الحروب الصليبية والصليبية الجديدة في الفكر العربي المعاصر

 

 

 

محاضرة ألقيت بالألمانية في “مؤتمرThe New Orient. Enemy Image Orient Enemy,

 

Myths Stereotype, Cliché    Image Occident”.“،بون 10/2/2010

 

 

 

 

    عبد الرؤوف سنو

 

 

أستاذ في الجامعة اللبنانية

 

       

 

          عندما استولى الجنرالان البريطاني أللنبي والفرنسي غورو، على التوالي، على القدس ودمشق في المراحل الأخيرة من الحرب العالمية الأولى، اعتبر الأول أن ذلك نهاية الحروب الصليبية، فيما وقف الثاني عند ضريح السلطان صلاح الدين في دمشق ليقول عبارته الشهيرة: ها قد عدنا با صلاح الدين، في إشارة إلى الحروب الصليبية. وعقب أحداث11 أيلول 2001، قال الرئيس الأميركي بوش أنه سوف يشن حملات صليبية على الإرهاب الإسلامي، في إشارة إلى المهمة التي تريد أن تضطلع بها الولايات المتحدة على مستوى العالم من أجل الحرية. فهل يدل هذا على استمرار الحروب الصليبية في وعي الغرب، أم أنها كانت زلة لسان بفعل تأثير الحدث؟ إن الإجابة على هذا التساؤل ليست الغاية من مداخلتي هذه. لكني أريد أن أجعل منهذا التساؤل  مدخلاً لمقاربة موقف العداء الإسلامي تجاه الغرب، هذا الموقف الذي يُؤسَس على الحروب الصليبية، مصطلحاً وفكرة وأهداف، نتيجة التجربة التاريخية للشرق مع الغرب والاعتقاد بأن الإسلام لا يزال مستهدفاً من قبله بروح صليبية مروراً بمرحلة الاستعمار وقيام دولة إسرائيل وصولاً إلى المذابح التي شهدتها البوسنة وكوسوفا والحرب الأميركية على أفغانستان والعراق.

 

 

 

        لقد قمت بالاطلاع على العديد من المؤلفات المعاصرة التي كتبت في بعض البلدان العربية، بالإضافة إلى كتب مدرسيّة وعشرات المواقع الالكترونية، حيث تبرز ثلاثة مواقف تجاه الغرب: الموقف الإسلامي، والموقف القومي العربي والموقف اليساري – الماركسي. وقد لاحظت أن الصورة الطاغية عن الغرب هي التي ترى فيه خطراً على الإسلام والثقافة الإسلامية. وعلى الرغم من أن الأدبيات الإسلامية وتحديداً العربية منها، لم تستعمل بتاتاً مصطلح الحروب الصليبية، فإن مصطلح “الحروب الصليبية” أو “الصليبية الجديدة” تحديداً بات يستعمل في كتابات الإسلاميين بالتزامن مع الحرب التي كان يشنها الاستعمار الغربي على البلدان الإسلامية والعربية في العصر الحديث. فتستعاد “الحروب الصليبية” مصطلحاً ومضموناً، كماضٍِ حزين مؤلم وحيّ لا يموت، في الذاكرة الجماعية واعتبارها حلقة من حلقات صليبية استعمارية متصلة غايتها القضاء على الإسلام كدين ومجتمع وثقافة وقيم. وبالاقتراب من التاريخ المعاصر يزداد ضغط الاستعمار على البلدان العربية والإسلامية، فتبدو صورة الغرب أشد سلبية، ويظهر هذا بوضوح بتقاسم الوطن العربي  ووعد بلفور وتأسيس دولة إسرائيل. ولا يقتصر موقف العداء العربي – الإسلامي على العالم الرأسمالي الغربي، حيث توضع الشيوعية والرِأسمالية على قدم المساواة في العداء للإسلام، مع فارق وحيد أن الشيوعية لم تحمل اسم الصليبية. وفي جميع المؤلفات ذات التوجهات الإسلامية، فإن قوى الاستعمار بمؤسساتها التبشيرية والإستشراقية لا تزال تستهدف الإسلام عقيدة ومجتمعات لإضعاف الرابطة بين المسلمين. فالتبشير ما هو سوى حرب صليبية من دون سلاح لإثارة النعرات الطائفية والسيطرة على الشرق وضرب الحرف العربي والقيم الإسلامية، فيما الاستشراق هو المصنع الفكري الذي يمد المستعمرين بمواد يسوِّقونها في العالمالإسلامي لتحطيم عقيدته وهدم أفكاره.

 

 

 

        أما في المؤلفات ذات الاتجاهات القومية العربية، فيغيب مصطلح الصليبية الجديدة عندما يجري تناول علاقة الشرق بالغرب في الزمن الحديث والمعاصر ويُستعمل بدلاً منه مصطلحا الاستعمار والإمبريالية. فتشدد المؤلفات على تآمر الاستعمار على العرب وخداعهم والتنكر لوعوده لهم ومنع البلدان العربية من تحقيق نهضتها وقيام وحدتها عبر التأسيس لمشكلات دينية وعرقية في الوطن العربي. لكن بعضها يرى جوانب إيجابية للتبشير والإستشراق، وأخرى سلبية. أما المؤلفات اليسارية والماركسية العربية، فتساوي بين العثمانيين والأوروبيين كقوى استعمار للوطن العربي، وترى أن استهداف الشرق كان حتمياً بفعل التطور الاجتماعي والرأسمالي والصناعي في الغرب والتنافس بين القوى الاستعمارية. من هنا، تنظر هذه إلى الحملات الصليبية على أنها مشروع استعماري – استيطاني لاستعباد الشعوب، وإلى المستشرقين على أنهم عنصريين ومتعصبين وحاقدين على التاريخ العربي والإسلامي ومزيفين ومشوهين له خدمة لأغراضهم الاستعمارية.

 

 

 

        من المعروف، أن النظرة الكلاسيكية الإسلامية تقسم العالم إلى قسمين: دار الإسلام ودار الحرب، مع كل ما يمثله هذا التقسيم من تعددية دينية وثقافية وقيمية مقابل العالم المسيحي. ومع تدفق العرب والمسلمين نحو سورية وغزوهم مصر وشمال إفريقيا وإسبانيا التي كانت مناطق مسيحية، كثر الجدل بين الإسلام والمسيحية، بالتزامن مع شن الغرب هجومه المرتد على الإسلام من خلال الحملات الصليبية وفشله في الشرق، وتحقيقه النجاح في الغرب (الأندلس). فوضعت هذه الحقبة واقترانها بالمظالم والإعمال الوحشية والانتقام التي نفذها الغرب ضد المسلمين الأسس الثقافية العميقة لنظرة الشرق الكاره للغرب. وتحفل كتب التاريخ والأدب والكتب المدرسية العربية المعاصرة بالعديد من الأوصاف حول الحروب الصليبية في الشرق وفي إسبانيا، وحول الأهداف الاستعمارية للكشوفات الجغرافية لتطويق العالم الإسلامي والاستيلاء عليه. ولا تزال هذه الأوصاف مستقرة في أذهان الأجيال المتعاقبة على مختلف مستوياتها. ويمكن أن تنسحب صورة عداء الشرق للغرب على الحروب التي شنها العثمانيون في شرق أوروبا تحت شعار الجهاد، وشكلوا في بعض مراحلها تهديداً لأوروبا الغربية، قبل أن يبدأوا تراجعهم عن شرق أوروبا وتسقط أسواقهم وولايتهم الواحدة تلو الأخرى وتفلس ماليتهم وماليات ولاياتهم بالتزامن مع هجوم الاستعمار على البلاد الإسلامية في آسيا وفي جنوب روسيا.

 

 

 

        كشف تقدم أوروبا على حساب الإسلام بوضوح عن مدى السبق الجذري الذي حققه الغرب على الشرق في المجالات كافة، وأصبح السؤال المركزي أمام العرب والمسلمين هو التالي: كيف يمكن للعالم العربي – الإسلامي أن يستكشف ذاته، ويحدد موقعه تجاه ما حوله ويقاوم التحدي المادي والمعنوي القادم من أوروبا؟

 

 

 

        لقد حاولت تيارات عربية وإسلامية عدة تلمس أسباب تراجع الإسلام أمام الغرب. فطالب بعضها بالاقتباس عن الغرب في الجانب التقني، لكنه رفض العلمنة والإصلاحات المستوردة وأي تطعيم ثقافي أو قيمي من قبل أوروبا ونظمها الاجتماعية، معتبراً ذلك محاولات لسلخ المسلمين نهائياً عن إسلامهم. ولا تزال هذه النظرة موجودة حتى اليوم. فهناك حذر إسلامي من مطالبة الغرب المسلمين بنوع من التنوير للدخول في الحداثة. إن إصلاح المجتمعات الإسلامية لا يتم، وفق هؤلاء، من خارج الشريعة والتقاليد الإسلامية والقيم الإسلامية، والتصدي للغرب يكون بتقوية الروابط بين المسلمين. في المقابل، رأت قلة من المفكرين المسلمين أن المخرج هو في التجديد وفي إعادة تفسير القرآن وفق سلطة العقل، وأن هناك مصادر أخرى، إلى جانب القرآن والسنة، يمكن بواسطتها توجيه المجتمعات الإسلامية من دون الخروج عن التعاليم الأساسية وقيم الإسلام. وهناك فئة قليلة رأت أن الحلّ يكون في فصل الدين عن الدولة. ومع ذلك، فإن غالبية المسلمين كرهت الغرب ورفضت كل ما يأتيها منه، وخصوصاً التطعيم الثقافي. وبرأينا، فأنه لا يمكن حصر عداء الشرق للغرب في الثقافة وحدها، بل في ما تعرض له العالم العربي – الإسلامي على يد الاستعمار عسكرياً واقتصادياً.

 

 

 

        كانت الحرب العالمية الأولى أشبه بكارثة على العرب وعلى الدولة العثمانية، وفتح الباب لعداء جديد مبني على الماضوية. سقط العالم العربي تحت الانتداب الأجنبي من دون أن يحقق وحدته المنشودة، فيما ألغى الكماليون الخلافة العثمانية، فكان هذا إذاناً بنهاية الشرعية الإسلامية ومركز دار الإسلام، وفق رأى بعض الفقهاء. لقد ولّد الوضع الجديد في العالم العربي كراهية خاصة تجاه الغرب لا تزال تتشبث بقوة في الذاكرة الجماعية العربية. فلا يكتب تاريخ هذه الحقبة إلا من خلال مؤامرة الغرب على العرب وعلى الخلافة العثمانية. هذه النهاية الحزينة للوحدة العربية وللخلافة العثمانية، رآها مسبباتها، عرب ومسلمون، في التآمر الغربي – الصهيوني. وعندما أعلن عن قيام دولة إسرائيل، اعتبر أحد الباحثين هذا الحدث بمثابة الحملة الصليبية العاشرة.

 

 

 

 

 

  كان العداء للعرب والمسلمين على الدوام جزءاً من الإيديولوجية الغربية، وتحول بعد 11 أيلول 2001 إلى هواية شعبية لدى الجماهير. هذا العداء تغذيه الرأسمالية العالمية والمصالح الحريصة على تبرير استغلالها وعدوانها وتسخر في خدمته أدوات إعلامها. ويستند هذا العداء أيضاً إلى أسس أخرى، بعضها تاريخي – جيوسياسي وبعضها ثقافي ديني. ومن جهة أخرى، تركت الحروب الصليبية آثاراً سلبية في التاريخ عند المسلمين، وهي لا تزال متواصلة في الوعي عند المسلمين نتيجة التجربة المؤلمة مع الاستعمار والأدوار التي لعبها التبشير والإستشراق مروراً بتأسيس دولة إسرائيل انتهاءً بالحرب الأميركية على أفغانستان والعراق. 

 

 

 

 

 

مقترحات عامة

 

 

 

       اعتبار الفتوحات الإسلامية والعثمانية لأوروبا والحروب الصليبية في الشرق والغرب، وحقبة الاستعمار الأجنبي للبلدان العربية والإسلامية، مراحل ماضية يجب درسها واستيعابها تماماً وتجاوزها والاستفادة منها في الحاضر للتأسيس على علاقات تفاهم بين الشرق والغرب.

 

 

 

       يجب التأسيس على أن الإسلام (الشرق الإسلامي) والمسيحية (الغرب) ليسا عدوين، بل يشكلان جارين عليهما أن يسعيا إلى فهم بعضهما بعضا لكي يتعايشا ويتعاونا، وأن أحداً منهما لا يريد تدمير الآخر. وهنا، يجب رفض نظرية هانتغتون حول صراع الحضارات، ونظرية فوكوياما حول نهاية التاريخ وانتصار الحضارة الغربية.

 

 

 

       إن الجهل بالشيء هو أحد أسباب سوء الفهم بين الغرب والشرق. من هنا، يجب إيجاد فهم أعمق بالإسلام بين فئات الجيل الجديد في الغرب، وأن يستمر الغرب في سياسة التسامح تجاه المسلمين في أوروبا، مقابل نظرة انفتاح إسلامية على أوروبا وعدم البناء على ماضيها وبأنها ليست على الدوام ذات أهداف استعمارية تجاه العالم الإسلامي، وإنها تستطيع أن تقدم له المساعدة في شؤون كثيرة. وعلى المسلمين في العالم الغربي الاندماج في مجتمعاتهم الجديدة وعدم تشكيل هوية إسلامية متنافرة مع المجتمعات الغربية أو السعي إلى تدميرها، بعدما اصبحوا جزءاً من عالمهم الجديد، وهذا لا يعني التخلي عن ثقافتهم، لأن الغرب يعترف بالتعددية الثقافية.

 

 

 

       عقد المؤتمرات والندوات المتخصصة من الشرق والغرب للبحث في موضوعات ثقافية وحضارية وسياسية واقتصادية تهم الفريقين.

 

 

 

       تقوية التبادل الإعلامي والتلفزيوني وإعداد برامج حول العالم الإسلامي وموجه إليه. ويمكن الاستعانة بمفكرين ورجال دين مسلمين للتناظر التلفزيوني لشرح الإسلام في الغرب بوجهه الصحيح.

 

 

 

المطلوب من العرب والمسلمين:

 

 

 

       أن يبدأوا الإصلاح بأنفسهم بالطريقة التي تطرحها أفعالهم وقيمهم وأنماط سلوكهم وتفكيرهم في أذهان العالم المعاصر، وذلك لكي يعرفوا إلى أي مدى تجعل صورتهم الجديدة الغرب يتعاطف معهم ومع قضاياهم

 

       على المسلمين الاعتراف بأنه لا يمكن تأسيس علاقات تفاهم مع الغرب من دون التخلي عن نظرية دار الإسلام ودار الحرب. لقد انتهى الوقت الذي يمكن فيه اعتماد هذا التقسيم. هناك دور مهم للمسلم، وهو أن يشعر المواطن في الغرب أنه ليس مهدداً من قبل الإسلام من خلال المتفجرات والطائرات والمنظمات الإرهابية الجهادية الخ…

 

       إعادة تفسير مفاهيم إسلامية واعتبار أن الإسلام ليس في حالة جهاد، خصوصاً أن ما يمارس اليوم ويطال الأبرياء والمدنيين. وذلك، يخفف كثيراً من حالة الخوف الموجودة في الغرب من إسلام إرهابي.

 

       أن تبدل الدول الإسلامية جهوداً في سبيل إقرار المشاركة السياسية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والإصلاح الإقتصادي والإداري وفي القضاء على الفساد.

 

 

 

المطلوب من الغرب:

 

 

 

       على الغرب أن يتوقف عن النظر إلى الإسلام والشعوب الإسلامية من وجهة نظر تمركز على الذات، والاعتراف بأن المسلمين هم أيضاً أصحاب حضارة يمكنهم أن يساهموا في رخاء الإنسانية وتقدم الحضارة العالمية.

 

 

 

       إن نظرة العداء الإسلامية تجاه الغرب ليست نتاج موقف ثقافي فحسب. فهناك من الأسباب السياسية والاقتصادية في علاقات الغرب بالشرق، تجعل من الشرقيين يعتقدون أنهم لا يزالون مستهدفين من قبله. وعلى الغرب أن يزيل كل أسباب الخوف المترسبة في وعي المسلمين تجاههم، وهذا لا يتحقق إلا من خلال إيجاد معايير أخلاقية وعدالة في العلاقات الدولية وفي العلاقات الاقتصادية والاجتماعية، وليس اعتماد سياسة الكيل بمكيالين والانحياز السافر ضد مصالح المسلمين. بمعنى آخر: عندما يشعر العربي والمسلم أنه ليس مهدداً من قبل الغرب في دينه وثقافته وأراضيه، فإن ذلك يخفف كثيراً من الاحتقان ومن صورة العدو. إن قيام غرب مسيحي عادل، هو الذي سيخفف من الأصولية الإسلامية المسلحة. إن الأشخاص الذين قاموا بعمليات إرهابية ضد الولايات المتحدة وغيرها من الدول، لم يكن يحركهم الفقر ولا الجوع، وإنما كراهية السياسة الأميركية الآحادية والكيل بمكيالين.   

 

 

 

       على الغرب التوقف عن دعم أنظمة عربية فاسدة تابعة له متجهة لتمثيل مصالحه. حتى اليوم، لا يزال الغرب متناقضاً مع طروحاته حول العدالة والديمقراطية وحق تقرير المصير التي تتجسد على أرض الواقع هيمنة وإشباع مصالح. وتكون النتيجة تربع أنظمة قمعية على رقاب الشعوب.

 

 

 

       على الغرب أن يساهم في حلّ ما للمسائل السياسية والاقتصادية بينه وبين الشرق الإسلامي، وذلك يخفف كثيراً من التفسيرات الدينية للقضايا والمشكلات. فلا يعود المسلمون يفكرون في أنهم في حالة صراع مع الغرب. كما سيخف العنف بالتالي بانخفاض عدد المتطرفين. فيزول عنف الإسلاميين. وفي هذا المعنى، يمكن للغرب أن يتعرف أكثر على مشكلات الفقر والجوع والتخلف والبيئة في العالم الإسلامي والمساهمة في معالجتها. إن الشرق الإسلامي على استعداد للاقتباس عن الغرب والتعلم منه في النواحي الإدارية والاجتماعية والثقافية، وليس صحيحاً بأن العرب معادون للثقافة الغربية. بعد الحرب العالمية الثانية، وفي سياق نمو الوعي القومي العربي، ظهرت اتجاهات تسعى للنهل من الغرب، من العلمنة إلى الزواج المدني، ولم يقف في وجهها أي عائق. لكن، قيام أنظمة دكتاتورية في العالم العربي، مدنية وعسكرية، مدعومة من الغرب، أفشل هذا المنحى، وجعل الطرح الاشتراكي  يحل محل الطرح القومي العربي بالتزامن مع هجوم الاستعمار الجديد والحرب الباردة. وعندما فشل الطرح الاشتراكي، حل محله الطرح الإسلامي، كان ذلك بالتزامن مع نهاية الحرب البادرة وطرح نظرية صدام الحضارات والنظام العالمي الجديد، الذي جعل الإسلام عدواً للغرب.

 

       على الغرب، وخصوصاً أوروبا، أن تعمل على حلّ المشكلات الدولية، وبخاصة تلك التي تعني العرب والمسلمين، كقضية فلسطين، وقضية العراق وجنوب السودان، وألا تبقى تدور في فلك الولايات المتحدة. كما على أوروبا أن تعمل على خلق نظام الثنائية القطبية، للعودة إلى التوازن السابق في العلاقات الدولية.

 

       على الغرب أن يجد السبل والوسائل لإزالة مخاوف العرب والمسلمين من العولمة والنظام الاقتصادي الجديد. فالمسلم يخشى أن يبقى على قارعة الطريق السريع للعولمة أو أن تجرفه من طريقها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً

جدليّةٌ… إشراقاتُ خلود!

  دفعتَ إليّ بمخطوطٍ عنونتَه: “جدليّةُ الحضور والغياب”، فأشعرْتَني أنّكَ تضع بين يديّ سِفْرًا غاليًا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *