صدر مؤخرا للدكتور لويس صليبا في ط2 كتاب “رسالة اﻷكويني في الرد على المسلمين”.
يجمع هذا الكتاب نصوص معلم معلمي الكنيسة في الإسﻻم ويقدم ترجمة عربية أمينة لها. وهي نصوص تنشر للمرة الأولى في لغة الضاد. ولكنه ﻻ يكتفي بذلك بل يمهد لها بدراسة تحليلية مسهبة تسلط الأضواء على خلفيات موقف الكنيسة ومعلمها اﻷول من الإسلام. كيف عرف القديس توما اﻹسﻻم؟ ولماذا بقي موقفه يحكم موقف الكنيسة الكاثوليكية منه حتى أواخر القرن19؟
مصادر الأكويني الأساسية في اﻹسلام اثنان: رسالة الكندي وأعمال اﻷباتي بطرس الموقر. وضع الكندي رسالته في عصر الخليفة المأمون. وهي حتى الآن أقدم مصدر غير إسﻻمي في السيرة النبوية. ونقلت إلى الﻻتينية في القرن 11م. ومنها عرف الغرب الكثير عن الإسﻻم. أما الأباتي بطرس المبجل فكان صاحب مشروع رائد في التعرف إلى اﻹسﻻم فقد عمل على ترجمة نص القرآن إلى الﻻتينية وهي الترجمة التي بقيت معتمدة قرونا طويلة. وإلى ذلك وضع كتابين يحاجج فيهما المسلمين ويطرح فيهما السؤال من هو خاتم الأنبياء؟ ويجيب عنه.
وانطلاقا من هذا الإرث طور القديس توما نظرية وموقفا من الإسﻻم عرضهما في كتابين له. وﻻبد أن تقرأ نصوصه فيه في إطارها التاريخي والحجاجي هذا. وأول أصداء هذا الموقف رددها دانتي في الكوميديا الإلهية. وتبين الدراسة أن رؤيا الغرب لﻹسﻻم طيلة قرون ﻻ يمكن أن تفهم بمعزل عن نصوص الأكويني فيه. ومن هنا أهميتها.
كانت حقبة جدل وحجاج حام بين الديانتين. ولكن ما يغيب عن بال الكثيرين هو أن الجدل مهما حمي فهو معبر لا بد للحوار المجدي أن يمر به. والأكويني الذي حاجج المسلمين هو نفسه الذي قرأ الفلسفة الإسﻻمية وأبدى اعجابه واحترامه لها. وفي هذا الكتاب أمثولة من الأمس في سبيل غد عنوانه الحوار واللقاء