جبيل مدينة السِلم الأهلي والتنوّع الثقافي – الديني/بقلم لويس صليبا
(مقالة نشرتها مجلّة الدراسات الأمنية المحكّمة، بيروت، عدد93، ك2/ 2023، ص86-104)
لو شئت أن ألخّصَ رأيي في جبيل/بيبلوس هذه المدينة اللبنانية الوادعة، في عبارةٍ واحدة، وأنا ابنُها المولود فيها وفيها يعيش، لقلت:
جبيل مدينة السلم الأهلي والتنوّعِ الثقافي والديني
وهذا البحثُ الموجز([1])، عن هذه المدينة وبلادِها، لا يهدفُ إلاّ إلى أن يبيّنَ أن هاتين الصفتين من ثوابتِ تاريخها عبر العصور وألوفِ السنين، رافقاها مُذ وجدت، ولا يزالان من أبرزِ ميِّزاتها.
ولا نستطيعُ في دراسة موجزة كهذه، أن نتوسّع في إظهار ميزتَي جبيل هاتين ومرافقتِهما لها منذُ العصورِ القديمة إلى اليوم. لذا سنكتفي بإضاءاتٍ سريعة، ولكن بالغة الدلالة، عبر الأزمنة الثلاثة من تاريخ هذه المدينة العريق:
1 – العصر القديم (الفينيقي). والإغريقي-الروماني
2 – العصر الوسيط لا سيما في الحروب الصليبية.
3 – والزمن الحديث والمعاصر.
أولاً: جبيل المدينة المقدّسة في العصور القديمة
جبيل مكّة الفينيقيين وكعبتُهم
هكذا سمّاها المستشرق والمؤرّخ الأب هنري لامنس([2])([3]). يقول: «كانت جبيل مدينة الفينيقيين المقدّسة، يحجّون إليها كما يُحَجّ إلى المزاراتِ الشهيرة»([4]). ويقولُ العالِم المؤرّخ جورج كونتونو([5]) في ذلك: «أهمُّ المدن الفينيقية من الناحيتين السياسية والدينية كانت جبال (جبيل) مركزُ العبادة الفينيقية المقدّس»([6]).
ويقول المؤرّخ جواد بولس([7]): «كانت جبيل والمنطقة المجاورة لها من أكبر مراكز العبادة في الشرق جميعاً»([8]).
وقد سمّاها فراعنةُ مصر: ”أرضُ الله وهضبةُ الأرز“. جاء في حفريةٍ للفرعون تحوتمس الثاني (1520 – 1504 ق.م):«أمرتُ ببناء سفن عديدة من خشبِ الأرز والصنوبر الموجودة فوق جبال أرض الله بجوار سيدة جبيل»([9]).
وما يهمّنا هنا من هذا الطابع الديني المقدّس والواضح، أنه ساهمَ، ومنذُ البدء، في إرساء سلامٍ فعليّ نعمت به المدينة زمناً طويلاً. فالمدينة المقدّسة ”حُرم“ وِفقَ التقاليد الساميّة، أي أن لها حُرمة، والحربُ فيها حرام.
جبيل بيت إيل
ما الذي جعل من جبيل مدينةً مقدّسة؟! لعلّ في اسمها دلالةٌ على ذلك. فهو، على الأرجح، مشتقّ من ”جبّ إيل“. أي بيت إيل.
إيل: من إيلوتو وتعني إله. وهي الصفة التي عُرف بها إله جبيل واشتهر. وإليه تَنْسُبُ الأسطورة بناء جبيل. وقد نقل هذه الأسطورة المؤلّف فيلون الجبيلي (قرن 1 م) ([10])([11]).
واشتهر عن إيل قولُهُ: «الحربُ ضدّ إرادتي، فاْبذروا في الناس المحبّة، وصبّوا السلام في كَبِد الأرض»([12]).
إله جبيل وبانيها، إله حبّ وسلام إذاً. وفي ذلك ينشد سعيد عقل:
الحبُّ نحن شرعنا الحُسنُ نحن بَدَعْنا | ||
البُغضُ نحن قطعنا أنه العدمُ | ||
جبيلُ قالت بقاءَ النفسِ واكتشفت | ||
ربّاً أبى لقضاءِ السيفِ يُحتكمُ | ||
الليلُ لولا سُراها غربةٌ قتلت | ||
والشمسُ لولا هواها وهمُ مَن وهموا([13]) | ||
ومن نعوت إيل: الرؤوف أو الكلّي القُدرة.
وإله الحبّ هذا، تبنّته المسيحية، فإنجيل متى (1/23)، ينقلُ عن سِفر أشعيا (7/14) نبوءته: «ها هي العذراء تحبلُ فتلدُ ابناً يدعى عمانوئيل».
ويضيف متى: «أي إلهُنا معنا».
وعلى الصليب صرخ يسوع: «إيلي إيلي لِما شبقتاني أي إلهي إلهي لماذا تركتني» (متى 27/46).
وإيل الجبيلي إلهٌ عادلٌ ورحوم، يحاورُ البشر، ويتعاطفُ معهم، ويشاركُهم همومَهم ويعالجُها، ويخاطب الأبطال عن طريق الحلم، ويوحي إليهم بمشيئته»([14]).
وقد تمثّله الجبيليون برأس وأربع أعين، ليشمل بنظره وجهات المعمور الأربع، تأكيداً على وحدة الكون، وتساوي المناطق، وشمولية النظرة الدينية وانفتاحِها.
التعدّدية الدينية والثقافية
ومع تقديسها لإيل، فقد عرفت جبيل التعدّدية الدينية، منذ أقدمٍ عصورها. فانقسمَ فينيقيّوها بين أنصارٍ للإله إيل، وأنصارٍ للإله بعل([15])، والذي صار لاحقاً أدونيس.
وفي أحدِ هياكل جبيل، نلاحظُ إلهةً مصرية بجانبِ إله جبيل المحلّي السابق للكنعانيين([16]).
وكانت جبيل دوماً منفتحة على أديان الشعوب المجاورة أو التي مرّت على أرضها. ففي عام 1903، عُثر في جبيل في أملاك الرهبان اللبنانيين على تمثالٍ عظيم للإله نبتون إله البحر عند الرومان([17])([18]).
واكتشف الأب رنزڤال([19]) في جبيل العام 1908 تمثالاً لجوبيتر الأعظم. كما ورد في كتابة يونانية تحته، وكان الجبيليّون يعبدونه ويعتبرونه بمثابة إلههم ملوخ، إلاّ أنهم أخرجوه في زيّ يوناني روماني»([20]).
يقول الأب لويس شيخو (1859 – 1927) شارحاً هذه الظاهرة اللافتة: «الفينيقيون رضوا بأن يمزجوا نوعاً بين آلهتهم وآلهة اليونان والرومان واعتبروها جميعَها كالآلهة عينِها لا تختلفُ جوهراً بل عَرَضاً. فدعوا البعل باسم جوبيتر (المشتري)، وعشتروت باسم ڤانوس (الزهرة)، إلى غير ذلك من الأسماء التي يخالف ظاهرُها باطنَها. واستمرَّ الفينيقيون على مألوف عاداتهم الدينية الوطنية، لم يغيّروا في مناسكهم شيئاً في عباداتهم الملّية. وعلى هذا المنوال، ترى المعبدَ الواحد، في لبنان وجبيل خصوصاً، مكرَّماً من اليونان والرومان والفينيقيين. يزعمُ كلٌّ منهم أن فيه يكرّم معبودَه الخاص، دون أن يكترث الوطني برأي الأجنبي. وكانوا إذا كتبوا على تلك المعابد أو التماثيل كتابةً يونانية، لا يصرّحون باسم الإله، بل يدعونه بالإله العظيم، كما ورد في هيكل بلاط/جبيل، فيفهم كل من العابدين ما يشاء، بحسب عنصره الأصلي»([21]).
إنه درس بليغ في الانفتاح الديني، والمرونة الفكرية، والروحية، يأتينا من عمق تاريخ جبيل. وعسانا نتعلّم منه ليومِنا هذا.
أثر موقع جبيل في تنوّعها الثقافي
وقد ساهم موقعُ جبيل الجغرافي الذي كان يتوسّطُ المسافة بين أعظمِ أمبراطوريّتين في التاريخ القديم، بلاد الرافدَين ووادي النيل في التعدّدية الدينية والتنوّع الثقافي اللذين نلمحهما بوضوحٍ في تاريخها القديم. وهما لا يزالان من أبرز سماتها إلى اليوم. وفي ذلك يقول المؤرّخ ألكسندر موره([22]): «كانت بيبلوس، وهي أهمّ مركز مزدهر للتبادل التجاري في العهود القديمة، البوتقة التي كانت تنصهر فيها الأساطير، والشعائر الدينية المصرية والآسيوية، وفيها تلتقي التفاعلات في حقول الفن والسياسة»([23]).
ويقول جوليان هكسلي([24]) مدير عام الأونيسكو السابق عن غنى جبيل الثقافي وأصالة فكرها الديني: «لمدينة جبيل أهمّية فكرية تعادل أهمّيتها الجغرافية. فقد كانت طوال قرون أفضل بوّابة لدخول المنطقة المحيطة بها، والخروج منها للوصول إلى دول كثيرة، والاتصال بثقافات شتّى. وكانت جبيل نافذة تطلّ على الأزمنة البعيدة، حين استثمر الإنسان، للمرّة الأولى، خصوبة الأرض لخدمته، فتسنى له فكرياً وعملياً أن يقبضَ على زمامِ قوى الحياة والموت وتجدّد الحياة»([25]).
هذا الانفتاح الثقافي، والتنوّع الحضاري، كان لموقع جبيل على منتصف الطريق بين جبّاري العالم القديم مصر والرافدَين دورٌ أساسيٌّ فيه.
فعلاقات جبيل الوثيقة مع بلاد ما بين النهرين، تعودُ إلى الألف الرابع ق. م، كما تُظهر الحفريات([26]). في حين ترقى علاقات جبيل بمصر إلى زمن السلالة الفرعونية الثانية (3100–2995 ق.م) كما تشهد أسطورة إزيس وأزوريس([27]).
يقول المؤرّخ موريه Moret الآنف الذكر: «كانت جبيل باباً مفتوحاً على أسواق آسيا والبلاد العربية ومصر» ([28]).
وهذا الموقع الجغرافي الوسطي لجبيل، ساهم في بلورةِ توازنٍ سياسيّ وثقافيّ فينيقي بين الجبّارين: مصر والرافدَين.
يؤكّد المؤرّخ والعالِم الأركيلوجي موريس دونان([29])، أن أقدمَ معبد في جبيل، مع باحتِه المركزية والغرفِ المحيطةِ بها بشكل دائري، مبنيُّ وفق تصميمٍ مشابهٍ لمعابدِ بلاد كِلدة»([30]).
وبالمقابل اكتشفَ الأركيولوجيّون في معبد جبيل تقدِمات لفراعنة مصر تعود إلى عهد مملكة منف (2895 – 2390 ق.م)([31]).
تعدّد اللغات في جبيل
ومن وجوهِ التنوّع الثقافي في جبيل تعدّدِ اللغات التي أتقنها أهلُها. فقد اكتشف موريس دونان في حفرياته في المدينة لوحَ طينٍ يعودُ إلى ما بين 2300 و 2200 ق. م. عليه تمرينٌ مدرسي يُظهرُ أن اللغة الآكادية كانت تدرّس في مدارس جبيل. ويضيف هذا العالِم: «فالمصرية والأكادية وربما السومرية أيضاً كانت لغاتٍ مألوفةً في جبيل وفينيقيا، لا سيما عند الذين تربُطهم علاقاتُهم الخارجية ببلاد هذه اللغات»([32]).
ومدارسُ جبيل تعود أقلّه إلى القرن 23 ق. م. وفي مغامرات سنوحي المصري (نحو 1970 ق. م) أن هذا الأخير فرّ من مصر هرباً من الفرعون سينوسريت الأوّل. واحتمى بملك جبيل إنشي ابن عمو، فقال له هذا الأخير عند استقباله: ستجد عندي مَن يتكلّم اللغة المصرية([33]).
وزمن الرومان، شاعت اللغة اليونانية في جميع طبقات الشعب، بعد أن كانت محصورة في عصر خلفاء الإسكندر بالدوائر الرسمية، وذلك على حساب اللغتين الفينيقية والآرامية. وكانت هذه الأخيرة لغة معظم بلدان الشرق الأوسط، واستَخدمت الدوائرُ الرسمية اللغة اللاتينية، وكتبَ فيلون الجبيليّ (42 – 117 م) مؤلّفاتِه باليونانية([34]).
وقد تميّزت جبيل من الناحية الأركيولوجية بتراكم الطبقات الأثرية المتتالية فيها: من فينيقية ومصرية وبابلية وفارسية ويونانية ورومانية وعربية وصليبية وغيرها في موقع واحد. وهي ميزة تفرّدت بها عن سائر المدن القديمة، ما يدلّ على عمق التفاعل الثقافي لهذه الشعوب والفاتحين فيها. والذي وسم حضارتَها بالانفتاح والتنوّع وصهر المؤثرات الثقافية والحضارية المتباينة في بوتقة واحدة. وجعل لأبنائها شخصية أساسية Personnallité de base تميّزت بالمقدرة على فهم الآخر، في فكره وثقافته وتجربته، والإفادة منها للتطوّر الذاتي.
وإذا كانت جبيل، أقدمُ مدينة في العالم، استمرّت مأهولة دون انقطاعٍ حتى عصرنا الحالي، فأحدُ أبرزِ أسبابِ ذلك يعودُ إلى انفتاحِ أهلها وقبولهم الآخر المختلف، وأخذِهم عنه. وفي ذلك يقول عالِم الاجتماع الفرنسي روجيه كايوا([35]) (1913–1978): «إن القدرةَ على استيعابِ اختبارِ الغير تجعلُ الشعوبَ تتطوّرُ نحو الأفضل. لأن بناء الحضارات ليس لعبة حظّ، بل هو عملُ عقلٍ نيّرٍ واعٍ، يبحثُ وينقّب، ويسعى إلى الأخذِ بأسبابِ المعرفة أينما وُجدت»([36]).
ثانياً: جبيل حاضرة مزدهرة في عصر الصليببيين
استقرار أمني وازدهار
بقيت جبيل تحتَ حُكمِ الصليبيين قُرابةَ القرنين (1104–1292). ويكاد وضعها في تلك الحقبة المضطربة المزدحمة بالحروب والقلاقل يحاكي وضعها زمن الحرب اللبنانية (1975 – 1990).
تقول المؤرّخة المصرية د. سامية عامر([37]) التي وضعت أطروحةَ دكتوراه عن جبيل في تلك الحقبة في خلاصةِ بحثها: «تمتّعت جبيل في الحقبة الصليبية بقدرٍ كبير من الاستقرار الاقتصاديّ والازدهار، لم تشهدْه أيُّ مدينةٍ إفرنجية أخرى في الأراضي المقدّسة في ذلك العصر. وأصبحَ لها مكانة مرموقة، وثقلاً عظيماً. واستمرّت هذه المدينة على هذا الوضع حتى نهاية الوجودِ الصليبي فيها»([38]).
ولم تتعرّض جبيل خلال تلك الحقبة، وحتى موقعة حطين 1187، لأي هجوم إسلامي مباشر يهدفُ إلى الاستيلاء عليها. وذلك خلافاً لأكثرِ مدن الساحل الشاميّ التابعة للفرنج([39]) .
وزمن الحكم الصليبي سكّ حكّام جبيل: هوغ أمبرياكوس وذرّيته النقود وكُتب عليها: جبيل المدينة المقدّسة([40]).
ما يعني أنهم استعادوا النظرة القديمة: الفينيقية والإغريقية الرومانية إلى جبيل فاعتبروها كما أسلافهم مدينة مقدّسة.
وكان السلوقيون خلفاء الإسكندر المقدوني الذين حكموا جبيل قد سكّوا نقوداً في جبيل حملت اسم ”جبيل المقدّسة“([41]).
تـنوّع النسيج السكاني
ومن أبرز أسباب الاستقرار والازدهار اللذين تمتّعت بهما جبيل في تلك الحقبة كان تنوّعُ نسيجها السكانيّ، والذي كان من ثوابت تاريخها، على ما يبدو، عبر العصور.
فكان سكّانُها يتألّفون من مختلفِ الأجناس والديانات: «فإلى جانبِ الموارنة والمسلمين من سكّانها الأصليين، سكنها الفرنجة من أهل جنوى. كما سكنتها أعدادٌ كبيرة من اليهود الذين بدأوا باستيطانها منذ أن كانت جبيل تابعة لإمارة طرابلس تحت حكم ابن عمّار. وساهمَ هؤلاء في الانتعاشِ الاقتصادي الذي عرفته المدينة في تلك الحقبة»([42]).
وعام 1115 بنى حكّامها من آل أمبوياشي كاتدرائية مار يوحنا مرقس التي لا تزال إلى اليوم([43])، كما بنوا قلعتها([44]).
وقد تبادلت جبيل شتّى أنواع المعاملات التجارية في تلك الحقبة مع مسلمي مصر والشام. وساعد في ذلك ميناؤها الواسع.
جبيل مدينة العلم واللغات
وإلى الازدهار الاقتصاديّ، عرفت جبيل تطوّراً علمياً ملحوظاً. فشُيّدت فيها دور العِلم وخزائن الكتب، وكانت تجتذبُ العلماء والباحثين. وقدِم إلى مراكزها العلمية القادةُ والمحاربون الفرنج الساعون إلى الإلمام باللغة العربية([45]). وهكذا نجدُها تُواصلُ ما اتسمت به في العصور القديمة من تنوّع ثقافي، وإتقان للغات العالمية Polyglotisme السائدة في زمنها.
الرحّالة يصفون جبيل
وقد أحبّ جبيل كل مَن زارها في تلك الحقبة من الرحّالة العرب والأجانب، وذلك نظراً لما سادها من ازدهار واستقرار، ولِما عرفَتْه من تنوّعِ وانفتاح.
يقول عنها الحاخام اليهودي الرحّالة بنيامين التطيلي([46]) الذي زارها بين 1160 و 1173م: «جبيل Byblus هي بلدة جبال الواردة في التوراة، يحكم هذه المدينة سبعةٌ من أمراء جنوى، يرأسهم الأمير أميرياكو. وفيها أطلالُ معابدَ قديمة، وصنم على عرش من حجارة. وأمامه مذبح لإحراق البخور والأضاحي.
«وفي المدينة نحو مائتي يهودي من أعيانهم الرابيون منير ويعقوب وسمحة»([47]).
ويصفها الرحّالة الفارسي المسلم ناصر خسرو (ت1061 م) ([48]) كما يلي: «فيها شتى أنواعِ الأطعمةِ والمأكولات الشهيّة التي لا يوجدُ مثيلاً لها في بلدانِ المسلمين. وفيها الأصباغُ القرمزية والمنسوجاتُ الحريرية وصناعةُ الورق والأسواق والجسور والعمائر»([49]).
وقد نوّه أكثرُ الرحّالة بالعيش السلمي بين مختلف الطوائف والمذاهب في جبيل في تلك الحقبة([50]).
المماليك يدمّرون جبيل
وكان لزمن الرخاء والعيش المشترك هذا أن ينتهي بعد أن غزا جبيل المماليك، وعلى رأسِهم السلطانُ بيبرس 1292. فدمّرها، وذبحَ سكّانَها، وهدمَ كنائسَها. ولم تفرّق حملاتُ المماليك بين الموارنة والشيعة، فتعاون هؤلاء لصدّهم في معارك عديدة دون جدوى([51]).
وزارَ جبيل الرحّالة الغربيّ الأب سوريانو([52]) بعد نحو قرنٍ من اجتياحِ المماليك لها، فوصفها كما يلي: «ولهذه المدينة جبيل مرفأٌ حسن. وازدهرت في عهد أمراء جنوى. ولكنها الآن خَرِبة مهجورة (…) وفي هذه المدينة شاهدتُ كنائسَ عظيمة متهدّمة تماماً»([53]).
مدينةٌ خَرِبَة، لأن مَن نجا من أهلها من مذبحة المماليك، هُجِّروا إلى قبرص، ولا تزال قبرص إلى اليوم تضمُّ موارنةٌ متحدّرين منهم.
ومن فرط ما حلّ بقلعة جبيل وسائر مبانيها وسكّانها من مصائب فهدمت وأعيد إعمارها مراراً أصبحت مضرباً للمثل فقيل: «أكثر الناس بتصيبها متل ما صاب قلعة جبيل»([54]).
ثالثاً: جبيل في العصر الحديث
وجبيل، مدينةً وقضاء، في زمنِنا الحاضر، مثلٌ نموذجيٌّ للسلمِ الأهلي، والتنوّعِ الثقافي والديني، والعيش المشترك. وهي بين سائر مدنِ لبنان ومناطقه الوحيدة التي حافظت على تنوّعها الدينيّ، فلم تطلها مآسي التهجير ولا نارُ الحربِ الأهلية التي أشعلت لبنان طيلة سبعة عشر عاماً (1975 – 1990)، ونعِمت بهدوء وأمن وسلام، لم تعرفها سائر المناطق اللبنانية في الحقبة الأخيرة الشديدة الاضطراب (2005 – 2014).
أذكرُ أنني كنت يوماً أحدّث أستاذي البروفسور روبير الكفوري([55]) المتخصّص في أديان الهند وفلسفات الشرق الأقصى ولغاته عن ميزة السِلم والأمن والاستقرار التي نعمت بها جبيل طيلة الحرب الأهلية الطويلة، دون سائر المدن والمناطق، ففاجأني بجوابٍ مختصرٍ معبّر حاول أن يشرح فيه سبب هذه الظاهرة فقال:
C’est grâce au Silence et à la transcendance de St Charbel.
كل ذلك بنعمة صمت القديس شربل واستغراقه.
وبالفعل، فجبيل مدينةً وقضاء، مدينةٌ بالكثير إلى هذا الوليّ/الشفيع الذي عاش سحابة نصفِ قرنٍ على تلّةٍ من تلالها تشرفُ على أكثر ربوعها، حياةَ صمتٍ وتأمّلٍ وصلاة، وسكينتُه هذه عمّت سلماً وسكوناً في هذه المنطقة.
شربل، بفوحِ عبيرِ قداسته، أعادَ إلى جبيل بعضاً ممّا امتازت به في عصورها القديمة: أرضُ الله، كما سمّاها الفراعنة، ومدينةُ المقدّس والقداسة التي يؤمُّها الحجّاج من مختلف الأقطار.
وقداسة شربل في حياته، وبعد مماته، كانت عابرةً للطوائف والأديان. فهو جارُ الشيعة، يباركُ أراضيهم، ويشفي مرضاهم. شهد معاصرُه شبلي فياض شبلي فقال: «أما اعتقاد أهلِ الشيعة في تلك المنطقة بقداسته فكان عجيباً. إن المَحبسة لم تفرغ من الزوّار من جميع الجهات، وبالأخصّ من أبناء الشيعة المجاورين الدير الذين كانوا يأتونها للتبرّك من مشاهدته ولطلب بركته»([56]).
شربل ظاهرة بحدّ ذاته في تحفيز العيش المشترك من خلال تفاعل العبادات والطقوس. وهو إرث عامّ وبركة لكل اللبنانيين. وفي ذلك يقول الرئيس رياض الصلح (1884-1951): «إن الأب شربل مخلوف ليس هو للموارنة فحسب، بل هو للبنان أجمع، ولجميع الطوائف على اختلاف نزعاتهم ونحلهم ومذاهبهم»([57]).
ولو شئتُ التوقفَ عند مختلف جوانب العيش المشترك في جبيل وقضائها ووجوهه في الزمن المعاصر، لاحتجتُ إلى تسطيرِ بحثٍ مستقل، يفوقُ بحثي هذا حجماً. لذا أكتفي ببضعة مشاهد معبّرة منه.
مسيحيّو جبيل يحمون مسلميها عام 1860
والمشهد الأول من مذبحة سنة 1860 والتي ضُرب فيها المثل اللبناني القائل: “سنةِ الستين يا معين”.
فإثر المجازر التي تعرّض لها المسيحيّون في جبل لبنان وزحلة ودمشق وغيرها، وصل إلى المسلمين في جبيل يومها، وجُلّهم من أهل السنّة، خبرٌ مفادُه أن بعض أهالي إحدى البلدات الكسروانية الساحلية ”البوار“ يتّجهون إلى جبيل للقضاء على مسلميها. فهمّ المسلمون بالهرب، فمنَعَهُم أهلُهم المسيحيّون، وتعهّدوا لهم بحمايتهم من المعتدين. وبالفعل، فعندما وصلَ هؤلاء ردّوهم على أعقابهم، ولم يسمحوا لهم بأذيّة أحد من أهل المدينة.
هذه الحادثة المؤثرة رواها لي إمامُ مدينة جبيل السابق فضيلة الشيخ صبحي الحسامي نقلاً عن جدّه عن جدّه في رسالة بتاريخ 31/08/2014 والحادثة محفوظة في مأثوراتِ العائلة. وقد عقَّب عليها بما يلي: “هذه الأخلاق والمواقف المشرّفة ليست غريبة على أهل المنطقة، بل هي متأصّلة فيهم”.
وبالمقابل فلآل الحسامي مآثرُ في مساعدة الرهبان في استعادة كنيسة مار يوحنا مرقس نجدها مدوّنة على لوحةٍ داخل هذه الكنيسة.
مارون عبود: أبو محمد
أبرزُ وجوه بلادِ جبيل الثقافية والأدبية، في زمننا المعاصر، يبقى شيخ النقّاد العرب مارون عبود (1886–1962). وقد كرّمته المدينة بإقامة نصب له، نراه اليوم شامخاً في ساحتها.
عندما سمّى مارون عبود ابنه البكر المولود عام 1926 محمداً أحدثَ بهذه التسمية صدمةً هزّت معاقلَ الطائفية. ويومها قال ردّاً عمّن تساءلَ بشأنِ تدبيره الغريب هذا: «كرهتُ، حتى الاشمئزاز، أن تكونَ أسماؤنا مثل تذاكِرِنا»([58]).
هل كان أبو محمد، برؤياه وحدسه، يخشى أن يوقف اللبناني يوماً على الحواجز، ويُخطف بموجب اسمه، وما سُجّل على هويته؟! ليت تدبيره الوقائي الاستباقي هذا نفع، فحذا عدد من مواطنيه حذوه.
ويضيف شيخ النقّاد: «نعم كرهت أن يكونَ اسم ابني طائفياً كاسمي، فرأيت أن أمزج الاثنين».
ويردف عبود، في إشارة لافتة إلى تأثير الإسم على الشخص ومحيطه، قائلاً: «وفي اسمه كلٌ التأثير عليه وعلى إخوته، وعلى البيت، وعلى الضيعة، وعلى المحيط»([59]).
أجل لو اجتمع في بيوت اللبنانيين محمد ومارون لشهدت النزعة الطائفية انحساراً ملحوظاً. وهذا ما شاءه مارون عبود من هذه التسمية. ولكنه عبّر لاحقاً (1960) عن خيبة أمل لأنه لم يجد لبنانياً سار على خطاه. فقال: «سمّيت ابني محمداً نكاية بالطائفيين، لأبرهنَ لهم أن المسلم والمسيحيّ يجب أن يعيشا تحت سقف واحد، وكالأبناء، فأنا الوالد مارون وابني محمد، وكم تمنّيت أن يغار مني رجلٌ ثانٍ»([60]).
وعبّود، وإن اختلف في السياسة مع نائب منطقته العميد ريمون إدّه، فقد اتفق معه في الدعوة إلى الزواج المختلط والزواج المدني. ففيهما رأى صَهراً لفئات المجتمع وأطيافه، في بوتقة واحدة، تُسقط الحدود والجدران التي بنتها الطوائف. يقول: «وكم تمنّيت أن يزوّج رجلٌ ابنته المسيحية مثلاً من رجل مسلم، أو بالعكس، لتزول الطائفية البغيضة نهائياً من القلوب»([61]).
وأبرزُ من طربَ لتدبير شيخِ النقّاد، ووعى بنفاذِ بصيرته عمقَ دلالاته وتأثيرِه، كان صديقه فيلسوف الفريكة أمين الريحاني (24/11/1876-13/9/1940)، فكتب إليه في 11/11/1926: «أهنئك وهذا الوطنَ الغنيَّ بالأديان، الفقيرَ بين الأوطان. أحسنت يا مارون أحسنت وخيرُ الآباء أنت.
«وحبّذا في المسلمين، وفي الدروز، وفي اليهود، مَن يقتدون بك، فيسمّون أبناءهم بأسماءِ أبنائنا القدّيسين، ونسمّي أبناءنا بأسماء أبنائهم الأولياء، فينشأُ في هذه البلاد جيلٌ جديد من الإخوان والأخوات الحقيقيين، الذين لا يُعرفون من أسمائهم أنهم لأحمد أو لموسى أو للمسيح، بل لا يعرفون خارجَ المعابد أنهم مسيحيون أو مسلمون، أو موسَوِيّون»([62])([63]).
هل كان الريحاني وعبود ليصدّقا أن اللبنانيين يُعرفون اليوم في طوائفهم وانتماءاتهم ليس من أسمائهم وحسب، بل ومن لباسهم، وحتى من سيّاراتهم وما عليها من شعارات وتعاويذ؟!
الشاعر عقل الجرّ رائد المحذّرين من الطائفية
ووجه ثقافي أدبي آخر من جبيل، قضى العمر يحنّ إلى موطنه، ويحذّر أهله من آفات الطائفية والتعصّب. إنه شاعر الحنين الاغترابي عقل الجرّ (1885 – 1945) الذي ولد في جبيل، وهو اليوم يرتاح في ترابها بعد أن استقدم شقيقه الشاعر شكرالله الجرّ (1905 – 1975) رفاته من المهجر عام 1966 عملاً بوصية أخيه.
يُنشد عقل الجرّ مؤثراً ضلالة المنفتح على عبادة المتعصّب فيقول:
دعوى الدعيّ لدينه وبلاده | ||
مردودة إن لم تقم بالشاهدِ | ||
ولربّ ضلّة شاعر متساهل | ||
أقنى وأنفع من تعصّب عابدِ([64]) | ||
ويبكي عقل الجرّ من مهجره تشرذم مواطنيه، فيوجس خيفة من مغبّة ذلك:
ذكرتك يا لبنانَ والقلب واجد | |||
وجيش الرزايا في ربوعكَ سائدُ | |||
وشعبك يا للحيف شعب تضاربتْ | |||
مراميه واستعصى عليه التعاضدُ([65]) | |||
وينادي الجرّ مواطنيه ويذكّرهم أن تعصّبهم بالأمس كان الطريق إلى استعبادهم، وتحكّم نير الأجنبي برقابهم:
بني وطني كم أحكمَ النيرُ فيكمُ | |||
تعصّبكم للدين والأمس شاهدُ | |||
تخاصمتم باسم المسيح وأحمدٍ | |||
على حين أن الله للناس واحدُ([66]) | |||
ويحذّر الجرّ أهله، في رؤى شاعرية، أنهم إذا بقوا على طائفيتهم أباحوا وطنهم مرّة أخرى للغرباء. وماذا ينفعهم عندها كنيسة تعصّبوا لها أم مسجد؟!
إذا لم تزودوا عن سماكم وأرضكم | ||
وتلقوا الردى من دونها وتجاهدوا | ||
أبحتم لشذّاذ الشعوب ديارَكم | ||
وهيهات يُغني هيكلٌ ومساجدُ([67]) | ||
مسجدُ باب المينا هديّةٌ من مسيحيي جبيل إلى مسلميها
ومشهدٌ أخير يضيء على التعايش والإلفة بين الموارنة والمسلمين السنّة في مدينة جبيل.
إنه المصلّى أو المسجد الصغير المواجه لمبنى رئاسة ميناء جبيل. وقد سمّي اليوم باسم الصوفي إبراهيم بن أدهم. فهذا المسجد الصغير بناه ابن جبيل الحاج عبدالله رضوان الحسامي في أواخر القرن التاسع عشر. وكان تاجرَ حبوبٍ في ميناء جبيل، فطلبَ من أصدقائه عائلةِ رستم باز والد القاضي سليم باز والدكتور جرجي باز أن يبيعوه قطعةَ أرضٍ صغيرة يبني عليها مصلّياً صغيراً يريحه من مشقّة الصعود إلى جامع جبيل لأداء صلواتِه اليومية. فما كان من آل باز أصدقائِه إلاّ أن وهبوه الأرضَ مجاناً، فبنى عليها المصلّى المذكور، على باب المينا.
هذا ما رواه لي فضيلة الشيخ صبحي الحسامي، إمام جبيل السابق، وأكّده بوثيقة خطّها مختار جبيل الراحل كليمنصو كميد (1919 – 1998) الذي بقي مختاراً وحيداً للمدينة طيلة خمس وأربعين سنة (1953–1998)([68])، فروى هذا الحدث ودوّنه. وقد أرسل لي الشيخ صبحي مشكوراً نسخة عن هذه الوثيقة.
السِلم والتنوّع أبرز ثوابت تاريخ جبيل
وختاماً، فجبيل اليوم، كما يؤكّدُ أكثرُ فعالياتها، ومن مختلف الطوائف: «مدينة فريدة ومتمايزة في التعايش بين أبناء الطوائف اللبنانية، وأجواء التعاون والتلاقي والتكامل هي السائدة بين أبناء هذه المدينة، بجميع فئاتهم وطوائفهم. وهي من ضمن المسلّمات الوطنية اللبنانية الأساسية المحقّقة لوحدة جميع اللبنانيين»([69]).
وفيها كنائس لمختلف طوائف المسيحيين القاطنين فيها: الموارنة، وهم أكثرية سكّانها، والروم الأرثوذكس، والروم الكاثوليك، والأرمن.
وتضمّ مساجد وجوامع للسنّة والشيعة من سكّانها. إنها، بأطياف أبنائها وشرائحهم ومذاهبهم، موزاييك وفسيفساء تجسّد انتماءات أكثر مكوّنات المجتمع المدني اللبناني.
كانت جبيل، ولا تزال، يقول حبيب كيروز قائمقامها السابق، ملجأ ومأمناً لكل الناس ومن كل الطوائف والمذاهب، يأتون إليها، يقيمون الأفراح سوية والأتراح سوية، ويتعاونون دائماً»([70]).
ويقول الشيخ حسين شمص، إمام إحدى قرى جبيل الشيعية، مقيّماً العيش المشترك في جبيل اجتماعياً وتاريخياً: «العيش الواحد ليس طارئاً، ولا صنيع سياسات أو زعماء أو قادة سياسيين. بل هو صنيع تاريخ وحياة كريمة ممتدّة منذ أكثر من 700 عام بين المسيحيين والمسلمين»([71]).
ويضيف الشيخ شمص في إشارة واضحة إلى تصدّي المسيحيين الموارنة والمسلمين الشيعة معاً لغزوات المماليك في كسروان وجبيل: «نتيجة المجازر والاضطهاد خاصة زمن الدولة المملوكية (…) هذا التاريخ أوجد في نفوس أهلنا المسيحيين والمسلمين حالة ترابط وتماسك قلّ نظيرُها، ابتداء من الزيارات في الأفراح والأتراح والجيرة. ولم يعكَّر هذا التعايش لا قديماً ولا حديثاً»([72]).
وأخيراً قيل الكثير عن جبيل، وأُطلقت عليها شتى النعوت والألقاب: فهي مدينة الحرف والأبجدية، وأقدم مدينة… ومدينة الشراع والسفن والإبحار، ومصدّرة خشب الأرز وورق البابيروس ومعلّمة الأبجدية إلى ما هنالك من أوصاف.
كلُّها نعوتٌ قد تنطبقُ على مرحلةٍ من مراحل تاريخها، لكنها لا تتّصفُ بصفةِ الديمومةِ والآنية.
أما ما نجحت جبيل في أن تحفظَه وتحافِظَ عليه مُذْ وجدت تقريباً منذ ألوف السنين، وحتى يومنا هذا، فهو السِلمُ الأهلي الذي نَعِم أبناؤها غالباً به، والتنوّع الثقافي والتعدّدية الدينية والحضارية التي رافقتها في مختلف حقب تاريخها.
تعدّدية وسلام. إنه الإرث الغالي والكنزُ النفيس. وهو الأمانةُ الغالية التي أورثناها الأجداد. وعسانا نعمل جميعاً على صونها، ونقلها إلى الأبناء والأحفاد.
«»«»«»«»«»([73])
[1] -دراسة قدّمها أ. د. لويس صليبا أستاذ زائر في جامعة أديان ومذاهب في قمّ/إيران، وتليت على Zoom في الاحتفال الدولي في اليوم العالمي للاعنف الذي ترعاه الأمم المتّحدة يوم السبت 2/10/2022، وشاركت فيه وفود وشخصيّات من مختلف أنحاء العالم.
[2] – لامنس اليسوعي، الأب هنري، تسريح الأبصار، فيما يحتوي لبنان من الآثار، بيروت، دار الرائد اللبناني، ط2، 1982، ص 1/60.
[3] – هنري لامنس Henri Lammens (1862 – 1937) مستشرق بلجيكي وراهب يسوعي. جاء إلى بيروت في صباه وتعلّم في الجامعة اليسوعية في بيروت. دخل الرهبنة اليسوعية 1878. درّس في الجامعة اليسوعية ابتداءً من 1886. وبعد وفاة الأب لويس شيخو 1927 خلفه في إدارة مجلة المشرق، وكان قد تولّى إدارة جريدة البشير لليسوعيين على فترات متقطّعة منذ 1894. نتاجه يدور حول موضوعين رئيسيين: السيرة النبوية وتاريخ الخلافة الأموية. من آثاره: 1-عصر محمد وتأريخ السيرة، 2-فاطمة وبنات محمد 1912، 3-الحكومة الثلاثية من أبي بكر وعمر وأبي عبيدة 1909، 4-دراسات في حكم الخليفة الأموي الأوّل معاوية: 1907. 5-خلافة يزيد الأول 1921، 6-تسريح الأبصار في ما يحتوي لبنان من آثار. 7-الإسلام عقائد ونظم، ط1، 1926. 8-سوريا موجز تاريخي.
[4] – م. ن.
[5] -جورج كونتونو (9/4/1877-12/3/1964) Georges Contenau، ولد في Laon وتوفي في باريس. طبيب وأركيولوجي ومؤرّخ فرنسي. أولع بالشرق وتاريخه وأديانه منذ صغره، بيد أن والده أقنعه بدراسة الطبّ ففعل. وصار طبيباً ونشر أبحاثاً في تاريخ الطبّ. وبعد وفاة والده 1907 عاد إلى ولعه بالشرق ودرس تاريخه في EPHE في السوربون 1910. وسنة 1914 تولّى مسؤولية أوّل تنقيب أركيولوجي في صيدا. وأوكل إليه الجنرال غورو رئاسة بعثة أركيولوجية ثانية في صيدا 1920. شارك في بعثات أركيولوجية عديدة في إيران: نهوند 1931، كاشان 1934، رئيس بعثة سوس .Suse 1940. وعُيّن مديراً للبعثة الفرنسية الأريكيولوجية في إيران 1946-1957. أستاذ في جامعة بروكسل 1932-1947. من مؤلّفاته، وصدرت كلّها في باريس: 1-الإلهة البابلية العارية، 1914. 2-بعثة أركيولوجية أولى في صيدا 1914، 1921. بعثة أركيولوجية ثانية في صيدا 1920، باريس 1921. 3-الحضارة الأشورية البابلية، Payot، 1921. 4-عناصر من البيبلوغرافيا الحثّية، 1922. 5-الحضارة الفينيقيّة، Payot، 1926، ملحق 1939، ط2: 1949. 6-الحضارات الأولى، ج1، 1920. 7-ألواح كركوك وأصول الحضارة الأشورية، 1926. 8-الفنّ في آسيا الغربية القديمة، 1928. 9-أركيولوجيا بلاد فارس منذ البدء حتى زمن الإسكندر، 1931. 10-الحضارات الحثّية والميتانيّة، Payot، 1934. 11-تاريخ الشرق القديم، 1936. 12-حضارة أشور وبابل، Payot، 1937. 13-الطبّ في أشور وبابل، 1937. 14-ملحمة جلجامش، قصيدة بابليّة، 1939. 15-الألوهة عند الأشوريين والبابليين، Payot، 1940. 16-الطوفان البابلي: عشتار في الجحيم، Payot، 1941. 17-حضارات الشرق الأوسط القديمة، PUF، 1945. 18-السحر عند الأشوريين والبابليين، Payot، 1947. 19-حضارة الحثّيين، Payot، 1948. 20-الحياة اليوميّة في بابل وأشور، 1950. 21-ديانات الشرق القديم، 1957.
[6] – جبر، د. جميل، جبيل في التاريخ، بيروت، مطبعة رعيدي، ط1، 2001، ص 21.
[7] -جواد بولس (1900-1982): ولد في زغرتا/شمال لبنان وفيها تلقّى علومه الأوّلى، وتابع دراسته في مدرسة العازاريين بعينطورا، وخلال الحرب العالمية الأولى ومع إقفال المدارس تابع دروسه في زغرتا على يد أساتذة أوكل إليهم والداه أمر تنشئته. وبعد الحرب دخل كلّية الحقوق في الجامعة اليسوعية/بيروت، وتخرّج محامياً 1922، وتدرّج في مكتب إميل إدة. وفتح مكتباً للمحاماة في طرابلس 1923. وانتُخب مرّتين نقيباً للمحامين في الشمال 1932-1934، و 1938-1940. عيّن نائباً في المجلس النيابي 1937، واختير أمين سرّ هيئة مكتب المجلس. عيّن وزيراً للأشغال والخارجية والصحّة في أذار 1943 في حكومة الرئيس أيّوب تابت. ومنذ 1945 تفرّغ للبحث والكتابة لا سيما في التاريخ. طُرح اسمه مراراً لرئاسة الجمهورية. ساهم 1971 في تأسيس الأكاديمية اللبنانية مع عمر أبو ريشة وفؤاد أفرام البستاني وعبدالله العلايلي وسعيد عقل وشارل مالك وميخائيل نعيمه وانتُخب رئيساً لها. وشارك بتأسيس الجبهة اللبنانية 1975، ثم استقال من عضويّتها إثر مجزرة إهدن 13/6/ 1978، كما ساهم بتأسيس مجلة الفصول اللبنانية. غلبت على مؤلّفاته السمة العقائدية المؤمنة بالقومية اللبنانية، فكان من أبرز معارضي نظرية وجود دولة موحّدة كواقع تاريخي في الهلال الخصيب أي سوريا ولبنان وفلسطين والعراق. توفي في 17 أيلول 1982. آثاره: 1-لبنان والبلدان المجاورة، بيروت، 1969، ط2: 1973. 2-التحوّلات الكبرى في تاريخ الشرق الأدنى منذ الإسلام، بيروت، 1982. 3-موسوعة شعوب الشرق الأدنى وحضاراته 1/5، بالفرنسية، بيروت 1962-1965، نقلت لاحقاً إلى العربية.
[8] – بولس، جواد، لبنان والبلدان المجاورة، بيروت، مؤسسة بدران، ط2، د. ت، ص 208.
[9] – جبر، م. س، ص 49.
[10] – صليبا، د. لويس، الديانات الإبراهيمية بين العنف والجدل والحوار، جبيل/لبنان، دار ومكتبة بيبليون، ط1، 2012، ص 233.
[11]-فيلون الجبيلي: تذكر مجموعة سويداس أن الإسم الحقيقي لفيلون هو هيرنيوس، وهو من مواليد سنة 42 للمسيح. وقد ضاعت جميع مؤلّفاته التي كتب بعضها محللاً كوسموغونية سنخوني – أتن، لكشف التجنِّي اليوناني على التراث الكنعاني. الأمر الذي حمل الخطأ أن يصبح القاعدة المتَّبعة حتى يومنا هذا. ونستند اليوم إلى أعداء أفكار فيلون الذين سبق لهم ونقلوا عنه بعض المقالات للتشهير به. ومؤلّفات فيلون الجبيلي تضمّ تسعة كتب تضمّنت تحليلاً لتاريخ فينيقيا بكامله نقلاً عن سنخوني-أتن. والنصوص التي نستند إليها اليوم للتعريف عن فيلون هي لأوزيب القيصري ألدّ أعداء فيلون الجبيلي والكنعانيين. وهذا ما يؤكّد عدم مسايرة أوزيب لفيلون وسنخوني- أتن، في اقتطاعه المقاطع الشهيرة من التاريخ الفينيقي التي وردت في كتابه ”التوطئة الإنجيلية“. والمعلوم أن لفيلون عدا الكتب التي حلَّل فيها ”التاريخ الفينيقي“ لسنخوني-أتن، ثلاثة كتب عن ”مغالطات تاريخ الإغريق“. وكتاباً عن تاريخ الشعب اليهودي، الذي كان أوزيب يدافع عنه. واليوم تعدّ المقاطع التي اقتطفها أوزيب من كتبه عن سنخوني-أتن، أثمن قطع تاريخية بقيت لنا من ”تاريخ فينيقيا“، ومن أثمن ما بقي للعالم من تراث العهود القديمة. وهي لا تزال مدرسة تاريخ قائمة بحدّ ذاتها. (صليبا، لويس، الاغتراب اللبناني ملحمة أم مأساة، جبيل/لبنان، دار ومكتبة بيبليون، ط2، 2014، ص352-353).
[12] – صليبا، م. س، ص 234.
[13] – عقل، سعيد، كما الأعمدة، شعر، بيروت، دار الكتاب اللبناني، ط1، 1974، ص 174.
[14] – جبر، م. س، ص 57.
[15] – بولس، م. س، ص 98.
[16] – بولس، م. س، ص 43.
[17] -كتب عنه الأب رنزڤال مقالة في مجلة المشرق. وهو تمثال متقن النحت، ويرجّح أنه كان يزيّن أحد الهياكل التي أقامها الرومان في جبيل، وقد نُقل التمثال إلى متحف اسطنبول.
[18] -شيخو، الأب لويس، الآثار القديمة في لبنان، ضمن لبنان مباحث علمية واجتماعية، نشره إسماعيل حقي، بيروت، دار لحد خاطر، ط3، 1993، ص 1/142.
[19] -الأب سيباستيان رنزفال (21/10/1865-20/1/1937) Sébastien Ronzevalle ولد في اليونان وتوفّي في بيروت. كان والده يعمل في بيروت فأمضى طفولته فيها. درس في الجامعة اليسوعية، وتعلّم اللغات السامية. دخل الرهبنة اليسوعية 1890، وصار أستاذ علم الآثار والجغرافيا التاريخية في الجامعة اليسوعية بيروت 1902-1937، سيم كاهناً 1904. شارك في الحفريات الأركيولوجية في دير القلعة، بيت مري. متخصّص في آثار لبنان وسوريا. من آثاره: 1-دراسات في الأركيولوجيا الشرقية، 1928. 2-مجموعة من المقالات التاريخية والأركيولوجية صدرت في مجلّة جامعة القديس يوسف USJ، بيروت وفي مجلة المشرق/بيروت وغيرها.
[20] – شيخو، م. س، ص 2/142.
[21] – شيخو، الآثار القديمة، لبنان مباحث، م. س، ص 1/135.
[22] -ألكسندر موره (19/9/1868-2/2/1938) Alexandre Moret مؤرّخ وعالِم مصريات Egyptologue فرنسي. أستاذ كرسي المصريات في الكوليدج دو فرانس، 1923. عضو أكاديمية Belles Lettres، 1926. رئيس الجمعية الفرنسية لعلوم المصريّات، ومدير فخري لمتحف غيمه Guimet. من مؤلّفاته وصدرت في باريس إلا إذا أشير إلى خلاف ذلك: 1-في الطابع الديني للملكية الفرعونية، 1902، ط جديدة 2007. 2-طقوس العبادة الإلهية اليوميّة بحسب برديّات برلين ونصوص معبد سيتي الأوّل، 1902، ط جديدة، 2007. 3-خلود النفس والعقاب الأخلاقي في مصر القديمة، Leroux، 1908. 4-نواويس، القاهرة، 1912. 5-مواثيق الحصانة في الأمبراطورية المصرية القديمة، ج1، 1912. 6-ألغاز مصرية، 1913. 7-ملوك وآلهة مصر، 1925. 8-النيل والحضارة المصرية، 1926. 9-مقتل الإله في مصر، 1927. 10-تاريخ الشرق : ج1، عصور ما قبل التاريخ الألفية الرابعة والثالثة، 1929-1936. 11-التاريخ القديم، ج1، 1930. 12-مصر الفرعونية، المجلّد الثاني من تاريخ الأمّة المصرية لغابرييل هانوتاوكس. 13-في زمن الفراعنة، A. Colin، 1941.
[23] – جبر، م. س، ص 8.
[24] -جوليان هكسلي (1887-1975) Julian Huxley، عالِم بيولوجيا بريطاني وأخصّائي تحسين نسل، ومن أبرز القائلين بنظرية الانتقاء الطبيعي وداعمي نظرية داروين في النشوء والارتقاء، وأوّل مدير لمنظمة الأونسكو. حصل على جائزة كالينجا للأونسكو لدوره في نشر العلوم 1953، وعلى ميدالية داروين من الجمعية الملكية البريطانية، 1956. رئيس جمعية تحسين النسل البريطانية 1959-1962. وينتمي جوليان هكسلي إلى عائلة هكسلي الشهيرة، فشقيقه هو الكاتب ألدوس هكسلي، وأخوه غير الشقيق أندرو هكسلي أستاذ في البيولوجيا، وحائز على جائزة نوبل. ووالده ليونارد هكسلي كان كاتباً ومحرّراً، وجدّه توماس هكسلي كان عالِماً وصديقاً شخصيّاً لتشارلز داروين ومن كبار مؤيّدي نظريّته في النشوء والتطوّر. أبدى جوليان هكسلي منذ الصغر اهتماماً بالطبيعة وعلومها بتأثير من جدّه توماس. وفي الثالثة عشرة من عمره التحق بكلّية إيتون وكان لجدّه تأثير كبير عليها إذ ساعد في تشييد المختبرات العلمية فيها. وفي إيتون طوّر جوليان اهتمامه بالطيور. وفاز 1905 بمنحة لدراسة علم الحيوان في جامعة أكسفورد، وبدأ نجمه بالسطوع بعد عام، وبرع في علم الأجنّة والطفيليّات. لكنه أصيب بنكسة في سنته الدراسية الأخيرة 1908 بسبب وفاة والدته بعمر 46 عاماً إثر إصابتها بالسرطان. ومع ذلك تخرّج 1909. وتوظّف 1910 في قسم علم الحيوان والتشريح المقارن في جامعة أكسفورد. انتقل إلى الولايات المتّحدة 1912 وصار نائباً لرئيس معهد رايس في هيوستن. عاد إلى بريطانيا 1916 وعمل ضابطاً في الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الأولى. وبعدها صار أستاذاً لعلم الأحياء في جامعة أكسفورد. ساهم في تأسيس منظمة الأونسكو، وأصبح أوّل مديرٍ لها 1946-1948. من مؤلّفاته: 1-الفرد في مملكة الحيوان، 1911. 2-مقالات عالِم أحياء، 1923. 3-مقالات في العلوم الشعبية، 1926. 4-بيولوجيا الحيوان 1927. 5-دين بدون وحي، 1927. 6-ملك زراعة الأنسجة، خيال علمي، 1927. 7-النمل، 1929. 8-علم الحياة: ملخّص للمعرفة المعاصرة عن الحياة وإمكانيّاتها، 1/3، 1929-1931. 9-التطوّر: مألفة حديثة، 1942. 10-التطوّر كآلية، 1954. 11-مقالات إنساني، 1964. 12-مستقبل الإنسان، 1966.
[25] – جبر، م. س، ص 9.
[26] – جبر، م. س، ص 17.
[27] – جبر، م. س، ص 72 – 73.
[28] – بولس، م. س، ص 67.
[29] -موريس دونان (4/3/1898-23/3/1987) Maurice Dunand مدير البعثة الأركيولوجية الفرنسية في لبنان. قام بالتنقيب الأركيولوجي في جبيل 1924-1975. يقول عنه المؤرّخ جان بيير تيوليه Jean Pierre Thiolet: “بفضل موريس دونان وجهوده وتعاون الفرق التي قادها أمكن تظهير بيبلوس القديمة. والمواد المكتشفة يمكن اعتبارها بحقّ فريدة من نوعها لمعرفة ديانة الفينيقيين وفنونهم. وكذلك كلّ التأثيرات التي تغلغلت في هذا المكان عبر العصور.” قسم دونان العصر الحجري الحديث في لبنان إلى ثلاث مراحل على أساس المستويات الطبقية لجبيل. ومنذ 1963 قام أيضاً بحفر موقع معبد أشمون قرب صيدا. وخلال الحرب اللبنانية غادر دونان لبنان حاملاً معه أرشيفه الذي سلّمه قبيل وفاته إلى جامعة جنيف، واستعاده لبنان سنة 2010. من مؤلّفاته: 1-Byblos Grammata، 1945. 2-من عمّانوس Ammanus إلى سينا، مواقع وآثار، بيروت، المطبعة الكاثوليكية، 1953. 3-بيبلوس تاريخها وآثارها، باريس، 1968.
[30] – Dunand, Maurice, Byblos son histoire, ses ruines, Paris Adrien-Maisonneuve, 1968, p 22.
[31] – بولس، م. س، ص 68.
[32] – Dunand, Maurice, Byblos Grammata, Paris, Adrien-Maisonneuve pp. 9 – 10.
[33] – جبر، م, س، ص 77.
[34] – جبر، م. س، ص 118 – 121.
[35] -روجيه كايوا (3/3/1913-21/12/1978) Roger Caillois عالِم اجتماع وكاتب وناقد فرنسي. تلقّى دروسه الأولى في Reims، ثم جاء إلى باريس لإعداد مباراة الدخول في دار المعلّمين العليا ENS، ودخلها 1933، ونال منها شهادة الأستاذية Agrégation في قواعد اللغة الفرنسية 1936. عيّن مديرا للأونسكو 1948. انتُخب عضواً في الأكاديمية الفرنسية 1971. ساهم كتلميذٍ لمرسيل موس Mauss في تأسيس كوليدج السوسيولوجيا. من مؤلّفاته وصدرت كلّها في باريس: 1-الأسطورة والإنسان، 1938. 2-الإنسان والمقدّس، 1939. 3-صخرة سيزيف، 1946. 4-المفردات الجمالية، 1946. 5-وصف الماركسية، 1950. 6-أربع مقالات في علم الاجتماع المعاصر، 1951. 7-اللايقين الآتي من الأحلام، 1956. 8-الألعاب والرجال: القناع والدوار، 1967. 9-الغرائز والمجتمع: بحث في السوسيولوجيا المعاصرة، 1964. 10-في قلب الخيال، 1965. 11-بيلاطوس البنطي، سردية، 1961. 12-علم الجمال المعمّم، 1962. 13-شياطين الظهر، 1991. 14-مقاربات التخيّل، 1974. 15-صور المتاهة، نصوص مختارة 1933-1978، غاليمار،.2007. 16-تعاون الأقوياء، دراسات سوسيولوجية، 1944.
[36] – جبر، م. س، ص 89.
[37] -سامية محمد عامر باحثة مصرية ولدت في 24/8/1954. لها رسالة ماجستير في التاريخ بموضوع “جبيل تحت حكم اللاتين وعلاقاتها بالمسلمين في عصر الحروب الصليبية”. وأطروحة دكتوراه عنوانها: حملة لويس التاسع الصليبية على تونس 1307م. أستاذ مشارك في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل/السعودية، رئيسة قسم التاريخ في كلّية الآداب في الإحساء. من مؤلّفاتها: 1-مفهوم وملامح الإرهاب في العصور الوسطى، 2017. 2-دير كلوني وأثره في حركة الإصلاح الديني في أوروبا، 2008.
[38] – عامر، د. سامية، الصليبيون في فلسطين، جبيل/لبنان، القاهرة، عين للدراسات والبحوث، ط1، 2002، ص 148.
[39] – عامر، م. س، ص 62.
[40] – جبر، م. س، ص 134.
[41] – جبر، م. س، ص 115.
[42] – عامر، م. س، ص 38 – 39.
[43] – م. ن، ص 38.
[44] – م. ن، ص 152.
[45] – Enchyclopédie de l’Islam, (EI2), T.5, p. 1057.
[46] – بنيامين من تودالا Benjamin of Toudela، القرن الثاني عشر م. بنيامين من تولاد (تطيلة) أو بنيامين التطيلي كما يعرفه العرب Benjamin de Tudèle (شمال إسبانيا). هو أول رحّال أوروبي وصل إلى الصين. قضى أكثر من ثلاثة عشر سنة (1160 – 1173) في السفر. فزار أوروبا، الشرق الأوسط، أفريقيا الشمالية، آسيا الوسطى. ووضع كتاباً عن رحلته بعد عودته. وكتابه وصف حيّ للعالم في القرن الثاني عشر م. ويقدّم معلومات قيّمة عن الدروز في جبل لبنان وسورية. وعن طائفة الحشّاشين في إيران والعراق. وعن طائفة القرّائين اليهود في القسطنطينية ودمشق. وفيه وصف شامل لأوضاع اليهود في مختلف البلدان والقارّات التي زارها. ووصف لمدن صيدا وصور وجبيل وعكا والقدس. وقد سبق بنيامين في رحلته ماركو بولو الرحّالة البرتغالي الشهير بقرن من الزمن. وترجم كتاب أسفاره عن العبرية إلى لغات عديدة. وعنوانه بالعبرية: Séfer ha mossa’ at أي كتاب الأسفار. طبع للمرّة الأولى بالعبرية في اسطنبول سنة 1543. وقد ترجم إلى العربية وطبع في بغداد عام 1945
[47] -بنيامين التطيلي، رحلة الرابي بنيامين التطيلي وفيها وصف لأوضاع اليهود في مختلف البلدان (1160 – 1173 م)، ترجمة عزرا حدّاد، جبيل/لبنان، دار ومكتبة بيبليون، ط1، 2008، ص 179 – 180.
[48] -ناصر خسرو (1004-1088م): رحّالة وشاعر وفيلسوف فارسي اعتنق المذهب الشيعي الإسماعيلي، وعمل داعياً له. ولد قرب ترمذ، والتحق بخدمة السلطان محمود بن سبكتكين مؤسس الدولة الغزنوية، ثم ابنه السلطان مسعود. نشأ على مذهب أهل السنّة، وقرأ الفلسفة واطّلع على العقائد والمذاهب المختلفة، فاعتراه تحوّل نفسي انتهى إلى اعتناق الإسماعيلية. من مؤلّفاته: 1-سفر نامه، دوّن فيه أخبار أسفاره في أرجاء العالم الإسلامي، وامتاز بوصفٍ دقيق لبيت المقدس، ووصفٍ نادر لأحوال الجزيرة العربية أيام القرامطة. 2-الديوان، وهو مجموعة أشعاره. 3-كتاب السعادة. 4-زاد المسافرين. 5-خوان إخوان في الفلسفة. 6-جامع الحكمتَين في الكلام. 7-عجائب الحساب.
[49] -ناصر خسرو علوي أبو معين الدين (ت 453هـ/1061)، سفر نامة، ترجمة يحيى الخشّاب، القاهرة، دار الكتب، ط1، 1971، ص 12.
[50] – جبر، م. س، ص 136.
[51] – جبر، م. س، ص 140.
[52] -فرنشيسكو سوريانو Francisco Suriano رحّالة ورجل دين إيطالي من البندقية تولّى سدانة الأماكن المقدّسة مرّتين 1493، و 1512. وصار رئيساً على دير بيروت 1480 و 1514. عيّنه الحبر الأعظم قاصداً رسوليّاً على الموارنة. وقال البطريرك إسطفان الدويهي في تاريخه: “لمّا انتهت أيام رئاسة سوريانو على بيروت 1515 رجع إلى بلاده”.
[53] -أبي عبدالله، عبدالله إبراهيم، ملف القضية اللبنانية من خلال جبيل والبترون والشمال في التاريخ، بيروت، مطبعة دكاش، ط1، 1987، ص 147.
[54] -حنين، رياض، أسماء، قرى ومدن وأماكن لبنانية في روايات شعبية، بييروت، دار لحد خاطر، د. ط، 1986، ص 64.
[55] -روبير كفوري Robert Kfoury، لبناني وُلد في القاهرة 1950. عام 1960 خسرت عائلته أرزاقها في مصر بسبب التأميم، فعادت إلى لبنان. تابع دروسه عند الآباء اليسوعيين، ودرس في الوقت عينه الموسيقى والرسم. بعد البكالوريا انتمى إلى الحزب الشيوعي، ثم بدأ بحثه الروحي منذ 1974، فتعلّم التأمّل التجاوزي وحصل في العام عينه على شهادة الجدارة Maitrîse في الرياضيات. سافر إلى ألمانيا حيث نال دبلوماً في العزف على آلة Violencelle من المدرسة العليا للموسيقى في Hanovre. وتابع هناك، وفي سويسرا، دروساً معمّقة لتعليم اليوغا والتأمّل. وبعد إنهاء دروسه طلب منه معلّمه مهاريشي ماهش يوغي العودة إلى وطنه لبنان لتعليم اليوغا والتأمّل. فعاد وأسّس عدداً من مراكز التأمّل، وعلّم مئات الأفراد وواجه ميليشيات الأمر الواقع في المنطقتين المسيحية والإسلامية والتي كانت تنظر إلى نشاطه بعين الريبة. غادر لبنان 1988 وعاش بالقرب من معلّمه في الهند وهولندا. ترك حركة التأمّل التجاوزي 1993 بعد أن تحقّق أن مؤسّسها ليس المعلّم الذي يبحث عنه. وسافر ليعيش ناسكاً في الهملايا/الهند طيلة ثمانية أعوام. وهناك التقى بعدد من كبار المعلّمين أمثال غيتا غهات باباجي وسوامي شيدانندا وغيرهما فأرشدوه في بحثه الروحي. وعام 1998 رجع إلى لبنان وأسّس حلقة الدراسات الهندية، وعمل مع عدد من مريديه في الحلقة على ترجمة الكتب الهندوسية المقدّسة من لغتها الأصلية (السنسكريتية) إلى العربية. كما وضع مؤلّفه الفرنسي القدّيس يوحنا الصليبي والتصوّف الهندي، باريس 1996. من مؤلّفاته بالعربية: 1 – الحكمة الهندوسية 1998، 2 – اليوغا الفكري والحِكم اليوغية للرائي الكبير باتنجلي 1998، 3 – نشيد المولى 1998، 4 – معرفة الذات للحكيم شانكار 1997، 5 – مجموعة الرحمن Shiva Samhita 1997، 6 – الحِكمة البوذية 1997، 7 – هكذا تكلّم رامانا مهارشي 1998، 8–سرّ النجاح في ممارسة اليوغا 1999. يتقن كفوري اللغات التالية: العربية والفرنسية والإنكليزية والألمانية والسنسكريتية والهندية والصينية، وهو يتنقّل اليوم بين أديار الهند حيث يختلي ولبنان.
[56] – صليبا، د. لويس، شربل رفيقنا الصامت، حكاية قداسة عنوانها الصمت، جبيل/لبنان، دار ومكتبة بيبليون، ط3، 2014، ص 211.
[57] – صليبا، م. س، ص 212 – 213.
[58] – عبود، مارون، المجموعة الكاملة، بيروت، دار الثقافة، د. ت، ج 10، ص 31.
[59] – م. ن.
[60] – عبود، م. س، ج10، ص 272.
[61] – م. ن، ص 272.
[62] – عبود، م. س، ج 10، ص 26 – 27.
[63] – الريحاني، أمين، رسائل أمين الريحاني، تحقيق ألبرت الريحان، بيروت، دار الجيل، ط2، 1991، ص220.
[64] – صليبا، د. لويس، الاغتراب اللبناني ملحمة ومأساة، جبيل/لبنان، دار ومكتبة بيبليون، ط2، 2014، ص 108.
[65] – الجرّ، عقل، ديوان عقل الجرّ، تحقيق وتقديم شكرالله الجرّ، بيروت، دار الثقافة، ط1، 1964، ص 75.
[66] – الجرّ، م. س، ص 57.
[67] – صليبا، الاغتراب، م. س، ص 107.
[68] -مرعب، نخله، بلاد جبيل، في القرن العشرين، مفكّرون ومبدعون رسموا تاريخها، جبيل/لبنان، منشورات بيبلوراما، ط1، 2000، ج3، ص 62.
[69] – حيدر أحمد، د. علي راغب، المسلمون الشيعة في كسروان وجبيل سياسياً تاريخياً واجتماعياً بالوثائق والصور (1842 – 2006)، بيروت دار الهادي، ط1، 2007، ص 207 – 208.
[70] -عوّاد، جهاد، جبيل حاضراً ومستقبلاً، جبيل/لبنان، مطبعة دكاش برس، ط1، 2010، ص 245.
[71] – عواد، م. س، ص 248.
[72] – عواد، م. س، ص 249.
[73] –