«الإسلام في مرآة الاستشراق المسيحي: دراسة، نصوص مترجمة وتعليقات» كتاب موسوعي للدكتور لويس صليبا، صدر عن دار ومكتبة بيبليون/جبيل، في 640ص، وتجليد فاخر.
والمؤلف بروفسور جامعي، وهو يجمع في كتابه نصوصاً استشراقية في الإسلام، ويعرّبها ويدرسها، ويعلّق عليها.
وبداية التحوّل في نظرة الكنيسة إلى الإسلام كانت مع المستشرق الكبير لويس ماسينيون. بدأ رحلته الفكرية ملحداً، وكان للإسلام أثرٌ حاسم في عودته إلى الإيمان المسيحي. ومن هنا جاءت بحوثه العميقة لتسلّط الضوء على الجانب الفكري والصوفي المشرق في الإسلام. «لأني مؤمن، فأنا قادر على فهم المؤمنين الآخرين» يقول ملخّصاً مقاربته الحوارية الودودة للإسلام. وماسينيون كان ولا يزال مدرسة في الاستشراق نشأ فيها عدد من الباحثين الكبار أمثال روجيه أرنالديز والآباء لويس غارديه وبيير بوز وميشال لولون. ودرس هؤلاء الإسلام ديناً وثقافة من مختلف جوانبه. وينتقي المؤلف د. صليبا آثاراً لهم في علوم القرآن والحديث والكلام والفقه والتصوف والتاريخ الإسلامي، والعلاقات المسيحية الإسلامية وغيرها، بحيث يرسم من خلالها لوحة متكاملة المعالم لمساهمة هذه المدرسة الاستشراقية في الدراسات الإسلامية وميزاتها فيها. ويختم بتقديم ترجمة أمينة لخطاب البابا يوحنا بولس الثاني في الشبان المسلمين في المغرب في 19/08/1985. وقد اعتبر نقطة تحوّل مفصلية في العلاقات المسيحية-الإسلامية، وتتويجاً لجهود مدرسة ماسينيون الاستشراقية في محاورة الإسلام.
كتاب موسوعي يحتاجه اللبناني، مسلماً كان أم مسيحياً. فهو للمسيحي مدخل قيّم لمعرفة عقيدة شريكه في الوطن وتراثه، وللمسلم أبجدية حوار ولقاء مثمر مع الآخر.