مقدمة ومواضيع وغلاف كتاب “التصوّف والعرفان وحوار الأديان بين المسيحية والإسلام”/ تأليف لويس صليبا

مقدمة ومواضيع وغلاف كتاب “التصوّف والعرفان وحوار الأديان بين المسيحية والإسلام”/ تأليف لويس صليبا

المؤلّف/Auteur: أ. د. م. لويس صليبا Lwiis Saliba

مستهند وأستاذ محاضر ومدير أبحاث في علوم الأديان والدراسات الإسلامية

عنوان الكتاب:       التصوّف والعرفان وحوار الأديان بين المسيحية والإسلام

Title: Sufism, Gnosis and dialogue of religions between Christianity and Islam

صورة الغلاف: رابعة العدوية بريشة فنّان غربي وهي تضرم النار في الجنّة وتطفئ بالماء نار الجحيم

الغلاف الخلفي: يميناً المونسنيور ميشال الحايك ويساراً الأب جوزف قزّي

عدد الصفحات: 360ص

سنة النشر: طبعة أولى 2023

الناشر:            دار  ومكتبة بيبليون

طريق الفرير، حي مار بطرس، شارع 55، مبنى 53، جبيل/بيبلوس-لبنان

ت: 09540256،        03847633،     ف: 09546736

Byblion1@gmail.com            www.DarByblion.com

2023©-جميع الحقوق محفوظة، يُمنع تصوير هذا الكتاب، كما يُمنع وضعه للتحميل على الإنترنت تحت طائلة الملاحقة القانونية.

 

ديباجة الكتاب

مدخل إلى بحوثه وطروحات

 

 

هو مصنّفٌ يضمُّ بين دفّتَيه مجموعة دراسات ومقالات وبحوث وحوارات ومقابلات لمؤلّفه كاتب هذه السطور، وهي تتمحور بمجملها حول موضوعَين:

التصوّف والعرفان، ولا سيما التصوّف المقارن، وبالأخصّ التصوّف الإسلامي وعلاقته بالتصوّف المسيحي، أما المحور الثاني فحوار الأديان، وخصوصاً الحوار المسيحي الإسلامي والحوار المسيحي الإمامي. ومن هنا عنوانه:

التصوّف والعرفان وحوار الأديان بين المسيحية والإسلام.

وقد وُزّعت هذه الدراسات والمقالات على أبوابٍ وفصول بحسب مواضيعها. وفي ما يلي عرضٌ موجز للأبواب والفصول هذه وأبرز مضامينها:

الباب الأوّل (ب1): أعلام من التصوّف الإسلامي يدرس عدداً من كبار المتصوّفين الأوائل في مقاربة مقارنة.

والفصل الأوّل من الباب الأوّل (ب1/ف1): رابعة العدوية والمرأة في التصوّف الإسلامي، يتناول شخصية صوفية أثارت الكثير من النقاش: رابعة العدوية: إنّها نموذجٌ في الاهتداء سبق للمسيحية أن عرفته واشتهرت به، منذ مريم المجدلية، مروراً بمريم المصرية، وصولاً إلى أيّامنا. عاشت رابعة بتولاً ترفض الزواج، وهذا أمرٌ نادرٌ في الإسلام، كي لا نقول شاذّاً. بيد أن الصوفية أفلحوا في جعل هذا الشواذ قاعدة. وتبقى مسألة أن تعيش امرأةٌ البتولية فذاك أمرٌ أكثر نُدرة في الإسلام، وليس بمنأى عن أثرٍ رهبانيّ مسيحي ما. ورابعة إلى ذلك نموذجٌ مريمي يجسّد المبدأ المؤنّث في الألوهة بالمفهوم الذي شرحه عالِم النفس كارل غوستاف يونغ. وب1/ف1: يدرس ويحلّل كلّ ذلك. ثم يتوقّف عند مسألة الحبّ الإلهي، ورابعة رائدة في هذا المجال، شاءت أن تحبّ الله لذاته لا خوفاً من الجحيم ولا طمعاً بالنعيم. وهي كذلك من أوائل مَن نظموا وأنشدوا ما عُرف بالغزل الصوفي، والذي بلغ أوجَه مع ابن الفارض. وب1/ف1 يدرس ويحلّل بعض قصائدها في هذا المجال ويبيّن كيف روحَنت الحبّ وتدرّجت به من الكثيف إلى اللطيف، ومن الحسّي إلى الروحي. ويبقى أبرز أثرٍ لرابعة صدى روحانيّتها في الحبّ الإلهي في الغرب. وهي مسألة لم تُدرَس من قبل بالعربية. فالحكاية التي أوردها عنها الأفلاكي سبقه إلى روايتها جوانفيل مؤرّخ الملك القدّيس لويس التاسع. وكان لرواية جوانفيل هذه أثرٌ بعيد في الغرب. فالمطران جان بيار كامو وضع كتاباً كاملاً عن هذه الحكاية مفلسفاً بالاستناد إليها تعليم الحبّ المحض. وعنه أخذ المطران فينيلون. وهي قصّة طويلة يتبسّط ب1/ف1 في عرضها والتوقّف عند الأثر الذي أحدثته تعاليم رابعة في الحبّ المحض في الغرب. وآخر ما يدرس هذا الفصل الشطح عند هذه المتصوّفة. وهي من أوائل الشطّاحين، وهي ظاهرة بالغة الأهمّية في التصوّف، وستبلغ الأوج مع أبي يزيد البسطامي والحلّاج. ويبقى لرابعة الفضل في الأسبقية وشقّ الطريق في هذا المجال.

والفصل الثاني (ب1/ف2) يروي قصّة حجّ للمؤلّف إلى مقام أبي يزيد طيفور البسطامي في بسطام/إيران. ويتبسّط في وصف هذا المقام وما تنوقل عنه عبر الزمن، ويسرد بعض اختبارات المؤلّف في المحراب الطيفوري وفي مسجد أبي يزيد. ثم يتناول بالعرض والسرد حكاية زيارة أخرى لمقام تلميذ أبي يزيد أي أبي الحسن الخرَقاني في ضاحية بسطام. ويخصّ هذا المتصوّف بوقفة تليق به يعرض فيها بعض تعاليمه وعلاقته بأبي يزيد، وحكاياته مع الأُسُود، وتعليمه في مجاهدة النفس وكيفيّة تجاوز الخوف من الموت، لينهي بأُنشودة كتبت من وحي تعاليم أبي يزيد وزيارة مقامه.

والباب الثاني: المونسنيور ميشال الحايك الشاعر الصوفي ورائد الحوار. بابٌ يجمع بين قطبَي هذا السِفر: التصوّف وحوار الأديان.

والفصل الأوّل (ب2/ف1): ميشال الحايك الشاعر الصوفي وعلاقته بجنبلاط ونعيمه يدرس تجربة هذا المبدع الشعرية. فرغم أنّه كان شاعراً مقلّاً فقد نظم نفائس في القريض جديرة بأن تقارَنَ بنتاج كبار المتصوّفين أمثال تريزا الأفيلية ومولانا جلال الدين فضلاً عن صديقَيه ميخائيل نعيمه وكمال جنبلاط. وهذا ما تقوم به تحديداً هذه الدراسة. وهي تبيّن أن الحايك وناسك الشخروب من مدرسة شعرية واحدة، ولذا طرب نعيمه لأشعار الحايك في ديوانه الأوّل كهف الذكريات، وأبدى إعجابه الواضح بها. وجنبلاط والحايك كلاهما شاعرا تأمّل وقد تفاعلا، وتتقاطع تجربتاهما الإبداعية في كثير من النقاط مثل حالة الصمدية وغيرها، وهو ما يتبسّط ب2/ف1 في تبيانه. وإلى كلّ ذلك فالحايك كان مدرسة بحدّ ذاتها في الشعر الليتورجي ونظم التراتيل التي لمّا يزل المؤمنون يرنّمونها في الكنائس. وإذا كان لم يُذكَر بعد بين كبار الشعراء فليس هو المسؤول عن هذا التقصير بل هم بالحري كنيسته وأهل بلده وبلدته!

والفصل الثاني (ب2/ف2): المونسنيور ميشال الحايك ذكريات وانطباعات، يروي المؤلّف فيه ما رسخ في ذاكرته عن أستاذه الأب الحايك منذ أوّل لقاء خلال الحرب في لبنان، مروراً بحواراتهما في الجامعة، وانتهاءً بلقائهما الأخير في منزل المونسنيور في باريس، ويتوقّف عند ميزة الحايك الحوارية البيّنة، ولا سيما في المجال المسيحي الإسلامي. ويورد هذا الفصل كذلك مراجعات لكتب عن الحايك ولا سيما كتاب “القلق الوجودي في شعر ميشال الحايك” لناتالي الخوري غريب.

والباب الثالث: التقريب بين المذاهب الإسلامية والحوار المسيحي الإمامي ويضمّ فصلين.

الفصل الأوّل (ب3/ف1): التقريب بين المذاهب الإسلامية والحوار المسيحي الإسلامي في تفاسير نهج البلاغة. وهو يدرس كتاب “مخطوط مطوي” للدكتور خضر نبها، والذي جمع فيه المأثورات المتبقّية من تفسير المتكلّم الوَبَري للنهج، وحلّلها. ويبحث ب3/ف1 في عدد من تفاسير النهج وخصوصاً من زاوية ما يمكن أن تقدّمه في مجال التقريب بين المذاهب الإسلامية، ويقارن مثلاً بين تفاسيرها المتباينة لقولة مشهورة للإمام علي: طاعتي سبقت بيعتي. والتفاسير عينها هذه حوت معطيات حوارية مهمّة كمثل استشهاد بعضها بآيات من الإنجيل، أو البيبليا عموماً، وغير ذلك ممّا يعرض له ب3/ف1 ويحلّل أبعاده.

والفصل الثاني: (ب3/ف2): “مفكّرو لبنان المسيحيّون وتراث أهل البيت” وهي ظاهرة بارزة وركنٌ لم يُستثمر بعد كما يجب في الحوار المسيحي الإمامي والحوار المسيحي الإسلامي عموماً. وكان للمفكّر والباحث الإيراني عبّاس خامه يار إسهام بارز في تسليط الأضواء على هذه الظاهرة وتحليلها. وقد ربطته علاقة وطيدة بعددٍ من هؤلاء المفكّرين والشعراء الروّاد، وكانت له معهم جلسات حوار شيّقة نقل وقائعها وماجرياتها في كتابه “جرحٌ وزيتون” كما عرض في هذا الكتاب جوانب من سيرتهم وحياتهم الخاصّة لم يسبق أن وضعت في رقعة الضوء. و3/ف2 يدرس كلّ هذه المعطيات ويحلّل وينقد في سبيل تطوير وتفعيل ما أسماه المؤلّف “الحوار المسيحي الإمامي” وهو ما خصّص له أكثر من كتاب([1]). وعرَضه في عدد من المؤتمرات والندوات.

ويُبدي خامه يار في خاتمة عرضه خشيته من أن تختفي هذه الظاهرة المميّزة والمباركة. وهنا يناقش ب3/ف2 هذه النقطة بالذات، ويحاول أن يجيب على الإشكالية التالية: هل إن هذه الظاهرة هي فعلاً مهدَّدة بالزوال، وما العمل لتلافي ذلك؟! والجواب الأساسي يُختصر في أنّها لا بدّ آيلة إلى اندثار إذا استمرّت بادرة من جانب واحد، وإذا لم تلقَ اليد الممدودة للسلام يداً من الجانب الآخر تمتدّ لمصافحتها، وذلك إنّما يكون بأن يقابَل الجهد المشكور الذي قام به شعراء لبنان ومفكّروه المسيحيّون بجهد مماثل من الطرف الآخر. فكما غرف هؤلاء من معين التراث الإمامي الأصيل فالآخرون مدعوّون بدورهم إلى عملٍ مماثل وفي الاتّجاه المعاكس، وهكذا يلتقون زملاءهم عند منتصف الطريق.

والباب الرابع يدرس مفكّراً وعالم إسلاميّات رحل مؤخّراً وفي أيار 2022. إنّه الأب جوزف قزّي الذي سبق للمؤلّف أن خصّه بكتاب([2]). أما الباب الرابع هذا فيأتي بمثابة بادرة تكريمية له.

والفصل الأوّل منه (ب4/ف1): الأب جوزف قزّي: الحوار الأخير، ينقل النصّ والوقائع الكاملة لمقابلة أجراها المؤلّف مع الأب قزّي إثر صدور كتابه الآنف الذكر عنه وذلك عبر Zoom في 28 نيسان 2021. وقُيّض لها أن تكون آخر مقابلة أجراها هذا العالِم الوقور. ومن هنا أهمّيتها، إذ تأتي بمثابة وصيّة فكرية له. وفيها عرَضَ آراءه في تبرئة الله، ودور الأديان السلبي في بَذر الشقاق والخلاف بين الناس وغير ذلك ممّا ينقله هذا الفصل بأمانة وعلى مسؤولية القائل، ودون تعليق أو تعقيب.

والفصل الثاني (ب4/ف2): ينقل مختصر وقائع وحوارات ندوة تكريمية عُقدت على Zoom بعد نحو أسبوع من رحيل هذا العلّامة وشارك فيها الأب فادي كميد تلميذ قزّي والسيد وليد البعّاج الذي عرفه عن كثب وحاوره مراراً في ديره في غوسطا. وأدار هذه الندوة وحاور المنتدَين مؤلّفُ هذا الكتاب. كلٌّ نظر، في الندوة، إلى تراث الأب قزّي من زاويته، بيد أن الاثنين التقيا على تثمين ما خلّف من تراثٍ فكري، وما نشر من نصوصٍ لم تكن معروفة قبله.

والفصل الثالث (ب4/ف3): باقة مختارة من كلمات الأب قزّي وكتاباته انتقاها المؤلّف وترجمها إلى الفرنسية، وقدّمها في ندوة على Zoom شارحاً ومعقّباً ومعلّقاً في محاولةٍ منه كي يقدّم للقارئ الغربي والعربي كذلك زبدة تفكّرات وطروحات هذا الملفان في علوم الأديان.

والباب الخامس: حوارات في الأديان وتفاعلها يورد وقائع ونقاشات مقابلات مع المؤلّف هي في الأساس حلقات من برنامج “أحسن الحديث” على قناة المنار اللبنانية، وقد نُقلت بنصوصها الكاملة ولم يضف المؤلّف إليها سوى بعض التنقيحات والحواشي والتعريفات بعدد من الأعلام المذكورين في المتن.

والفصل الأوّل (ب5/ف1): “حوار الأديان لماذا“، وفيه يناقش المؤلّف مرجعاً دينياً هو آية الله الشيخ أحمد مبلّغي ويبحث معه في السُبل الآيلة لتفعيل الحوار المسيحي الإسلامي، ويقارن أو بالحري يواجه نظرية هنتنغتون في صدام الحضارات بطروحات هانس كونغ القائلة إن الحوار الجدّي والشامل بين الأديان من شأنه نزع فتيل الصدام. ويتوقّف عند ذرى وقمم في العلاقات المسيحية الإسلامية كحوار رسول الإسلام(ص) مع وفد نجران ورسالة البابا غريغوريوس السابع إلى ملك موريتانيا 1079م وغيرها، ويشير إلى دور إيران الأساسي في ترسيخ هذا الحوار وتفعيله خاتماً بدعوة إلى أن يكون لبنان مركزاً حوارياً على الصعيدَين المحلّي والعالمي.

والفصل الثاني (ب5/ف2): الإسلاموفوبيا بين الشرق والغرب يحاور فيه المؤلّف المستشار الثقافي الإيراني في لبنان د. محمد مهدي شريعتمدار في ظاهرة رُهاب الإسلام أو الإسلاموفوبيا التي تجتاح الغرب وتداعياتها وكيفيّة مواجهتها. ويتمحور هذا الحوار حول رسالتَين لمرشد الثورة الإيرانية الإمام الخامنئي إلى الشباب الغربي مقارنة بخطابٍ للبابا يوحنا بولس الثاني موجّه إلى الشباب المسلم. ويقارن المؤلّف بين رسالتَي الإمام وخطاب البابا: نقاط اللقاء بينهما، ومحاور الاختلاف إن من حيث المضمون أو المنهج أو المقاربة. ويتطرّق في حديثه إلى الوهّابية والسلفية الجهادية التي تستغلّ الإسلاموفوبيا وتدفع بها نحو الذروة لأسبابٍ معروفة. ويعرض للإسلام الإيراني بمختلف أبعاده ووجوهه ليتوقّف عند الدور المطلوب والمنتظر من إيران في أزمة العلاقات المتشنّجة هذه بين الإسلام والغرب. وكيفية الخروج من هذا المأزق، ولا مفرّ في أيّة حال من تفعيل الحوار بين الطرفَين على أن يبدي كلّ طرف الاهتمام اللازم به ويُعنى بتطويره ويجهد في إنجاحه.

والفصل الثالث (ب5/ف3): ليلة القدْر بين المسيحية والإسلام. وهو نصّ محاضرة للمؤلّف على Zoom. وفيها يستعيد آراء وطروحات دراسة له سابقة نُشرت في كتابه نحو الحوار المسيحي الإمامي (م. س، فق: تقاليد عيد الغطاس، ص389-396). وتبقى المقاربة لهذا الموضوع حواريّة بامتياز. ذلك أن تقاليد كلّ جانب في هذا المجال كثيرة التشابه! فالعقائد عند المسلمين والمسيحيين بشأن ليلة القدر وليلة الغطاس واحدة وكذلك التسمية، يقول المؤلّف في أحدى خلاصات بحثه.

تلك باختصار أبرز مضامين أبواب هذا المصنَّف وفصوله. وتبقى بضعُ أفكارٍ وطروحاتٍ تثيرها مواضيعه.

 

البسطامي والأثر البوذي

درَسَ ب1/ف2 متصوّفاً رائداً هو أبو يزيد البسطامي، وأشار إلى تفاعلٍ مرجّح له مع التصوّف الهندي ولا سيما الفيدانتا والبوذيّة. وهو موضوع أثار ولا يزال الكثير من النقاش، وأهرق الكثير من الحبر والمداد. والمؤلّف يكتفي هنا بالإشارة إلى بعض النقاط التي استوقفته في قراءاته الأخيرة: فقد عُرف غوتاما بوذا بتركيزه في تعليمه على الانتباه. وكان يكرّر دوماً على مسامع رهبانه: “أنتم يا من زهدتم في إرث الآباء وتخلّيتم عن كلّ ثروة، إن أرثكم الحقيقي وثروتكم التي لا تفنى هي الانتباه”([3]).

وبالمقابل نجد التركيز عينه في تعليم أبي يزيد وممارسته. فهو يرى في اللاانتباه أو الغفلة العقبة الأولى والأبرز بل هو العقوبة القصوى التي يُمنى بها المريد والصوفي عموماً، يقول موجزاً مسلكه: “أردتُ أن أعرف ما هي أقصى عقوبة لجسدي، فلم أرَ أسوأ من الغفلة، ولا تفعلُ نار جهنّم بالناس ما تفعله بهم ذَرّةٌ من الغفلة” (العطار، التذكرة، القاهرة، م. س، ص1/394).

ويقول أبو يزيد عن أهمّية الانتباه في الذكر والتأمّل: “كَثرة الذكر ليست بالعدد، بل بالحضور دون الغفلة” (العطّار، م. س، ص1/389). وهذا تحديداً ما علّمه المغبوط تلامذته: أبرز ما في التأمّل الانتباه.

والغافل عند أبي يزيد وكثير من الصوفيّة ممّن تلاه مرادف للجاهل. وهو ما نجده في التقليد البوذي. وكما علّم بوذا تلامذته مراقبة النفَس واعتبرها الطريقة الفضلى في التأمّل والتي أوصلته إلى النيرفانا أي التحرّر، رأى طيفور البسطامي من ناحيته أن: “عبادة أهل المعرفة حراسة الأنفاس” (العطّار، م. س، ص1/383). وهي نقاط تلاقٍ من شأنها إذا جُمعت مع أخرى مماثلة أن تفتح آفاقاً جديدة للبحث.

تيّاران مارونيّان في مقاربة الإسلام

ويجمع هذا المصنَّف بين قطبَين متعارضَين في مجال العلاقات المسيحية الإسلامية هما المونسنيور ميشال الحايك والأب جوزف قزي. الأوّل كان رائداً في الحوار والثاني تابع أعمال السابقين في المحاججة والجدل. فهل هي محاولة لجمع الصيف والشتاء تحت سقفٍ واحد؟!

“ينقسم الموارنة في موقفهم من الإسلام انقساماً متفاوتاً جدّاً بين نظرتَين معاصرتَين متأثرتَين بالمقاومات الفرنسية. هما نظرة لويس ماسينيون والأب اليسوعي البلجيكي المتعاطف كلّياً مع الوجود الفرنسي في الشرق وهو الأب هنري لامنس”. هذا ما كتبه الباحث الأب يواكيم مبارك([4]) ([5])

ماسينيون كان رائد الحوار، والحايك من تلامذته، ولامنس رائد المحاججة وقزّي يندرج في مدرسته مع يوسف درّة الحدّاد وغيره. ولم يخفِ المؤلّف، وحتى في كتابه عن قزّي (صليبا، ثوّار، م. س، ص20) انحيازه التامّ إلى التيّار الحواري. بيد أن ما ربطه بالأب قزّي يتخطّى مسألة المدارس والمواقف. إنّها علاقةٌ إنسانية وجدانية رسّختها رابطة التلمذة والصداقة. وفي وضع قزّي مقابل الحايك، وكلاهما كاهنان مارونيّان تحاورا وتواجها مراراً، عرضٌ للفكر الماروني المعاصر بمختلف تيّاراته التي قاربت الإسلام وحاورته بمنهجيّاتٍ وأساليب مختلفة ومتباينة. وعرض التيّارَين المتباينَين هذا من شأنه أن يتيح تعمّقاً وفهماً متأنّياً لكلٍّ منهما على ضوء الآخر. ويبقى أن رحيل الأب قزّي المفاجئ هو الذي أملى على المؤلّف القيام بهذه البادرة التكريمية تجاهه أي نشر حواره الأخير وتنظيم ندوة عنه ما جعل الجمع بينه وبين الحايك مسألة “تقنية” يسّرتها ظروف إصدار هذا الكتاب. ورُبَّ صدفةٍ خيرٌ من ميعاد، يقول المثل العربي، وكان بنيّة الباحث، ومنذ زمن، أن يدرس الإسلام في الفكر الماروني المعاصر، عبر دراسة هذين التيّارين أي التيّار الآخذ عن ماسينيون والآخر المتأثر بلامنس وقطبَيهما الحايك وقزّي والمقارنة بينهما، وعساه يعود لاحقاً إلى ذلك.

كما يدرس هذا المصنّف ظاهرة عُوّل عليها الكثير. ألا وهي “مفكّرو لبنان المسيحيّون وتراث آل البيت“. وتكمن أهمّيتها الأولى برأيه في أنّها كانت محاولة صادقة وبعيدة الدلالات والأثر في معرفة الآخر وتراثه الديني والروحي من مظانّه ومصادره ومنابعه الأولى وتثمينه وتقييمه. وهي عملٌ بحدّ ذاته جليل الفائدة: أن نعرف الآخر كما يؤمن ويفكّر دون إسقاطات وأحكامٍ مسبقة. وهذا ما دعا إليه حتى الأب جوزف قزي الذي يُحسب على الطرف المجادِل! فهو في حواره الأخير والذي ينقل ب4/ف2 نصّه الكامل يقول موصياً: “من الضروري أن تعرفَ الأشخاص الذين تعيش معهم: أن تعرفَهم بعقيدتهم، وبإيمانهم. وهذا ما طمحتُ إليه. وقد أفادتني هذه المعرفة كثيراً حتى أفهم المسيحية وأتعمّق بها. لذلك أتعجّب كيف يكون المسيحي مسيحيّاً وهو يجهل الإسلام”.

ويضيف قزّي موضحاً: “فأنا أتساءل كيف يكون المطران مطراناً ولا يعرف الإسلام على حقيقته؟! وكيف يعرف المطران حقيقته ورسالته إذا لم يكن يعرف الإسلام؟! أنا في تعمّقي بمسيحيّتي، وفي معرفة مسيحيّتي أفادني الإسلام كثيراً. وأتساءل كيف يكون المسيحي مسيحيّاً حقيقيّاً وهو يجهل الإسلام؟!”

فمعرفة الآخر تُعمِّق المعرفة بالذات، وتراث الآخر مرآة من شأنها أن تعكس فهماً وتفهّماً للتراث الشخصي.

وهي عموماً الثمرة التي جناها مفكّرو لبنان المسيحيّون من إبحارهم الطويل والشيّق في تراث آل البيت وغوصهم فيه، إذ زادتهم تجذّراً في تراثهم وتعلّقاً به وفهماً له. يقول الشاعر جورج شكّور مثلاً، وهو ما ينقله عنه ب3/ف2: “إنما طالعتُ الكثير من الكتب من مختلف الاتّجاهات، فأنا لستُ شيعيّاً ولا سنّياً. أنا مسيحي أرثوذكسي أعتبر نفسي مراقباً ومحايداً”

فهل من مبرّرٍ إذاً للخوف الذي يبديه البعض، ومن الطرفَين، من معرفة الآخر في إيمانه وتراثه والاطّلاع عليه في مظانّه؟!

والتمنّي الذي عبّر عنه الأب يواكيم مبارك في الستّينات لا يزال في محلّه: “أتمنّى شخصيّاً أن يحتلّ أستاذٌ مسلمٌ منبراً مختصّاً بالمسيحية في الجامعة اللبنانية، وأن يحتلّ مقابل ذلك أستاذٌ مسيحي المنبر المختصّ بالأنظمة الإسلامية” (مبارك، م. س، ص176).

دور المسيحيين في التقريب بين المذاهب الإسلامية

بيد أن جورج شكّور في موقعه المسيحي المراقب والمحايد بين السنّة والشيعة طبقاً لتعبيره، يشير إلى أبعد من ذلك، إنه الدور المسيحي التقليدي والتاريخي في تكوين منطقة عازلة Zone Tampon بين الفريقَين المتنازعَين. يلحظ عالِم الاجتماع والباحث السوسيولوجي فردريك معتوق([6]) في نظرة بانورامية إلى توزيع القرى والمدن والمجموعات الدينية في موطن الأرز: “1610 قرية في لبنان: قليلة هي القرى المختلطة السنّية الشيعية أو الدرزية الشيعية. وأكثرية القرى المختلطة الساحقة مسيحية إسلامية”([7])

دورٌ تاريخي اجتماعي لَعِبه مسيحيّو لبنان وعليهم أن يعوه ويواصلوا القيام به، فهو جزء حيويّ من رسالتهم وحضورهم في هذا المشرق، وظاهرة “مفكّرو لبنان المسيحيّون وتراث أهل البيت” جانبٌ منه وأحدُ تجلّياته.

وعليهم أن يدركوا ويعلموا علم اليقين أن أي نزاعٍ سنّي شيعي محتمل أو يلوح في الأفق، وحتى وإن كان لا ناقة لهم فيه ولا جمل، فهم، شاءوا أم أبوا، مرشّحون كي يكونوا أولى ضحاياه. وهو ما سبق للمؤلّف أن قاله وحذّر منه في عدد من بحوثه. ([8])ومن هنا أهمّية ما يكتسيه دورُهم المحتمل في التقريب بين المذاهب الإسلامية، وهو دورٌ مهّدت له ظاهرة “مفكّرو لبنان المسيحيّون وتراث آل البيت”، والتي لا يجب أن تُفهم انحيازاً إلى فريقٍ دون آخر، كما أكّد الشاعر جورج شكّور في قوله الآنف الذكر وغيره من روّاد هذه الظاهرة. وفي الختام يأبى هذا المصنّف إلا أن يكون مساهمةً بسيطة، وخطوةً في الاتّجاه الصحيح لتظهير المشتركات وعوامل الإلفة في التراثات والتقاليد المتجاورة بهدف تنشيط حركة التفاعل والتثاقف بينها، وهي سُنّة من سننِ الحياة، وقانونٌ من قوانين الناموس الطبيعي للنشوء والتطوّر والارتقاء.

QJCSTB

اللقلوق/جبيل في 8/7/2022

[1]-صليبا، د. لويس، المسيحية بين البوذية والإسلام: مشتركات ومفترقات، جبيل/لبنان، دار ومكتبة بيبليون، ط2، 2018، ب5: جدل فحوار بين المسيحية والإمامية، ص285-360.

وقبله كتاب: نحو الحوار المسيحي الإمامي، 2015، م. س.

[2]-صليبا، لويس، ثوّار من الجيش الأسود: رهبان لبنانيّون مشوا عكس السَير سِيَر وآراء مخالفة في المسيحية والإسلام والمرأة والأديان وغيرها، جبيل/لبنان، دار ومكتبة بيبليون، ط1، 2021، ب3: الأب جوزف قزي وحكاية القسّ والنبي، ص220-336.

[3]-صليبا، لويس، مقدّمة كتاب كريشنا مورتي: العقل الصامت لربيع داغر، نيويورك، All Books Inc، ط1، 2021.

[4]-يواكيم مبارك (1924-1995) Youakim Moubarac‏ علّامة ومفكّر لبناني تخصّص بالدراسات الإسلامية والعربية. عرضنا لعددٍ من أفكاره وطروحاته في دراسات سابقة لنا، ولا سيّما في كتابنا: صليبا، د. لويس، دراسة للأثر اليهودي في الحديث النبوي والتفسير، جبيل/لبنان، دار ومكتبة بيبليون، ط3، 2016، فق: يواكيم مبارك وهويّة الذبيح، ص104-106. وفي: صليبا، د. لويس، المسيحية والإسلام بين الأمس واليوم: بحث في تطوّر العلاقات بينهما: من يوحنا الدمشقي إلى وثيقة الأخوّة، جبيل/لبنان، دار ومكتبة بيبليون، ط1، 2022، فق: كتاب حول لبنان وفلسطين والحوار المسيحي-الإسلامي، ص220-223. بُعَيد سيامته كاهناً سنة 1948، استقرّ مبارك في فرنسا حيث كرّس حياته ومجمل أعماله للحوار المسيحي-الإسلامي، وللدفاع عن القضايا العربية ولا سيما منها الفلسطينية واللبنانية، ولوحدة الكنائس، وأخيراً لإعادة اكتشاف الإرث الأنطاكي للكنيسة المارونية. وُلِد يواكيم مبارك في 16 آب (أغسطس) 1928 في قرية كفرصغاب شمالي لبنان لعائلة مارونية لها تاريخها في خدمة الكنيسة. كان والده انطون وجدّاه لوالده يوسف ولأمّه نعمة الله سميا كهنة يخدمون الرعية في أحد أقدس الأماكن المسيحية في الشرق، ألا وهو وادي قاديشا. بعد إتمام علومه في إكليريكية غزير المارونية وفي جامعة القديس يوسف اليسوعية في بيروت، أُرسِل مبارك إلى فرنسا لمتابعة تحصيله الجامعي وذلك في تشرين الأول 1945. وعندما أنهى دراسته في إكليريكية سان سولبيس في باريس، عاد إلى لبنان ليُسام كاهناً في 29 حزيران (يونيو) 1947. ونظراً لتفوّقه، أذن له البطريرك الماروني بالعودة إلى فرنسا لإتمام دراساته العليا في المعهد الكاثوليكي/باريس. وفي تلك السنة، عُيّن خادماً لكنيسة سان سيفرين في الحيّ اللاتيني في باريس، حيث استمرّ في الخدمة لمدة 18 سنة. في سنة 1951، ناقش أولى أطروحاته لنيل الدكتوراه وموضوعها «إبراهيم في القراَن الكريم». والتحق بعدها كباحث بالمركز الوطني للأبحاث العلمية CNRS، ومن سنة 1952 ولغاية 1962، عمِل سكرتيراً للمستشرق الفرنسي لويس ماسينيون. في سنة 1959، ابتدأت رحلته التعليمية أستاذاً للغة العربية الكلاسيكية في المعهد الكاثوليكي/باريس. واستمرّ في التعليم لحين وفاته ودرّس في عدة جامعات عريقة كجامعة لوفان الكاثوليكية ببلجيكا وجامعة السوربون في باريس وغيرها وشارك من سنة 1962 لسنة 1965 بأعمال المجمع الفاتيكاني الثاني، وذلك ضمن الوفد اللبناني. بعد سنة 1965، كرّس جهوده للحوار بين الأديان وللدفاع عن القضايا العربية الكبرى ولا سيما القضيّتين الفلسطينية واللبنانية. ومنذ سنة 1985، عمِل على إعادة اكتشاف الجذور السريانية للكنيسة المارونية. بين سنة 1987 وسنة 1992، عاد إلى لبنان وكُلِّف بالتحضير لمجمع ماروني. خلال تلك الفترة، وبالرغم من عمله المضني لتحضير المجمع وإضافةً لعدة مهام روحية وسياسية أُسنِدت اليه، أطلق مبارك مشروعين عزيزين عليه: في 1989، بدأ بإعادة إعمار دير سيدة قنّوبين الذي كان المركز البطريركي الماروني من القرن الخامس عشر لغاية القرن الثامن عشر ميلادي. في 1992، أطلق التعاونية اللبنانية للتطوير وهي مؤسسة تهتمّ بإعطاء القروض الصغيرة. وكان الهدف من إنشاء هذه المؤسسة تشجيع النازحين خلال الحرب اللبنانية (1975-1990) للعودة إلى قراهم وإعمارها وللحدّ من الهجرة إلى خارج لبنان. في سنة 1991، صدر قرار من البابا يوحنا بولس الثاني بدعوة مجمع عامّ لكل الكنائس الكاثوليكية اللبنانية في روما. ما أجّل العمل للتحضير لمجمعٍ ماروني. في 1992، عاد مبارك مجدّداً إلى باريس ليتابع عمله الأكاديمي. توفي الأب مبارك في 24 أيار (مايو) 1995 في مونبلييه بفرنسا. فووري الثرى في مدفن السيدة العذراء في جوار باريس. في 25 آب (أغسطس) 2008، نُقِلت رفاته إلى مسقط رأسه في لبنان. وأقيم في تلك المناسبة قدّاس احتفالي في قريته كفرصغاب ترأسه البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير وحضره وزير الثقافة طارق متري ممثلاً رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان وحشد من الأهل والأصدقاء. مؤلفاته بالفرنسية: 1-خماسية الحوار المسيحي-الإسلامي، بيروت،  في 5 أجزاء، 1972. 2-حول لبنان وفلسطين والحوار المسيحي-الإسلامي. 3-الخماسية الإنطاكية، المجال الماروني، بيروت، 1984، في 7 مجلّدات. 4-بيبلوغرافيا لويس ماسينيون، دمشق، 1956. 5-أسماء الله الحسنى في القرآن وفي الكتابة السامية الجنوبية، لوفان 1956. 6-إبراهيم في القرآن، باريس، 1958. 7-أنطولوجيا الأدب العربي، باريس، 1963. 8-التعليم المسيحي للراشدين، باريس، 1963. 9-ذكرى لويس ماسينيون، القاهرة، 1963. 10-دليل كنيسة القديس سفران، باريس، 1963. 11-روزنامة إزائية يهودية، مسيحية، وإسلامية، باريس، 1966. 12-الرسالة الإسلامية لأورشليم، بيروت، 1968. 13-الفكر المسيحي والإسلام منذ البدء وحتى سقوط القسطنطينية، السوربون/باريس، 1969. 14-بحوث في الفكر المسيحي والإسلام في الأزمنة الحديثة، بيروت، 1977. 15-محمّد: هل هو نبي؟ جامعة لوفان، كلّية اللاهوت، بلجيكا، 1975. 16-الإسلام والمسيحية في حوار، باريس، 1982.

[5]-مبارك، الأب يواكيم، حول لبنان وفلسطين والحوار المسيحي-الإسلامي، تقديم جورج قرم، ترجمة سلام دياب، بيروت، دار الفارابي، ط1، 2014، ص70.

[6]-فريدريك معتوق: عالم اجتماع لبناني. ولد في بلدة سرعل (زغرتا) 1949، نال الباكالوريا اللبنانية فرع الفلسفة في العام 1969، وحاز إجازة وماجستير في الآداب الفرنسية من جامعة ليون في فرنسا في العام 1973، ثم أكمل دراسته العليا وحصل على دكتوراه حلقة ثالثة في العلوم الاجتماعية من جامعة تور (فرنسا) في العام 1976، كما نال في العام 1979 دكتوراه دولة في العلوم الاجتماعية من الجامعة نفسها بتقدير مشرّف جدّاً. بعد عودته إلى لبنان عمل مديراً لمعهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية/الفرع الثالث 1980-1994، ثم مديراً لقسم الدراسات العليا في معهد العلوم الاجتماعية 2001-2004، ثم عميداً لمعهد العلوم الاجتماعية 2004-2013. مؤلّفاته: 1-علم اجتماع المعرفة، بيروت، دار الطليعة، 1982. 2-مسرح العمّال المهاجرين في فرنسا، بيروت، منشورات مجد، 1984. 3-تنوّع ثقافي لا تعدّدية ثقافية، طرابلس، جرّوس برس، 1985. 4-منهجيّة العلوم الاجتماعية عند العرب وفي الغرب، بيروت، منشورات مجد، 1985. 5-العادات والتقاليد الشعبية اللبنانية، طرابلس، جرّوس برس، 1986. 6-تطوّر الفكر السوسيولوجي العربي، طرابلس، جرّوس برس، 1988. 7-المعرفة، المجتمع والتاريخ، طرابلس، جرّوس برس، 1991. 8-قاموس العلوم الاجتماعية عربي-إنكليزي-فرنسي، بيروت، دار الكتاب العربي، 1993. 9-جذور الحرب الأهلية، بيروت، دار الطليعة، 1994. 10-معجم الحروب، طرابلس، جرّوس برس، 1996. 11-الحرفيّون في لبنان: واقع وآفاق، بيروت، منشورات الأونسكو، 2002. 12-مرتكزات السيطرة الغربية: مقاربة سوسيو-معرفية، دمشق، دار المسبار، 2007. 13-مرتكزات السيطرة الشرقية: مقاربة سوسيو-معرفية، بيروت، دار الحداثة، 2009. 14-مدخل إلى سوسيولوجيا التراث، بيروت، دار الحداثة. 15-مرتكزات السيطرة: غرب/شرق، بيروت، منتدى المعارف، 2011. 16-الموسوعة الميسّرة في العلوم الاجتماعية عربي-إنكليزي-فرنسي، بيروت، مكتبة لبنان، 2012. 17-المارد الآسيوي يسيطر، بيروت، منتدى المعارف، 2013. 18-سوسيولوجيا الحضارة الكنعانية-الفينيقية، بيروت، منتدى المعارف، 2014. 19-سوسيولوجيا الفنّ الإسلامي، الكويت، 2016. 20-صدام العصبيّات العربية، بيروت، منتدى المعارف، 2017. مجتمعات ودول العصبيّات إلى أين؟ بيروت، منتدى المعارف، 2018.

عرضنا لآراء فريدريك معتوق وطروحاته في عددٍ من كتبنا، ولا سيما في: المسيحية والإسلام بين الأمس واليوم، م. س، فق: سوسيولوجيا الحضارة الكنعانية-الفينيقية، ص223-226.

[7]-معتوق، د. فردريك، سوسيولوجيا الحضارة الكنعانية-الفينيقية، بيروت، منتدى المعارف، ط1، 2014، ص12.

[8]-صليبا، د. لويس، لبنان الكبير أم لبنان خطأ تاريخي: نزاعات على الكيان نشأة وهويّة، تقديم د. عبدالرؤوف سنّو، جبيل/لبنان، دار ومكتبة بيبليون، ط8، 2022، ص354.

شاهد أيضاً

Comment contrôler nos émotions/ VisioConférence de Lwiis Saliba sur Zoom, Mercredi 22 Janvier 2025

Comment contrôler nos émotions/ VisioConférence de Lwiis Saliba sur Zoom, Mercredi 22 Janvier 2025 La …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *