نبذة :"الأزاهير المضمومة في الدين والحكومة" كتاب ردّ من خلاله الباحث "أمين خير الله صليبا" على مواقف فكرية وسياسية طرحت في ذلك الزمن، غداة تأليف الأمير "فيصل بن الشريف حسين" حكومته العربية في دمشق. ومن الصفحة الأولى تتضح لنا هذه الفكرة. فقد افتتح المؤلف مصنفه برسالة إلى الشريف حسين ملك الحجاز، وقائد الثورة العربية.والرسالة هذه جاءت بمثابة استئذان بتأليف الكتاب. وفيها يصف الأمين وعلى طريقته، السجال الفكر المحتدم في ذلك الوقت، حول طابع وهوية الحكومة المزمع تشكيلها فيقول: "ثم أعرض باحترام بين يدي مولاي، إن الألسنة هنا في القطر السوري لاكت كلمة، وهي الحكومة العربية ستكون على قاعدة أنها دينية. وذلك ما لا يصح الخ... "فيتصدى الأمين لهذا الرأي. ويعلن بطلانه ومطالبته بأن تكون الحكومة العربية حكومة إسلامية الخ...ويظهر نيته بوضع كتاب، يبسط فيه فكرته هذه ويشرحها. ويقدم لصاحب الجلالة فذلكة بأبحاث هذا الكتاب، طالباً منه أن يجيز له تأليفه. ورسالة الأمين مؤرخة في دمشق في رمضان 1337 الموافق في 02/06/1919... أي في عزّ انعقاد مؤتمر الصلح في فرساي بالقرب من باريس. وكان هذا المؤتمر قد افتتح في 18/01/1919، وأعلنت فيه مواقف ومطالب حدّ متناقضة، وبشأن الوضع في سوريا، ولبنان، وفلسطين وغيرها. وأشكال الحكومة، أو الحكومات المقترحة فيها.مشروع الأمين "إنشاء كتاب، يبسط فيه فكرته عن الحكومة، يأتي إذا في وسط هذا الجدل المحتدم حول الحكومة والمصير ما سيكون له الأثر البالغ على مستقبل المنطقة التي تشمل اليوم سورية ولبنان والأردن والعراق وفلسطين. وأراد الأمين أم يدلي بدلوه في معمعة صراع الأفكار والمواقف هذا.لذا فموقفه، ورأيه، وكتابه بالتالي الذي يفصل فيه كل ذلك لا يمكن أن يفهم، بمعزل عما يقابله، أو حتى يناقضه، من مواقف وأفكار أخرى. بمعزل عما كان يقابله، أو حتى يناقضه، من مواقف وأفكار أخرى. وبمعزل عن الأحداث التاريخية التي جرت في تلك الفترة وخلفياتها وجذورها، وكذلك نتائجها. والتي أدت في خاتمة المطاف إلى ولادة الدول المتعددة التي نعرفها اليوم.وبالنظر للأهمية التي يحتلها هذا الكتاب، فقد اعتنى "أمين صليبا" إلى تصنيف دراسة تمحورت حول ما أثاره كتاب الأزاهير من طروحات وتساؤلات، وخلفيات ثقافية وتاريخية ودينية، وذلك في إطار العرض والنقد.وهكذا قسم أمين صليبا متن هذه الطبعة من الأزاهير إلى محاور هي أبواب ثلاثة: المحور الأول: ألقى من خلاله نظرة عامة على المحصلة الثقافية للأمين وخلفيته العائلية، ومجمل نتاجه الأدبي والفكري، ونتاج أبيه من قبله، وهذا ما شكل الموضوع العام للباب الأول من الدراسة. الإطارين الفكري والتاريخي، اللذين ظهر فيهما كتاب الأمين. مما يعني عرض الظروف التاريخية السياسية التي سادت قبل الحرب العالمية الأولى. أي إعلان الدستور العثماني الجديد، البذور الأولى للقومية العربية، الصراعات السياسية والفكرية غداة انتهاء الحرب العالمية، ومطالب الفئات الدينية والسياسية المختلفة بشأن الدولة والحكومة وهويتها. فموقف الأمين، هو في النهاية، واحد من هذه المواقف. ولا يمكن فهم تميزه واختلافه عنها، إلا بعد عرضها أو عرض غالبيتها. وهذا ما شكل موضوع الباب الثاني من الدراسة.المحور الثالث يتناول أولاً عرضاً وافياً لنظرية الأمين، ونظامه السياسي المقترح للدولة والحكومة. حيث عرض لأبرز النقاط والعناصر التي يطرحها كتاب الأمين. عنوان الدراسة : أمين خيرالله صليبامفكّر مسيحي طالب بالإسلام ديناً للدولة.مؤلف الدراسة الجزء الأول من الكتاب: د. لويس صليباباحث وأستاذ في الدراسات الإسلامية / باريس.عدد الصفحات : 234مؤلف المصنَّف الجزء الثاني من الكتاب: أمين ظاهر خير الله صليباعنوان المصنَّف : الأزاهير المضمومة في الدين والحكومة.عدد الصفحات : 400القياس : 15 × 21سنة النشر : 2005الصف والإخراج : صونيا سبسبيالناشر : دار ومـكتبة بـيـبـلـيونشارع مار بطرس – جبيل – لبنان byblion1@gmail.com2005 – جميع الحقوق محفوظة للناشر عندما عقدنا النيّة على إعادة نشر كتاب "الأزاهير المضمومة في الدين والحكومة"، لنسِيبنا أمين ظاهر خيرالله صليبا. كانت فكرتنا تقتصر على أن يرافق النص الأصلي الكامل للكتاب، مقدّمة عامة وجيزة، تتمحوَر حول مواضيع ثلاثة:1- حياة الكاتب وأبرز مؤلّفاته مع نبذة موجزة عن والده، الذي كان بدوره أديباً معروفاً.2- الظروف، والأحداث التاريخية، والفكرية التي دفعته إلى تصنيف مؤلَّفه.3- نظرة تحليلية سريعة في مضمون الكتاب.لكنّ الإشكالية الأساسية التي حاولنا تقديم جواب واضح عليها، أغرتنا بالتوسّع، والتعمّق في البحث. والإشكالية هذه هي التالية:ما الذي دفع كاتباً، ومفكراً مسيحياً أرثوذكسياً، ملتزماً بمسيحيّته، كأمين خيرالله صليبا إلى المطالبة بحكومة إسلامية في البلاد السورية، بعد اندحار العثمانيين الأتراك؟ولقد شعرنا أن الإجابة على إشكالية كهذه، أساسية، وضرورية. ليس فقط لفهم مضمون الكتاب وطروحاته. بل، وأيضاً، لتسليط أضواء جديدة على تلك الحقبة المفصلية في تاريخنا المعاصر: أي الفترة التي سبقت الحرب العالمية الأولى، وبالأخص منذ إعلان الدستور في الدولة العثمانية عام 1908، والإرهاصات الأولى لظهور القومية العربية. وبالتالي الصراع الفكري والسياسي الذي كانت الولايات العربية السابقة في الدولة العثمانية. ولا سيّما منها لبنان وسوريا وفلسطين، مسرحاً له إثر انتهاء الحرب العالمية الأولى، وما تمخض عنه هذا الصراع من نتائج سياسية، لا سيما منها نشوء الدول التي نعرفها الآن.هذه القضايا المحورية في تاريخنا المعاصر، والتي قادتنا إلى التطرّق إليها الإشكالية والتساؤلات المطروحة بداية، حفزتنا على التوسّع في التحليل والبحث، علّنا نقدّم مساهمة متواضعة، في فهم مواقف، ليس فقط مفكّر واحد من تلك الحقبة، هو أمين خيرالله صليبا، بل وأيضاً شريحة ممّن كان هذا الأخير يعبّر عن رأي قريب من رأيهم، أو موقف أعلنوه هم بطريقة مختلفة. وذلك على قدر ما أتاح لهم موقعهم إعلانه. ونقصد بهذه الشريحة تحديداً مَن كان بطريرك الروم الأرثوذكس "غريغوريوس الرابع حدّاد" الشخصية التاريخية الملفتة والمحورية في تلك الحقبة، يعبّر عن آرائهم وأمانيهم في الوطن والمصير. ولا أقول هنا أن الأمين كان في كتابه ناطقاً بلسان البطريرك، ومعبّراً عمّا لا يستطيع هذا الأخير الإعلان عنه. ولكن انتماء الأمين إلى دائرة البطريرك، وعوامل أخرى كثيرة، غير هذه، مثل تشابه التعابير، والتأييد الكامل للأمير فيصل وغير ذلك ممّا هو مفصّل في الدراسة، تقودنا إلى الحديث عن نوع من التنسيق، أو التكامل على الأقل بين الموقفين.والسؤال الإشكالي، المُشار إليه، كان يطرح نفسه علينا بإلحاح، طيلة رحلتنا هذه مع أمين خيرالله صليبا وكتابه. وإذا أردنا صياغته بطريقة أخرى نقول: مفكّر وكاتب مسيحي ملتزم. وابن كاتب عُرف بتمسّكه بمسيحيّته، ودفاعه عن عقيدته الأرثوذكسية. وتلميذ للبطريرك الأرثوذكسي "غريغوريوس الرابع" ومقرّب منه. ما الذي دعاه إلى المطالبة بأن يكون دين الحكومة الرسمي في البلاد السورية أو دين الدولة، وفق التعبير الحديث في الفكر السياسي، هو الإسلام ؟! وذلك مع الحفاظ على حرّية الأديان الأخرى.أيّاً يكُن رأينا في موقف كهذا، فلا شك أنه جريء ومُلفت. ويدعو إلى التأمّل. وهذا بالحقيقة ما استدرجنا من مجرّد كتابة مقدّمة تعريفيّة لهذا الكتاب، إلى تصنيف دراسة تتمحور حول ما يثيره كتاب الأزاهير من طروحات وتساؤلات. وخلفياتها الثقافية والتاريخية والدينية. وذلك في إطار من العرض والنقد.وهكذا تقسّمت دراستنا إلى محاور هي أبواب ثلاثة:1- المحور الأول، الإطار الشخصي، والعائلي. مما يعني إلقاء نظرة عامة على المحصّلة الثقافية للأمين وخلفيّته العائلية. ومجمل نتاجه الأدبي والفكري. ونتاج أبيه من قبله. وهذا ما شكّل الموضوع العام للباب الأول من الدراسة.2- الإطارين الفكري والتاريخي، اللذين ظهر فيهما كتاب الأمين. مما يعني عرض الظروف التاريخية السياسية التي سادت قبل الحرب العالمية الأولى. أي إعلان الدستور العثماني الجديد، البذور الأولى للقومية العربية، الصراعات السياسية والفكرية غداة انتهاء الحرب العالمية، ومطالب الفئات الدينية والسياسية المختلفة بشأن الدولة والحكومة وهويّتها. فموقف الأمين، هو في النهاية، واحد من هذه المواقف. ولا يمكن فهم تميّزه واختلافه عنها، إلا بعد عرضها أو عرض غالبيتها. وهذا ما شكّل موضوع الباب الثاني من الدراسة.وقد رأينا، أنه لا بد من إيفاء هذا الموضع حقه من العرض. إن من ناحية المجريات التاريخية الأساسية. أو من ناحية المواقف الفكرية السياسية التي طرحت، لا سيما على مؤتمر الصلح في قُرساي، وذلك كمدخل طبيعي ومنطقي لعرض نظرية الأمين ونقدها.3- المحور الثالث يتناول أولاً عرضاً وافياً لنظريّة الأمين، ونظامه السياسي المقترح للدولة والحكومة. وعرضنا هذا، حاولنا فيه استخراج أبرز النقاط والعناصر التي يطرحها كتاب الأمين. وإعادة تقديمها في لوحة أو نظام متكامل. وقد آلينا أن نعرض بداية دون أن ننقد. ثم تناولنا العوامل التي أثّرت على الأمين في إطلاق موقفه هذا. من علاقته بالبطريرك الأرثوذكسي، وغير ذلك. لنصل بعدها إلى تسجيل عدّة ملاحظات على نظرية الأمين.ونخلص ختاماً إلى ميزه هذه النظرية . وهل من فائدة محتملة لها اليوم ؟هذا أبرز ما حوته دراستنا من نقاط وإشكاليات ومحاور. أملنا أن نكون قد أعدنا إلى دائرة الضوء مفكّراً لا يستحق أن يطويه النسيان. وأن نكون قد ساهمنا بتسليط أضواء جديدة على حقبة مفصلية من تاريخنا السياسي والفكري. فإن نجحنا في ذلك، نكون قد بلغنا القصد. وإن لم ننجح فحسبنا شرف المحاولة. د. لويس صليباباريس في 30/08/2004 محتويات الدراسة إهداء 5مقدّمة 7الباب الأول: أمين خيرالله صليبا، عصره، حياته، مؤلّفاتهالفصل الأول: ظاهر خيرالله صليبا لغويّ ومتمسّك بالدين 15الفصل الثاني: أمين خيرالله صليبا حياته ومؤلّفاته 21الباب الثاني: البيئة التاريخية والفكرية للأمين وكتابهالفصل الأول : كتاب الأزاهير المضمومة في إطاره التاريخي 35الفصل الثاني : في إعلان الدستور 1908 إلى مؤتمر باريس 1913 39الفصل الثالث : الحرب العالمية وإعلان الثورة العربية 47الفصل الرابع : نهاية الحرب وإعلان الحكومة العربية في دمشق 53الفصل الخامس: فيصل واللبنانيون في مؤتمر الصلح 59الفصل السادس: مذكّرات الأحزاب اللبنانية والسورية إلى مؤتمر الصلح 65الفصل السابع : لجنة الاستفتاء وعودة فيصل 75الفصل الثامن : فيصل والبطريرك الماروني في مؤتمر الصلح 87الفصل التاسع :عودة فيصل الثانية: صراع سياسي وأحداث طائفية 95الفصل العاشر : وفد لبناني ثالث إلى باريس وإعلان لملكية فيصل 103الفصل الحادي عشر: سقوط ملكية فيصل وقيام لبنان الكبير 115الباب الثالث: كتاب الأزاهير مضموناً وتحليلاً وأثراًمدخل 123الفصل الأول : إفتتاحية الكتاب: رسالة إلى الشريف حسين 125الفصل الثاني : عرض الكتاب على الأمير فيصل والمجمع العلمي 135الفصل الثالث: القسم الماورائي من الكتاب 143الفصل الرابع : نظرية الأمين في الفكر السياسي 149الفصل الخامس: أبرز المؤثرات في نظرية الأمين 167الفصل السادس: الأمين وبطريركه 173الفصل السابع : أسلوب الكتاب 191الفصل الثامن : نظرة نقدية إلى كتاب الأزاهير 197الفصل التاسع : أصداء الكتاب في زمنه 207الفصل العاشر: ما الذي يبقى اليوم من كتاب الأزاهير؟ 213خاتمة الدراسة: 221ملحق : 222لائحة المراجع: 227 {vsig}Library/Islamic/azahir{/vsig}