تأليف: روزبهان البقلي الشيرازي
تاريخ النشر: 12/10/2009
تقديم: آرثر أربري
الناشر: دار ومكتبة بيبليون
النوع: ورقي غلاف فني،
حجم: 26×18،
عدد الصفحات: 1059 صفحة
الطبعة: 1
مجلدات: 2
اللغة: عربي
نبذة :
صاحب هذا الكتاب هو الشيخ روزبهان البقلي الشيرازي (ت 606هـ) من كبار صوفية الفرس ولد مشيراز في أواخر القرن السادس الهجري وأوائل القرن السابع. بدأت رحلته الروحية الصوفية في وقت مبكر جداً فيقول: أنه عندما كان طفلاً صغيراً خطر على قلبه هذا السؤال: أين ربك ورب المخلوقات؟ ولم يستطع – بالطبع – أن يصل إلى جواب لتساؤله. وكان بيت أسرته يقع بجوار أحد المساجد فذهب إليه فوجد عقده بعض الشباب نسألهم: هل تعرفون ربكم؟ فأجابوه بما يفيد أن الله تعالى مبدأ من الأعضاء والجوارح. ويقول: إنه عندما سألهم هذا السؤال أحسن بإضطراب مشاعره ثم انطلق يعدو، وقد أحسّ بما يشبه الوميض المفاجئ الذي أعقبه نوع من التأمل والتفكر، ولكنه عجز عن الفهم الحقيقي لما حدث له. وكان عليه أن ينتظر إلى سن السابعة وعندئذ وجد أن قلبه قد صار مغرماً بمداومة الذكر والإستغراق في العبادة والتقوى، وبدأ يبحث عن الحقيقة، ويقوم بأداء بعض التدريبات والمجاهدات الروحية، وقد شعر حينئذ بان قلبه بدأ يذوب لله وجداً.
وقد وصفه ابن عربي (638هـ) الذي كان معاصراً له بأنه: “كان كثير الزعفات في حال وجده في الله بحيث أنه كان يشوش على الطائفين بالبيت”. وقد كان من معاصري روزبهان كذلك الشيخ نجم الدين الكبرى (618هـ) والشيخ شهاب الدين عمر السهروردي صاحب “عوارف المعارف” (632هـ). وأنا بالنسبة لكتابه “عرانس البيان” الذي خصصه لتفسير القرآن الكريم واحداً من أهم الكتب الصوفية في مجال التفسير، وقد نجا فيه منحىً رمزياً، أغْربَ فيه في كثير من الأحيان، وحمّل بعض الآيات أنواعاً من التأويلات البعيدة المفرقة في الغموض والإبهام. وقد شرح منهجه في أول كتابه قائلاً: “ولما وجدت أن كلامه الأزي لا نهاية له في الظاهر والباطن، ولم يبلغ أحد إلى كماله وغاية معانيه: لأن تحت كل حرف من حروفه بحراً من بحار الأسرار ونهراً من أنهار الأنوار… فتعرضت أن أغرف من هذه البحور الأزليقة غرفات من حكم الأزليات، والإشارات والأبديات التي تقصر عنها أفهام العلماء وعقول الحكماء…”. ومن أهم كتبه كذلك تاب “مشرب الأرواح”، وقد خصصه لشرح طريق السلوك إلى الله تعالى وتحدث فيه عن مقامات الطريق الصوفي وأوصلها إلى ألف مقام في كتابه هذا. وقد شرح منهجه في صدر كتابه هذا فقال: “… بعد فإني لما جذبني جاذب الحق إلى باب عبودتيه، وأقامني على بساط ربوبيته، وأراني تيسير السر، وجولان القلب، ودور العقل، وذوق الروح من لطائف ملكوته، وخلال غرائب جبروته، وأوراني في مقامات الولاية، وساقني شراب المحبة، وكحّل عيني بكحل المعرفة… أردت أن أخبر المريدين عن مقامات العارفين… فاخترت من جملتها على قدر مفهومهم ألف مقام، ليعرفوا مذاهب الأولياء، ومسالك الأصفياء… فإن بين العباد والرب سبحانه منازل إذا لم يسلكوها لم يعرفوا حقائق العبودية والربوبية ولم يذوقوا حلاوة الوصال، ولم يطعموا طعم المحبة في المشاهدات… فرسمت بعون الله وحسن تأييده ألف مقام على عشرين باباً”.
وهناك العديد من المؤلفات التي تركها روزبهان تصل إلى نحو سبعة وعشرين كتاباً بالعربية والفارسية في علوم مختلفة تدل على سعة معارفه، فألف في التفسير والحديث، والفقه، وعلم الكلام، وقد أسس روزبهان حلقة صوفية خاصة به في شيراز، سميت بالروزبهانية؛ نسبة إليه. وقد نشرت هذه الطريقة مع الأيام وامتدت من فارس إلى مراكش، وفي أواخر القرن الثامن عشر كانت هذه الطريقة لا تزال مزدهرة.