تأليف: ظهير الدين البيهقي
تاريخ النشر: 01/06/2007
ترجمة، تحقيق: محمد كرد علي
الناشر: دار ومكتبة بيبليون
السلسلة: تاريخ الفلاسفة والحكمة قديماً وحديثاً
النوع: ورقي غلاف فني،
حجم: 21×14،
عدد الصفحات: 203 صفحة
الطبعة: 1
مجلدات: 1
اللغة: عربي
نبذة:
البيهقي، مؤلف هذا الكتاب، هو غير البيهقي المحدث والبيهقي الأديب. وقد نسب الى بيهق من العلماء والأدباء كثيرون. وصاحب هذا الكتاب هو ظهير الدين أبو الحسن علي بن زيد من سلالة خزيمة بن ثابت الملقب بذي الشهادتين صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان خزيمة قد قاتل مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في صفين سنة تسع وثلاثين وقتل من جملة من قتل من عظماء الملّة.
ونزل أنباء خزيمة بلاد فارس وما أنستهم بيئتهم الجديدة نسبهم العربي الصحيح ولا أدخلت الأيام الضيم على لغتهم وأدبهم وأضافوا اليها لغة أخرى وأدباً جديداً، شأن ألوف من العرب حلّوا أرض العجم.
وفي قصبة سابزوار من نواحي بيهق من أعمال نيسابوا عاصمة خراسان، ولد ظهير الدين سنة 499هـ من أب عالم وأم حافظة عالمة بوجود تفاسيره. وأسلمه والده الى الكتاب والحفاظ، وحضر دروس أبي جعفر المقري بنيسامبور وهو مصنف ينابيع اللغة وقد حفظ ظهير الدين أهم تصانيف علماء المسلمين في اللغة والحديث وعلم الكلام وغيرهما.
وإختلف مدة مديدة الى الامام أبي الهيصم الهروي وقرأ عليه ماشاء من دقائق العلوم. كانت له مؤلفات كثيرة عدّها ياقوت (74) كتاباً معظمها في العلوم الدينية، ومنها ما كان في الأدب والتاريخ، ومنها بضعة كتب في الحكمة ككتاب أسرار الحكمة وأطعمة المرضى والمعالجات الإعتبارية وكتاب السموم وكتاب في الحساب وخلاصة الزيجة وأساي الأدوية وخواصها ومنافعها وهو المعنون بتفاسير العقاقير.
وكتاب أمثلة الأعمال النجومية وكتاب أحكام القراءات الى غير ذلك كما وضع بضعة كتب بالفارسية ومنها تاريخ بيهق. وللمؤلف كتاب تتمة صوان الحكمة تأليف أبي سليمان المنطقي السجستاني من حكماء القرن الرابع.
ولم يذكر المؤلف التتمة ماسبق لصاحب الصوان ذكره لإيقانه أنه جود في الترجمة لهم وإقتصر على بعض حكماء خوارزم وخراسان وفارس والعراق، والتتمة كتاب في الفلسفة فيه تراجم حكماء اليونان خاصة. ولم يتعرف لذكر أحد من الشام وأفريقية والأندلس. وإن معظم من ترجم لهم البيهقي كانوا من أهل القرن الخامس والسادس وبعضهم من الصابئة والمجوس واليهود واليعاقبة والنساطرة ممن نشأ في ديار الإسلام وكتبوا تآليفهم بلغته.
وأكثر غير المسلمين فيهم من أهل القرن الثالث والرابع ممن إقتبسوا الحكمة من اليونان. ويمكن أن يقال أن هذا الكتاب “تتمة صوان الحكمة” كتب في زمن نضجت فيه الفلسفة عند المسلمين، ولم ينشأ في القرن السابع وما بعده فلاسفة عظماء على ماكان في القرن الثالث الى السادس، ولا قام عالم من عيار الرازي والبيروني وإبن هيثم وإبن زهر وإبن باجة الا على الندرة وفي القرون الكثيرة مثل إبن خلدون في أفريقية وكمال الدين بن يونس في الموصل.
وإن ممن ترجم لهم المؤلف الكثير من الحكماء والمهندسين والأطباء والفلكيين والمنجمين، وما كان لهم من تصانيف في الطب والحكمة والنجوم والهندسة وما وضعوه من الأزياج والتقاويم، كما ذكر المؤلف بعض الأماكن التي حفظت فيها كتب الحكمة وضنانة الحكماء بها، ورأيه فيما قرأه وإستفاد منه، وغرام الملوك والسوقة بالأزياج وأخذ الطوالع من الأملاك، ومبلغ إعتقادهم في صحتها على ما كان العرب في الجاهلية يعتقدون بالجنة.
وجاء الكتاب ببرهان على أن المدينة الإسلامية وحدة لا تتجزأ وإن كل قطر متمم للأقطار الأخرى. ترجم البيهقي من ترجم لهم بإيجاز على الأكثر، وقد توسع في ترجمة إبن سينا خاصة، وأوجز في الترجمة للفارابي والبيروني والرازي وإبن الهيثم وإبن سهلان والراغب ومسكويه والبتاني وإبن زيد البلخي والبوزجاني ويحي بن عدي وحنين بن إسحاق وإبن الضبي.
وإن القارئ ليجد في هذه التراجم المختصرة ما لن يجده من أخبار في التراجم المطولة. ومن أهم ماحرص على ذكره ما آثر لهم من حكم لطيفه إهتم بإلتقاطها أكثر من إهتمامه بتدوين سني ولادتهم ووفياتهم. وقد يغفل ترجمة الرجل ويكتفي بنقل ماعزي إليه من كلام جميل. وكثيراً مايذكر أم الرجل وأباه. ومهما يكن من أمر يمكن القول بأن تاريخ حكماء الإسلام رسم ناحية جميلة من نواحي التفكير الإسلامي في زمن يكاد يكون خاتمة سمو العقل ومبدأ تراجع العلم في الإسلام. وتجدر الإشارة الى أن هذا الكتاب جاء في سلسلة “تاريخ الفلاسفة والحكماء”.
وهذه السلسلة إنما تقدم المصادر النفيسة هذه في طبعات محققة مقرونة بدراسات وشروحات وهي الى ذلك لا تقتصر على كتب التراث فقط، بل هي تعمل على تغطية تاريخ الفلسفة والفكر الديني والصوفي من زاوية سيَر من برزوا في هذه المجالات وتعاليمهم ومؤلفاتهم. وهي ترفع شعار الإنفتاح على كل العصور والحضارات والأديان. فلا تستنثني أحداً ممن كان له شأن في الفكر وتطوره.