آية الله الشيخ الدكتور أحمد مبلّغي/شهادة في منهجية د. لويس صليبا وجهوده في الحوار-ندوة في جامعة أديان ومذاهب قمّ/إيران في 25 تموز 2022
يمكن متابعة الوقائع الكاملة لهذه الندوة على الرابط التالي:
آية الله الشيخ الدكتور أحمد مبلّغي متحدّثاً في جامعة أديان ومذاهب وعن يمينه د. خامه يار
مبلّغي وخامه يار وصليبا مع أساتذة جامعة أديان ومذاهب/قمّ
بسم الله الرحمن الرحيم
أرحّب بقدومكم سعادة الدكتور لويس صليبا وزيارتكم لإيران فرصة ثمينة لنا حقيقة، وأنا أشكركم على جهودكم العلمية والعملية التي تبذلونها في سبيل تفعيل الحوار. وطبعاً فالحوار إذا استطعنا أن نقوّيه فهو يفتح آفاق واسعة أمامنا للدخول في ميادين لم نكتشفها بعد.
أنا رأيت في شخصيّة د. لويس صليبا عدّة عناصر يجب أن نستغلّها في سبيل الحوار.
أولاً: تحريك المفاهيم
فهو يحرّك المفاهيم يعني أن المفاهيم التي ليست لها حركة فقد وجدتُ أنّه يستطيع أن يحرّكها. وهذا ما لا يحدث عند الكثيرين. فالكثير من هذه المفاهيم التي نمرّ عليها مرور الكرام لها قابلية وطاقة كي تفتح أمامنا آفاقاً وكي تؤتينا منهجية للعمل في سبيل التقارب. وأنا رأيتُ الكثير من المفاهيم عندما يطرحها فهو يطرحها بشكل لعلّنا غافلين أن لها طاقة أو طاقات. إنها خاصّية مهمّة.
ثانياً: توظيف المفاهيم
فتحريك المفاهيم لا يكفي، بل الأمر الأهمّ من ذلك هو توظيف المفاهيم. يعني أن هذه المفاهيم لا بدّ من أن نجعل على عاتقها وظائف وأداء اجتماعي، وهذا أيضاً مهمّ. وقد نظرتُ في بعض الكتب التي ألّفها د. صليبا في سبيل الحوار، فوجدتُ أن هذه الخاصّية متوفّرة فيها. يعني أن المفاهيم تتحرّك وتحمل على عاتقها ما يهدف نحو التقارب.
ثالثاً: كسر الأحكام المسبقة
للدكتور صليبا قدرة على كسر بعض الأفكار المسبقة، فنحن عندما نعيش ونتحرّك يكون معنا الكثير من الأفكار المسبقة، ونقع نحن في سجن هذه الأفكار. وهذه الأفكار هي التي تعطّل الحركة، وتوجّهنا كي نقيم ونقوم ونتحرّك. والإنسان الذي ليس بإمكانه أن ينقّح الأفكار المسبقة وأن يختار الصحيح منها فهو ليس إنسان العصر. الإنسان المعاصر يجب أن تكون له وقفة وتأمّل بالنسبة إلى الأفكار المسبقة، ومحاولة تقييمها وتنقيحها واختيار بعض الأفكار المهمّة واستخراجها وأخذها، وحذف تلك الأفكار المضرّة أو غير المفيدة. وأجد في أفكار د. صليبا وفي أسلوبه القاضي بأن يذهب إلى الأفكار المسبقة سواء للمسيحيين أو للمسلمين ويختار تلك التي تنفع، وهذه نقطة مهمّة الحوار. فالحوار غير ممكن مع التصلّب ومع التوقّف ومع الإصرار والتعصّب للأفكار المسبقة. فالأفكار المسبقة لا بدّ من أن نجعلها على طاولة البحث والدرس والدراسة لكي نختار الصحيح منها وأن نحرّكها ونفعّلها. وهذا أيضاً رأيته في أسلوبه.
رابعاً وأخيراً: قدرته على التوقّف والمكث
الإنسان الذي يمرّ بسرعة ليس له شأن علميّ. فالإنسان يجب أن يتأمّل ويمكث ويتوقّف ويرصد ويحاول لكي يفهم ويفهّم. وأسلوب د. صليبا في قضية الحوار، وهذا ما أعجبني حقيقة عندما التقيتُ به في لبنان في بعض الجلسات، إذ رأيتُ عنده فكرة جديدة لم يسبق لها مثيل إذ قد أوجد ربطاً وارتباطاً بين التقارب الإسلامي والحوار المسيحي مع المسلمين. يعني أنّه أوجد ربطاً بين تقاربَين: تقارب المذاهب الإسلامية، والتقارب الإسلامي مع المسيحيين. وهذا هو الذي له طاقات وله أرضية وله مجال. ونحن لو نركّز على هذا المشروع الذي له، فهذا المشروع ينفع. نحن عادة نعمل على إيجاد التقارب بين المسلمين فقط، أو بين الإسلام والمسيحية فقط. والمهمّ والذي ينفع ويفيد والذي يمكن أن يفتح الطريق والذي يقترب من الواقع المعاش هو أو نوجد ربطاً بين هذين التقاربَين، فهذا يكمّل ذاك، وذاك يكمّل هذا. وهذان معاً لو نجعلهما جناحين للحركة التقاربية فبالإمكان أن نصل إلى شيء مهمّ.
أشكر جامعة أديان ومذاهب على هذه الجلسة القيّمة التي عقدتموها، وخاصّة على دعوتكم للدكتور لويس صليبا كي يحضر. ويظهر أنها الدعوة الثانية له، إذ سبق ودُعي. وأقترح على جامعة أديان ومذاهب أن تفتح بحثاً حول التقارب بهذا الطابع الذي اقترحه سعادة الدكتور صليبا.
كما أشكر أخي وصديقي الدكتور عبّاس خامه يار، وأشكر جميع الأساتذة الحاضرين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آية الله الشيخ الدكتور أحمد مبلّغي
جامعة أديان ومذاهب في قمّ/إيران الإثنين 25 / 7/ 2022