كتاب الزيج الصابئ
تأليف: محمد بن سنان الحراني
ترجمة، تحقيق: كرلو نالينو
الناشر: دار ومكتبة بيبليون
النوع: ورقي غلاف فني،
حجم: 24×17،
عدد الصفحات: 283 صفحة
الطبعة: 2
مجلدات: 1
يحتوي على: جداول
اللغة: عربي
نبذة:
إن من أشرف العلوم منزلة وأسناها مرتبة وأحسنها حلية وأعلقها بالقلوب، وألمّها بالنفوس، وأشدها تحديداً للفكر والنظر، وتذكيته للفهم ورياضة للعقل بعد العلم، بما لا يسع جهله من شرائع الدين وسنته، علم صناعة النجوم لما في ذلك من الأهمية والنفع في معرفة مدة السنين والشهور وفصول الأزمان… وزيادة النهار والليل ونقصانهما، ومواضع النيرين وكسوفهما، ومسير الكواكب في استقامتها ورجوعها، وتبدل أشكالها ومراتب أفلاكها وسائر مناسباتها، إلى ما يدرك بذلك مَنْ أنعم النظم وأدام الفكر فيه من إثبات التوحيد، ومعرفة كنه عظمة الخالق وسعة حكمته وجليل قدرته ولطيف صنعه.
ويقول المؤلف محمد بن سنان الحرّاني المعروف بالبنّاتي أنه وعند إطالته النظر في هذا العلم وإدمانه الفكر فيه، وبعد وقوفه على اختلاف الكتب الموضوعة لحركات النجوم، وما تهيأ على بعض واضعيها في الخلل فيما أصّلوه فيها من الأعمال وما انيتوها عليه وما اجتمع أيضاً في حركات النجوم على طول الزمان لما قيست أرصادها إلى الأرصاد القديمة وما وُجِد في ميل فلك البروج عن فلك معدل النهار من التقارب، وما تغير بتغيره من أصناف الحساب وأقدار أزمان السنين وأوقات الفصول واتصالات النيرين التي يستدل عليها بأزمان الكسوفات وأوقاتها، أجرى المؤلف في تصحيح ذلك وأحكامه على مذهب بطليموس في الكتاب العروف بالمجسطي بعد انعدام النظر وطول الفكر والرؤية، مقتفياً أثره متّبعاً ما رسمه إذ كان المجسطي قد تقصّ ذلك من وجوهه ودلّ على العلل والأسباب العارضة فيه بالبرهان الهندسي والعددي الذي لا تدفع صحته ولا يشك في حقيقته، وذكر أنه قد يجوز أن يستدرك عليه في ارصاده على طول الزمان، كما استدرك هو على إبَّرْخُس وغيره من نظرائه لجلالة الصناعة، ولأن سمائية جسيمة لا تدرك إلا بالتقريب، فوضع البناتي بذلك هذا المؤلف الذي أوضح فيه ما استعجم، وفتح ما استغلق، وبين ما أشكل من أصول هذا العلم وشذّ من فروعه، مسهلاً به سبيل الهداية لمن يعمل في صناعة النجوم، ومصححاً فيه حركات الكواكب مواضعها من منطقة فلك البروج على نحو ما وجدها المؤلف بالرصد وحساب الكسوفيين وسائر ما يحتاج إليه من الأعمال مضيفاً إلى ذلك غيره مما يحتاج إليه، جاعلاً استخراج حركات الكواكب فيه من الجداول لوقت انتصاف النهار من اليوم الذي يحسب فيه بمدينة الرقة، وبها كان الرصد والامتحان على تصويب ذلك كله.