زاوية الصحة/عدد ت1 /2019:
الزراعة الفيدية مع المهندس د. فادي بستاني حاوره أ. د. لويس صليبا
د. بيتر سوان الخبير الدولي في الزراعة الفيدية
المهندس د. فادي بستاني محاضراً
المهندس الدكتور فادي بستاني الخبير في الزراعة الفيدية
آلية تنشيط طبيعي لنمو النبتة
آلية تنشيط نمو النبتة من البذار إلى الثمار
الزراعة العضوية والبيولوجية هي اليوم مثار اهتمام أكثر الناس، فمع مشاكل التغذية وما تسبّبه المبيدات والأسمدة الكيماوية والأساليب الحديثة التي تركّز على زيادة الكمّية ولكن غالباً على حساب النوعيّة، باتت الزراعة العضوية ملجأً للكثيرين، وبتنا نرى في كلّ المتاجر الكبيرة قسماً يختصّ بمنتجاتها. ولكن قلّة من الناس من سمع بالزراعة الفيدية، وهي تشمل أساليب الزراعة العضوية والبيولوجية، ولكنّها تذهب إلى أبعد من ذلك لتتناول مبادئ وأساليب في الزراعة قد تبدو للوهلة الأولى ثورويّة، لكنها في الحقيقة عريقة جدّاً في القدم، وتأتي الأبحاث العلمية الحديثة لتؤكّد فاعليّتها.
وعندنا في لبنان واحد من المتخصّصين البارزين في الزراعة الفيديّة والعلوم الفيديّة عموماً. إنّه المهندس الدكتور فادي. بستاني. لذا توجّهنا إليه، وسألناه عن هذا العلم العريق/الحديث، فكان هذا الحوار.
–د. فادي بستاني: السؤال البديهيّ الأول: ما هي العلوم الفيدية عموماً، والزراعة الفيديّة خصوصاً؟
كي نفهم ما هي العلوم الفيدية لا بدّ لنا أن نعرف ماذا تعني كلمة فيدا: إنها كلمة سنسكريتية ومعناها معرفة. وعندما نتحدّث عن المعرفة فإنّنا نقصد بذلك كلّ نواحيها: من ألطف مستوى إلى المستوى السطحي أو الأكثف. أما الزراعة الفيدية، فهي قسم من الفيدا وتتناول الزراعة وأساليب تحسين الإنتاج نوعاً وكمّاً، وهي، ككلّ العلوم، لها جانب نظريّ علمي، وآخر عمليّ تطبيقيّ.
-من هو الذي يتولّى نشر هذه العلوم في أيامنا؟
إنه الحكيم الهندي المعاصر مهاريشي ماهش يوغي (1912-2009) فهو من أعاد إحياء هذه المعرفة الفيدية وأطلقها اليوم بكامل أصولها وتفاصيلها.
-بماذا تُعنى الزراعة الفيدية عملياً اليوم وما هي أهدافها؟
يمكن أن نلخّص أهداف الزراعة الفيدية بالنقاط الأساسية التالية:
1-توافق المبادئ والأساليب الزراعية وانسجامها مع مفاهيم الطبيعة وقوانينها وذكائها الخلّاق.
2-تحويل الزراعة الحديثة عن الحراثة أي الاستغناء عن الفلاحة.
3-تحويل علم التربة من الكيميائي الى البيولوجي.
4-تحويل خصوبة التربة من المحدود الى اللامحدود.
5-تحويل الأساليب والتقنيات الزراعية من مبدأ الشكل والحجم الخارجي إلى مبدأ القيمة الغذائية الداخلية أي من الكمية فقط إلى الكمية والنوعية معاً.
6-إعادة الخصوبة إلى التربة من خلال تحويل المخلّفات الزراعية إلى سماد زراعي.
-ما هي المبادئ التي تستند إليها الزراعة الفيدية؟
أبرز مبادئها اثنان:1-جهد أقل ومحاصيل أكثر ونوعية أفضل. 2-إزالة الفقر والتحول إلى الوفرة والازدهار.
-ما هي مجالات عمل الزراعة الفيدية؟
إنها فعلاً زراعة عامّة وشاملة. فعندما نقول زراعة فيدية فهذا يعني أوّلاً الطرق والأساليب الطبيعية 100%. ومجالات اهتمام الزراعة الفيدية تبدأ من مرحلة البذور ونوعية التربة وهي المرحلة الأولى في كلّ العلوم الزراعية، لتصل إلى المرحلة الأخيرة أي مرحلة الاستهلاك، مروراً بطرق الزراعة ومراحلها وتحسين الإنتاج وجودته، وطرق التصريف، وزيادة المحصول وتحويله وتصنيعه. وإلى جانب كلّ ذلك تُعنى الزراعة الفيدية كذلك بالثروة الحيوانية وكيفية تنميتها واستثمارها.
-لنبدأ إذاً بالمرحلة الأولى أي البذار، فماذا تقول الزراعة الفيدية عنها؟
إذا قلنا البذار، فسنقول حتماً التربة التي تُزرع فيها البذور. والبذور يجب أن تكون عضوية والتربة خصبة وغير ملوّثة بموادّ كيماوية أو غيرها. كان مفهوم الحراثة ضرورياً لإزالة الأعشاب الضارّة، وتهوئة الأرض، وتحسين امتصاص الرطوبة وزيادة الخصوبة. والآن من خلال الزراعة الفيدية أصبح معروفاً أن هذه الأمور يمكنها أن تحصل من دون حراثة أو حراثة بارزة.فالحراثة هي كارثة على التنوّع البيولوجي للتربة. ما هي التأثيرات السلبية للحراثة؟يمكن تلخيصها بالنقاط التالية:1-إضعاف خصوبة التربة في جميع أنحاء العالم ممّا أدّى إلى استخدام المبيدات والأسمدة الكيميائية.2-ازدياد جرف التربة Erosion وضغط الأرض من خلال الجرّارات الزراعية.3-انخفاض امتصاص الرطوبة والحفاظ عليها.4-ازدياد الفياضانات.5-انخفاض التنوّع البيولوجي للتربة من بكتيريا وديدان وغيرها.
-مع الاستغناء عن الحراثة كيف تحدّد إذاً الزراعة الفيدية؟
الزراعة الفيدية باستغنائها عن الحراثة هي جهد أقل ومحاصيل أكثر ونوعية أفضل.
–وهل يتوجّب الحفاظ على التربة وعدم المسّ بمكوّناتها في الزراعة الفيدية؟ ولماذا؟
بالطبع. وكي نفهم لماذا، علينا أن نتحدّث عن مكوّنات هذه التربة. فهي مؤلّفة عموماً من 45% من معادن، 25% هواء، 23% مياه و7% من مواد عضوية. أما الموادّ العضوية فهي مؤلّفة من دبال (ذبول) Humus، وجذور وكائنات حيّة من بكتيريا وفطريات وديدان وغيرها. فالتربة كما أثبتت علوم الحياة أو البيولوجيا هي منظومة بيئيّة Ecosystème كاملة وشاملة وكلّ عنصرٍ من هذه العناصر له دوره في الدورة الزراعية، وغياب أي عنصر من هذه العناصر يؤدّي إلى خللٍ بيئيّ سينعكس حتماً على المنتوج الزراعي كمّاً ونوعاً.
-وهل للدود والحشرات والفطريّات دور إيجابي في الزراعة؟!
بالطبع، فهي عناصر أساسيّة من المنظومة البيئية أو إيكوسيستيم للتربة ولها دورها في الدورة الزراعية. ففي الزراعة الفيدية ننتقل بعلم التربة وتغذية النبات من المقاربة الكيميائية إلى المقاربة البيولوجية. النبات ومنظومة التربة البيولوجية هما وجهان لعملة واحدة. حيث هناك نبات، هناك منظومة تربة وحيث توجد منظومة تربة لا بدّ أن يوجد حتماً نبات.
-ما هو المطلوب إذاً للمحافظة على هذه المنظومة البيئية للأرض الزارعية؟
المبدأ الأوّل في الزراعة الفيديّة: عليك أن تحافظ على التربة ومنظومتها البيئية كما أوجَدَتها الطبيعة. لذا فالنظرية الأساسية في الزراعة الفيدية هي: لا حراثة، لأن الزراعة الفيدية أو الطبيعية تعتمد على كلّ المكوّنات الآنفة الذكر من مجتمع الكائنات الحية من بكتيريا، فطريّات وغيره، وأنت عندما تفلح أو تحرث الأرض تقوم في الحقيقة بتدمير هذا المجتمع كلّياً أو جزئياً. تماماً كما لو أنّك تسكن منزلاً، ودمّرَه زلزال، فهل تستطيع أن تستمرّ في سكناه؟! تدمير هذا المكوّن ينتج عنه إضعاف مناعة النبات وقوته فيصبح عرضة للعوامل الخارجية. ويتحوّل إلى فريسة سهلة للحشرات والجراثيم والطفيليّات. مما يضطّر المزارع إلى استعمال المبيدات والأسمدة الكيميائية وغيرها.
-لماذا تحذّر الزراعة الفيدية من استخدام المبيدات والأسمدة الكيميائية؟
لأن لها تأثيرات سلبية عديدة.
-هل يمكنك أن تلخّصها لنا؟
أبرز هذه التأثيرات هو التالي:
1-إضعاف خصوبة التربة ومن بعدها النبات.
2-نبات ضعيف يجلب الحشرات والأمراض.
3-الحشرات والأمراض تعالَج بالمبيدات.
4-انخفاض النوعية والقيمة الغذائية للإنتاج الزراعي.
5-زيادة الأمراض الناتجة عن استهلاك هذا الإنتاج.
وهل للمبيدات تأثيرات سلبية على البيئة؟ وما هي؟
بالطبع، وأبرزها هو التالي:
1-الإضرار بالتربة 2-المبيدات والأسمدة الكيميائية ينتج عنها أعشاب برّية أكثر صلابة. 3-تزيد من تلوّث الأرض الجوفية والأنهر والمستنقعات. 4-دلّت الدراسات على تزايد الوفيات الناتجة عن استعمال المواد الكيماوية في الزراعة.
-ما هي الوسائل لتحسين الإنتاج الزراعي بالطريقة الفيدية؟
يلجأ المزارعون التقليديّون إلى الفيتامينات والأسمدة الكيماويّة لتكثيف الإنتاج الذي تدنّت نسبته بفعل ضعف المناعة الناتجة عن استعمال المبيدات. هذا مفهوم خاطئ. يعتقد هؤلاء المزارعون أن الإنتاج يعتمد على المكمّلات الإضافية. في حين بيّنت الدراسات أن جميع الأتربة التي فُحصت حتى الآن تحتوي على خصوبة أكثر بمئات المرّات من حاجة نمو النباتات شرط إبقاء هذه الكائنات الحيّة داخل الأرض.
-وما هي إذاً فوائد الديدان في التربة؟
يمكننا تلخيص هذه الفوائد بما يلي:
1- تزيد من كمية البكتيريا والفطريات.
2- تدوير التربة وتأمين ممرّات هوائية ومائية
3- تزيد هرمونات نمو النبات وتفكيك الأنزيم.
-ما هي أبرز وسائل الحفاظ على التحسين الزراعي؟
من أهمّها الحفاظ على الدورة الغذائية للنبتة من خلال الدبال أي الأوراق التي تتساقط من الإنتاج الزراعي. فالنشاط الميكروبي للتربة في الشتاء يساند نمو النبتة في الصيف وبهذا تزداد خصوبة التربة أكثر فأكثر
-ما الفرق بين الزراعة العضويّة والزراعة الفيديّة؟
الزراعة العضويّة جزء أساسي من الزراعة الفيدية. فهذه الأخيرة هي أيضاً ضدّ المبيدات والأسمدة والأدوية الكيميائية وكلّها تؤثّر سلباً على صحّة المستهلك وتشدد على القيمة الغذائية، المذاق، والصحة الغذائية. لكن الزراعة العضوية تتوقّف عند هذا الحدّ، وهي لا تغيّر شيئاً في الطريقة الزراعية كما تفعل الزراعة الفيديّة. ومن هنا يمكننا القول الزراعة العضويّة هي قسمٌ من المعرفة الزراعيةّ الطبيعيّة، وليست المعرفة كلّها.
-هل هناك وسائل أخرى لتحسين الإنتاج الزراعي؟
نعم ومثل على ذلك التنويع الزراعي. في الصين زادت زراعة الأرز بنسبة 89% عندما زرعوا نوعين منها جنباً الى جنب كما انخفضت الأمراض بنسبة 94%.
-ولكن كيف يمكن إعادة تأهيل الأرض أو التربة التي أضاعت خصوبتها؟
الحلّ هو بإضافة السماد العضوي أو الكمبوست. فيعيد هيكلة التربة ويزيد الرطوبة والمواد العضوية فيها كما يساعد على إعادة تكوين مجتمع الكائنات الحية من بكتيريا وفطريات.
-وهل من وسائل أخرى؟
نعم هناك وسائل عدّة أخرى لتحسين الانتاج كمعالجة البذور قبل زرعها، تحديد التوقيت المناسب للزرع والحصاد، استعمال أسمدة طبيعية وغيرها لتحسين نوعية التربة أساس كل زراعة. فأساس كل نبتة أو شجرة ليس ما نراه منها، بل هو جذورها المخفيّة في عمق الأرض. وفي هذا الصدد يقول الحكيم الفيدي مهاريشي ماهش يوغي:
Water the roots to enjoy the fruits، أي غذّي الجذور كي تتمتّع بالثمار.
-كيف نحصل على الكمبوست ؟
هناك عدة طرق وأنواع من الكومبوست ويمكن الاستعلام عنها عبر الإنترنت. والأهمّ استخدام موادّ أساسية عضوية لصناعتها.
-كيف تتمّ عملية الزراعة في الزراعة الفيديّة لا سيما وأنّك لا تستخدم الحراثة؟
يمكننا أن نميّز في هذا الصدد بين مستويَين: فعلى المستوى الفردي أي المزارع الصغير فيمكنه أن يبدأ من رفش صغير يحفر فيه الأرض بما لا يزيد عن 10 سنتم وفيه يضع البذار أو يغرس النبتة. أمّا في الزراعات الكبيرة فهناك آليّات زراعية حديثة لها دواليب عديدة كي لا تضغط الأرض، تحفر ما لا يزيد عن 10 سنتم وتضع البذار أوتوماتكياً.
-لماذا يجب أن لا نضغط الأرض؟
عندما تضغط الأرض وتكبِسها فأنت تؤذي مباشرة مجتمع الكائنات فيها، وسائر عناصر المنظومة البيئية. هذا ما تفعله الجرّافات الكبيرة وغيرها من الآليّات. ومن هنا بدأ تصنيع آلات زراعية حديثة ذات دواليب عديدة وعريضة تجعل وقع هذه الآلة على الأرض خفيفاً وبالتالي غير مؤذٍ إلى حدّ ما.
-ولكنّنا نعرف أن كمّية الانتاج في الزراعة الطبيعية أو بالحري العضوية أقلّ منه في الزراعة العادية التي تُستخدم فيها المبيدات والكيماويّات!!
هذه الفكرة خاطئة 100%. الزراعة العضويّة تكتفي بالامتناع عن استخدام المبيدات، وهذا لوحده غير كافٍ. إنتاج الزراعة العضويّة خفيف لأنّهم لا يزالون يحرثون الأرض فتنخفض خصوبتها كما قلنا سابقاً، وبالتالي فمناعة المزروعات لا تزال ضعيفة: تجد حبّة الفواكه في الزراعة العضوية صغيرة أو عليها بقعة ما: أي مرض. أمّا الزراعة العضويّة من دون حراثة فتزيد الإنتاج وتحسّن نوعيّته في آن. ومن هنا قولنا إن الزراعة الفيديّة تشمل الزراعة العضويّة وتتخطّاها في آن.
وبالتالي فإن المفهوم القائل إن الزراعة الطبيعية أو بالحري الفيدية محدودة المنتوج مفهوم خطأ. فالزراعة الطبيعية زراعة منتجة، إذ يكفي أن تعيد للنبتة مناعتها الكاملة وهي تعطي كامل عطائها.
-قلتَ إن المبيدات تؤذي صحّة المستهلك، هل لك أن تضرب لنا أمثلة عملية على ذلك؟
المبيدات، وكما ذكرتُ سابقاً سموم قاتلة وقسمٌ منها يدخل في الفواكه والخضار، وبالتالي إلى جسم الإنسان فيسمّمه تدريجيّاً.
-ماذا عن سائر الطرق الحديثة المعتمدة في الزراعة والتي تؤذي الصحّة؟
نعم هناك عدة وسائل يستخدمها المزارعون ما يجعل الإنتاج أكبر حجماً خصوصاً بالري. البطّيخ كان حدّه الأقصى في الماضي القريب 6 أو 7 كلغ، بينما اليوم فأنت كثيراً ما تجد بطّخية وزنها 15 كلغ. فنحن ننصح جميع المزارعين والمستهلكين بالعودة الى الطبيعة لأنها الأفضل.
-ماذا الآن عن طرق تخزين الإنتاج الزراعي وحفظه؟ وما الذي تنصح به الزراعة الفيديّة في هذا المجال؟
إن أفضل طريقة طبيعية لحفظ الإنتاج الزراعي وتخزينه هو التجفيف: في التجفيف لا تخسر شيء من المقوّمات الغذائية للخضار أو الفواكه. وهي طرق تقليدية عرفناها في تراثنا اللبناني. ومَن منّا لا يذكر عقود البامية المجفّفة؟! والفواكه المجفّفة كالتين، والزبيب؟
وحتى البندورة كانوا يجفّفونها: يقصّونها ويعرّضونها للشمس فتجفّ وتُحفظ وتخزّن. وبعض الخضروات والحشائش يجفّف في الظلّ مثل النعنع والملوخيّة والحبق وغيرها. كلّنا نعرف كيف كان أجدادنا يتقنون هذه الوسائل.
-هل من طرق حفظٍ طبيعيّة أخرى؟
من هذه الطرق: التمليح أي النقع بالملح، وبالتحويل: كالأجبان والألبان، البرغل، الكشك، المكدوس، المخلّلات، المربّيات، حفظ الفواكه Compotes، ربّ البندورة, الخ… فالمطبخ اللبناني غني في هذا المجال. ولا يجب أن ننسى وضع المحصول في Caves وهذه الطريقة كثيرة الاستعمال في البلدان الأوروبية حيث يوجد واحدة تحت كل منزل وتُبقي الانتاج طازجاً على مدار السنة
-ماذا الآن عن تربية الماشية في الزراعة الفيديّة؟
تشدّد العلوم الفيدية على أن أفضل حمية للإنسان هي الحمية النباتية المقرونة بمشتقّات الحليب LactoVegetarienne.
-ولكن يكثر الحديث اليوم عن مضارّ الحليب والحساسيّات التي يسبّبها!!
الحليب عموماً فئتان ونوعان A1 و A2. حليب الأبقار الهولندية، وهو الفئة الطاغية في السوق، هو من الفئة A1، وكثر هم الذين يعانون من حساسية عليه. أمّا حليب البقرة البلدية، وهو اليوم، مع الأسف، غير متوفّر بكثرة فهو من الفئة الثانية A2، ولا يسبّب مشاكل أو حساسيّة. وضمن هذه الفئة حليب البقرة الهندية Gur Cow أو المعروفة Daisy Cow، ويعتبر حليبها الأفضل صحّياً.
-ما هي أهمّية الزراعة الفيديّة علاجيّاً؟
الطعام الفيدي طعام طبيعي 100%. هناك مثلٌ في العلوم الفيدية يقول:
عندما يكون النظام الغذائي غير صحيح، فالتداوي غير نافع. وعندما يكون النظام الغذائي صحيحاً فالتداوي غير ضروري. وهناك مثلٌ آخر يقول: الغذاء هو الدواء والدواء هو الغذاء
-أين تطبَّق اليوم مبادئ الزراعة الفيدية؟ وما هي نتائجها؟
هذه الزراعة ما زالت موجودة في عدة أماكن في الهند وهي اليوم تزداد انتشاراً فبعد أن استعان المزارعون هناك بالطرق الكيميائية ولم تأتي بالمتوقّع ومع الكلفة المرتفعة للكيميائيات على المزارع الهندي، اضطّر هؤلاء إلى العودة إلى الأساليب الفيدية النابعة من الهند والتي أعادت المجد إلى الزراعة حيثما طبّقت. اليوم أصبحت هذه المعرفة منتشرة أكثر فأكثر في كافة أنحاء العالم بفضل الدورات التي ينظّمها ويديرها الدكتور بيتر سوان وهو الأخصّائي بجامعة مهاريشي الأوروبية للبحوث والمسؤول الأول عن برنامج Maharishi Vedic Organic Agriculture and Gardening
خاتمة
الزراعة الفيدية هي في جانبٍ منها عودة إلى تراثنا وتقاليدنا التي نسيناها بفعل طغيان الأساليب الحديثة المصطنعة. وهي كذلك عودةٌ إلى الأرض التي نحن منها كي نحترمها ونحافظ على مكوّناتها الطبيعية ومنظومتها البيئية والامتناع عن تدمير هذه المنظومة بالحراثة وغيرها…
والزراعة الفيدية وقاية طبيعية من مئات الأمراض التي تفتك بصحّتنا. وهي كذلك تحمل حلولاً لمشاكل لا نزال نقف أمامها عاجزين. فما الذي ننتظره كي نعود إلى حضن الطبيعة. إنها أمّنا، وهي أدرى بحالنا وبما يفيدنا. ونختم مقالنا بقول من مهاريشي يلخّص مجمل ما جاء فيه: جارِ القانون، يجاريك القانون الطبيعي.