نبذة:بين لاهوتيي المسيحيّة وفلاسفتها يحتل توما الأكويني (1225 - 1275) أبرز مقام، وهذا الكتاب يجمع دراسات في مآثره وآثاره وتأثيره فيروي للقارئ سيرة هذا القدّيس / الفيلسوف وسير أبرز معلّميه، ثم يعرض أبرز محاور فلسفته، علاقته بأرسطو وأغسطينوس، مدرسته في الفلسفة واللاهوت المعروفة "بـ التوماوية" وأبرز مفكريها، آراءه في المرأة والزواج والعلاقة بين الدين والدولة وأنظمة الحكم. ورغم مكانة الأكويني البارزة في تاريخ الفلسفة، فنادراً ما نجد كتاباً عنه بالعربية؛ وهذا الكتاب يطمح أن يلبّي حاجة العديد من القرّاء، ويساهم في سدّ هذه الثغرة في المكتبة العربية. كان من البديهي أن يتناول المحور الأوّل في كتابنا سيرة الأكويني ومآثره. ولكننا، كما سنرى، لم نقصره على سيرة "المعلّم الملائكي"، بل توقفنا كذلك عند سيَر أبرز معلّميه مِمَّن أثروا في فلسفته وروحانيّته. من هنا عنوان الباب الأوّل: الأكويني وأساتذته. وفي الفصل الأوّل، اخترنا نصّاً يروي سيرة الأكويني القدّيس بقلم الأب بطرس فرماج اليسوعي، وهو واحد من أبرز كتّاب سيَر القدّيسين بالعربيّة في القرن الثامن عشر. والنص منتزع من كتاب "مروج الأخيار" الذي كان يستخدم "سنكساراً" أي جامع سيَر القدّيسين يتلى في الكنائس. وواضح أن المصدر الأوّل للراوي هو الراهب الدومنيكي غيليوم دي توكّو، Guillaume de Tocco. وكان هذا الأخير أبرز الساعين لتطويب الأكويني وإعلان قداسته. والسيرة التي دوّنهما تعود إلى عام تقديس توما 1323.نصّ فرماج اليسوعي هو في الغالب تلخيص لرواية دي توكّو، ولمّا كانت هذه الرواية قد كتبت في سبيل دعوى تطويب توما، فمِن الطبيعي أن تركّز على الطابع العجائبي والمعجز Merveilleux et miraculeux في سيرة هذا القدّيس. وهذا ما يُعرف بِزHagiographie أدب سيَر الأولياء والقدّيسين الذي تدخله الحكايات وأحياناً الأساطير. فهو أدب يبحث عن العجيب والغريب ويضخّمه ليكون عبرة في التقوى للسامعين والقرّاء. وفي هذا الإطار تندرج حكاية الطفل توما مع الورقة التي كتب عليها اسم العذراء مريم. وقصّة توما السجين مع الملاكين اللذين ظهرا له وشدّا وسطه بحزام العفّة. وارتفاع جسده عن الأرض بعد تأمّله أمام المصلوب. لا نقول إنّ هذه الحكايات لا أصل لها، وهي من نسج الخيال. فظاهرة ارتفاع الجسد مثلاً، ما يعرف بالفرنسيّة والإنكليزيّة بِز Levitation (استرفاع)، عرفت عند الكثيرين من الأولياء والقدّيسين. والقدّيسة تريزيا الأﭬـيليّة تتحدث، في سيرتها، عن اختبارات مماثلة أثناء التأمّل. وتحاول تريزيا تفسير هذه الظاهرة استناداً إلى اختبارها فتقول إن ظاهرة الارتفاع المفاجئ واللاإرادي عن الأرض تحصل بفعل قوّة تحت الأقدام لا يمكن مقارنتها بأيّة قوّة أو شيء آخر معروف، ترفع الجسم على الرغم من أيّة مقاومة، مهما كان نوعها( ). والاسترفاع ظاهرة منتشرة عند يوغيي الهند، وقد راقبها العديد من الباحثين وأكّدوا حصولها وحاولوا تقديم تفسير علمي لها. فلا يستغرب أن يكون القدّيس توما قد عرف اختباراً مماثلاً.جلّ ما نلحظه أن بعض هذه الروايات، يصعب التحقّق من واقعيّتها. لذا لا يجب أن يصرفنا طابعها العجيب عن مدلولاتها الرمزيّة والعبرة التي تحمل كعمق تعلّق توما بفضيلة الطهارة وتشبّثه بنذر العفّة الرهباني. وهو ما يمكن أن نستخلصه من رواية الملاكين اللذين شدّا وسطه بحزام الطهارة، من دون التوقّف عند حرفيّة أحداثها.وتستوقفنا في اللوحة التي يرسمها الأب فرماج لهذا القدّيس بعض المناقب والفضائل، نذكر منها اثنتَين. المحتويات- بطاقة الكتاب 4- الإهداء 5- سلسلة الإسلام والمسيحية بين الجدل والحوار 6صورة الأكويني في أبحاث هذا الكتاب 71 – الجمع 102 – التحقيق 123 – الترجمة 154 – التأليف 16- المحور الأول: الأكويني وأساتذته 17- المحور الثاني: الأكويني لاهوتي وفيلسوف أرسطي 30- المحور الثالث: التوماوية عبر العصور 42- المحور الرابع: الفكر الاجتماعي للأكويني 50- خاتمة البحث 65- الباب الأول: الأكويني وأساتذته 67الفصل الأول: توما الأكويني، سيرة قديس 69- طفل غني يهوى الفقر الرهباني 71- راهب سجين وحريص على عفّته 72- طالب وثور صامت 74- توما معلّماً للاهوت 75- توما صخرة تعليم الكنيسة 76- تعلّمت بالصلاة أكثر مما تعلّمت بالدرس 77- توما العابد المتوفى برائحة القداسة 78الفصل الثاني: الأكويني، سيرة فيلسوف 81- توما على خطى فرنسيس الأسيزي 83- توما مسجوناً في برج 85- توما تلميذاً لألبرت الكبير 87- توما أستاذاً للفلسفة 89- توما على مائدة ملك فرنسا 91- توما ينسج مذهباً فلسفياً شاملاً 91- توما مؤلّف الخلاصة اللاهوتية 93- نهاية قدّيس فيلسوف 94الفصل الثالث: الأكويني بين اللاهوت والفلسفة 97- الفلسفة واللاهوت بين أغسطينوس والأكويني 99- الأكويني من ثري صغير إلى راهب فقير 100- الأكويني يتتلمذ على ألبرت الكبير 102- توما الساعي لبلوغ الحقيقة 104- الله يخلق لأنه يحب 107- فلسفة مبنية على الإيمان ومدعّمة بالعقل 108- الفصل الرابع: ألبرت الكبير 111- فيلسوف أرسطي 113- مؤلّفات ألبرت الكبير 114- فلسفة ألبرت ومنهجيته 116- ألبرت وفلاسفة الإسلام 117- مراجع 119- الفصل الخامس: دومنيك مؤسس رهبنة الأكويني 121- دومنيك الفتى المتعبّد لمريم 123- دومنيك الكاهن الرسول 125- دومنيك يحارب الهرطقات 126- تأسيس رهبانية الإخوة الوعّاظ 129- أيام دومنيك الأخيرة ووفاته 130- الباب الثاني: الأكويني لاهوتي وفيلسوف أرسطي 133- الفصل الأول: الفكر المسيحي في عصر الأكويني 135بويس يوفّق بين أفلاطون وأرسطو 137جون سكوت يوحّد بين الفلسفة والدين 139صراع المنطقيين واللاهوتيين في القرن العاشر 140أنسِلم حلقة اتّصال بين الأوغسطينية والتوماوية 141الترجمة عن العربية في القرن 12 142أبرز فلاسفة القرن 12 144الفلسفة المدرسيّة وتأسيس الجامعات 147الترجمة في القرن 13 149مفكّرو القرن 13 يمهّدون للأكويني 150التيار العقلاني العلمي في القرن 13 152ألبرت يحاول التوفيق بين أغسطينوس وأرسطو 154الأكويني زعيم التيار الأرسطي 154الرشديّة اللاتينيّة وزعيمها 158ريمون لولّ يجادل المسلمين 159نقد أرسطو في القرن 14 161المعلّم إيكهارت والتيار الصوفي 163- الفصل الثاني: تقسيم العلوم عند الأكويني 165هوغ: الفلسفة أربعة أقسام 167اللاهوت والفلسفة المسيحية 169الأكويني ينطلق في تقسيم أرسطو ويضيف إليه 170العِلم بالإيمان والعِلم بالعقل 172تقسيم التوماميين المعاصرين للعلوم 174- الفصل الثالث: الأكويني وفلسفة أرسطو 177الله هو الوجود الكلّي الشامل أي الحقيقي 179المُثُل عند أفلاطون هي الوجود الحقيقي 179الله هو الوجود الحقيقي الذي لا يتغيّر 181مشكلة التغيّر والحركة في الفِكر المسيحي 181سرً اهتمام الأكويني بنظريّة الحركة الأرسطية 182برغسون يتّهم أرسطو بتشييء الحركة 183تعريف الحركة بين أرسطو وديكارت وليبنز 184الفكر المسيحي يتجاوز اليوناني في مسألة الحركة 185الله في المسيحيّة يخلق من العدم 186أرسطو غريب عن فكرة الخلق 187الكَون مخلوق من العدم ويتّجه إلى العدم لولا العطاء 190اختلاف النظرة إلى علاقة الله بالعالم ونتائجه 191صورة العالم بين الأكويني وأرسطو 194الله هو الخالق في فكر الأكويني 198ابن رشد ممثلاً للتراث اليوناني وابن سينا لليهودي 203الله بين الفلسفة اليونانية واللاهوت المسيحي 204للأكويني على أرسطو فضل أفلوطين على أفلاطون 206- الفصل الرابع: من أغسطينوس إلى الأكويني 209خلاصة الأكويني أنضجتها جهود قرون 211ما من شيء في الكَون مستقلّ عن الله 212المخلوقات تملك وجوداً خاصاً بها 213أغسطينوس والأكويني يتّفقان في كيفيّة وجود الأشياء 215النزاع بين فلاسفة المسيحية تمحور حول حرية الإنسان 216فلسفة أغسطينوس هي ميتافيزيقيا التحوّل الديني 217الخلق عند أغسطينوس تمّ في لمحة خاطفة 220الحكم الصادق يتطلّب إشراقة إلهيّة 222نقد الأكويني لمفهوم العلل الأغسطيني 225الأكويني يعدّل مفهوم الإشراق الأغسطيني 226أسباب هجوم الأغسطينيين على الأكويني 228المذهبان تعبيران عن شيء واحد: مجد الله 228الكَون في النظرتَين الأرسطية والمسيحية 231الكَون في المسيحيّة يتّجه إلى إكمال خيره وتحقيق وجوده 233- الفصل الخامس: ماهية الله والخلق والملائكة 237- ماهية الله 239- الخلق 243- الملائكة 246- الفصل السادس: أسماء الله وصفاته 249- الأسماء المقولة على الله عند الأكويني 2511 - العِلم الألهي 2592 – الإرادة الإلهيّة 2663 – عناية الله 2714 – قدرة الله 276- ملاحظات على نظريّة القدرة الإلهيّة 282الباب الثالث: التوماوية عبر العصور 285الفصل الأول: التومائية، أُسُسها وأبرز فلاسفتها 287- التومائية بحقباتها الثلاث 289- القضايا الأساسية والثانوية في فلسفة الأكويني 2901 – المعرفة العلمية عند الأكويني 2922 – ميتافيزيقيا الأكويني 2943 – فلسفة الطبيعة عند الأكويني 309المقولات العشر عند الأكويني 310العناصر والمخاليط والأحياء عند الأكويني 320حدوث العالم موضوع إيماني 3214 – الإنسان في فلسفة الأكويني 3225 – فلسفة الأخلاق عند الأكويني 330 العائلة والزواج والطلاق 332ضرورة السلطة في المجتمع 334النظام السياسي الأوفق 334خلاصة في الأخلاق عند الأكويني 335- فلسفة الأكويني وموقعها في تاريخ الفلسفة 336- التومائية بعد الأكويني 338الحقبة الأولى 338التومائية في حقبتها الثانية 344التومائية في العصر الحديث 347أسباب العودة إلى الأكويني 354التومائية الحديثة نوعان 355مصادر ومراجع 359الفصل الثاني: التوماوية بعد توما الأكويني 3611 – إشارة سريعة إلى بعض المراجع 363أثر الأكويني في الفلسفة الأرثوذكسية 363سكوت بين ابن سينا والأكويني 365أكّام وأثره في الفلسفة البروتستانتية 368الفكر البروتستانتية مقارنة بالأشعريّة 370بقاء التوماويّة وتجدّدها 372التيّارات الفكريّة المسيحيّة خارج التوماويّة 376- خاتمة 380الفصل الثالث: التوماويّـة وميزاتها 385- في مميزات الفلسفة التوماويّة 389الباب الرابع/الفكر السياسي والاجتماعي للأكويني 395الفصل الأول: المنظومة السياسية عند الأكويني 397- نبذة تاريخية 399- آثاره الفلسفيّة 399- آراؤه السياسية 400- أنواع القوانين 403- نظرية المجتمع والدولة 408- واجبات الحاكم 411- نظريّة الدساتير 412- العلاقة بين السلطتَين الروحيّة والدنيويّة 414- مراجع 415الفصل الثاني: فلسفة الأكويني السياسية 417الأكويني أعظم الفلاسفة المسيحيين قاطبة 419فلسفة سياسية توفق بين النظريات اليونانية والمسيحية 420الأكويني يطوّر فلسفة أرسطو السياسية 422نظريّة الأكويني في القانون الطبيعي 423نظام الأكويني ملكي أرستقراطي ديمقراطي 424الملكية والربى والحرية في فلسفة الأكويني 426الفصل الثالث: الجنس والمرأة في فلسفتَيْ أغسطينوس والأكويني 429المانوية تدعو إلى الامتناع عن الزواج 431أثر النظرة الاحتقارية للجنس أغسطينوس 433الأكويني واحتقار الجنس والمرأة كما أغسطينوس 435وضع المرأة المتدنّي في القرون الوسطى 437المجامع الكنسيّة تكرّس سمو البتولية على الزواج 437الفصل الرابع: المرأة والأسرة في فلسفة الأكويني 441وضع المرأة في القوانين المدنية 443العودة إلى أرسطو زمن الأكويني 443- الطبيعة البشرية 444- خلق المرأة 448الاعتراض الأوّل 448الاعتراض الثاني 449الاعتراض الثالث 449الردّ على الاعتراض الأوّل 451الردّ على الاعتراض الثاني 453الردّ على الاعتراض الثالث 453- خلق المرأة من الرجل 454الاعتراض الأوّل 454الاعتراض الثاني 454الاعتراض الثالث 455- المرأة وضلع الرجل 457الاعتراض الأوّل 457الاعتراض الثاني 458الاعتراض الثالث 458الردّ على الاعتراض الأوّل 459الردّ على الاعتراض الثاني 460- المرأة والخلق المباشر 460الاعتراض الأوّل 460الاعتراض الثاني 461الاعتراض الثالث 461الردّ على الاعتراض الأوّل 461الرد على الاعتراض الثاني 462الرد على الاعتراض الثالث 462- المجتمع... والأسرة 462- فهرس الصوَر 469- المحتويات 471 {vsig}Library/chris/toumawaasaroh{/vsig}