رئيسة مدرسة الوردية/جبيل الأخت بيلاجي مسعد أمّ الفقراء، بقلم لويس صليبا

رئيسة مدرسة الوردية/جبيل الأخت بيلاجي مسعد أمّ الفقراء، بقلم لويس صليبا

الأخت بيلاجي مسعد في مكتبها في مدرسة الوردية/جبيل

الأخت بيلاجي مسعد مع عددٍ من أساتذة الفرع الثانوي في الوردية/جبيل، ويبدو عن يسارها أستاذ الأدب العربي يوسف الخوري، وعن يمينها أستاذ الأدب الفرنسي Yves Cariou، وأستاذ الرياضيات د. ميشال ضومط

الأخت بيلاجي مسعد تتوسّط عدداً من أساتذة ومعلّمات الوردية/جبيل

الأخت بيلاجي مسعد أقصى اليمين وراءً مع الأباتي شربل قسّيس وراهبات مدرسة الوردية/جبيل

من اليمين الأخت بيلاجي مسعد مديرة مدرسة الوردية/جبيل، الملحق الثقافي الفرنسي، الأخت فيكتورين سكّر رئيسة المدرسة

سبق أن تناولنا دور الأم بيلاجي مسعد([1]) المهمّ، ولها مواقف مجيدة في أوقاتٍ عصيبة عديدة كمثل اليوم الذي خُطف فيه 3 تلامذة من مدرسة الوردية/جبيل في 15 تشرين الثاني 1979، ممّا سبق ورويناه ولا ضرورة لتكراره. وكانت تجيد الوعظ والتوبيخ، كما يُظهرُ بعضٌ من مصطلحاتها: 1-ما تضحكوا أنا عم إبكي: صيغة كانت تردّ بها على من يضحك إثر ملاحظة  أو إشارة توبيخ تصدر عنها. وكانت لا تتعب من التركيز على الحشمة، ولم تكن مخطئة في ذلك، لا سيّما وأن هذه الفضيلة قد غدت منسيّة تماماً اليوم: بكّلي زرّك. ومن التذكير بدفع الأقساط المدرسية: ما تنسوا القسط. ومن التشجيع على الدرس والمثابرة: درسوا واشتغلو مليح.

وممّا لا أزال أذكره عنها النهفة التالية:

كانت الأمّ بيلاجي توزّع دفاتر العلامات للفصل الثاني فلاحظت أن المعدّل الذي حصل عليه برنلي نصّور قد تراجع عمّا كان عليه في الفصل الأوّل، فطرحت عليه السؤال وهو لمّا يزل جالساً على مقعده في آخر القاعة:

-برنلي ليش علاماتك متراجعة هالفصل؟

فأجابها فوراً، وبجرأة مفاجئة وغير معهودة:

-ماسّور Ma soeur مغروم.

فلم تسمع جيّداً:

-شو قلتلّي محروم؟!

-ماسّور مغروووم.

ورغم تطويحه في العبارة لم تفهم عليه:

-شو عم تقول: معلوم؟!

وضجّت القاعدة ضحكاً والأخت بيلاجي لم تفهم بعد ما يقصده برنلي حتى أفهمتها الصبايا ممّن يجلسن في الصفّ الأمامي، وذلك بعد أن ضحكت القاعة برمّتها من أساتذة وتلامذة من هذه العبارة الجريئة وغير المتوقّعة!!

وكنتُ في خطابٍ لي سابق الذكر ألقيته في احتفالٍ تكريمي للمجازين الجامعيين من خرّيجي ثانوية راهبات الوردية في صيف 1987 قد أشدتُ بدورها ووفيتُ نذراً يسيراً ممّا لها عليّ من دين. ولعلّ التذكير بما قلته يومها خير ما يُختم به الحديث عن هذه الراهبة الفاضلة: “وإذا كان لي أن أخدش تواضع بعضٍ من أصحاب هذا الفضل الكبير، بذكرِ شيءٍ من مآثرهم (…) فإنّني أنحني مقبّلاً يد من كانت بمثابة أمّ ثانية لي، ولكثيرٍ من رفاقي. تلك التي أسّست الفرع الثانوي في هذه المدرسة. وكانت ممّن وضع حجر الأساس في مداميكها الأولى، وسهرت وعملت السنين الطوال لترقى بها من مدرسةٍ عاديّة إلى صرحٍ تربويّ ضخم. إنها الأم بيلاجي مسعد.

لقد كانت أمّاً لتلامذتها تحثّهم على العطاء، وتتحسّس مشاكلهم. وكانت بالأخصّ أمّاً للفقراء وذوي الإمكانات المادّية المحدودة من تلامذتها. تتعهّدهم، وتخفّف عن كواهل أهلهم عبء الأقساط المدرسية، ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً.

وباختصار، فقد جاهدت وسعت من أجلنا. فحقّ لها علينا الشكر والامتنان، لا سيما بعد أن سبقتنا إلى تكريمها الحكومة الفرنسية، فمنحها سفيرها في لبنان سنة 1981 وساماً رفيعاً تقديراً لخدماتها التربويّة” (صليبا، لويس، الديانات الإبراهيمية، م. س، ص258-259).

[1]الأخت بيلاجي مسعد (23/10/1927-24/6/2011): وُلدت في برج حمود/ لبنان في 23 /10 /1927، دخلت دار الابتداء في رهبنة الوردية، بتاريخ: 07/10/1945. أبرزت النذور الرهبانية الأولى في 07/10/1947، والدائمة بتاريخ: 07/10/1953. احتفلت باليوبيل الفضّي في 15/08/1972، واليوبيل الذهبي في 15/08/1997، عملت طيلة حياتها الرهبانيّة في إرساليات وأديار رهبنة الوردية، كمعلِّمة ومسؤولة: 1947-/1949 بيت مري – معلّمة. 1949-1952/ بجّه- معلّمة. 1952-1956/ بيت مري- معلّمة. 1956-1958/ عمّان المصدار- معلّمة. 1958-1961/ بيت مري-معلّمة. 1961-1969/ مدرسة الوردية،جبيل – معلّمة. 1969-1973/ مدرسة الوردية جبيل، مديرة. 1973-1980/ مدرسة الوردية جبيل، رئيسة. 1980-1986، قرنة الحمراء – مديرة. 1986-1988، اللويزه- مديرة قسم. 1988-1993، جبيل / المدرسة- رئيسة. 1993-2002، عين داره- رئيسة. تقاعدَتْ منذ سنة 2002  في دير راهبات الوردية في بيت مري، وكانت تقضي أوقاتها بين الصلاة والأشغال اليدويّة، الى أن ثقل عليها صليب المرض وأصبحت طريحة الفراش. وافتها المنيّة بعد ظهر يوم الجمعة 24 حزيران 2011.

شاهد أيضاً

인지 행동 치료(CBT)와 영적 심리학. 20/11/2024 수요일, Zoom에서 진행된 Lwiis Saliba의 화상 회의 노트

인지 행동 치료(CBT)와 영적 심리학. 20/11/2024 수요일, Zoom에서 진행된 Lwiis Saliba의 화상 회의 노트 이 …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *