أقدم كتـاب في العالـــم ريــــك فيدا

المؤلف/المترجم : د. لويس صليبا.
أستاذ وباحث في الأديان المقارنة/جامعــة السوربون باريس.
عنـوان الكتاب : أقدم كتـاب في العالـــم ريــــك فيدا
دراسة، ترجمـة وتعليقات
عدد الصفحات : 690 ص
سنة النشر : 2007 – طبعة ثانية مزيدة ومنقحة.
تنضيد وإخراج داخلي : صونيا سبسبي
التجليـد الفنـي : تراث للتجليد
بيروت 453456/01 – 368662/03
الناشر : دار ومكتبة بيبليون
طريق المريميين – حي مار بطرس- جبيل/ بيبلوس ، لبنان
Byblion1@gmail.com

2007 – جميع الحقوق محفوظة
 
مقدّمة الطبعة الثانية
يطيب لي أن يكون أقدم كتاب في العالم: ”ريك ڤيدا“ قد لقي استحساناً واستقبالاً جيّداً عند القرّاء في مختلف البلدان العربية، فنفدت طبعته الأولى، في أقل من سنة. وهو رواج لا يُتوقّع لكتاب أكاديمي من نوعه يقدّم دراسة علمية، ونصّاً غريباً عن جوّ المثقّف العربي. وإزاء هذا النفاد السريع، كنت بين خيارين، إما أن أدفع الكتاب ثانية إلى الطبع، فأتجنبُ أي فراغ، وأُلبّي كل الطلب عليه، ولكن تكون الطبعة الثانية عندها نسخة طبق الأصل عن الأولى. أو أن آخذ متّسعاً من الوقت للتنقيح والإضافات. ولم أتردّد، بعد تأمل قصير، في اتخاذ الخيار الثاني، وإن كان يؤخّر الطبعة الثانية بعض الشيء، ويضيّع بالتالي فرصاً لنشر الكتاب وتوزيعه. والذي دفعني إلى تفضيل هذا الخيار سببين: واحد في الشكل، وآخر في المضمون.
فمن ناحية الشكل، لم أكن راضياً عن إخراج الكتاب وتنسيقه الداخلي في الطبعة الأولى، وأزعجتني بعض الأخطاء الطباعية التي حاولت جاهداً تلافيها، ولكن… لم ألقَ التعاون الكافي ممَّن تولّوا ذلك.
فكان لا بد أن أجنّب الطبعة الجديدة، ما شاب الأولى من النواحي التقنية هذه. وأحمد الله أني لقيت من المتعاونين معي لإخراج هذه الطبعة، وعلى رأسهم الصديقة صونيا سبسبي كل تجاوب لتحقيق هذا الهدف.
ماذا الآن عن المضمون، وماذا تضيف هذه الطبعة إلى سابقتها من هذه الناحية؟
التعبير عن الفكر تجربة تصقلها الممارسة. فمع مراجعتي لنصّ دراسة كتبتها في بدايات تمرّسي في هذا الفن باللغة العربية، لاح لي، وكأن الكاتب رجلٌ آخر يُجهدَ الفكر أحياناً كثيرة، ليخرج بجملة، أو صياغة قد لا تؤدّي كامل المعنى الذي يقصد، أو أنها تؤديه، ولكن ليس بجمالية ترضيه.
ولا أدّعي أنني أمتلك الآن ناصية اللغة العربية، ولكن هي الممارسة الدائمة، تجعل ”الأسود على الأبيض“، أي ما نجسّد فيه أفكارنا على الورق أقرب للتعبير عن روح هذه الأفكار. وفي الفرنسية مثل يُردّد عن آلة البيانو:
Le piano est un instrument très ingrat
البيانو آلة جاحدة، بمعنى أنها تتطلب ممارسة يومية مستمرّة. وإلا صدئت الأصابع، وعجزت عن تأدية النغم المطلوب والذي يرضي عازفه.
والكتابة، في عُرفي، حِرفة ينطبق عليها المثل الآنف. فالقلم يجفّ، إذا لم يخط أسطره كل يوم. أو تنتابه وعكة تجفاف، على الأقل، فيغدو عصياً، بعض الشيء، على الأصابع، وتعوزه المرونة والانسياب. ولا يشفي الوعكة هذه، سوى الدفق المستمر.
وهذا ما دفعني للعودة إلى كثير من تعابير ”دراسة في ريك ڤيدا ونقل الأدب الڤيدي إلى العربية“ وإعادة قولبتها، أو صوغها، بطريقة أكثر بساطة وبلاغة، ربما. والتعديلات هذه، والتي طالت الأسلوب، انحصرت في الدراسة ولم تنسحب على نص ريك ڤيدا المترجم. والذي صقلته مراجعات عديدة سابقة، وإعادة صوغ، جنّبته ما احتاجت إليه بعض تعابير الدراسة.
والتنقيحات المذكورة، طالت في أية حال الأسلوب والقالب، دون المضمون والبنية العامة للدراسة.
ولكن يبقى السؤال، هل من شيء تضيفه هذه الطبعة من ناحية المضمون؟ أبرز الإضافات المدخل الجديد: ”الهندوسية عرفان وتوحيد“. وهو بمجمله قراءة جديدة لغالبية مناحي الدراسة. وكانت هذه القراءة بمناسبة الندوة التي عقدت حول ريك ڤيدا. فاستفدت منها للرجوع إلى العديد من المراجع الإنكليزية والفرنسية، والتي لمّا تكن في متناولي أثناء تحضير الأطروحة، وقد أضيفت إلى لائحة المراجع. كما أتاحت هذه الندوة لي الفرصة لإعادة التفكّر في موضوع هذا الكتاب، فجاءت مداخلتي تعبيراً عما استجدّ عندي من آراء وبحث في الموضوع.
وهكذا تكون هذه الطبعة الجديدة قد حافظت على البنية العامة لسابقتها، وعالجت في الوقت عينه ما انتابها من هنّات وأضافت إليها ما يأتي في السياق عينه، ويحمل جديداً في المقاربة أو المعلومات.
وموضوع المحلق الثالث: ”الأيورڤيدا والطب العربي جدلية تأثر وتأثير“ يندرج في إطار ما تناولته هذه الدراسة في بابها الرابع: الأدب الڤيدي والتراث الهندي في اللغة والحضارة العربية. ويلقي أضواء على التفاعل بين الثقافتين الهندية والعربية في مجال الطب. وهو بذلك يكمّل ما ورد في هذا القسم.
وأخيراً يسعدني أن تصدر الطبعة هذه في سلسلة جديدة هي: ”أديان… وكتب مقدّسة“ والتي ستضمّ، إن شاء الله، كتباً كان لها أثر بارز في الحضارة الإنسانية، ولا تزال شبه غائبة عن المكتبة العربية.
أملي أن تلقى هذه السلسلة النجاح والإقبال اللذين عرفتهما الطبعة الأولى من هذا الكتاب. فنمضي قدماً في إصدار حلقات وأسفار جديدة في إطارها.
Q.J.C.S.T.B.
د. لويس صليبا
باريس في 15/10/2006

شاهد أيضاً

ديانة السيخ بين الإسلام والهندوسية

نبذة :الكتاب هو السادس من سلسلة “أديان وكتب مقدسة” والتي تهدف تقديم أي كتاب مقدس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *