تأليف: أبي محمد عبد الحق بن سبعين المرسي الأند
تقديم: عبد الرحمن بدوي
ترجمة، تحقيق: عبد الرحمن بدوي
الناشر: دار ومكتبة بيبليون
النوع: ورقي غلاف فني،
حجم: 21×14،
عدد الصفحات: 403 صفحة
الطبعة: 1
مجلدات: 1
اللغة: عربي
نبذة:
يحق للمغرب أن يعتز بابن سبعين واحداً من بين أعظم أقطابه الروحيين. فهو وإن ولد في مرسية بالأندلس سنة (613هـ/1216/7م) من أسرة نبيلة وافرة الغنى هي أسرة ابن سبعين التي تذكر بعض المصادر أنها تصعد بنسبها إلى النبي، وقضى مطلع شبابه في الأندلس، حيث تعلم العربية والأدب ونظر في العلوم العقلية وأخذ التصوف عن أبي إسحق إبراهيم بن يوسف بن محمد بن الدهاق، فإنه قضى الفترة الزمنية من حياته الروحية في المغرب، وفيه أيضاً ألّف معظم رسائله، وجرت له المناظرات العنيفة مع فقهاء المغرب من أعداء الفلسفة والتصوف، فظهرت عليهم حجته وخصمهم بمتانة استدلاله وسعة اطلاعه.
انتقل ابن سبعين إلى المغرب وهو دون العشرين، فأقام أولاً في سبتة هو وجمع من أصحابه وأتباعه الذين كانوا قد بدأوا يلتفون حوله وهو لا يزال في الأندلس. وشاعت شهرته بالزهد والعلم، وكذلك شهرته بالفلسفة التي استطارت في الآفاق، بدليل ما ورد في مستهل كتاب “المسائل الصقلية”، وهي المسائل التي كان الإمبراطور فردريك الثاني ملك النورمانديين في صقلية قد وجهها إلى علماء المسلمين للاستفادة وحب الاستطلاع لما كانت عليه شهرة المسلمين حينئذ بالفلسفة والعلم. وهذه المسائل الصقلية التي سأل عنها فردريك الثاني علماء المسلمين هي: المسألة الأولى عن العالم: هل هو قديم أو محدث، والثانية من العلم الإلهي: ما هو المقصود منه، وما مقدماته الضرورية إن كانت له مقدمات، والثالثة عن المقولات أي شيء هي، وكيف يتصرف بها في أجناس العلوم حتى يتم عددها، وعددها عشر، فهل يمكن أن تكون أقل، وهل يمكن أن تكون أكثر، وما البرهان على ذلك، والمسألة الرابعة عن النفس: ما الدليل على بقائها وما طبيعتها، ويتفرع عن هذه المسألة الأخيرة سؤال عن أين خالف الإسكندر الأفروديسي أرسطوطاليس.
ويظهر أن المكانة التي نالها ابن سبعين بجوابه كانت عالية وقد أوغرت صدور الفقهاء عليه فراحوا يتهمونه بالكفر، مما اضطر حاكم سبتة، ابن خلاص، إلى طرده منها، فسكن في بجاية مدة إلى أنه في النهاية ونتيجة لكيد من حوله له تمّ نفيه من المغرب، وكان خروجه منها سنة 642 وهو في الثلاثين من عمره. ومن هذا أنه أقام بالمغرب حوالي خمس وعشرين سنة، فيها ألّف جلّ كتبه إن لم يكن كلها، وهذا يعني أن ابن سبعين ألّف القسم الأكبر من رسائله وكتبه في المغرب. ارتحل ابن سبعين إذن من المغرب فلجأ إلى المشرق، فمرّ بمصر، وأقام بها مدة قصيرة فيما يبدو، لأن هدفه الأول كان الحج. فقصد مكة، وهناك لقي من شريف مكة، أبي لحى محمد بن أبي سعد عطفاً ورعاية، وشاع صيته بين أهل مكة بسبب سخائه، وبسبب علمه وكثرة أتباعه، وكان أهل مكة يعتمدون على أقواله، ويهتدون بأفعاله. وقد ظل ابن سبعين في مكة حتى توفي بها في التاسع من شوال سنة 669هـ.
هذا ولم يكن قد نشر من مؤلفات ابن سبعين غير كتاب “الكلام على المسائل الصقلية” في سنة 1941 في بيروت، ليقوم من ثم الدكتور عبد الرحمن بدوي بنشر قسم من رسائل ابن سبعين وهي: “رسالة النصيحة” أو “النورية”، ثم “عهد ابن سبعين” ثم “الإحاطة” وها هو ذا يقوم بنشر ما بقي من رسائله في هذا الكتاب، ليعقّب عليها بنشر كتاب “بدِّ العارف” وهو أكبر كتب ابن سبعين حجماً. ولابن سبعين طريقة في الكتابة غريبة: فكلامه مفكك، قليل الاتصال، حتى قال قاضي القضاة تقي الدين بن دقيق العيد: “جلست مع ابن سبعين من ضحوة إلى قريب الظهر وهو يسرد كلاماً تُعقل مفرداته، ولا تعقل مركباته”، وكذلك يتسم كلامه بكثرة ما يرد فيه من ألغاز وإشارات بحروف أبجد، وله تسميات مخصوصة في كتبه هي نوع من الرموز. وهذه عناوين الرسائل التي ضمها هذا الكتاب وهي: الرسالة الفقيرية، كتاب فيه حكم ومواعظ، الرسالة القوسية، عهد ابن سبعين لتلاميذه، الشرح، كتاب النصيحة أو النورية، رسالة، رسالة في أنوار النبي، رسالة خطاب الله بلسان نوره، ملاحظات على بدّ العارف، رسالة، رسالة، رسالة الألواح المباركة، رسالة، رسالة، وله رضي الله عنه، وصية ابن سبعين لأصحابه، الرسالة الرضوانية، رسالة، رسالة في عرفة.