قد يتساءل الباحث ونحن نقدّم له هذا المصنّف: الجزء الرابع من سلسلة: المعراج / النص والواقع والخيال، ألا يزال في جعبتنا جديدٌ نعرضه في هذا المجال؟! أو لم تستوفِ كتب ثلاثة متوالية البحث في الموضوع. فأنهكته دراسة وفحصاً وتمحيصاً؟!
صحيح أن المعراج لم يشغل في النص القرآني سوى آية واحدة هي على الأرجح آية الإسراء 17/1 كما يقول الكثيرون، أو بضع آيات في أحسن تقدير، وفقاً لفرضية بعض المفسّرين القائلة إنّ عدداً من آيات سورة النجم يتناول المعراج.
ولكن إذا كان المعراج لم يشغل في المصحف سوى هذه المساحة الضئيلة فذاك لم يمنعه من أن يملأ الوجدان الإسلامي والمخيلة والفنون ويشغلها منذ قرون وإلى اليوم.
والتوسّع والتعمّق في دراسته ونشر نصوصه، قلنا ونكرر، مدخل لفهم تطوّر العقيدة والتفسير وعلوم الحديث وغيرها في الإسلام. لذا فأربعة بل عشرات المجلدات قد لا تفي هذا الموضع حقه.