الكيتا؛ كتاب الهندوسية المقدس

الكيتا؛ كتاب الهندوسية المقدس            
ترجمة، تحقيق: ماكن لال راي شودري-محمد حبيب أحمد
الناشر: دار ومكتبة بيبليون
السلسلة: أديان.. وكتب مقدسة
النوع: ورقي غلاف فني،
 حجم: 20×14،
عدد الصفحات: 148 صفحة   
 الطبعة: 2   
مجلدات: 1          
اللغة: عربي

نبذة:
تدل كلمة الكيتا من حيث اشتقاقها اللفظي على معنى النشيد الذي يغني وقصيدة الكيتا بأكملها تؤلف قصيدة من الملحمة الكبرى التي تسمى “المهابهارتا” وكما تصور ملحمة المهابهارتا” الفكرة العظيمة وهي اتحاد شبه جزيرة الهند بأكملها اتحاداً في الثقافة واتخاذاً في الحياة السياسية. فكذلك حاول الكيتا بصفتها الدعامة الدينية لهذا الاتحاد أن تؤلف بين مذاهب ثلاثة من الفكر الديني التي كانت سائدة في ذلك الوقت: وهي مذهب التفاني الديني ومذهب العمل.

فاشتملت الكيتا على كافة الآراء والأفكار التي كانت منتشرة في ذلك الوقت. وكانت محاولة مقصودة للتأليف بين كافة مناحي الاعتقاد الديني التي ذاعت عفواً في ذلك الوقت. فلم تذكر الكيتا صحة الفيدا وهي الكتاب الموحى به للهنود الآريين كما سلمت بصحة “اليوبانيشاد” وهي تفسير الفيدا أي الشروح التي وضعها الحكماء ليوضحوا بها الفيدا لتلاميذهم الذين كانوا يجلسون بجوارهم. وكان يدفعهم إلى ذلك الروح البحث العقلي الخالص، كما أن الكيتا لم تنكر الديانة البهاكفاتية المبنية على العبادة الخالصة من المخلوق لخالقه، كما أنها لم تنسى فلسفة السانخيا العقلية أو فكرة اليوجا التي كانت مبنية على سيطرة الإنسان على أعصابه وعقله حتى يحاول أن يتحد مع الذات الإلهية.

وإن كثراً من علماء أوروبا يرون أن الكيتا تناقض تعاليك الفيدا ولا تتقيد بها وهذا غير صحيح، فبينما تسلك الكيتا بصحة فرائض الفيدا بالنسبة للأفراد ذوي المستوى الثقافي الخاص نواها تسمو على القرابين التي تأمر بها الفيدا، وحتى لو قدم الإنسان القرابين إلى الآلهة الرئيسية، فلا بد أن يقدمها دون أن ينتظر فائدة منها، وبعد أن ينتقل الإنسان إلى مرحلة أخرى من مراحل النمو والارتقاء فالشكليات البحتة والطقوس المجردة من أي دين من الأديان لا تصل به إلى هدفه المقصود وهو التحرر من ذاته الذي يعد الغاية المثلى للإنسان، فالخلاص لا يهتدي له الإنسان إلا بأن يستكشف نفسه وأن يهتدي إليها، وأن يخصص خير قواها في سبيل الله، وإذا ما حاز الإنسان سر خلاصه يصير في غير حاجة للعبادات والقرابين والطقوس التي أمرت بها الفيدا.

فرسالة الكيتا عالمية في فحواها ومداها. فرسولها لم يكن داعية لعقيدة من العقائد أو عبادة من العبادات، فلم يخاطب فرقة من الفرق أو مدرسة من المدارس الفكرية، وإنما أنار السبيل لكل سائراً ومهتد، فأقر كل طقس من طقوس العبادة، ولم يحاول قط أن يقضي على وحدة الثقافية وتماسكها، فلم ينظر إلى المذاهب الفكرية المختلفة وأساليبها العملية نظرة الذي يغض من شأنها أو من العمل على تجربتها، فدعا إلى طريقة في متناول الكافة وهي التقرب إلى الله والإخلاص له، عن طريق المعرفة والعمل المؤدي إلى الخلاص، والكيتا محببة إلى النفس لا لقوة فكرتها وجلال مراميها فحسب ولكن لتدفق تقاها وحلاوة روحيتها وأن أثر الكيتا في الفكر الهندي لهو اثر فذ عظيم فهو كما قال العالم الألماني هميولت: “إنه لأجمل وأروع نشيد بل قد يكون أبرع نشيد فلسفي في لغة من لغات الأرض”.

هذا ملخص سريع عن فلسفة الكيتا وعقيدتها وبين يدينا ترجمة لكتاب الكيتا الهندوسية المقدس وهو عبارة عن ثمانية عشر نشيداً أوحى بها كرسشنا إلى تلميذه أورجونا فسر له فيها معنى القتال ونفسية المقاتل وواجب المحارب الآري وأخلاق الآريين الاجتماعية وعلاقة الموت والحياة موضوع الخليقة وعلاقة المخلوق بالخالق واتصال العبادة بالمعرفة ثم بين له الحقيقة العليا والفرق بين الروح الخالدة والجسد الفاني والمثال الأعلى لمن يطمح للكمال وهو أن يقوم بالعمل هادئاً مطمئناً من غير أن يخشى عقابه ويرجو ثوابه.

شاهد أيضاً

فلسفة الهند وأبرز حكمائها في سيرة يوغي

تأليف: برمهسا يوغانندا  تاريخ النشر: 31/12/2007     الناشر: دار ومكتبة بيبليون السلسلة: تاريخ الفلاسفة والحكماء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *