علوم الأديان من أجل تفعيل السياحة الدينية وترسيخ السلم الأهلي في لبنان/بقلم أ. د. لويس صليبا، بحث ألقي في مؤتمر السياحة الداخلية المنعقد في مركز تموز للبحوث/جبيل في 25/11/2022
إشكالية البحث: الإنسان عدوّ ما يجهل، يقول المثل العربي. ونحن في لبنان نعيش عشرات السنين جنباً إلى جنب، ولا يعرف واحدنا عن الآخر سوى بعض الأحكام المسبقة Préjugés الخاطئة. وهنا يأتي دور علوم الأديان إذ تتيح معرفة للآخر كما هو والسياحة الدينية كجانبٍ تطبيقي لهذه العلوم.
والبحثُ التالي محاولةٌ تأسيسية ونموذجٌ أكاديمي يُظهر كيف يمكن لعلوم الأديان أن تكون الجانب النظري والفلسفي للسياحة الدينية، وأن تنشّطها وتفعّلها في بلدٍ تعدّدي كلبنان، فيجتمعَ اللبنانيّون بمختلف أطيافهم على ممارستها وتفعيلها، فتعملَ بالتالي على ترسيخ السلم الأهلي ومعرفةِ الآخر المختلف كما هو. والسياحة تعتبرُ صناعةً وتصديراً غير منظور بمفهوم علماء الاقتصاد.
والسياحة بالمفهوم العربي والإسلامي هي حُكماً وحصراً سياحة دينية. فمن الناحية اللغوية والقاموسيّة، وإذا عُدنا إلى أقدم معاجم اللغة وأحدثها في آن فإنّنا نجد التالي. ففي لسان العرب لابن منظور: “السياحة: الذهاب في الأرض للعبادة”. وفي بعضِ المعاجم الحديثة: ساح الرجل: سَيحاً وسُيُوحاً وسِياحةً وسَيَحاناً: ذهب في الأرض متعبّداً. والسياحة: الضرب في الأرض بقصد العبادة
والسائح: الصائم الملازم للمساجد لأنّه يسيح في النهار بلا زاد. والسائح: الذي أكثر تفكيره في الله وعظمته. أي أن السائح هو المتأمّل المتبصّر Méditant
ويضيفُ لسانُ العرب معنى ذا دلالات عميقة في بحثنا: ساح وسياحة ومنه المسيح ابن مريم في بعض الأقاويل: كان يذهب في الأرض، فأينما أدركه الليل صفّ قدميه وصلّى حتى الصباح” وكثيراً ما سمّى علماء المسلمين ولا سيما المفسّرين ومؤرّخي سيَر الأنبياء والصوفيّة منهم المسيح “إمام السائحين”
ويضيف لسان العرب مفسّراً آية الذكر {الحامدون السائحون} (سورة التوبة 112): “قال الزجّاج: السائحون في قول أهل التفسير واللغة جميعاً الصائمون. وقيل إنّهم الذين يديمون الصيام، وهو ممّا في الكتب الأُول. وقيل إنّما قيل للصائم سائح لأنّ الذي يسيح متعبّداً يسيحُ ولا زاد معه، إنّما يَطْعَمُ إذا وَجَد الزاد. والصائم لا يَطْعَم أيضاً فلشبهه به سُمّي سائحاً”.
وفي القواميس المزدوجة اللغة: Pèlerin: سائح، زائر و Pilgrim: سائح، رحّال. وممّا لمّا أزل أذكره من مطالعاتي في الصبا التحفة الروحية في التراث الأرثوذكسي Récits d’un Pèlerin Russe، وقد عُرّبت بعنوان: “سائح روسي على دروب الربّ”.
وحتى بالعامّية اللبنانية أو اللغة المحكية كثيراً ما نستخدم لفظة سائح بمعنى حاجّ، والمثل القاطع على ذلك يأتي من جبيل فكنيسة “سيدة السُوّاح” في بلاط/جبيل هي بالأحرى Notre dame des Pèlerins.
ولكن لماذا كانت السياحة بالمفهوم العربي والإسلامي حصراً سياحةً دينيّة؟!
الحجّ يعني حصراً بالمفهوم العربي الإسلامي زيارة البيت الحرام. يقول ابن منظور: “الحجّ القصد، هذا الأصل، ثم تعورف استعماله في القصد إلى مكّة للنُسك والحجّ إلى البيت خاصّة. تقول حجّ يَحُجّ حجّاً، الحجّ قصد التوجّه إلى البيت بالأعمال المشروعة فرضاً وسُنّة”
تبقى إذاً أنماطٌ من القصد والحجّ إلى الجوامع والأماكن المقدّسة الأخرى، فتلك سياحة. وهي بالأخصّ سياحة سيراً على الأقدام. ففي حديث الملأ الأعلى
وتفسيراً للآية: {مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلأِ الأعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ} (سورة ص 38/69). يورد القُرطبي حديثاً عن أبي شهب عن الحسن قال رسول الله(ص)، سألني ربّي فقال: ما الكفّارات؟ قلتُ المشي على الأقدام إلى الجماعات، وإسباغ الوضوء في السَبَرَات، والتعقيب في المساجد بانتظار الصلاة بعد الصلاة”.
لماذا المشي على الأقدام إلى الجماعات؟! نجدُ في أحاديث شريفة أخرى تفسيراً لهذه الممارسة الدينية المستحبّة أي السنّة لا الفريضة. أخرجَ الشيخان البخاري ومسلم عن أبي مُوسى الأشعريِّ، قال: قال النبيُّ: {أعظمُ الناسِ أجرًا في الصَّلاة أبعدُهم فأبعدُهم ممشًى}.
وأخرج مسلم عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ، قال: كانتْ دِيارُنا نائيةً عن المسجدِ فأردْنا أن نَبيعَ بُيوتَنا، فنقْرُبَ من المسجدِ، فنهانا رسولُ الله (ص)، فقال: {إنَّ لكم بكلِّ خُطوةٍ درجةً}. هنا نَقرُب بالحري من مفهوم المشي/الصلاة، أو المشي التأمّلي La Marche Méditative الذي يكثُر الحديث عنه في اليوغا وفي البوذيّة. وتزدادُ هذه القربى وضوحاً في الحديث الشريف التالي: عن أبي هُرَيرَة، قال: قال رَسولُ الله: {مَن تَوضَّأ ثم خرَجَ يُريدُ الصَّلاةَ، فهو في صلاةٍ حتَّى يَرجِعَ إلى بيتِه}.
المشي التأمّلي إذاً صلاة. وفي حديثٍ شريفٍ آخر وأخير ذكرٌ واضحٌ لمفعول المشي التأمّلي هذا وتأثيره النفساني والعلاجي. أخرج مسلم عن أبي هُرَيرَةَ قال: قال رسولُ اللهِ: {مَن تطهَّرَ في بيتِه، ثم مَشَى إلى بيتٍ من بيوتِ اللهِ، ليقضيَ فريضةً مِن فرائضِ اللهِ، كانتْ خُطواتُه: إحداهما تحطُّ خطيئةً، والأخرى ترفع درجةً}.
إنّه تحديداً ما تقوله اليوغا وتعلّمه عن مفعول المشي العلاجي:
المشي التأمّلي يُنزل التوتّرات من الرأس إلى القدمَين، ويُصعد الطاقة على مستوى المحور المركزي أي العمود الفقري.
عودةٌ إلى المسيح إمام السائحين كما عُرف في التقليد الإسلامي. فلماذا إمام السائحين؟ وما هي دلالات هذه التسمية. قال العديد من المفسّرين إن اسم المسيح مشتقّ من فعل ساح، وهو ما سبق أن ذكرنا نقلاً عن ابن منظور. وذلك لأنّ المسيح كان في زعمهم سَيّاحاً في الأرض كما يقول الثعلبي في عرائس المجالس، أي كثير السياحة وكبير السائحين وإمامهم. وقد يرافقه في جَوَلانه ابن خالته يحيا (أي يوحنا المعمدان) فيتغايران في الزهد ونكران الذات ونجوى الله. وقد يلحقُ به الحواريّون أصحابُه وتلاميذُه، يسألونه ويسمعونَ له ويتعلّمون منه أمثولاتُ الجهاد الأكبر.
وهذه الصورة الإسلامية للمسيح السَيَّاح وإمام السائحين والمرسومة في عدد من التفاسير القرآنية وقصص الأنبياء ليست بغريبة عن التقليد الإنجيلي إذ نقرأ في الأناجيل الإزائية ولا سيما متّى 8/20 ولوقا 9/58: {للثعالب أوجرةٌ ولطيورِ السماءِ أوكار. أما ابن البشر فليسَ لديه موضعٌ يَسنُد إليه رأسَه}
وينقل الثعلبي في عرائس المجالس رواية عن كعب الأحبار جاء فيها: “وكان عيسى يمشي حافياً، ولم يتّخذْ بيتاً ولا حِلية ولا مِتاعاً ولا ثياباً ولا رزقاً إلا قوتَ يومِه. وكان حيثما غابت الشمس صفّ قدمَيه وصلّى حتى يصبح، (…) وكان سَيَّاحاً في الأرض”.
ويستوقفُنا في هذه الرواية التأسيسية للصورة التقليدية العامّة والنمطية للمسيح في الإسلام توصيفان: كان سَيّاحاً ممّا سبق وشرحناه، بيد أنّه إلى ذلك كان سائحاً مميّزاً يمشي حافياً.
ونقرأ عند الزبيدي في إتحاف السادّة المتّقين الرواية التالية: “كان عيسى عليه السلام يأكلُ الشعير، ويمشي على رجلَيه ولا يركبُ الدواب، ولا يسكنُ البيوت، ولا يصطبحُ بالسراج”
سائحٌ يمشي على رجلَيه، وفي رواية أخرى نقرأ عن المسيح إمام السائحين “رجلاه دابّتُه”. إنها تحديداً السياحة أو الحجّ Pèlerinage بالمفهوم المسيحي. كمثل الحجّ الأوروبي الشهيرPèlerinage de Saint Jacques de Compostelle حيث يقطعُ الحجّاجُ أو السوّاح مسافة نحو 1200 كلم سيراً على الأقدام، وكم من مرّة شاهدتُهم يسيرون في Rue St Jacques وهي أطول طريق في باريس قاصدين محجّتهم في مقام القدّيس يعقوب بن زبدى في مدينة سانتياغو دي كومبوستيلا في إسبانيا. أو كذلك السياحة إلى أورشليم في العصور الوسطى حيث كانوا يأتون من أوروبا إلى القدس في فلسطين مشياً على أقدامهم. والسياحة مشياً على الأقدام لمّا تزل تقليداً راسخاً حتى اليوم في الهندوسية والبوذيّة. كالحجّ إلى منابع نهر الغانج في الهملايا Gangotri حيث يشدّ السوّاح الرحيل من أقصى جنوب الهند أو من المصبّ الأخير لنهر الغانج نحو الشمال متتبّعين مجرى النهر المقدّس في رحلة سيراً على الأقدام تستغرق ما لا يقلّ عن ستة أشهر. وكان لي أن أعاينَ هؤلاء السيّاح وألتقيَهم عندما أقمتُ مدّةَ شهر كامل في دير أشرم شيفانندا في UttarKashi في أواخر الطريق نحو نبع الغانج. وأكثرهم كانوا يقطعون مسافة 2704 كلم هذه، أو معظمها حفاة.
لماذا الحجّ أو السياحة بالحري سيراً على القدمَين؟! ولماذا أيضاً يسير الكثير من الحجّاج حفاة؟!
من المنظور اليوغي وكذلك النفساني العلاجي Psychothérapeutique:
La marche est un bercement thérapeutique
المشي هدهدة (أو هزاز) علاجية
On est bercé par notre propre marche
إنّنا نتهدهد بمشينا. ومفعول الهدهدة العلاجي معروف: يغيّر مزاج الطفل، فيتوقّفُ مثلاً عن البكاء. بيد أن هذا المفعول لا يقتصرُ حصراً على الأطفال كما قد يُظَنّ، والمشي نمطٌ من الهدهدة. هذا إضافة إلى مفاعيل فيزيولوجية ونفسانية أخرى كإفراز الأندورفين وغير ذلك ممّا لا يتّسع المجال لعرضه.
وفي الفلسفة العيادية Philosophie Clinique وهي نمطٌ حديث وتطبيقي من الفلسفة يعرفُ انتشاراً واسعاً منذ أكثر من عقدَين، يتحدّثون أيضاً ويمتدحون فوائد المشي التأمّلي والمشي العلاجي Marche Méditative et Marche Thérapeutique.
أرسطو نفسُه، المعلّم الأوّل كما سمّاه فلاسفة العرب والإسلام، عُرفت مدرسته الفلسفية بالفلسفة المشّائية، لأنّه كان يُلقي دروسَه ومحاضراتِه وهو يمشي. يروي الشهرستاني في الملل والنِحَل: “وكان أفلاطون يلقِّنُ الحكمةَ ماشياً تعظيماً لها، وتابعه على ذلك أرسطوطاليس، ويسمّى هو وأصحابه “المشاّئين”. وكان من عادةِ أرسطو أن يلجأَ إلى ممشىً بجانبِ مَلعبِ لوقيون الذي أنشأ فيه مدرستُه (325 ق م)، فيحضَرُ إليه التلاميذ هناك، فيُلقي عليهم دروسَه وهو يتمشّى، وهم يسيرون من حوله، فأُطلق عليه هو وأتباعه “المشّاؤون”. ونيتشه الفيلسوف الألماني الشهير من أبرز ممارسي المشي التأمّلي. يقول شاهداً: “أمشي كثيراً في الغابات، وقد أجريتُ فيها مقابلاتٍ شهيرةٌ مع نفسي”.
وعن أهمّية ما يستوحي المرءُ لا سيما الفيلسوف من أفكار خلال المشي يقول نيتشه ناصحاً: “لا تثق بأيّة فكرة لم تتكوّن في الهواء الطلق، ولا بأيّة خاطرة لم تشارِك فيها العضلات”.
ويلخّص نيتشه تجربته الفكرية في الصيغة اللافتة التالية:
On n’écrit pas avec les mains, on n’écrit bien qu’avec les pieds”
نحن لا نكتب بأيدينا، نحن لا نكتب جيّداً إلا بأقدامنا فقط.
ومن كبار الفلاسفة المشّائين كذلك إيمّانويل كنط، فطيلة حياته وأيّاً تكن حالة الطقس كان يمشي ساعةً كلّ يومٍ مُقفَلَ الفم أي يتنفّس من منخاريه وفي مكانٍ ووقت معيّن من النهار، فسُمّي ذاك المكان طريق الفيلسوف. إنّه مشيٌ تأمّلي بامتياز، فإضافة إلى تسخين الهواء الداخل إلى الرئتَين وتنقيتِه من الغبار فالتنفّس الأنفي ينشّط إفراز الأندورفين Endorphines ممّا يستحثّ انتباهاً أكثر تركيزاً وبهجة، ويخفّفُ من الأوجاع في الجسم. إنها ممارسةٌ مشابهة تماماً لما يقومُ به الرهبانُ البوذيّون في أديرتهم.
والخلاصة، فنحن لا نزعم بتاتاً أنّه لا يمكن تفعيلَ السياحة الدينية أو تنشيطَها إلا بممارسة المشي التأمّلي حصراً أو المشي عموماً. ولكن، وكما تُظهر أبرزُ التقاليد السياحية الدينيّة وأشهرُها في العالم، فما من سياحة دينية ناشطة ومثمرة لم يكن في أساسها تقليد راسخٌ من السير على القدمَين، وبعدها تأتي طرق النقل التقليدية أو الحديثة لتفعّل هذه السياحة وتنمّيَها كالتلفريك وغيرها.
ماذا الآن عن وضع السياحة الدينية في بلادنا؟!
لا نذيعُ سرّاً إذا قلنا إن السياحة الدينية متخلّفة في بلادنا، رغم ما فيها من معالم روحيّة ودينية كثيرة لا مجال لتعدادها في هذه العُجالة. ومن أبرز أسباب هذا التخلّف أنّنا حُزْنا، وبتفوّق، على بطولة العالم في تضييع التقاليد المفيدة والعريقة وإهمالِها ونسيانِها.
جبيل مثلاً، كانت وكما يسمّيها المؤرّخ والعالِم هنري لامنس كعبة الفينيقيين ومكّتَهم، وكانوا يقصدونها، وسيراً على الأقدام في الغالب، من مختلف أرجاء فينيقيا وسائر أنحاء العالم القديم، ويقدّمون الأضاحي في معابدها.
وبقيت حتى في العهد الصليبي الذي استمرّ نحو قرنين (1104-1292) مدينة مقدّسة. فحكّامها الصليبيّون من أمثال هوغ أمبرياكوس وذرّيته سكّوا النقود وكتبوا عليها جبيل المدينة المقدّسة. وقبلهم بقرون كان السلوقيّون خلفاء الإسكندر المقدوني الذين حكموا جبيل قد سكّوا نقوداً في جبيل حملت اسم “جبيل المقدّسة”.
ومن تقاليد السياحة الدينية القديمة في جبيل الصعود سيراً على الأقدام من جبيل، ولا سيما من مصبّ نهر إبراهيم أو بالحري نهر أدونيس كما كان يُعرف يومها، وعلى مدى مجرى هذا النهر أو ما يُعرف بوادي أدونيس مروراً بكلّ القرى المحازية للمجرى، وحتى معبد عشتروت عند منبع هذا النهر في مغارة أفقا، وما يرافق هذه المسيرة من طقوس كانت تُعرف بالأدونيّات.
وفي الزمن المعاصر أكتفي بذكر بعض البادرات في هذا الإطار.
كمثل النشاط الذي نظّمه أستاذي ومعلّمي الأب لويس خليفة (1930-1997) عند إعلان مار شربل قدّيساً في 9/10/1977. ففي الليلة التي سبقت هذا الاحتفال في روما نظّم مسيرةً على الأقدام من كنيسة مار جرجس في جبيل إلى دير مار مارون ومحبسة شربل. وأذكر أنّني شاركتُ فيها مع المئات من الشباب يومها، وذلك على الرغم من الأوضاع الأمنية التي لم تكن مشجّعة آنذاك. وكان هدف الأب خليفة أن يجعلَ من هذه المسيرة تقليداً سنويّاً. وهو وإن كان لم يترسّخ بعد كما يجب ويؤمل، فإنّه لم يندثر، ويؤمل أن يستمرَّ بمشاركة عنصر الشبيبة. ومثله ما ينَظَّم من مسيرات درب الصليب يوم الجمعة العظيمة من جونية ولا سيما الملعب البلدي إلى معبد سيدة لبنان في حريصا، أو من مسيرات في الشهر المريمي على أمل أن تترسّخ مسيرةٌ منها تقليداً سنويّاً شعبيّاً يشارك فيه الألوف.
وهكذا فلا تزال هذه الأنشطة بمجموعها بادرات خجولةٌ تحتاجُ إلى تضافر الجهود والمزيد من المشاركة الشعبية كي تترسّخ، وتكون بالتالي الدعامة الكبرى لسياحة دينية ناشطة ومثمرة في لبنان. وهذا يحتاج حكمةَ الشيوخ من مختلف الأطياف ونُصحَهم ومباركتَهم، وحماس الشباب ومبادرتَهم.