شرح ديوان الحلاج
تأليف: لويس ماسنيون
ترجمة، تحقيق: كامل مصفطى الشبي
الناشر: دار ومكتبة بيبليون
النوع: ورقي غلاف فني،
حجم: 22×15،
عدد الصفحات: 474 صفحة
الطبعة: 1
مجلدات: 1
اللغة: عربي
نبذة:
الحلاج شخصية كان لها في التاريخ بصمتها، فهو الصوفي الذي دفع دمه ثمناً لمبادئه التي اعتقدها واعتنقها ومضى في دربه مدافعاً عنها وداعياً إليها. كان للحلاج مذهبه الخاص به وقد كان يدعو الناس سراً إلى مذهبه الذي يقوم على تغليب جانب الروح على الجسد برياضة النفس بأشد ما تكون الرياضات بهدف شحنها بالروح الإلهية وتمكينها من تقبل الطاقة الربانية التي يعجز البشر العادي أن يتحمل إشعاعها في نفسه ليكون في وسعه في النهاية أن يتعلم من الله ويصدر عنه على الصورة التي ظهرت في آدم لما علمه تعالى الأسماء كلها، وفي المسيح لما مكنه من إحياء الموتى، وفي محمد صلى الله عليه وسلم لما أظهر على لسانه القرآن معجزته الكبرى. وكان من رأي الحلاج في تلك الفترة 291هـ:93م أن صاحب الدعوة ينبغي أن يمضي في دعوته إلى الغاية التي ما بعدها غاية دون تراجع. إذ يحق لكل إنسان أن يختار الطريق التي يسلكها إلى الله في كل زمان ومكان. وأخيراً كان من رأي الحلاج، إذا فشل في تحقيق فكرته، أن يأتم بالمسيح الذي بذل دمه قرباناً لله وغسل ذنوب البشر بسيل من حشاشته الإنسانية ليكشف عن أعينهم حجاب الجسد ويجلو عن أذهانهم وأفهامهم ما كانوا فيه من جهل وغفلة ووهم.
ويبدو أن فلسفة الحلاج في هذا البرنامج كانت تمثل في أن موته في حال إخفاقه سيكون سبباً في ثقة الناس به وتقديرهم لتضحيته وإيمانهم بفكرته على نحو ما حصل مع السيد المسيح، وأن حياته الروحية بعد فناء الجسد ستخلص من أسار الزمان والمكان وتتيح له أن يراقب الناس من علٍ وقد بدأوا يتفهمونه شيئاً فشيئاً ويدركون أنه لم يخدعهم وإنما جاءهم بفكرة سبقت زمانهم ولم تتهيأ لها الظروف المناسبة. وهكذا قضى لحلاج صلباً في سبيل مبدئه.
وهذا هو ديوانه يترجم حاله، وباستطاعة القارئ إدراك معاني هذا المتصوف، إذ إن عملية التحقيق لهذا الديوان أضاءت تلك النواحي المستترة وراء الكلمات التي لا يدركها إلا كل سالك ومريد. فقد حفلت كل كلمة من كلمات الديوان بألوان من الإثارة ساهمت في دفع المحقق إلى مزيد من البحث والتعمق، باذلاً جهداً كبيراً في الشرح والتعليل والتأويل وفي اكتشاف العلاقات الدقيقة والإشارات الغامضة التي يحفل بها ديوان الحلاج وتمتد منه خيوط غير منظورة ولا ملموسة لتتصل بالأشعار والآراء التي سبقته ولحقته. وفوق ذلك بذل المحقق في ديوان الحلاج طاقة زائدة في شرح الألفاظ اللغوية والاصطلاحية، وإيفاء لنص والمعنى حقهما، وجد المحقق نفسه منقاداً للاستكثار من النصوص والآراء والتخريجات في محاولة لجمع كل ما أمكنه جمعه من أدلة على نية الحلاج الحسنة في شطحاته المتطرفة الحادة التي تفاجئ القارئ.