البراهين الراهنة في أصل المردة والجراجمة والموارنة
تأليف: يوسف دربا
الناشر: دار ومكتبة بيبليون
النوع: ورقي غلاف فني،
حجم: 21×14،
عدد الصفحات: 204 صفحة
الطبعة: 1
مجلدات: 1
اللغة: عربي
نبذة:
إن ما حدا بالمطران “يوسف دريان” رئيس أساقفة طرطوس والنائب البطريركي الماروني إن ما حدا به إلى الخوض في هذا البحث التاريخي الدقيق عن أصل المردة والجراجمة والموارنة إنما هو ما كتبه حضرة الأب والباحث المدقق هنري لامنس اليسوعي في مجلة المشرق التي ينشئها وينشرها في بيروت حضرة الآباء المرسلين اليسوعيين لفائدة أبناء المشرق.
فإن هذا الأب إذ بلغ في بحثه النفيس عن آثار لبنان الذي ينشره تباعاً في المجلة المشار إليها إلى ذكر المردة بين الشعوب التي سكنت هذا الجبل المبارك ثم إلى الجراجمة ثم إلى الموارنة قد أظهر الريب في كون المردة هم عين الموارنة كما أثبت جلة مؤرخي هذه الأمة وبعد أن أثبت ملخص ما يستند إليه هؤلاء في تقرير هذه القضية تطرق إلى إثبات لباب مستندات المعارضين دون أن يصدر حكماً في ترجيح رأي على آخر رغماً عما ظهر من ميله إلى الرأي المخالف رأي علماء الموارنة.
ثم إنه عند كلامه عن الجراجمة قد مال بكليته إلى قضية جديدة وهي التي كان ذهب إليها على قوله حضرة العلامة المستشرق الألماني الشهير فقال إن المردة هم عين الذين يسميهم مؤرخو العرب بالجراجمة واستشهد لذلك كلام البلاذري الذي له الأولية على ما نعلم بين مؤرخي فتوحات العرب وهو أول من تكلم عن هؤلاء الجراجمة وذكر أصلهم وأحوالهم وحروبهم أيام فتوحات العرب السورية.
فنهض لمعارضة هذا الأب لامنس ومناقشته في أمر المردة والموارنة العلامة المطران يوسف الدبس الشهير بمؤلفاته العديدة وشدة حرصه على تاريخ أمته المارونية وأثارها في مقالة ضافية الذيل نشرت في مجلة المشرق المذكورة في السنة الغابرة وقد علق عليها حضرة الأب لامنس حواشي دقيقة يستشف منها أنه لم يزل غير مقتنع بما خالف رأيه المنوه به.
ثم برز حضرة الكاتب الأب أستاس الكرملي الماروني الأصل وكتب من بغداد مقالة مشبعة أسند بها رأي الأب لامنس المذكور في كون الجراجمة والمردة اسمين مترادفين لشعب واحد بعينه هو غير الموارنة ونشرت هذه المقالة أيضاً في أحد أعداد المشرق وقد عارضه فيها سيادة الحبر العلامة المشار إليه بمقالة ثانية نشرت أيضاً في المشرق وذيلت بكلام يظهر عدم الاقتناع بما جاء فيها من البراهين.
كما وكان قد قرأ في أواخر العام الغابر مقالة كتبت باللغة الايتالية ونشرت في إحدى المجلات العلمية لحضرة التاريخية السنيور دي غوبرناتيس قنصل دولة أيتاليا العام سابقاً في بيروت وحالاً في كرفوه بحث كاتبها في أولها عن زمن دخول هؤلاء المردائيتي أو المردة إلى جبل لبنان وعن أصلهم وسبب مجيئهم واستيطانهم فيه إلى أيام بوستنيانوس الأخرم الذي أخرجهم منه.
هذه الآراء هي ما دعت المطران يوسف دريان إلى الخوض في هذه المسألة وتدوين بحثه الذين بين يدينا والمقسم إلى أربعة أقسام، في القسم الأول أثبت معارضة للأب لامنس اليسوعي في أمر المردة والجراجمة والموارنة. وفي القسم الثاني أثبت تقرير القضية التي هو بصددها وهي أن المردئيتي هم غير الموارنة ولا الجراجمة. وفي القسم الثالث رد ما ورد على ذلك من الاعتراضات. أما القسم الرابع فأثبت مناقشته مع العلامة دي غوبرناتيس في زمن دخول المرادئيتي إلى لبنان وأخذ عنهم بيان أصلهم.
وأخيراً أردف الأقسام الأربعة بذيل أثبت فيه ما تحراه في معارضة الأب لامنس في قضية تتعلق بزمان سكني الموارنة في جبال كسروان هل كان منذ القرن السادس عشر أو الخامس عشر على الأكثر كما يريد حضرة الباحث المشار إليه، أو قبل هذا التاريخ أي منذ أول نشأتهم.