لَمْ تُكْذَبْ الشَّمْس

لَمْ تُكْذَبْ الشَّمْس

أَنَا كَذَبَتُهَا

وَمَا سَمِعْتُ   لَهَا نِدَاءَ

وَمَالَ قَلْبُي مُدَبَّرَا عَنْهَا

وَأُدِرْتِ وَجْهَي للْوراءِ

نَادَتْ وَقَالَتْ: لِي أَنْتَبِهَ

 
أَنَّي الِيِكَ  لِنَاصِحَةِ وَفِي

الغَد سَوْفَ يَنْكَشِفُ الْغِطَاءَ

أذهبَ  فَدَرْبُكَ شَائِكُ

لَا حُبَّ فِيه وَلَا وَفَاءَ

سَتَعُودُ مَجْرُوحَ الْفُؤَادِ

وَلَنْ يَنْفَعَكَ يا قَمَرِي الدَّواءَ

سيكون جُرْحُكَ غَائِرَا

وَالْقَلْبُ مَكْسُورَ الاباءِ

قُلْتِ لَهَا :

أَنَا الْمُخَضْرَمُ فِي الْحَيَاة

كَفِي كَلاَمِكَ كُلُّه مَحْضَ افتراء

****************
لَمْ تُكْذَبْ الشَّمْس

أَنَا كَذَبَتُهَا وَمَضَيْتُ

فِي دَرْبِ الْهَبَاءِ

الشَّمْسُ غَابَتْ عَنْ السَّمَاءِ

وَفِجأةً  غَابَ الضِّيَاءَ 

وَأُسْدَلَ اللَّيْلُ الْغِطَاءَ

وَمَشَيْتُ  فِي الدَّرْبِ وَحِيدَ

مَشَيْتُ فِي دَرْبِ الْعَنَاءِ

 
وَمُنْذُ أَوَّلَ خَطْوَةِ

أَدْرَكْتِ أَنَِّي فِي ابتلاء
***************
جَاءَتْ بَلِيلُ مُدِلُّهُم

جاءتني سَاقِطَةُ النِّساءِ

شَيْطَانُ تَضْحَكُ فِي دَهاءِ

حَتَّى اذًا قَاوَمْتِهَا

لُفِتَ حَبائِلُ شَرُّهَا

وطوقتني فِي اللِّقَاءِ

أُصْبِحْتِ مِنْ أَتُبَاعُهَا

وَاللَّيْلُ مَنْزُوعُ الْحَيَاءِ

بَاعَتْ كَرَامَةُ أُهَلُّهَا

أَعْطَتْ وَأَعْطَتْ فِي سَخَاءِ

وَلُوِّثْتَ جَسَدَي الطَّهُورِ

ومذلتي فِيهَا انحناء

*************
بِئْسَ  الاناء  انائها

قَدْ رَاغَ  فِيه ألْفُ كَلْبُ

وَشَرِبْتُ مِنْ ذَاكَ الاناءِ

أَنَّي وان كِنْتُ خَبِيرَ

 
مَا عُدْتِ أَفَهُمْ فِي النِّساءِ

مَا كَانَ شَكَّا فِي الصَّبَاحِ

قَدْ صَارَ صُدُقًا فِي الْمَسَاءِ

***************
لَمْ تُكْذَبْ الشَّمْس أَنَا كَذَبَتُهَا

وَمَا سَمِعْتُ لَهَا نِدَاءَ

خَجَلُ أَنَا مِنْ مَا فَعَلْتُ

وَالذُّلُّ يُغْشَى فِي الْجُبَاة

مَاذَا أَقُولُ حَبيبَتَي

اذا سُئِلْتِ عَنْ النُّقَاءِ

لَمْ تُكْذَبْ الشَّمْس

أَنَا كَذَبَتُهَا

وَمَا سَمِعْتُ لَهَا نِدَاءَ

أنوار العبيدي

 

شاهد أيضاً

جدليّةٌ… إشراقاتُ خلود!

  دفعتَ إليّ بمخطوطٍ عنونتَه: “جدليّةُ الحضور والغياب”، فأشعرْتَني أنّكَ تضع بين يديّ سِفْرًا غاليًا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *