دروس في تاريخ الفلسفة؛ فلاسفة اليونان والإسلام وأوروبا الوسيطية والحديثة

تأليف: إبراهيم مدكور، يوسف كرم  
تاريخ النشر: 01/06/2004    
الناشر: دار ومكتبة بيبليون
النوع: ورقي غلاف فني،
حجم: 21×14،
عدد الصفحات: 432 صفحة   
الطبعة: 1  
مجلدات: 1          
اللغة: عربي 

نبذة:
الفلسفة لفظ معرب عن اليونانية، وهو في هذه اللغة مركب يراد به محبة الحكمة. والحكمة في ذاتها أرقى أنواع المعرفة لأنها تتناول المسائل الكبرى العويصة الدقيقة، وبالنسبة للشخص المتصف بها ملكة تكسبه جودة الحكم وحسن التصرف. وكان قدماء العلماء والمصلحين يسمون أنفسهم أو يسميهم الناس حكماء، فرأى فيتا غورث أن الحكمة بمعناها التام لا تتفق للانسان، وأن الواحد منا يعاني مشقة أي مشقة في تحصيلها, ويقضي في ذلك العهد كله ولا يبلغ إلى الغاية. فالحكمة معرفة نطلبها ونأخذ منها بنصيب دون أن نستوعبها، فلسنا حكماء ولكن طلاب حكمة ومحبوها أي فلاسفة. على أن الفلسفة تتبين بتاريخها الذي يظهرنا على نشوئها ونموها واكتمالها, وهذه إحدى الخصائص التي تميزها من العلوم؛ فإن تاريخ العلوم عبارة عن حكاية محاولاتها وأخطائها قبل أن تصل إلى الحقيقة المجمع عليها المؤيدة بالتجربة والاختبار، ولا شأن للمحاولات والأخطاء مع الحقيقة، وقد يهمل تاريخها أو يضيع دون أن تنتقص الحقيقة المكتسبة. أما الفلسفة فإن تاريخها سجلها وموضوعَه موضوعها. وليس بالامكان فهم مسألة فلسفية حق الفهم، وتبين جميع وجوهها إلا بتدبر مختلف الآراء فيها وتقدير نصيبها من الصواب والخطأ.

ويقسم تاريخ الفلسفة قسمة التاريخ العام؛ أي إلى تاريخ قديم ومتوسط وحديث. ففي العصر القديم ليس هناك من فلسفة بمعنى الكلمة إلا عند اليونان، عندهم نبتت ونمت وتم تكوينها فيما بين القرن السادس والقرن الرابع قبل المسيح، واستمرت بينهم إلى أن تقلدها منهم الغرب المسيحي والشرق الإسلامي واليهودي، فتطورت طول العصر المتوسط حتى بلغت إلى العصر الحديث فاصطنعها هو أيضاً وذهب فيها مذاهب شتى دون أن يفقدها وجهها الأصلي وهذا لا يعني أن الشعوب الشرقية القديمة لم تعرف المسائل الفلسفية الكبرى، فقد عرفتها وأعملت فيها عقولها قبل أن يتفلسف اليونان؛ ولكنه لم تعالجها بالحد والبرهان كما فعل هؤلاء؛ بل أرسلت القول فيها على نحو ما يرسل الشعراء، واستخدمت الشيء الكثير من الخيال، فصاغت آراءها في قصص وأساطير وجاءت آراؤها هذه أقل نضوجاً وإحكاماً من آراء فلاسفة اليونان، وهي فوق ذلك لم تنظر في المسائل لذاتها كموضوعات علم مستقل مرتبط الأجزاء، بل اعتبرتها مسائل دينية وعالجتها بالقدر اللازم للدين، فلم تجرد الفلسفة من الدين ولم ترتب مسائلها في علوم متمايزة: لم تؤلف منطقاً ولم تدرس الجدل لذاته، بغية بيان أصوله وطرقه ولم تستخلص المناهج العلمية التي تصعد بالاستقرار من الجزئي إلى الكلّي، وتنزل بالقياس من الكلّي إلى الجزئي، وإن تكن جادلت واستَقرَت وقاست جدياً مع فطرة العقل دون علم بالقواعد، ولم تؤلف علماً طبيعياً يخوض في تعريف الجسم والحركة والزمان والمكان على نحو ما نجد عند اليونان ولم تؤلف علماً للأخلاق يفحص عن مبدأ السيرة الإنسانية ويوازن بين اللذة والفضيلة موازنة جدلية علمية، ويعرّف الفضيلة وشروطها وأنواعها، وإن تكن عرفت الفضائل كلها وأشادت بها.

فمن المسَلّم أن الشعوب الشرقية سبقت اليونان إلى الشيء الكثير من المعارف والآراء وأن اليونان أخذوا عنها، ولكن يحكى القول بأن تكن الآراء والمعارف اتخذت عندهم شأناً آخر بالتحليل والتعريف والبرهنة، وأنهم زادوا عليها أموراً كثيرة لم يسبقوا إليها. إلا أن من المهم القول بأن الفلسفة علم يوناني وليس من شك في أن أحداً يجادل في ذلك. ولتسليط فريد من الضوء على ذلك كله جاء هذا الكتاب الذي هو بمثابة تاريخ للفلسفة عند اليونان وفي الإسلام ولدى أوروبا الوسيطة والحديثة.

شاهد أيضاً

عظماء الفلاسفة في الشرق والغرب؛ سيرهم وكيف تفهمهم

تأليف: هنري توماس تاريخ النشر: 31/12/2007     ترجمة، تحقيق: بتري أمين – زكي نجيب محمودالناشر: …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *