تاريخ تدوين السيرة النبوية
تأليف: جوزف هوروفتس
ترجمة، تحقيق: حسين نصار – مصطفى السقا
الناشر: دار ومكتبة بيبليون
النوع: ورقي غلاف فني،
حجم: 21×14،
عدد الصفحات: 190 صفحة
الطبعة: 1
مجلدات: 1
اللغة: عربي
نبذة:
هذه فصول ممتعة، تصف نشأة التأليف في “السيرة النبوية” عند المسلمين، منذ كانت الكتابة فيها عند أبان بن عثمان، أقدم مدوني السيرة، لا تجرى على نهج معروف، ولا سنن مرسوم، إلى أن صارت عند ابن إسحاق والواقدي وابن سعد، فنا واضح المعالم، مستقلاً عن سائر الفنون التاريخية التي نشأـ معه، له رواده ونقاده، وله كتبه وأسانيده، وله مناهجه وخصائصه.
نشأتا السيرة، أول ما نشأت، أحاديث في مجالس الخاصة، كانت تدار حول مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيسأل بعض الولاة أو الأعيان في الأمصار الكبرى الإسلامية كالمدينة ودمشق، عالماً ممن اشتهر بالحفظ والرواية: كيف كانت غزاة بدر؟ أو من الذين شهدوا هذه الغزاة؟ أو ما عددهم؟ فيحدث القوم بما يعلم من ذلك، مسنداً الحديث إلى من أفاده إياه من الصحابة. وكانت تلك الأحاديث أحياناً تفسيراً لبعض الآيات التي تضمنت شيئاً من تاريخ الوقائع وغزوات النبي، مثل يوم بدر ويوم أحد، ويوم حنين. وكان بعض هؤلاء الرواة يزيد على بعض في جملة الأخبار وتفصيلها، أو في دقة الإسناد، على حسب المصادر التي أمدّته.
ثم تقدمت السيرة خطوة، إذ دون بعض هؤلاء الحفاظ، وكلهم من التابعين، ما ورثوه رواية عن أسلافهم من الصحابة، وكان البادئ بهذا، فيما يخبرنا به منشئ هذه الفصول، أبان بن الخليفة عثمان، ثم عروة بن الزبير، وهما من أبناء أشراف العرب وكبرائهم، فمكنتهما قرابتهما من رسول الله، أن يجمعا من الأخبار والأسانيد ما لم يجمع غيرهما، ولذلك يمكن عدهما موسى تاريخ السيرة الإسلام، ثم تواتر الكاتبون فيه بعدهما: من أمثال شرحبيل بن سعد، ووهب بن منيه، وعبد الله بن أبي بكر، وعاصم بن إسحاق، صاحب السيرة المشهورة الباقية.
ولم يكن للتأليف في السيرة عند المؤلفين الذين سبقوا ابن إسحاق منهج كامل، وإنما كان بعضهم يسأل عن غزاة معينة، أو خبر خاص، فيكتب فيه رسالة لمن سأله، وكان بعضهم يقتصر على تدوين أخبار المغازي، وتوسع بعضهم بذكر المبعث والوحي، وأضاف بعضهم ما لاقى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة، وبعضهم ذكر تاريخ الهجرة وكيف كانت، واتجه بعضهم إلى ذكر ما يقال عن حياة النبي قبل المبعث، وذهب بعضهم إلى ذكر مبدأ الرسالات قبل النبي، وقصص الأنبياء السابقين.
وكان بعض هؤلاء المؤرخين يلتزم إسناد الأخبار إلى أصحابها الذين تضاف إليهم، وبعضهم يترك الإسناد أحياناً، فلما جاء ابن إسحاق، وكان من كبار المحدثين، وضع المنهج الكامل للسيرة في كتابه الخالد، الذي يعتبر رأس التآليف في هذا النوع من التاريخ، وقفى على آثاره الواقدي وابن سعد فيما كتبا من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد عني المؤلف في هذا البحث بتلك المدونات التي سبقت ابن إسحاق، فتعرف منا عند أصحابها، وجمع كل ما وجده من الأخبار عنهم في مختلف كتب التاريخ والطبقات والحديث، وما بقى لم من مدونات مستقلة، أو مبثوثة في تضاعيف الكتب، ثم نظم من ذلك كله هذه التراجم الخصبة بما أودعها من معلومات، الدقيقة بما لها من منهج علمي بارع، وتناول الآثار الباقية من مدونات أصحاب السير: وصفاً وتحليلاً ونقداً، واستخراج من كل أولئك، الخصائص التي تميز بعض المؤلفين عن بعض، ثم ختمها بما كتب عن ابن إسحاق الذي اكتملت عنده تلك الخصائص، والذي يعد بحق “أمير المؤمنين” في تاريخ السيرة النبوية، وبما كتبه عن الواقدي وابن سعد، اللذين تعد سيرتاهم مشابهتين لسيرة ابن إسحاق.