فرق الشيعة المتطرفين
تأليف: محمد جابر عبد العال
الناشر: دار ومكتبة بيبليون
النوع: ورقي غلاف فني،
حجم: 21×14،
عدد الصفحات: 380 صفحة
الطبعة: 1
مجلدات: 1
اللغة: عربي
نبذة :
خرج العرب من صحرائهم غزاة فاتحين باسم دين الإسلام، يثلون العروش ويخضعون أمماً قديمة لها تاريخ وماض عريق في الحضارة والتقاليد والسؤدد، ونجحوا في ذلك نجاحاً رائعاً، جعل منهم سادة لهذه الأمم التي غلبت على أمرها، جمعوا تحت راية الإسلام، وانطلقوا يحملون سيوفهم باسمه، فبوأهم في الدنيا مكانة رفيعة، ونقلهم من ذل الفقر والعوز إلى عز الجاه والسلطان وأخرجهم من فيامن الصحراء وشيحها وقيصومها، إلى أرض غناء.
فكان لهذا التطور في حياة العرب الذي جاء بفضل الإسلام أثر خطير في نفوسهم، جعلهم ينظرون إلى هذا الدين على أنه منشئ هذه الدولة، التي قامت باسمه، وغلبت على بعضهم -وهم الشيعة- العاطفة الدينية، فقادتهم إلى أن ينظروا إلى اختيار رأس هذه الدولة-أو اختيار الإمام كما يعبر القدماء- على أنها مسألة تمس الدين في قرب، وأن أحق الناس بها هو علي كرم الله وجهه، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزوج ابنته التي أنجب علي منها من البنين ما جعل شجرة النبوة حية نامية.
وحاول الشيعة أن يحققوا ما كانوا إليه يطمحون، ولكن تدخل الأهواء والعواطف نأى ببعض المسلمين على جادة الصواب، وفرقهم شيعاً وأحزاباً، ثم دعى الشعر إلى الميدان فراح يرضى أصحاب المذاهب المختلفة، ويتلون بميولهم ونزعاتهم المذهبية، اتصل الشعر من ذلك الحين بالحياة الدينية، ينظر إليها ويستقى من مناهلها، وظلت هذه العلاقة بين الشعر وبين المذاهب الإسلامية قائمة، حتى قام المتشيعون المتطرفون بحركاتهم السرية الخطيرة في القرن الثاني الهجري، التي يريدون بها أن يوجهوا الحياة الإسلامية في الطريق الذي يميلون إليه، ومن هنا تبدو أهمية دراسة التشيع المتطرف واستخراج خفاياه، فهما للحياة الإسلامية العامة ثم الأدبية بخاصة.
في هذا الإطار ستأتي الدراسة التي بين يدينا والتي اهتمت بتعقب تطور عقائد الشيعة المتطرفين من فكرة تصور الدفاع عن حق آل البيت في الخلافة، إلى اتخاذ هذا البيت الكريم وسيلة لنشر مذاهب دينية خاصة، تهدف إلى أغراض سياسية يحار أمامها المسلم.