الأيورفيدا في مواجهة الكورونا وقاية وعلاجاً/مقابلة مع د. دهارمندرا دوبي Dube، حاوره د. لويس صليبا Ayurvedic Home remedies to avoid Corona

الأيورفيدا في مواجهة الكورونا وقاية وعلاجاً/مقابلة مع د. دهارمندرا دوبي Dube، حاوره د. لويس صليبا

Ayurvedic Home remedies to avoid Corona

فيديو شهادة في د. دوبي وقراءة النبض

فيديو الدكتور دوبي والعلاج بالمارما

فيديو مقابلة مع د. دوبي على تلفيزيون لبنان

(مقابلة ضمن سلسلة دروس في التأمّل واليوغا على Zoom، الأربعاء 10أذار 2021)

يمكن مشاهدة هذه المقابلة على اليوتيوب Youtube على الرابط Link التالي:

كما يمكن مشاهدة المقابلة الثانية مع د. دوبي (أجريت بتاريخ31 /3 /2021) على اليوتيوب Youtube على الرابط Link التالي:

يسرّني أن أستضيف هذا المساء واحداً من كبار الأطبّاء الحاذقين في قراءة النبض، إنّه الطبيب الأيورفيدي الدكتور دهارمندرا دوبي Dr Dharmendra Dube. مع د. دوبي، قلتُ وأعيد، نبضُك يفضحك، وأنت لا تستطيع أن تخفي شيئاً عنه. وسأروي في ما يلي بعضاً من الأمثلة والأحداث العالقة في الذاكرة في هذا الشأن. قدم د. دوبي إلى لبنان صيف 2002، واصطحبته يوماً إلى منطقة الباروك، وحدّثته عن الشيخ العارف بالله أبو حسن عارف حلاوة قدّس الله سرّه، فأبدى رغبة في زيارته والتبرّك بمرآه ولقائه. فذهبنا للزيارة، وكنتُ من زوّار هذا الشيخ/الولي ومحبّيه، وأعرف تلميذه وسكرتيره الشيخ مروان فيّاض، وهو شقيق صديقٍ لي. وصلنا إلى مقرّ الشيخ حلاوة، فاستقبلنا الشيخ مروان، فعرّفته بمرافقي الطبيب الأيورفيدي الهندي د. دوبي، فرحّب به أجمل ترحيبٍ قائلاً: نحن وموحّدو الهند إخوةٌ وأشقّاء، ويسرّنا دوماً أن نستقبل أيّ أخٍ منهم وشقيق. عندها قلتُ للشيخ مروان د. دوبي جاء ليلقى الشيخ حلاوة ويتبرّك برؤياه، فبادرني د. دوبي قائلاً، وكنتُ المترجم بينه وبين الشيخ، اسأله إذا كان يسمح لي أن أقرأ نبض الشيخ حلاوة، فطرحتُ السؤال على الشيخ مروان، فسألني بدوره وما هي قراءة النبض؟ فشرحتُ له أنّها وسيلة التشخيص الأولى في الطبّ الهندي (الأيورفيدا) ود. دوبي من كبار الحاذقين فيها، وهو بمجرّد أن يجسّ نبضك بمقدوره أن يعطيك تقريراً كاملاً ومفصّلاً ودقيقاً عن حالتك الصحّية وممّا تعاني من أمراض. فقال الشيخ مروان إذا كان الأمر كذلك، فسنخضعه لامتحان بسيط وإذا نجح فيه ندعه يجسّ نبض شيخنا أبي الحسن حلاوة قدّس الله سرّه. فسألته وما هو امتحانك. أجاب ليقرأ لي نبضي ونرى. عندها ترجمتُ للدكتور دوبي ما قاله الشيخ، فابتسم ابتسامة من ظفر بمبتغاه وقال: هذا أمر بسيط، وأمسك بيد الشيخ مروان اليمنى وجسّ نبضه، وطفق يحكي له بالتفصيل عن حالته الصحّية، وأنا أترجم ما يقول. وممّا أذكره تماماً، أنّه حدّثه عمّا يعاني منه في المصران الغليظ، ونصحه ما يجب أن يفعل، ذُهل الشيخ مروان وكاد لا يصدّق ما يسمع، وأقرّ بدقّة تشخيص د. دوبي، وقال ليقرأ إذاً نبض زميلي الشيخ الآخر من مساعدي الشيخ أبي الحسن، ففعل، وكانت النتيجة الثانية مماثلة للأولى، عندها كان لا بدّ للشيخ مروان من أن يفي بوعده، فجيء بالشيخ أبي الحسن عارف حلاوة على كرسٍ نقّال، وما أن أطلّ علينا حتى كادت عيوننا تغرورق بالدموع من مهابة هذا الشيخ الولي، وجلال المشهد، فرغم عجزه الجسدي وكبر سنّه كانت إطلالته كإشراقة قمرٍ من خلف الجبل في ليلة ليلاء. تقدّم د. دوبي منحنياً ومتخشّعاً، وأمسك بيد الشيخ أبي الحسن ليقبّلها، فما كان من الشيخ إلا أن قبّل يده، وفهمتُ من أحد مساعديه أن هذا تقليد يحافظ عليه الشيخ حلاوة، فهو لا يدع أحداً يقبّل يده من دون أن يبادره بالمثل. عرّف الشيخ مروان الشيخ أبا الحسن بنا، فنظر إلينا هذا الأخير نظرة مودّة، ثمّ أمسك د. دوبي يده وجسّ نبضه. وعندما انتهى سألتُه ماذا وجدتَ، فأجاب لم يسبق لي أن قرأت نبضاً مماثلاً، سوى لناسك وحبيس عريقٍ في الهملايا، فنبض هذا يذكّرني بنبضِ ذاك، وهو باختصار نبض القداسة.

وهذا لوحده دليل على علوّ مقام الشيخ أبو حسن عارف حلاوة في الولاية.

ومن ذكرياتي الأخرى عن د. دبي وقراءة النبض، أنّهم طلبوا منّا أن نزور منزل فتاة مريضة في سنّ نحو الخامسة والعشرين، دخلنا غرفتها، وكانت طريحة الفراش، فأمسك د. دوبي بيدها وجسّ نبضها، وكنتُ معه للترجمة، فبادرها قائلاً: لا بأس عليكِ، كنتِ حاملاً وقد أسقطتِ الجنين منذ أسبوع، وستتعافين خلال أيّام. ذعرَت الفتاة العزباء من نتيجة هذا التشخيص وأجهشت بالبكاء وأقرّت بصحّة ما قاله الطبيب، ورجتنا أن لا نخبر أحداً بذلك، ولا سيما من أفراد عائلتها، لخطورة الموقف، فطمأنّاها أنّنا لن نفعل.

ومن ذكرياتي الأخرى: جاءته مرّة مريضة تضع حجاباً على رأسها وكانت مكتئبة وفي حال يرثى لها، وبعد أن جسّ نبضها بادرها قائلاً، ما تضعيه على رأسك ليس بحجاب، أنتِ ببساطة تخفين أثر العلاج الكيميائي الذي أسقط كلّ شعرك، وحدّد لها بدقّة ممّا تعاني من سرطان، فأجهشت بالبكاء، ونزعت عن رأسها فتبيّن لي صحّة تشخيص د. دوبي. وما هي سوى أمثلة بسيطة وغيرها كثير ممّا شاهدتُ وعاينتُ من حذق هذا الطبيب ودقّته في التشخيص بالنبض.

وبهذا الموضوع بالذات سأبدأ حواري معه.

-د. دوبي، كيف تستطيع أن تشخّص كلّ هذه الأمراض وبدقّة بمجرّد جسّ نبض مرضاك؟

قراءة النبض علم، وهذا ما يجب أن نعرفه، وهي ليست سوى علم. والمهمّ أن تطبّق هذا العلم وتمارسه، فبقدرِ ما تمارسه تطوّر حدسك وتنمّيه. وأساس قراءة النبض المزاجات الثلاثة: المزاج الهوائي Vata، والناري Pita، والترابي Kapha.

بيد أنّك تذهب إلى أبعدِ من ذلك، إذ تحدّد بجسّ النبض المرض الذي يعاني منه المريض أيّاً يكن هذا المرض!

المزاج الهوائي مقسوم إلى 80 مرضاً، والمزاج الناري إلى 40 مرضاً، والترابي إلى 20 مرضاً، ولهذه التقسيمات تقسيماتٌ فرعيّةٌ أخرى. إنّها مسألة كبيرة ودقيقة ومتشعّبة، لكن المبدأ بسيط: فعندما تجسّ النبض عليك أن تضع أصابعك الثلاثة: السبابة والاصبعَين التاليين: السبابة يشير إلى الفاتا (المزاج الهوائي)، والثاني إلى بيتا (المزاج الناري)، والثالث إلى كافا (المزاج الترابي). وما تجسّه بداية هو حرارة النبض، ثمّ تنظر إلى حركة النبض: إذا كان سريعاً أم بطيئاً، ثم قوّة النبض: إذا كان قوّياً أم خفيفاً، ثمّ تنظر إلى ثقل النبض Heavyness. وفي النبض أشياء عديدة.

-هل يمكنك أن تضرب مثلاً عمليّاً يوضح ما تقول؟

افترض أن المريض يعاني من فقر الدم Enema. فعندما تجسّ نبضه أوقف النبض وارفع يده فتشعر أن الدم يتساقط نحو الأسفل تماماً كما لو كنتَ تحمل أنبوباً من الماء نصف ملآن وقلبته رأساً على عقب، فتساقطت المياه إلى الأسفل.

ومثلٌ آخر: إذا كان المريض يعاني من حمّى وارتفاع في الحرارة، فعندها يكون النبض سريعاً. وإذا جسّيت نبض مريض يعاني من داء السكّري يكون نبض المزاج الترابي ثقيلاً. وباختصار ففي النبض معلومات عديدة وقيّمة، وعليك أن تمارس جسّه يوميّاً. وفي نصوص الأيورفيدا تفاصيل ومعطيات كثيرة في هذا الشأن.

-ما هي خصائص الطب الفيدي وميّزاته مقارنة بالطب الحديث؟

إنّه سؤالٌ يطرحه أكثر الناس. وببساطة أجيب: في الطبّ الحديث يشتغلون على العوارض، لذا يسمّى Allopathic. مثلاً إذا كنتَ تعاني من وجع في الرأس، فعندها يعطيك الطبيب أقراصاً لوجع الرأس. الأمر بسيط. أما الأيورفيدا فمقاربتها مختلفة. يجسّ الطبيب الأيورفيدي نبضك ويسأل: لماذا يعاني هذا المريض من وجعٍ في الرأس. ويسعى كي يجد جواباً عن هذا السؤال. ما هو سبب هذا الوجع؟ وما هي جذوره؟ وهكذا فبجسّ النبض، وبما يطرح الطبيب على مريضه من أسئلة عن حميته الغذائية ونمط حياته وغير ذلك يعثر على السبب العميق لوجع الرأس هذا، وعلى ضوء ذلك يصف الدواء. لنفترض مثلاً أن هذا الوجع بسبب حموضة Acidity أو بسبب غازات، أو تشنّج Stress، فالعلاج يختلف تبعاً للسبب.

-هل يمكن أن تعطي مثلاً عملياً على اختلاف العلاج هذا؟

سأضربُ لك مثلاً راهناً. ففي الأسبوع الماضي جاءني مريض، وهو شابّ في حدود الرابعة والعشرين، ويعاني من ارتفاعٍ في الضغط، وكان قد باشر بتناول أدوية للضغط. بيد أنّني عندما جسّيتُ نبضه وجدتُ أن المزاج الناري متفاقم عنده، أي أن الحموضة والحماوة مرتفعتان في جسمه. وما فعلته في علاجي له هو خفض تفاقم المزاج الناري في جسمه بأدوية عشبيّة، فلم يعد يحتاج إلى أدوية الضغط لأن السبب الفعلي لمشكلته كان ارتفاع الحموضة في جسمه، وهذا ما جعل ضغطه يرتفع، وبخفض الحموضة اختفى الضغط المرتفع. وهكذا تخلّص هذا الشاب من مشكلة تناول أدوية الضغط طيلة حياته. وباختصار أقول: الأيورفيدا تشتغل على الأسباب العميقة، وغير الظاهرة للمرض، في حين يعمل الطبّ الحديث على العوارض الظاهرة.

-ما الذي تقترحه الأيورفيدا من روتين يوميّ لمن يمارس التأمّل واليوغا؟

اليوغا والتأمّل والأيورفيدا إخوة وأشقّاء. وكلّها مشتقّة من الفيدا. الأمّ واحدة وهي الفيدا. وكلّ متأمّل ويوغيّ يمارس اليوغا بجدّية عليه أولاً أن ينظّف جسده من السموم. وأرى أنّه إن لم يفعل فاليوغا لا تستطيع أن تغوصَ إلى مستوياتٍ عميقة.

-كيف ذلك ولماذا؟

لنضرب مثلاً بسيطاً على ما نقول: إذا كنتَ تعاني من قلقٍ وعصبيّة وتمارس التأمّل فقلقك سيشوّش عليك تأمّلك، وهذا القلق يمكن أن يكون ناتجاً عن مشكلة في المنزل أو العمل، أو غير ذلك. ومثل عملي آخر: إذا كنتَ تعاني من وجعٍ في الظهر، فكيف ستمارس التأمّل؟! ستمضي وقت التأمّل وأنت تعاني من وجع ظهرك، ولن يكون لتأمّلك الفائدة المرجوّة. وفي الهملايا نبتة اسمها Coutaj، وكلّ يوغيّ يبحث عنها، ويتناولها ليومَين أو ثلاثة، فتُحدث إسهالاً في الجسم، وتطرد السموم من الجسم. واليوغيّون في الهملايا يعرفون جيّداً هذه النبتة، فيذهبون إلى الجبال ويقطفونها، ويتناولونها. وبالإسهال الذي تحدثه ينظّفون أجسامهم من السموم، وبعد هذا التنظيف ينصرفون إلى التأمّل.

-هل من روتين يوميّ صحّي تنصح به الأيورفيدا للوقاية من الأمراض المزمنة كالسكّري والضغط والسرطان وغيرها؟

تعتبر الأيورفيدا أن أبرز أسباب أمراضٍ كهذه هي الحمية الغذائية Diet، ونمط الحياة .Life styleأي ماذا نأكل؟ وكيف نعيش؟

انظر اليوم ماذا يأكل الناس: وجبات سريعة Fast Food كالبيتزا والهامبرغر وغيرها. وكلّها أطعمة غير صحّية، وسيحصدون بنتيجتها، وعاجلاً أم آجلاً، أمراضاً عديدة. ونمط الحياة الخالي من النشاط الرياضي والحركة مقروناً بالتشنّجات Stress اليوميّة سيفضي حتماً إلى الأمراض. والمهمّ، تقول الأيورفيدا حمية متوازنة، ونمط حياةٍ متوازن. فإذا تحكّمتَ بحميتك الغذائية أي ريجيم أكلك، وبنمط حياتك فباستطاعتك أن تتجنّب عندها 50% من الأمراض.

-والنصف الآخر من الأمراض أو أسبابها كيف التعامل معه؟

هناك أمرٌ آخر بالغ الأهمّية: الأدوية البيتية Home remedies. إذا استخدمتَ هذه الأدوية البيتية فستقوّي مناعتك. فكل الأمراض كالسرطان وغيره تعود إلى جهاز المناعة. وعندما تقوّي مناعتك تحلّ أكثر مشاكلك الصحّية.

-وما الذي تنصح به الأيورفيدا في هذا الصدد؟

أمور عديدة أذكر منها: 5 حبّات لوز صباح كلّ يوم، على أن تُنقع في الماء في اليوم السابق. حبّتان من التمر، زهورات من حبق وغيره كما سيلي وصفه كلّها تقوّي جهاز المناعة. الأطعمة المطبوخة نصف طبخة كي لا تقتل كلّ المواد الغذائية فيها، حمية صحّية، يضاف إليها المشي وتمارين اليوغا. وبعض الأدوية العشبية تساعد على تقوية المناعة مثل Giloy وغيرها. والمهمّ التركيز على الحمية الغذائية ونمط الحياة.

-منذ بداية جائحة كورونا وحتى اليوم عالجتَ أكثر من 1500 مصاب بهذا الفيروس. هل خفتَ بأن تصاب بهذه العدوى بسبب تعرّضك الدائم لها؟ وماذا أخذتَ من احتياطات؟

كي أكون صادقاً معك، كنتُ مذعوراً في البداية لا سيما وأن وسائل الإعلام ووسائط التواصل ضخّمت من حجم المشكلة، وهي في الحقيقة لم تكن بهذا الحجم. فإذا اخذتَ احتياطاتك، وراقبتَ جهاز المناعة عندك فلن يحدث لك سوء. قد لا تصدّق أن في عيادتي خبراء يقومون بفحص الكورونا، وطلبتُ منهم فحص من اكتشفتُ عندهم المرض من النبض، وفي اليوم التالي كان الجواب دوماً مطابقاً لتشخيصي المستند إلى النبض.

-كيف نجوتَ أنت من هذا الفيروس رغم تعرّضك الدائم والمستمرّ له؟

لأنّني كنتُ آخذ احتياطاتي دوماً. وفي منزلي نحن عائلة كبيرة وكانوا خائفين من أن أنقل العدوى إليهم لأنّني أعاين الكثير من مرضى الكورونا. وهو خوفٌ له مبرّراته، فالذعر من الكورونا كان عامّاً وعالميّاً. ولكن أقولها بصدق: لم أقم إلا بأشياء قليلة للوقاية، وقد ساعدَتْني وساعدَتْ عائلتي. وكنتُ أعاين الكثير من المرضى كلّ يوم، ولا أعرف بالطبع سلفاً أي نوعٍ من المرضى سأعاين: مرضى كورونا أم غير ذلك. وهل مريضي هذا أو ذاك ممّن ينقل المرض أم لا؟

-ماذا اتّخذتَ من إجراءات للوقاية إذاً؟

1-الغرغرة: صباحاً بزيت الزيتون ثم بالعقدة الصفراء كما هو مبيّن في الوصفة المرفقة.

2-شرب زهورات (شاي عشبي) طبقاً للوصفة المرفقة. وهي تنظّف الرئتين وتحسّن الهضم. وكذلك تناول فاكهة تحوي فيتامين C، مثل ليمون وبابايا وغيرها.

3-Steam في المساء عند عودتي أتنشّق بخار زيت الكينا Eucalyptus البخار يساعد 90% في التخلّص من الفيروس في الأنف والحنجرة.

-حرق الكافور في العيادة والمنزل. كنت أطلب من مساعدي أن يحرق الكافور في العيادة لا سيما عندما كنتُ ألاحظ أن المريض يعاني من داء الكورونا. فالكافور يغيّر الرائحة في العيادة ويقضي على معظم الجراثيم فيها.

-كيف تعالج الأيورفيدا فيروس كورونا؟

في الأيورفيدا 4 أو 5 أدوية للكورونا. وفيها نباتات عديدة فعّالة، ومن شأنها تسريع العلاج واختصار المدّة التي يستغرقها، مثلاً مدّة 14 يوماً للعلاج يمكن تخفيضها إلى النصف. ولأوّل مرّة في التاريخ تمّ الاستعانة بالأيورفيدا في المستشفيات الحديثة في الهند لعلاج الكورونا. وجاءت النتائج مشجّعة جدّاً. وهو عمل قامت به وزارة الأيورفيدا واليوغا في الحكومة الهنديّة Ayush. والهند هذا البلد المكتظّ بالسكّان حمته الأيورفيدا. إذ لم يكن متوفّراً ما يكفي من الأدوية الكيميائية، لكن بفضل الشاي العشبي، والأدوية البيتية داوى الناس أنفسهم في بيوتهم وشفوا أنفسهم. ونسبة المرضى في الهند كانت متدنّية مقارنة بسائر البلدان، ونسبة الشفاء أعلى، وذلك بفضل الأيورفيدا.

-د. دوبي: كلّ الناس تسأل عن اللقاح، هل أخذته؟ ولماذا؟

لم آخذ اللقاح المضادّ للكورونا. لأنّني ببساطة في زمن تفاقم الكورونا والذي أصيب فيه أكبر عددٍ من الناس بالعدوى لم أصب بهذا الفيروس. والآن وقد تغيّرت الظروف، وتدنّت أعداد الإصابات فلا أعتقد أننّي أحتاج إلى هذا اللقاح. ولا أحد من أفراد عائلتي مهتمّ بأخذه.

-هل تنصح مرضاك بأخذه؟

يتّصل بي مرضاي باستمرار ويسألونني عن اللقاح وإذا كان من الضروري أن يأخذوه. ولا أقول لأحدٍ لا تأخذه. وجوابي الدائم إذا أردتَ فلا بأس من أخذه، وتستطيع أن تأخذه. ولا أقول لأحدٍ لا. ورأيت في الهند أن أكثر الناس بدأوا يأخذون الجرعة الثانية من اللقاح بعد شهر من الأولى، وما من مشكلة عموماً. لكن فاعليّة اللقاح لا تتجاوز 90% في أحسن الأحوال. إنها جائحة، وفي الجائحة يصعب أن تقول للناس لا تتطعّموا. لكنّك إذا كنتَ تأخذ احتياطاتك وتقوم بتدابير الوقاية التي ذكرتها فلن تحتاج إلى لقاح.

-هل يعني ذلك أنّه بما أنّك تأخذ الاحتياطات اللازمة فلا تحتاج إلى لقاح لك ولا لأفراد أسرتك؟

أفراد أسرتي ما من أحدٍ منهم يهمّه أن يتطعّم. بيد أنّني أكرّر لستُ ضدّ اللقاح. وصدّقني ولدتُ في مدينة بنارس ومنذ صغري وحتّى اليوم لم أتلقّح ضدّ أي مرض: لا الشلل، والا الجدري، ولا أيّ مرضٍ آخر، ولم أعانِ ولا أعانِ اليوم من أيّة مشكلة صحّية ناتجة عن أي مرضٍ سارٍ. فالمهمّ هو الوقاية.

-هل يعني ذلك أنّك ضدّ اللقاحات من حيث المبدأ؟

كنتُ أعمل في عيادة في العاصمة الأميركية واشنطن في Washington DC . وكان بالقرب من عيادتنا مستشفى للأطفال متخصّصة بأمراض الأطفال المعدية، وكان الأطفال المرضى يقصدونها من مختلف أنحاء أميركا ومن أوروبا. وأكثر الأدوية التي كان يتناولها الأطفال في تلك المستشفى كانت إجمالاً مضادّات للقلق والاكتئاب: أي أن الأدوية نفسها التي توصف للراشدين كانت تُعطى للأطفال من عمر 3 سنوات و7 و 8 سنوات. وكان أهل هؤلاء الأطفال يعرفون تماماً ما تسبّبه هذه الأدوية من عوارض جانبيّة، فلم يكونوا يحبّون أن يتناولها أولادهم. فكان هؤلاء الأطفال يقصدون مع أهلهم عيادتنا، وعندما كنّا نتفحّص ملفّاتهم ولماذا يعانون من هذه الأمراض، كان يتبيّن لنا أن 50% منهم مصابون بهذه الأمراض بسبب اللقاحات. ومن هنا فعلى المرء أن يكون متنبّهاً قبل أن يأخذ أي اللقاح. وإذا كنتَ تعتني بنفسك كما يجب وتقوّي جهاز مناعتك فلن تحتاج إلى لقاح.

-كيف يمكن إذاً تقوية جهاز المناعة للوقاية من الكورونا؟

الكورونا لن تختفي من العالم في القريب العاجل. واللقاح في أقصى الحالات لا تتجاوز فاعليّته 90%. هناك إذاً دوماً احتمال لا يقلّ عن 10% للإصابة على الرغم من أخذ اللقاح. لذا فمن المهمّ أن يداوم المرء على العناية بنفسه مستخدماً الأدوية البيتية، والمتمّمات الغذائية، وبالتالي العناية بجهاز المناعة.

-كيف يمكن مواجهة الذعر من الكورونا؟

سؤال في غاية الأهمّية، لا سيما وأن الخوف من الكورونا غالباً ما يكون أشدّ وطأة وسوءاً من الكورونا نفسها. ولمواجهة هذا الخوف عليك بممارسة اليوغا والتأمّل والتمارين الرياضية. ففي الرياضة: المشي ولا سيما المشي السريع، وتمديد العضلات والتحمية. ثم اليوغا. وبعد اليوغا يتعب الجسم، فيلزمك الراحة، وهنا مارس التأمّل، والتأمّل سيرفع من معنويّاتك. إنّها عناصر ثلاثة مهمّة.

-وعلى الصعيد النفسي ما الذي يجب فعله لمواجهة هذا الخوف؟

يجب أولاً التعامل بما يلزم مع الأفكار السلبية وأن لا نفسح لها المجال كي تسيطر على ذهننا. وثانياً أن نحذر من المعرفة المجتزأة والمبتورة أو المغلوطة، وكم نُشرت معلومات ومعطيات من هذا الصنف في مجال الكورونا ومنذ بداية انتشار هذا الفيروس. وثالثاً الدعاية المغلوطة وما أكثرها في زمن الإنترنت والفايس بوك وغيرها. فيجب تجنّب هذه الثلاثة.

-وماذا أيضاً عن الحمية الغذائية المساعِدة للوقاية؟

حاولوا دوماً أن تتناولوا أطعمة ساخنة، وتجنّبوا دوماً الأطعمة المأخوذة مباشرة من الثلّاجة. وكذلك أن تحضّروا الطعام وتضعوه في الثلّاجة لتتناولوه في الغد أو ما بعده. إنّها عادة سيئة جدّاً. الأطعمة الطازجة مهمّة جدّاً، وكذلك الأطعمة المطبوخة. واستهلكوا الفاكهة في مواسمها. أمّا الأطعمة غير الطازجة فتزيد من أما Ama أي السموم في الجسم. ما يعقّد عملية الهضم ويزيد الغازات والحموضة في المعدة، فتشعرون عندها بالتعب والقلق. لذا حاولوا أن تتناولوا دوماً أطعمة نضرة وطازجة.

-هل تعتقد أن علاج الأيورفيدا كافٍ لمواجهة الكورونا وقايةً وعلاجاً؟

كوقاية فإنّني متأكّد أنّه كافٍ. فإذا قمتم بما تحدّثتُ عنه من أساليب للوقاية فلن تصابوا بهذا المرض. لكن إذا أصبتم به فالوضع مختلف، ولا بدّ من المعالجة بمساعدة الطريقتين: الأيورفيدية والطبّ الحديث. وفي عددٍ من المستشفيات الحديثة في الهند استعانوا بالأيورفيدا، وفي بعضها الآخر عالجوا بالأيورفيدا وحدها، ومن دون أي دواء من الطبّ الحديث، وكان تجاوب المرضى تامّاً. بيد أنّه في بعض الأوضاع استخدموا الاثنين: أدوية الطبّ الحديث، وأدوية الأيورفيدا. ففي حالة إصابة رئتَي المريض فهو يحتاج حتماً إلى الأوكسيجين. وأيضاً ففي بعض الحالات يجب استخدام المضادّات الحيويّة Antibiotics وفي الهند 50% من المستشفيات عالجت الكورونا بعلاجات الأيورفيدا وحدها. وفي مستشفيات حديثة أخرى استخدم بعض العلاجات الأيورفيدية مثل الشاي العشبي وغيره.

-لاحظتُ أنّك تعمد في عيادتك إلى حرق الكافور؟ لماذا؟

للكافور تأثير فعّال في فتح المسالك الهوائية. وفي الجبال فالناس الذين يعانون من مشكلة في التنفّس على ارتفاعات عالية يستخدمون الكافور لمساعدة التنفّس وتقويته. وللكافور ميزة مهمّة وهي قتل الجراثيم والبكتيريا والفيروسات وهي خاصّية طبيعية له. وفي الهندوسية، وفي الكثير من الطقوس، يعمدون إلى حرق الكافور، فلماذا استخدام الكافور تحديداً دون غيره من الموادّ؟! لأنّه في وقت إقامة هذه الطقوس يكثر الحاضرون، والكافور خير وسيلة لمنع انتشار الجراثيم أو الإصابة بها في الزحمة. وفي سيّارتي لا أحرق الكافور بل أضعه في جيب فتنتشر رائحته. وإلى ذلك فللكافور خاصّية أخرى وهي منع الطاقة السلبية من الدخول. وفي الأيورفيدا نستخدم الكافور لمعالجة الربو والرشوحات والكريب، وحتى مشاكل القلب. لذا فالكافور مهمّ جدّاً في الوقاية والعلاج، وهو متوفّر بسهولة.

-هل يمكن تشخيص الكورونا بجسّ النبض فقط؟

70% نعم. في حالة الكورونا وكذلك في حالات الكريب والرشح، فالنبض نفسه إذا عالجت مريض كورونا أو مريض رشح وكريب. لكن في الكورونا نبض المزاجات الثلاثة ينبض في الوقت عينه، ونبض المزاجات تكون ضعيفة، والنبض سريع لأنّ الرئتين لا تعملان كما يجب، فيسرع التنفّس ويسرع معه النبض. وهنا يتعلّق الأمر بالطبيب ومدى حذقه، لا سيما وأن الكورونا مشكلة جديدة. ولكن أعود وأكرّر أنّه في 70% من الحالات يمكن تشخيص الكورونا بالنبض. وهذا ما فعلته في عيادتي إذ كان يأتيني المرضى بمشاكل بلغم وسعال وحمّى وأشخّص الكورونا بجسّ نبضهم وأطلب منهم للتأكّد إجراء فحص الكورونا وفي 90% من الحالات كانت نتيجة الفحص تؤكّد صحّة تشخيصي.

-سؤال أخير: أي أثرٍ كان للكورونا في حياتك الروحيّة؟

الكورونا جعلتني أكثر روحانيّة. ولست الوحيد، بل في طول الهند وعرضها جعلت الكورونا الناس أكثر روحانيّة. إذ حبست الناس داخل بيوتهم، فمارسوا في فترة الحجر الإلزامية مختلف الطقوس الدينيّة وكانوا أكثر نقاء. وكانوا يستحمّون صبيحة كلّ يوم ويرتدون ألبسة مطهّرة ونظيفة. ونمط الحياة والحمية الغذائية كلّها تغيّرت. وتوقّفوا عن تناول الطعام خارج بيوتهم، كما توقّفوا عن تناول اللحوم والدجاج وسائر الأطعمة غير النباتيّة. فصاروا أكثر روحانية. والتباعد المفروض في الكورونا شجّع على المزيد من الروحانيّة. كنتُ في السابق أمارس الطقوس الدينية صباحاً، أمّا الآن فصباحاً ومساءً. ولستُ أنا وحدي، بل أكثر من 50% من الناس غيّرت عاداتها، وزادت من الممارسات الدينية.

-إذاً كان للكورونا جانبٌ إيجابي؟

أجل هناك جانب إيجابي 100% للكورونا. والناس كانت بحاجة إلى هذا التغيير. وما من شيء يحدث في هذا الكون إلا لغاية ما ولهدفٍ معيّن.

إرشادات الأيورفيدا للوقاية من الكورونا

1-الغرغرة بزيت الزيتون الدافئ أو زيت السمسم صباحاً. (ويمكنك أيضاً أن تضع ملعقتين من الزيت في 100 مل من الماء الدافئ)

2-الغرغرة بكوب واحد من الماء الدافئ توضع فيه ملعقة كبيرة من الكركم (عقدة صفراء)، وربع ملعقة من الملح الخشن.

3-شاي عشبي (زهورات) يحضّر كالتالي: 2 ملعقة كبيرة من الفلفل الأسود، وربع ملعقة كبيرة من مسحوق الزنجبيل، وربع ملعقة كبيرة من الحبق المجفّف وملعقة كبيرة من القرفة، يوضع هذا المزيج في 200 ملل من الماء ويُغلى حتى يصير 100 ملل ثم يشرب. (يمكن استخدام محلّيات طبيعية كالدبس، أو Stevia).

4-استنشاق البخار Steam بعد العودة من العمل. ولا سيما بخار الكافور Camphre، أو الأوكاليبتوس أي الكينا.

5-يوضع القليل من الغي Ghee (الزبدة المنقّاة) الدافئ في كلّ منخار قبل الذهاب إلى الفراش.

 

Ayurvedic Home remedies to avoid Corona

1-Gargle with warm olive oil or sesame oil in the morning

Take 2 table spoons of oil

2-Gargle with one glass of warm water plus one table spoon of turmeric and 1/4th table spoon of salt

3-Prepare decoction (a herbal tea) from: 2 table spoon of black pepper and 1/4th  table spoon of ginger powder and 10 Tulsi[1] leaves and one cinnamon table spoon (for taste add Jaggery[2]). Add the mix to 200ml of water and boil it and make it 100ml. Then drink it sip by sip

4-After coming from work take steam inhalation

5-Put 2 drops of medium warm Ghee  in each nostril before going to bed

 

Herbal supplements  (to avoid Corona)

Giloy[3] or Gudduchi (2 tablets twice a day)

Ashwagandha (2 tablets twice a day)

Chyavanprash[4] (10 grams twice a day)

 

If you are suffering from Corona symptoms:

1-Tribhuvan Kirti Ras (2-2)

2-Swas Kas Chintamani Ras (1-1 and Honey)

3-Sitopaladi churna (1 table spoon twice a day with honey)

4-Talisadi churna (1/2 table spoon twice a day with honey)

 

 

«»«»«»«»«»([5])

[1] Holy basil.

[2] Traditional non-centrifugal cane sugar. It is a concentrated product of cane juice and often date or palm sap without separation of the molasses and crystals, and can vary from golden brown to dark brown in colour.

[3] Heart-leaved moonseed  or Tinospora cordifolia is an herbaceous vine of the family Menispermaceae indigenous to tropical regions of the Indian subcontinent.

[4] Chyavanprash is a cooked mixture of sugar, honey, ghee, Indian gooseberry jam, sesame oil, berries and various herbs and spices. It is prepared as per the instructions suggested in Ayurvedic texts.

[5]

د. دهارمندرا دوبي وقراءة النبض

د. دوبي في عيادته

ينتظرون دورهم في عيادة د. دوبي

شاهد أيضاً

Serata di poesia su Bistami/poesie di Lwiis Saliba, Leggere su Zoom, mercoledì 6/4/2022

Serata di poesia su Bistami/poesie di Lwiis Saliba, Leggere su Zoom, mercoledì 6/4/2022 Ci immergiamo …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *