها ومكتشفاتها، قامت بهجمة شرسة، بل متوحّشة، على مختلف الثقافات والحضارات، وانتهكت خصوصيّاتها، وألزمتها السير في ركابها. والمفارقة الكبرى هنا تكمن في أن انتشار الأصوليات وتنظيمات السلفية الجهادية ممثّلة بداعش وأخواتها  مدين إلى وسائط الاتّصال الحديثة كالفضائيات والشبكة العنكبوتية (إنترنت) التي فرضت العولمة فرضاً واخترقت الحدود بين مختلف الدول والبلدان، وجعلتها حدوداً شبه رمزية. فمع داعش وأخواتها ارتدّت أسلحة العولمة الغربية وبالاً عليها. فالجماعات المتطرّفة وتنظيمات السلفية الجهادية أدركت أهمّية الاستعانة بتقنيّات التواصل التي اخترعها عدوّها الغربي لتصنع ميداناً جديداً للمعركة، يقول أحد المتخصّصين في الموضوع، ويردف: “بل إن فريق عمل داعش الإعلامي يتميّز بتنظيم وكفاءة تكاد تتمنّاه حتى كبرى دوائر التسويق الإلكتروني في الشركات والمؤسّسات العالمية، كما اعترف مسؤولون أميركيّون، وأضافوا أنهم يلاقون صعوبات في التصدّي للآلة الإعلامية لداعش.” ([3])

ولا يطمح هذا السِفر أن يطرح هذه المعضلة العويصة بمختلف أبعادها وتشعّباتها، فهي تحتاج إلى مصنّفات، لذا فهو يركّز على جانب أساسيّ وآنيّ منها: الإسلاموفوبيا. فقد بلغت حدّاً باتت قادرة فيه أن تفجّر صراعاً دموياً تبقى تداعياته وآثاره السلبية في علم الغيب.

فعلى مدى قرن تقريباً استقبل الغرب جحافل المهاجرين من مختلف الدول الإسلامية، وحسِبَ أن دمجها في مجتمعاته ليس بالأمر العسير. استقبل هؤلاء المهاجرين حرّاً مختاراً، بل شجّعهم أحياناً على الهجرة. أراد أن يوازن بهم الأديان الأخرى، ولا سيما المسيحية، كما يبيّن مطلع ب1/ف3 من هذا المصنّف، ليسهل عليه، في ظلّ تعدّدية أديان شعوبه، فرض العلمانية ونشرها. ولم يفطن إلى محاذير الازدياد المطّرد لأعداد المسلمين في مجتمعاته، وها هو يصحو على أزمة دمجهم في هذه المجتمعات. استيقظ من غفوة طويلة على واقع أن الأقلّيات المسلمة على أراضيه، تتّجه لتكون أكثرية في مدى منظور، كما هي حال فرنسا وبلجيكا، أو أقلّه لتفرض حضورها، وتصرّ على خصوصيّتها، واحترام هذه الخصوصيّة في مختلف المجالات.

ما فطن الغرب طيلة القرن الماضي أن التعامل مع الإسلام، والتفاعل معه، يختلف عن التعامل مع المسيحية وسائر الأديان. وأن ما أبدته الكنيسة من مقاومة للعلمانية، سيبدي الإسلام أضعافاً مضاعفة منه. وهل كان انتقال المجتمعات الغربية من مجتمعات مسيحية إلى علمانية تعدّدية انتقالاً سلمياً ولم يشهد أيّة ممانعة؟ وهل قبلت الكنيسة مبدأ فصل الدين عن الدولة بيسر وطيبة خاطر؟!

تواريخ المجتمعات الأوروبية في الزمن الحديث والمعاصر تشهد على حدّة الصراع، وتؤكّد أن العلمانية فُرضت فرضاً، ولم تكن خياراً سهلاً.

وهل يقبل الإسلام، ومسلمو الغرب، بالعلمانية أوفصل الدين عن الدولة كما قبلت بها الكنيسة مرغمة؟! وهل يلامون إن رفضوا مبدأً دخيلاً على تقليدهم ومعتقداتهم، وقد ألفوا دوماً العيش في ظلّ دولة إسلامية تستوحي قوانينها وأنظمتها ومبادئها من الشريعة الإسلامية والفقه؟!

المواجهة بين ذهنيّتين ورؤيين كانت واقعة لا محالة. ومحورها المقدّس ومركزيّته في حياة الفرد والمجتمع تكريساً أم تهميشاً.

والأزمة الراهنة دليل على تقصير الغرب في فهم الإسلام من الداخل. شاء أن يفهمه كما فهم المسيحية وغيرها، في حين أن لكل دين خصوصيّته، ومقدرته على الممانعة أو الاندماج. وأياً تكن أسباب هذه الأزمة، فالغرب، ولا أحد سواه، مسؤول عن تكثيف الوجود الإسلامي على أراضيه، وعليه أولاً تقع مسؤولية حلّ المشاكل الناجمة عن هذا الوجود، وأكثرها حدّة اليوم الإسلاموفوبيا.

وهذا لا يعني بتاتاً أن الغرب وحده المسؤول عن معضلة الإسلاموفوبيا نشأة ومعالجة، فللعالم الإسلامي حصّة الأسد في المسؤولية، كما تبيّن بحوث هذا الكتاب. والإسلاموفوبيا، بكلمة موجزة ومعبّرة، يتشارك العالمان الإسلامي والغربي مسؤولية ظهورها وتفاقمها، ولا مناص من أن يتشاركا مسؤولية البحث عن حلول ناجعة لها، تفادياً لما لن تحمد بتاتاً عقباه.

وينطلق المؤلف، في ما عرض وطرح في بحوث مصنّفه هذا، من تجربته أولاً وتفكّره وتبصّره فيها. وهو الذي ولد ونشأ في بوتقة مسيحية-إسلامية تعدّدية، وعاش حقبة طويلة من حياته، ولا يزال، في الغرب: فعاين نظرة الغربي إلى الإسلام والمسلمين، وكذلك نظرة المسلم إلى المجتمع الغربي، المسلم الذي يعيش في الغرب، وذاك الذي يعيش في بلد عربي أو إسلامي كذلك. ولكن رهان الباحث صعب، إن لم يلامس المستحيل، فهو يسعى لفهم ذهنية الغرب من الداخل، وكذلك العقلية الإسلامية ومتطلّباتها. وهل يمكن التوفيق بين الذهنيّتين وعيشهما على أرض واحدة، أم أن ذلك من رابع المستحيلات، والصدام واقع لا محالة؟!

تبقى محاولة الفهم الجادّة ضرورية، أثمرت اليوم أم لم تينع ثمارها إلا لاحقاً؟

 

وماذا الآن عن بحوث هذا الكتاب وبنيته وفصوله؟

الباب الأول (ب1)، *الإسلاموفوبيا قنبلة موقوتة*، يدخل فوراً في صلب الموضوع، ويقاربه ببساطة، وبما يشبه أسس التحقيق الجنائي: من هو المستفيد؟ ومن هو المتضرّر من الأزمة الراهنة؟ ومن أوصلها إلى الذروة؟ فتشخيص المسبّب والمستفيد والمتضرّر يبدو ضرورياً وأساسياً للخروج من عنق الزجاجة التي حشر أفرقاء النزاع أنفسهم فيه.

والجواب بديهيّ وبسيط بقدر بساطة السؤال وبداهته: داعش وأخواتها من تنظيمات السلفية الجهادية هي المستفيد الأول من الإسلاموفوبيا، وهي التي تدفعها نحو الذروة. لذا كان هذا موضوع الفصل الأول (ب1/ف1). ويحاول هذا الفصل فهم عقلية هذا التنظيم ودوافع نشاطه وتحرّكاته: كيف يحلّل علم النفس إرهابه الوحشي، وهل يعبّر هذا الإرهاب عن حالة مرضية متفاقمة؟ وأيها؟

ثم يحاول ب1/ف1 أن يفهم بعدين أساسيين:

1-فقه داعش الذي يبرّر له كل ارتكاباته وجرائمه، وهو يأخذ من كلّ فقيه أشدّ ما عنده وأقصاه. وغالبية التراث الفقهي، كما يذكر لاحقاً ب3/ف3، هو نتاج عصر الحروب الصليبية، كان الفقهاء، أمثال ابن قدامة  وابن تيمية وغيرهما، يكتبون وطبول الحرب تدويّ في آذانهم، فترجّع مصنّفاتهم ومطوّلاتهم صداها، وتكاد تُسمع بين الكلمات والسطور. فهل أن فقههم يصلح لكل الأزمنة والأمكنة، وهو جزء من الوحي والكتاب؟! وداعش وسائر تنظيمات السلفية الجهادية يزايدون على أشدّ الفقهاء قسوة وصرامة. يقول المستشرق برونو الآنف الذكر: “وحتى ابن تيمية الذي تدّعي الحركات الأصولية الانتساب إليه وإلى تعاليمه كان يمنع منعاً باتّاً قتل النساء والشيوخ والأطفال والرهبان والمقعدين. وكل هذا لم ترتدع هذه الجماعات الجاهلة عن ارتكابه. وقد بلغ بها العمى الفكري حدّاً لا يوصف، هذا إذا كان بالإمكان الحديث عن فكر لديها.” ([4])

ومسألة زمكانية الفقه، وارتباط الأحكام والفتاوى والآراء بزمان ومكان معيّنين لم تُطرح بعد كما يجب، ولم تأخذ ما تستحقّ من العناية والبحث. وإلى ذلك فالسلفية الجهادية التي تزعم اتّباع السلف الصالح اعتمدت بدعة لم يعرفها هذا الأخير، ولم يأتِ على ذكرها فضلاً عن تحليلها: إنها العمليات الانتحارية. لقد استنسخت ببساطة نموذج شيخ الجبل وحشّاشيه الذين كفّرتهم، واستوحت منهم آليات عمل، ووعوداً بالجنة وحوريّاتها.

2-استراتيجيّته، والإسلاموفوبيا ركن أساسي فيها. فهو يتعمّد استخدام الوحشي من الأعمال لينشر الرعب والذعر، فيسهل عليه بالتالي تحقيق مآربه.

 

والفصل الثاني من الباب الأول، ب1/ف2: *العالم الإسلامي المتضرّر الأول من الإسلاموفوبيا*: إنه المتضرّر الأول منها، والمسؤول الأول عنها كذلك. فما الذي عليه أن يفعل للخروج من هذه الورطة؟ الأزمة هذه نتجت عن تراكمات من الممارسات وذهنيات التحريم وغيرها. وطالما قدّس هذا العالم العنف في تاريخه، ولا يزال. وهو كذلك ما برح يجني ثمار هذا التقديس عنفاً بين أفراده، وفي داخله. فمن بين عشرة جهاديين أو  جنود مسلمين يسقطون قتلى، تسعة منهم يقتلون بأيدي مسلمين آخرين. وهل من مثل أكثر دلالة من هذا؟ وإذا استمرّ تقديس العنف، فستبقى الحال على ما هي عليه، وسيبقى العالم الإسلامي مولّداً للعنف والإرهاب إلى ما لا نهاية!!

ولا بدّ كذلك من تصويب النظرة إلى الآخر. فالتكفير مولّد حتمي للإرهاب. والعالم الإسلامي يشكو من إفراط مزمن في التكفير وسائر مشتقّاته كالتبديع والرِدّة إلى ما هنالك من مصطلحات تبيح القتل وتشرعنه.

أما ازدواجية المعايير في العالم الإسلامي، فحدّث ولا حرج. فبعض الدول الإسلامية يزرع الغرب مساجد ليصل بها إلى روما عقر دار المسيحية، في حين يسجن ويحاكم أي مقيم على أرضه إذا *ضبطه بالجرم المشهود* وبحوزته إنجيل! أي أنه يعتمد المعادلة التالية: “نستفيد، إلى أقصى الحدود، من حرّية الفكر والمعتقد في الغرب، ونضيّق الخناق عليها إلى أقصى الحدود على أرضنا”!

ويبقى الموقف الملتبس من داعش مؤشر على قبول ضمني خفيّ بما تفعل. وكأنها تأخذ بثأر الإسلام والمسلمين من الغرب. وهل من الجائز أن يُكتفى باللغة الخشبية التقليدية في ردّات الفعل الإسلامية على ارتكاباتها: “هذا ليس الإسلام الحقيقي”؟

وعلى الدول العربية والإسلامية أن تقوم بعملية تأوين لنظرتها إلى الغرب، لتفهمه على حقيقته الراهنة، فليس هو الغرب الصليبي، ولا حتى المسيحي، بل بالحري الغرب الخارج على المسيحية. وكفى استخداماً للمصطلحات *المتحفية والمحنّطة*  العالم يتغيّر بسرعة صاروخية، والعصر عصر السرعة يقولون، والفكر الإسلامي لا يزال على مصطلحاته الرثّة والبالية.

والفصل الثالث من الباب الأول ب1/ف3، يركّز على دور الغرب في مواجهة الإسلاموفوبيا والحدّ منها. ويأخذ مثلاً آنياً على ذلك ويتوسّع في عرضه وتحليله: ظاهرة الذئاب المنفردة. وقد صادرت داعش وأخواتها هذه الظاهرة، واستفادت منها أي فائدة في حربها على الغرب. ما الذي يجعل من الرجل السويّ والمسلم خصوصاً ذئباً منفرداً، ينقضّ في أول فرصة سانحة على جيرانه وأبناء مجتمعه؟ أسباب سيكولوجية وسوسيولوجية عديدة يتبسّط هذا الفصل في عرضها وتحليلها. منها شعور الفرد بأنه منتهك الحقوق، يضاف إليه محدودية معارفه الدينية، ومشاكله النفسية، وصعوبة اندماجه الاجتماعية، كلّها عوامل تجعله فريسة سهلة للتنظيمات الأصولية وفكرها الإرهابي والتكفيري/الإقصائي.

والفصل الرابع من الباب الأول ب1/ف4 يعرض مقاربة سيكولوجية لظاهرة الذئاب المنفردة، ويتوقّف مليّاً للتأمل في ما أسماه *الانتحار الاستغفاري*. فمن أساليب التنظيمات الجهادية تضخيم عقدة الذنب والشعور بالخطيئة عند الفرد. والجهاد بمفهوم هذه التنظيمات خير وسيلة للاستغفار من الآثام والتكفير عنها. والاستشهاد في سبيل الله والدين يمحو كلّ الذنوب، وهو خير طريق، وأقصر طريق إلى الجنة بحوريّاتها الموعودة. ويضرب هذا الفصل أمثلة ثلاثة على ذلك. وأولها المُثلي الشاذّ جنسياً، الذي قتل خمسين مُثلياً ليستغفر عمّا اقترف من كبائر.

وفي الحالات الثلاث هذه، يروي هذا الفصل الخبر، ثم يعمد إلى تحليل سيكولوجي له. وعلاقة كلّ ذلك بتوجيهات داعش. وهي ترسلها عبر وسائل الإعلام إلى ذئابها المنفردة من دون أن تعرف لأي منهم اسماً ولا رسماً، ويقومون هم بتنفيذها. وأيّ تأثير سحري هذا: جرائم تروّع المجتمعات الغربية، ولا تكلّف داعش أي مجهود! وبالمقابل يصعب على الأجهزة الأمنية الغربية توقّعها أو ترصّدها!

والفصل الرابع من الباب الأول ب1/ف4، *معاً بوجه الإرهاب التكفيري* يركّز على ضرورة الفصل بين إسلام النصّ والإسلام التاريخي، ويؤكّد أن حضارتنا حضارة قول وقوّالين، “العرب  ظاهرة صوتية” كان المفكّر عبدالله القصيمي يقول ويكرّر: “شعار العرب: غراب ناعب، ولا صقر صامت”.([5]) ويدعو هذا الفصل إلى وقفة واحدة بوجه إرهاب السلفية الجهادية. فالإرهاب لا ينفع معه الحياد، ولا يؤثّر. ويستعيد مقولة هانس كينغ المتداولة: “لا سلام بين الأديان من دون حوار بينها”، وكيف طبّقها على الوضع في لبنان، ويناقش ذلك.

والفصل السادس من الباب الأول، ب1/ف6 يتوقّف عند طروحات الرئيس اللبناني العماد ميشال عون في الظاهرة الإسلاموية وكيفية معالجتها. فالإرهاب الذي تقع أكثر الدول شرقاً وغرباً ضحيّة له إسلاموي وليس إرهاباً إسلامياً. يتجلبب بعباءة الإسلام ويستغلّه ويصادر اسمه. والغرب يتحمّل مسؤولية في نشأته ودعمه، فقد أراده حليفاً له في صراعه مع الشيوعية. وأميركا دعمت القاعدة، وساهمت في نشوء داعش. ولكن “تسطيع أن تخلق الوحش، ولكنك لا تستطيع أن تسيطر عليه” يقول المثل. ولا بدّ من تأوين الآيات القرآنية بما يتّفق وروح العصر والدعوة إلى السلام العالمي، وهو الامتحان الذي اجتازته المسيحية والبوذية، ونجحتا فيه. ويبقى على المسلمين أنفسهم أن يواجهوا هذا التحدّي، من ناحيتهم، ويعمدوا إلى تأوين النص. وتبقى الثغرة الأساسية في هذا المنطق أن لكل دين خصوصيّته، وما صحّ في المسيحية قد لا يصحّ في الإسلام. وما المقاومة الشرسة التي يبديها الإسلام، ولا سيما بعض تيّاراته تجاه العولمة وتيّارات الحداثة وما بعدها، سوى دليل على ذلك.

والباب الثاني ب2 يتناول موضوعاً طَرَقه الباحث مراراً: إنه حكم الردّة. وهو في هذا الباب يقدّم عرضاً موجزاً، ومألفة لمجموعة بحوثه في هذا المجال، ولا سيما ما تضمّنها كتابه حدّ الردّة ركن التكفير.([6])والغاية الأساسية تبيان العلاقة الوطيدة بين الإسلاموفوبيا وحركات الإرهاب والتكفير من جهة، وحكم الردّة من جهة أخرى. فعقوبة الرِدّة هي ألفباء الفكر السلفي الجهادي، ومن دونها لا تقوم له قيامة. والباب الثاني هذا بفصوله الثلاثة ينسف حدّ الرِدّة من أساساته.

فالفصل الأول ب2/ف1 يبيّن أن لا أساس لعقوبة الرِدّة لا في القرآن ولا في السيرة النبوية. أما حديث الآحاد الذي أخرجه البخاري “من بدّل دينه فاقتلوه” فضعيف سنداً، لأن أكثر علماء الحديث ضعّفوا راويته عِكرمة مولى ابن عبّاس، والإمام مسلم لم يُخرج له حديثاً في صحيحه.

والحديث المذكور ضعيف متناً، لأنه يستند إلى واقعة لم تقع: حرق عليّ لزنادقة، بل أكثر من ذلك، فلفظة *زنادقة* لم تكن معروفة ولا مستخدمة في زمن الخليفة الرابع، وهي ليست عربية، وأصلها فارسي، وكلّها دلائل على الوضع.

وما يُزعم عن إجماع على عقوبة الرِدّة ليس سوى إجماع تدليسي، يخرقه أئمّة وخلفاء كبار أمثال عمر بن الخطّاب، وعمر بن عبدالعزيز وإبراهيم النخعي، وسفيان الثوري وغيرهم.

والرِدّة ليست حدّاً، فحتى أكثر المتحمّسين لعقوبتها كابن قدامة وابن تيمية لم يسمّوها حدّاً، ولم يدرجوها بين الحدود. ومن الأدلّة على أنها ليست بحدّ الشفعة فيها والاستتابة، وليس في الحدّ شيء من هذه ولا تلك.

والفصل الثاني من الباب الثاني، ب2/ف2ك *الردّة في قاموس داعش وأخواتها* يضع الإصبع على الجرح، فلولا الرِدّة وحدّها المزعوم ما قامت للسلفية الجهادية وتنظيماتها قائمة. وداعش تفوّقت على غريمتها القاعدة بما سمّي أولويّة الجهاد، القاعدة تعطي الأولويّة للكفّار: أميركا والأنظمة الغربية، وداعش تجعلها في قتال المرتدّين من الشيعة وسائر المذاهب الإسلامية.

وكيف يمكن فهم الإسلاموفوبيا ودوافع داعش وأخواتها في تأجيجها بمعزل عن المقولة الفقهية التي تنقلها عن الفقيه الخطيب الشربيني، وترفعها شعاراً لها “معلوم أن قتل الكافر الحربي عبادة”. يتوقّف ب2/ف2 عند مقولة الفقه هذه ليلحظ، بواقعية وأسى، كيف تغدو جرائم الإرهاب، شرقاً وغرباً، أفعال عبادة يتقرّب بها السلفي الجهادي من ربّه، ويكفّر بها عن سابق آثامه كما في الانتحار الاستغفاري الآنف الذكر وغيره، فديار الكفّار والمرتدّين دار حرب، وكلّ الأعمال الحربية، مهما بلغت وحشيتها حلال، بل هي واجبة، فيها!

والفصل الثالث من الباب الثاني ب2/ف3 يغوص باحثاً عن أساس عقوبة الرِدّة وأصولها. فإذا لم يكن لها أصل لا في القرآن ولا في السيرة ولا حتى في الأديان الإبراهيمية السابقة، فعمّن أُخذت؟! والجواب الأكثر ترجيحاً: هو أن أحكام المرتدّ في الإسلام تكاد تكون نسخة ثانية وطبق الأصل عن أحكامه في الزرادشتية. ولا يقف الأثر الزرادشتي عند هذه النقطة، بل إن ب2/ف3  يناقش ذلك الأثر في الصلوات الخمس، لا سيما وأن القرآن يخلو من أي ذكر لعدد الصلوات اليومية، ولا نجد ذكراً للعدد إلا في أحاديث المعراج ذات الصلة المباشرة بالمعراج الزرادشتي أردا ڤيراڤ. ويرفض هذا الفصل مقارنة ارتكابات داعش بممارسات الصليبيين. فلا الزمان واحد، ولا المكان، ولا السياق، وما هذه المقارنة سوى خطأ منهجي، وتوجّه تعصّبي، وتبرير غير مباشر وضمني لجرائم تنظيمات السلفية الجهادية.

ويشير ب2/ف3 إلى تضارب أحاديث البخاري في الرِدّة، فواحد يثبت هذا الحدّ، وآخر ينفيه (حديث الإعرابي الذي خرج من المدينة). كما يلحظ العامل السياسي الذي أدّى، عبر التاريخ، إلى تثبيت عقوبة الرِدّة، إذ كانت أداة بيد الحاكم لمعاقبة معارضيه، أو ردعهم على الأقل.

والخلاصة، فالردّة حكم المسلمين، وليست حكم الإسلام. والإنسان في القرآن أسمى مقاماً من المسلم، بل ومن المؤمن كذلك.

والباب الثالث يبحث في العلاقات المسيحية-الإسلامية، وما يُرجى لها من حوار، بعد أزمنة طويلة من والجدل والصدام.

والفصل الأول من الباب الثالث ب3/ف1 يدرس كيف أرسى الاستشراق المسيحي أسس الحوار مع الإسلام. وهذه الأسس وضعها المستشرق لويس ماسينيون الذي كان للإسلام دور حاسم في عبوره من الإلحاد إلى الإيمان المسيحي. ويروي الباحث في ب3/ف1 تجربته في الحوار، وقد وقفت ذهنية التحريم سدّاً منيعاً بوجهها. كما يوضح، ردّاً على نقد، نقاطاً مهمّة وعناصر يجب أن تتوفّر في أي حوار، فقد ألف المسلمون الدفاع عن معتقدهم بهجوم معاكس على معتقدات الغير، مسيحياً كان أن يهودياً أم غير ذلك. وهو منهج حجاجي غير أكاديمي يخرج النقاش عن موضوعه وسياقه.

أما مسألة غياب الشهود في الوحي المحمّدي، فكانت ولا تزال أولى المواضيع الجدلية التي أثارها المسيحيّون واليهود بوجه المسلمين. وإذا كان الاستشراق المعاصر قد تطرّق إليها، فهو لم يفعل سوى استعادة موضوع قديم. فالإنجيل مجموعة شهادات، عن يسوع ورسالته، من تلامذته ومعاينيه. ولكن المؤرخ لا يكتفي بهذه الشهادات، على أهمّيتها، بل يبحث عن أخرى من خارج المسيحية والإنجيل.

وهذا هو موضوع الفصل الثاني من الباب الثالث، ب3/ف2. فهو يتمحور حول يوسيفوس المؤرخ اليهودي المعاصر للمسيح وشهادته فيه.

ولكن قبل يوسيفوس، أو بالتزامن معه، فمَن مِن مؤرّخي الرومان وسائر الأمم شهد للمسيح؟ وما هي فحوى شهادته، وهل تنقض شهادات الإنجيل، أم تثبتها وتأتي في سياقها؟!

ينقل ب3/ف2 أبرز هذه الشهادات، ويوثّقها، ويحلّلها، ويعقّب عليها.

فعلم الآثار كان له اكتشاف بارز في هذا الشأن أكّد تاريخية يسوع. وثالوس المؤرّخ السامري ذكر الظلام الذي خيّم على الأرض عند موت المسيح في وضح النهار، وحَسَبه كسوفاً. وبلينوس الأصغر بيّن في شهادته قدم العقيدة المسيحية في ألوهية المسيح إذ تزامنت مع ظهور المسيحية، وليست متأخرة، كما يزعم بعضهم. وسيوتونيوس يوافق ما جاء في سفر أعمال الرسل. أما تاسيتس الذي سمّاه الرومان *المؤرّخ الأعظم* فيقدّم شهادة قيّمة في صَلب المسيح زمن بيلاطس البنطي. وهي المرّة الوحيدة التي يُذكر فيها هذا الوالي في الحوليّات الرومانية. وسرابيون يؤكّد أن اللعنة حلّت على اليهود بسبب صلبهم المسيح، فهُدم الهيكل مجدّداً، وتشتّتوا مرّة أخرى في مختلف أصقاع الأرض. ويَذكر لوسيانس الساموساطي هازئاً ساخراً ، وهو شأنه في أكثر كتبه، أن المسيحيين يعبدون المصلوب. وهي شهادة ثنائية الأبعاد وذات قيمة مضاعفة إذ تثبت قدم العقيدة في ألوهيّة المسيح، كما تبرهن موته صلباً.

ويصل الحديث إلى يوسيفوس، وهو صُلب الموضوع، فبعد رواية موجزة لسيرته تستند إلى السيرة الذاتية التي خطّها بقلمه، وبعد عرض مقتضب لمؤلّفاته الأربعة وميّزاتها والمنحى التوثيقي فيها، يتطرّق الحديث إلى أهمّية شهادة يوسيفوس كمصدر خارجي أساسي، ثم يورد ب3/ف2 النصّ الكامل للشهادة باللغتين العربية والإنكليزية. ويعرض ما أثير حولها من شبهات، ويفنّدها واحدة تلو الأخرى: يدرس نصّ الشهادة من الداخل، ثم يروي كيف أوردها يوسابيوس القيصري، وكيف روى كذلك شهادة يوسيفوس في يوحنا المعمدان سيرة ومقتلاً. فلِمَ لم تلقَ شهادته في يوحنا أي اعتراض أو تشكيك، وهي مطابقة تماماً لرواية الإنجيل، في حين يُشكّك بشهادته في المسيح، ويمتعض المشكّكون من مطابقتها للرواية الإنجيلية؟!

ويأتي اكتشاف المستشرق شلومو بينيز نسخة عربية للشهادة اليوسيفوسية من القرن 10م، أوردها أغابيوس أسقف منبج في كتابه *التاريخ العالمي* ليؤكّد صحة شهادة يوسيفوس وأصالتها. كما أن شهادة يوسيفوس في استشهاد يعقوب الرسول أخي المسيح تثبت هي الأخرى صحّة شهادته في الناصري. ويختتم الفصل بعرض لأطروحة المؤرخ الفرنسي سيرج بارديه الصادرة 2002، وأبرز ما ورد فيها. وهي بمنهجها العلمي الرصين والدقيق دليل إضافي قيّم على أصالة الشهادة اليوسيفوسية وصحّتها.

وحقيقة يسوع التاريخية لم تعد اليوم موضع بحث، ولا مثار شكّ وريبة. فالشهادات من خارج المسيحية كلّها تصبّ في مسار تأكيدها. والناصري، بفضل كلّ هذه البيّنات، هو أكثر مؤسّسي الديانات تاريخية، ولا ينافسه في ذلك سوى غوتاما بوذا.

والفصل الثالث من الباب الثالث ب3/ف3: *الأحآدية والتعدّدية في الإسلام* يعيد التأكيد على وجوب التمييز بين البعدين الإيماني والأكاديمي في كلّ بحث. ويبحث في زمكانية الآراء الفقهية: هل هي مطلقة الأحكام، وصالحة لكلّ زمان ومكان، أم أنها، ككلّ أثر كتابي، محكومة بزمانها ومكانها. حقبة الحروب الصليبية هي عصر تدوين مطوّلات الفقه بامتياز. وكان لأجواء الحرب الطاحنة هذه أثر حاسم في التشدّد الفقهي، فهل لا تزال هذه الأحكام صالحة لعصرنا وقد بلغت من العمر نحو ألف عام أو ما يقاربه؟ ويتناول هذا الفصل مسألة الذمّة والأقلّيات في الإسلام، والإشكالية تبقى إيّاها: هل تصلح أحكام الذمّة في دولة المواطنة الحديثة؟ واختزال مسألة الذمّة في دفع الجزية أليس من قبيل التدليس وذرّ الرماد في العيون؟!

لا بدّ من تأسيس معرفي لثقافة الاختلاف في الإسلام والتعدّدية في المجتمع الإسلامي المعاصر، وهو عمل يحتاج إلى جرأة في نقد الموروث وفهمه في ظروفه وبيئته. كما يتطلّب تضافر جهود أفراد ومؤسّسات عديدة. وخير أن يباشر به اليوم، من أن يبقى دوماً على لائحة الانتظار، ورحلة الألف ميل مهما طالت، تبدأ بخطوة واحدة.

وآخر الفصول، أي الفصل الرابع من الباب الثالث، ب3/ف4 يبحث في تجربة رائد لبناني من روّاد حوار الحضارات: سيمون الحايك (1923-2014) مؤرّخ مسيحي من لبنان عاش ردحاً طويلاً من الزمن في إسبانيا، فكانت فرصة ذهبية له ليعاين الحضارة الأندلسية، ويدرس آثارها وتأثيرها في النهضة الأوروبية. سحرته هذه الحضارة، وبهرته إشعاعاتها، واستوقفته أجواء التفاعل بين الديانات الإبراهيمية الثلاث في أرض الأندلس، فكرّس عمره وجهده لدراسة الحضارة الأندلسية ونتاجها، وما كان لها من أثر في تقدّم العلوم والفنون على مستوى العالم، وكذلك في اكتشاف العالم الجديد: القارّة الأميركية. وسيمون الحايك المسيحي اللبناني بانفتاحه على الإسلام ودفاعه عن تراثه وعلومه وقيَمه السمحة كان مؤرّخ حوار الحضارات بامتياز. وإذا كانت جولة هذا السِفر قد افتُتحت باحتمالات الصدام ومحاذيره وويلاته المتوقّعة، فيحسن أن تختتم بنفحة تفاؤلية مضادّة لها تحملها أجواء الحوار وتنشر عبيرها.

ولا بدّ من كلمة في الهوامش والحواشي. والتعريف بأبرز المؤلفين المستشهَد بهم، بات تقليداً يتّبعه الباحث، ويألفه قارئه. ومن شأنه تسليط الأضواء على خلفية الرأي أو الطرح المذكور بالمتن، وفقهه بالتالي ضمن سياقه الزمني والفكري. بيد أن جديد هوامش هذا السفر التعريفات الضافية بالتنظيمات والحركات السلفية والأصولية التي تقضّ مضاجع الناس اليوم: داعش، والقاعدة، وطالبان، والسلفية الجهادية…أسماء ومصطلحات تتكرّر على مسامع الناس كلّ يوم، ولا تُعرف مدلولاتها على حقيقتها. لذا اجتهد المؤلف أن يقدّم تعريفاً وافياً عن هذه الحركات وأبرز رجالاتها، لتوضيح الصورة والرؤيا. ومثل على ذلك: يكثر الحديث اليوم عن حقبة ما بعد داعش. ولكن هل يمكن استشراف هذه الحقبة من دون العودة إلى التجربة الأفغانية وما حصل مع طالبان فيها؟! فهل استطاعت جحافل جيوش حلف الأطلسي بكل ما استخدمت من أسلحة ووسائل دمار حديثة أن تقضي على طالبان؟!

ها هي بعد الحرب الضروس التي شُنّت عليها منذ 2001 تعود وتتمدّد لتسيطر من جديد على نحو 80% من الأراضي الأفغانية. كان لا بدّ إذاً من التبسّط في تعريف طالبان، وذكر ما سنّت من أحكام، وعرض تجربة الصراع الغربي معها لاستخلاص العِبر، ومحاولة استشراف وقائع الغد القريب، وما يمكن توقّعه من مواجهات آتية بين الغرب والحركات الإسلاموية، وما موقع الإسلاموفوبيا ودورها في كلّ ذلك. وبالتالي فما صُرف على الهوامش من عناية وجهد لم يأتِ من قبيل لذة التعريف والتحشية، بل عن رغبة في الإيضاح ووضع ما يعرض في المتن من طروحات ومقولات في سياقها العامّ.

أما مصادر الحواشي والتراجم فمتعدّدة، وتُوخّي فيها الدقّة ما أمكن. وغالباً ما يتحاشى الباحث ما يتوفّر على الإنترنت في هذا الصدد، لأن غالبيّته غير موثّقة، وكلام مرسل يكثر الدسّ فيه.

وختاماً، يدرس هذا السفر ظاهرة الذئاب المنفردة، ويتوقّف فصلان منه (ب1/ف3 وب1/ف4) مليّاً عندها. ولكن الباحث يدرك تماماً أن خطورة الوضع المشرف على الانفجار بين العالمين غير مقصورة بتاتاً على هذه الظاهرة المخيفة. فبوجه ذئاب منفردة يجنّدها الإسلاميون لافتراس أمن المجتمعات الغربية، يكاد الغرب بأسره يتحوّل إلى مجموعة ذئاب متأهّبة للوثوب!

فالغرب الليبرالي والرأسمالي، الشبعان إلى حدّ البطر غدا اليوم، ومنذ هجمات 11/9/2001، مهدّداً في طمأنينته ورفاهيّته، أما العدو المهدِّد فمعالمه غير واضحة: فهو خلايا نائمة على أراضيه، أو ذئاب منفردة تتخفّى بأقنعة نعاج. وفي أية حال فهويّة العدو جليّة: إسلامية أو إسلاموية، وقلّما يميّز المواطن الغربي بين هاتين الأخيرتين. لذا فهذا الغرب الذي ضُرب بأعزّ ما لديه: الأمن، والأمن قبل الرغيف، كان الرئيس اللبناني الراحل الياس سركيس يقول ويكرّر، يتّجه بخطى حثيثة كي يتبنّى من جديد الفلسفة الحربية التي أسّسها الفيلسوف الإنكليزي توماس هوبز (1588-1679) Hobbes القائل: “الإنسان ذئب لأخيه الإنسان”.

حرب الجبّارين الرأسمالي والشيوعي كانت حرباً باردة، أما صدام العالمين الغربي والإسلامي، فهو يجعل، شيئاً فشيئاً، هذا الكوكب عالماً من الذئاب المتوحّشة، بعضها منفردة، وأكثرها جماعات. إنه عالم لا أمان فيه ولا اطمئنان لأحد، ويذكّر بقول الشاعر العربي الأحيمر السعدي: ([7])

عوى الذئبُ فاستأنستُ بالذئب إذ عوى    وصوّتَ إنسانٌ فكدتُ أطيرُ([8])

وفي عالم كهذا، فكلّ طرفٍ يُتاح له أن يضرب الآخر في المطرح الذي يوجعه فعلاً، فلن يتوانى عن ذلك. والقاعدة ستكون: “إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب”.

لذا، لا مفرّ من تعاون العالمين الغربي والإسلامي للخروج من عنق الزجاجة، تقول طروحات هذا الكتاب. والصدام، إن حصل، فلن يُرحم أحدٌ فيه، فهو صراع ذئاب شرسة مسعورة. وما هذه الفترة الآن سوى وقت مستقطع بين جولتين. فهل يعي كلّ فريق خطورة ما هو قادم عليه؟                                                             Q.J.C.S.T.B

باريس في 1/8/2017

[1] -برونو إتيان (1937-2009) Bruno Etienne عالم اجتماع وسياسة ومستشرق فرنسي. متخصّص في الإسلام وأنتروبولوجيا الظاهرة الدينية. حصل على دبلوم من معهد العلوم السياسية في إكس/جنوب فرنسا، ودبلوم في اللغة العربية من جامعة تونس. حصل على الدكتوراه من جامعة إكس 1965، وكان موضوعه: *أوروبيو الجزائر والاستقلال الجزائري* عمل باحثاً في مجلس البحوث العلمية 1962-1965، ودرّس في الجزائر في كلية الحقوق 1966-1974، وفي جامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء 1977-1979. عاد إلى فرنسا 1980 وعُيّن مديراً لمركز دراسات المجتمعات الإسلامية CRESM 1980-1985. تتلمذ عليه عدد من الباحثين والمستشرقين مثل Raphaël Liogier وجيل كيبل. من مؤلفاته (صدرت في باريس): 1-الجزائر: الثقافات والثورة، 1977. 2-الإسلام الراديكالي، 1988. 3-فرنسا والإسلام، 1989. 4-الأمير عبدالقادر الجزائري، 1994. 4-علم السياسة، هل هو علم؟ 1998. 5-الزمن التعدّدي، فرنسا في أوروبا، 1999. 6-الإسلام في فرنسا، 2000. 7-نهج للغرب، الماسونية القادمة، 2000. 8-مدخل إلى قراءة القرآن: السياق وتاريخ  الآيات، 1998. 9-فرنسا في مواجهة النحَل، 2002. 10-الإسلام: المسائل التي تثير الغضب، 2003. 11-البوذية في فرنسا اليوم، 2004.  12-سعيد كما في فرنسا: الجمهورية في مواجهة الأديان، 2005. 13-العودة من رحلة إلى الشرق، 2007. 14-المواضيع ال15 التي تغضب الماسون، 2008. 15-دستور أندرسون، 2009. 16-الظاهرة الدينية كظاهرة سياسية، 2009. 17-طريق الالتزام شذرات ماسونية، 2012. 18-الأمير عبدالقادر الجزائري والماسونية.

[2]-Etienne, Bruno, Les Combattants Suicidaires Suivi de: Les Amants de l’Apocalypse, Paris, L’Aube, 2005.

[3] -فواز، أحمد عبدالحافظ، العدو في حروب الإنترنت ما بين انتهاز الفرصة والهويّات المتخيّلة، ضمن لماذا الحرب، أعمال المؤتمر الفلسفي الدولي 2016، بيبلوس/لبنان، المركز الدولي لعلوم الإنسان، ط1، 2017، ص120.

[4]-Bruno, op. cit.

[5] -صليبا، د. لويس، الصمت في الهندوسية واليوغا تعاليمه واختباراته في الڤيدا وسيَر الحكماء المعاصرين، جبيل/لبنان، دار ومكتبة بيبليون، ط3، 2016، ص21.

[6] -صليبا، د. لويس، حدّ الرِدّة ركن التكفير بحث في جذور الأصوليات التكفيرية في الإسلام، جبيل/لبنان، دار ومكتبة بيبليون، ط3، 2016.

[7] -الأحيمر السعدي (ت نحو 170هـ/787م) شاعر من مخضرمي الدولتين الأموية والعبّاسية. كان لصّاً يسكن بادية الشام، فطرده أهلها لكثرة جناياته. فجاء إلى العراق وراح يقطع طريق القوافل، فطلبه والي البصرة، فهرب إلى الفلوات، وصاحَب الوحوش، وكان يقول: “كنتُ آتي الظبي حتى آخذ بذراعيه، وما كان شيء من بهائم الوحوش ينكرني إلا النعام”.

[8] -هو مطلع قصيدة يتابع فيها فيقول:

يرى الله إنّي للأنيس لكـارهٌ            وتبغضهم لي مقلـةٌ وضميرُ

فلليل إن واراني الليلُ حكمه       وللشمسِ إن غابت عليّ نذورُ

وإنـّي لأستحـي من الله أن            أُجرجر حبلاً ليس فيه بعـيرُ

وأن أسأل المرءَ اللئيم بعيرَه         وبُـعران ربّي في البـلادِ كـثيرُ

 

فهرس التراجم والتعريفات وسائر الحواشي

-المستشرق برونو إتيان……………………………………………..6-7

-السلفية الجهادية…………………………………………………..38-39

-داعش: تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام…………..40-42

-تنظيم القاعدة……………………………………………………….45-48

-السلفية………………………………………………………………..49-50

-شيخ الجبل والحشّاشون وفردوسهم……………………………50-52

-حزب الله………………………………………………………………53-54

-فريدريك أنسل………………………………………………………59

-يوسف الصديق …………………………………………………….64

-بيان الأزهر بشأن داعش………………………………………….67-68

-محمد الحدّاد………………………………………………………..77-78

-ألان كروجر…………………………………………………………..79

-حركة طالبان…………………………………………………………81

-عمليات ذئاب منفردة ……………………………………………86-87

-أبو مصعب السوري………………………………………………..88-90

-أبو محمد العدناني …………………………………………………91

-أبو بكر البغدادي…………………………………………………..92

-جيرولد پوست……………………………………………………….100

-فيليب زيمباردو………………………………………………………101

-أنور العولقي…………………………………………………………108

-برنامج المؤتمر المسيحي-الإسلامي……………………………….117

-الوهّابية……………………………………………………………….182-184

-استيلاء الصليبيين على القدس……………………………………205

-المستشرق دومنيك شوفالييه ……………………………………223-224

-هاشم صالح…………………………………………………………226-227

-الشيخ القاضي عبدالرحمن الحلو ……………………………..229-230

-الآريوسية…………………………………………………………….238

بلينوس الأكبر…………………………………………………………251

 

 

 

 

محتويات الكتاب

كتب للدكتور لويس صليبا…………………………………………………….

بطاقة الكتاب…………………………………………………………………….2

الإهداء……………………………………………………………………………..3

ديباجة الكتاب…………………………………………………………………..4

ب1: الإسلاموفوبيا قنبلة موقوتة…………………………………………….33

عناوين فصول الباب الأول……………………………………………………34

ب1/ف1: داعش وأخواتها المستفيد الأول من الإسلاموفوبيا…………35

-الإسلاموفوبيا: المستفيد والمتضرّر………………………………………….37

-داعش تدفع الإسلاموفوبيا نحو الذروة………………………………….40

  • الإرهاب والإرهاب الداعشي من منظور علم النفس……………..42
  • فقه داعش………………………………………………………………….44
  • استراتيجية داعش…………………………………………………………55

ب1/ف2: العالم الإسلامي المتضرّر الأول من الإسلاموفوبيا…………..57

-الكف عن تقديس العنف…………………………………………………59

-تصويب النظرة إلى الآخر………………………………………………….60

-ازدواجية المعايير في النظرة الإسلامية…………………………………..64

  • الموقف الإسلامي الملتبس من داعش……………………………….67

-الاستغراب وفهم الغرب من الداخل……………………………………69

  • الغرب الخارج على المسيحية لا الغرب المسيحي…………………71

-الإرهاب يولّد الرهاب……………………………………………………..72

ب1/ف3: دور الغرب في الحدّ من الإسلاموفوبيا…………………….75

-الغرب يصحو على واقع الحضور الإسلامي فيه……………………..77

-أسباب تحوّل الفرد إلى الإرهاب………………………………………..79

-الذئاب المنفردة: تعريفها وأصولها…………………………………….85

-داعش يصادر ظاهرة الذئاب المنفردة……………………………….88

  • الذئاب المنفردة ظاهرة تتفاقم…………………………………….92

-كيف يصير الرجل السويّ ذئباً منفرداً……………………………….94

ب1/ف4: مقاربة سيكولوجية لظاهرة الذئاب المنفردة………….97

-العوامل السيكولوجية المودية إلى الإرهاب………………………..99

-نظرة على بعض العمليّات ومنفّذيها ودوافعهم………………….103

-ظاهرة الانتحار الاستغفاري…………………………………………..104

  • مُثلي يقتل خمسين مُثليّاً…………………………………………..104
  • معاقر للخمرة يستغفر بمجزرة…………………………………..106
  • طبيب نفساني لم يطبّب نفسه…………………………………..107

-استراتيجية الذئاب في التخفّي………………………………………110

-خاتمة…………………………………………………………………….113

ب1/ف5: معاً بوجه الإرهاب التكفيري…………………………..115

-إسلام النصّ ليس الإسلام التاريخي……………………………….117

-حضارتنا حضارة قول وقوّالين………………………………………119

-لا ينفع مع الإرهاب سوى المواجهة………………………………120

-لا سلام بين الأديان من دون حوار بينها………………………….122

-ب1/ف6: قراءة رئاسية لبنانية للإسلاموية……………………..125

-كتاب الرئيس عون حدث ثقافي……………………………………127

-الإرهاب الإسلاموي لا الإسلامي……………………………………130

-إعادة نظر من داخل الإسلام………………………………………132

-قراءة بوذية للطروحات العونية………………………………….134

-حكمة وليدة التجربة……………………………………………….137

-باب2: عقوبة الرِدّة وحقوق الإنسان في الإسلام………………141

عناوين فصول الباب الثاني………………………………………….142

ب1/ف1: عقوبة الرِدّة أمر محدث في الإسلام…………………143

-عقوبة الرِدّة سيف على رقاب المفكّرين……………………….145

  • حكم الرِدّة: عائق أمام حقوق الإنسان……………………147.
  •   حكم الردّة يجعل من الإسلام مصيدة فئران………………148

-لا حدّ للرِدّة في القرآن………………………………………………150

  • آيات الرِدّة في القرآن……………………………………………..152

-لا حدّ للرِدّة في السيرة النبوية……………………………………155

-الرِدّة في الحديث النبوي………………………………………….158

  • نقد متن حديث الرِدّة………………………………………….161

-الإجماع التدليسي على حدّ الرِدّة……………………………….165

-الرِدّة ليست حدّاً………………………………………………….168

ب2/ف2: الرِدّة في قاموس داعش وأخواتها………………….173

-حدّ الرِدّة ركن التكفير……………………………………………175

  • الردّة في اللغة………………………………………………….176.
  • الرِدّة في الفقه………………………………………………….177

-عندما يصير القتل عبادة: الرِدّة عند السلفية الجهادية…180

-خاتمة………………………………………………………………..189

-ب2/ف3: عقوبة الرِدّة والأثر الزرادشتي…………………..191

-حكم الرِدّة لا حدّ الرِدّة……………………………………….193

-تضارب أحاديث البخاري في الرِدّة………………………….195

– آيات تناقض الأحاديث…………………………………….196

-حدّ الرِدّة أداة الحاكم لمعاقبة معارضيه………………….198

-الكافر والمرتدّ ركنا فقه داعش وأخواتها………………….200

-الرِدّة حكم المسلمين لا الإسلام……………………………..202

-لا تصحّ مقايسة داعش بالصليبيين………………………..204

-الأثر الزرادشتي في حدّ الرِدّة……………………………….208

-الصلوات الخمس والأثر الزرادشتي………………………209

-دلالة ربط الصلوات الخمس بأحاديث المعراج……….213

-الإنسان بمفهوم القرآن أسمى من المؤمن………………216

-باب 3: العلاقات المسيحية-الإسلامية……………………219

عناوين فصول الباب الثالث………………………………..220

ب3/ف1: الإسلام في مرآة الاستشراق المسيحي…………221

-استشراق مسيحي وآخر ملحد……………………………..223

  • ماسينيون واختباره الصوفي………………………………225
  • أثر ماسينيون في موقف الكنيسة من الإسلام……….228

-محاولة لفهم الذهنية الغربية من الداخل……………..231

-تجربة في الحوار تعيقها ذهنية التحريم…………………233

-ردّ على نقد……………………………………………………..235

  • الدفاع بهجوم معاكس ليس أكاديميّاً…………………..235
  • إنجيل متى يخالف رسائل بولس……………………….236
  • العقيدة الآريوسية في المسيح تختلف عن الإسلامية237
  • غياب الشهود مسألة جدلية قديمة…………………….239
  • شهادتا القرآن في محمد والإنجيل في يسوع………….241
  • وجوب التمييز بين البعدين الإيماني والأكاديمي……..243

ب3/ف2: يسوع في شهادة مؤرّخ يهودي معاصر له…..245

-المؤرّخ لا يكتفي بشهادة الأناجيل في يسوع……………………..247

-الأركيولوجيا تؤكّد تاريخية المسيح………………………………….248

-شهادات مؤرّخي الأمم في يسوع…………………………………….250

  • ثالوس يذكر الظلام عند موت المسيح…………………………..250
  • بلينوس يؤكّد قدم العقيدة في ألوهية المسيح…………………251
  • سيوتونيوس يوافق رواية أعمال الرسل…………………………252
  • تاسيتس: شهادة مؤرّخ في صلب المسيح……………………….253
  • سرابيون: حلّت اللعنة على اليهود لصلبهم المسيح………….255
  • الساموساطي: المسيحيّون يعبدون المصلوب………………….256
  • سلسس يتحدّث عن صلب المسيح وقيامته…………………..257
  • التلمود البابلي وصلب المسيح……………………………………….258

-يوسيفوس: سيرته ومؤلّفاته وميّزاتها……………………………….257

  • سيرة يوسيفوس……………………………………………………..259
  • مؤلفات يوسيفوس وميّزاتها……………………………………..260

+حرب اليهود………………………………………………………260

+العاديات اليهودية……………………………………………….261

+السيرة الذاتية……………………………………………………..261

+الردّ على إيبون……………………………………………………262

  • يوسيفوس مؤرّخ توثيقي………………………………………….262
  • يوسيفوس مصدر خارجي للبيبليا………………………………263

-شهادة يوسيفوس في المسيح………………………………………..264

  • يوسابيوس ينقل شهادة يوسيفوس…………………………….267
  • يوسيفوس يروي سيرة المعمدان……………………………….268
  • أوريجانس يذكر يوسيفوس……………………………………..270
  • أمبروسيوس وجيروم ينقلان شهادة يوسيفوس……………..271

-دلائل أصالة شهادة يوسيفوس…………………………………….272

-اقتباس أغابيوس يؤكّد صحّة الشهادة……………………………274

-شهادة يوسيفوس في استشهاد يعقوب…………………………..276

-أطروحة بارديه تؤكّد أصالة الشهادة…………………………….279

ب3/ف3: الأحادية والتعدّدية في الإسلام…………………………283

-التأسيس المعرفي لموقف الإسلام من التعدّدية…………………285

-أولاً: في الشكل والأسلوب…………………………………………..286

  • التدقيق في تواريخ المؤلّفين…………………………………….286
  • التمييز بين البعدين الإيماني والأكاديمي……………………..288

-ثانياً: في بنية الأطروحة ومنهجيّتها………………………………289

  • المقدمة واجهة أي دراسة………………………………………289
  • منهجية عرض المصطلحات…………………………………….291

-ثالثاً: في المضمون……………………………………………………292

  • زمكانية الآراء الفقهية………………………………………….294

-رابعاً: في نقد البحث الميداني…………………………………….295

  • مسألة الذمّة لا تنحصر في الجزية…………………………..296
  • الأقلّيات في الدولة الإسلامية………………………………….298

-خاتمة………………………………………………………………….300

-ب3/ف4: رائد في حوار الحضارات من لبنان………………..301

-سيمون الحايك سيرة ومؤلّفات………………………………….303

-مسيحيّ تكرّس لدراسة الحضارة الإسلامية…………………..307

-الأكويني وابن رشد تحت سقف واحد……………………….310

-مؤرّخ حوار الحضارات……………………………………………312

-محاور مؤلّفات الحايك…………………………………………..314

ملحق1: مشاكل العنف داخل المؤسسات العسكرية……..317

-ندوة في معهد قوى الأمن الداخلي…………………………..319

-علم نفس العمل…………………………………………………320

  • الصورة النمطية لرجل الأمن……………………………….321
  • 40% من المساجين مرضى نفسانيين………………………322

-المرأة وموقعها في قوى الأمن الداخلي: ميزات وآفاق……324

-البوليس يمثّل صورة الأب………………………………………325

-المرأة في البوليس عامل أمان……………………………………….327

-داعش تستخدم النساء في عمليّاتها……………………………….328

-المرأة البوليس تطبّق روح القانون………………………………..330

-التحرّش الجنسي: الظاهرة والحلول……………………………….332

-الأقلّية معرّضة لأن تصير كبش محرقة……………………………325

-ضرورة التمييز بين الجريمة والمجرم……………………………….336

-مكتبة البحث…………………………………………………………..339

Bibliogrphy-………………………………………………………….347

-قائمة المختصرات……………………………………………………….351

-جدول العلامات والرموز…………………………………………….352

-فهرس التراجم والتعريفات وسائر الحواشي……………………..353

-محتويات الكتاب……………………………………………………..356

 

شاهد أيضاً

تعريف وغلاف ومقدمة وفهارس كتاب “اليوغا في الإسلام، مع تحقيق كتاب باتنجل الهندي للبيروني/لويس صليبا

تعريف وغلاف ومقدمة وفهارس كتاب “اليوغا في الإسلام، مع تحقيق كتاب باتنجل الهندي للبيروني/لويس صليبا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *